وائل 76
08/02/2008, 08:11
حينما تصبح مصر وقفاً إمبريالياً خالصاً .. هنيئاً " أبو الغيط " !
هبت رياح الحق العاتية ؛ و انتفض المعذبون بالصمت العربي فسقط إرث " سايكس بيكو " بين ليلة و ضحاها ؛ انتفض الجياع و سجلوا في ذاكرة التاريخ لأول مرة في العصر الحديث انتقالا ما بين أرضنا العربية و أرضنا العربية الأخرى دون تأشيرة دخول أو خروج ؛ انتفض الرجال فأسقطوا معادلات الموت و التآمر ؛ انتفضت إرادة استمدت بأسها من بأسه عز و جل فأطبق الصمت و لم يعد الأذناب و أذناب الأذناب يملكون أدنى إرادة ناجزة أمام ما يحدث !
منذ اللحظة الأولى لسقوط جدار الموت الذي يفصل ما بين أرضنا و أرضنا أدرك الجميع أننا على أعتاب مرحلة حاسمة ليس في تاريخ القضية الفلسطينية فحسب و إنما في تاريخ المنطقة بل العالم العربي و الإسلامي ؛ و بالرغم من قصر النظر المزمن الذي يعاني منه بعض الكتاب و المحللين كالذين رأينا وصلاتهم الساخرة في الأيام الأخيرة على صفحات الصحف الرسمية إلا أن عدد كبير من الكتاب و المحللين رأى في سقوط جدار الموت مقدمة و إرهاصات لمرحلة إعادة صياغة جغرافيا المنطقة من جديد بعدما أُعيد صياغة العقل الجمعي العربي بمعادلات جديدة ليس أقلها أننا نملك إرادة تكسير الأصنام و إزالة الموروث الذي يتعارض مع مقتضيات بقاء و تطور هذه الأمة ؛ فقد استطاع كسرها مليون و نصف جائع و هم في أضعف حالاتهم المادية و استطاعوا تحدي الإرادة التي تحكم العالم بالحديد و النار فأسقطوا مع جدار الموت نظرية السقوف المحددة سلفاً في واشنطن و تل الربيع .
إضافة لكل ذلك رأى البعض أن ما حدث هو مقدمة ستفضي بالنهاية لدولة و سيادة وفق المقاسات الفلسطينية ؛ فلم تكن ثورة الجياع من أجل رغيف خبز أو زجاجة دواء كما حاول بعض الأذناب توصيفها منذ البداية بقدر ما كانت ثورة إنعتاق و تحرر من إرادة المحتل التي تريد أن تحدد تفاصيل حياتنا اليومية وفق ما يحقق لها مصلحتها و تفوقها ؛ و لعل تصريحات القيادة الحقيقية للشعب الفلسطيني التي صاحبت سقوط جدار الموت أكدت و بشكل لا يقبل التأويل أن الشعب الفلسطيني يسعى لتحرير معابره مع العالم الخارجي من السيطرة و الهيمنة الصهيونية كي لا تبقى هذه المعابر اليد الضعيفة التي يتكئ عليها الصهاينة كلما تصاعدت حدت المقاومة رداً على العدوان ؛ بل إن اللقاءات التي أجرتها قناة الجزيرة الفضائية بشكل خاص و الفضائيات الأخرى بشكل عام مع المواطنين البسطاء الذي عبروا الحدود إلى الأراضي المصرية كانت جميعها تؤكد ذلك ؛ فجميع من ظهروا في تلك البرامج التي صاحبت الحدث كانوا يؤكدون أننا نريد سيادة على معابرنا و أننا لسنا جياع كما تحدث بعض الأذناب !
و شاهدنا كما شاهد العالم أجمع المظاهرات التي شهدتها العواصم العربية و الإسلامية و حملات التبرع و البرامج الحوارية التي بثتها الفضائيات العربية و شاهدنا من تبقى من الشرفاء في هذه الأمة و هم يحتفلون مع أبناء فلسطين بانتصارهم على إرادة الموت الصهيوأمريكي ؛ و شاهدت مدينة غزة مهد الدولة الفلسطينية المستقلة بإذنه عز و جل و هي تستقبل الوفود الرسمية و الشعبية التي دخلت الأراضي الفلسطينية دون تأشيرة دخول مكتوبة بحروف عبرية لأول مرة منذ نكسة العام 1967 !
كمواطن عربي بسيط أتحدث بفخر عن هذه الأيام التي لن تنسلخ من ذاكرتي ما حييت فقد استطاع المستضعفون في الأرض أن يتحدوا أعتى قوى الاستعباد في الأرض و أن ينتصروا عليها و على أذنابها و وكلاء أذنابها ؛ و استطاع المواطن العربي أن يجتاز حاجز الصمت و أن يتخطى حدود أضعف الإيمان لأول مرة بعد عقود التردي و الضياع التي أسس لها هؤلاء المتكالبون على أمتنا و عقيدتها و تاريخها و تراثها ؛ هذا الحدث أعاد ضخ الدماء من جديد في الشرايين التي أوشكت على الموت و التي ظننا أنها فارقت الحياة منذ عقود .
إلى أنا طالعنا السيد " أبو الغيط " وزير الخارجية المصري اليوم 7 / 2 / 2008 بتصريحه الذي يتحدث فيه عن نيته كسر أرجل الجياع إن جاعوا مرة أخرى !!
أصدقكم القول أنني و منذ البداية لم أقتنع أن النظام الرسمي المصري المرتبط باتفاقية سلام و حسن جوار مع الكيان الصهيوني يمكن أن يقبل بهذه المعادلات الجديدة ؛ و لا يمكن بحال من الأحوال أن يقبل النظام الرسمي المصري أن يأتي انتصار أمتنا على هؤلاء اللقطاء من البوابة المصرية ؛ لا أتجنى على النظام الرسمي المصري مطلقاً لكن المنطق و العقل يفترض أن وجود هذا النظام الشمولي الذي يمثل رأس حربة الأنظمة العربية العميلة يتقاطع مع وجود هذا الكيان المسخ على أرضنا ؛ و أن ديمومة و استمرار هذه الفئة المارقة من مجموعة " الطراطير " العرب يفترض ديمومة و استمرار الهيمنة الأمريكية في المنطقة و العالم ؛ فكيف بالله عليكم أن يقبل النظام الرسمي المصري بانتصار أمتنا على أعدائها ؟! و كيف بالله عليكم يقبل النظام الرسمي المصري بانكسار الهيمنة و التفرد الأمريكي في المنطقة من البوابة المصرية ؟!
لكن و للحق أقول أنني لم أتخيل بحال من الأحوال أن يخرج أحد الوكلاء بهذا التصريح و بهذا الشكل المقزز ؛ فقد تعودنا أن تُحاك المؤامرات في الخفاء و ألا يخرج علينا أحد الوكلاء ليعلن ردة و عمالة و خيانة قومه ؛ لكن يبدو أن المتنبي قد صدق حين قال :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم **** وتأتي على قدر الكرام المكـارم
وتعظم في عين الصغير صغارها **** وتصغر في عين العظيم العظائم
يبدو أن الحدث و عظمته يستوجب أن يخرج علينا " أبو الغيط " ليعلن بقاء الأراضي المصرية - وقفاً إمبريالياً خالصاً - و نقطة إنطلاق للنيل من أمتنا و عقيدتها و تراثها و تاريخها و مصالحها ؛ " أبو الغيط " الذي لا أعتقد أنه تجرأ أو سوف يتجرأ على تصريح كهذا و بذات القذارة في مواجهة العدو الحقيقي لأمتنا دبت في عروقه الرجولة للحظة و ظن أنه أصبح " شمشون الجبار " الذي يكسر الأرجل حفاظاً على الأمن القومي المصري ؛ و كأن مد المدافعين على الأمة العربية و الإسلامية و المتخندقين في الخطوط المتقدمة للدفاع عن مصالح الأمة بما يعزز صمودهم في مواجهة أعداء أمتنا أمر يتعارض مع الأمن القومي المصري و يهدد الإستقرار في الأراضي المصرية !
لا أدري إن كان " كاسر الأرجل " هذا يدرك عن ماذا يتحدث أم أن هول الصدمة أفقده و أفقد من كتب له هذا التصريح المخزي الإدراك و العقل فإنقلبت المعايير و أصبح إمداد المدافعين عن الأمة بما يعزز صمودهم تهديداً للأمن القومي المصري ! أم أن أمن الكيان المسخ قد أصبح جزءً من أمن مصر القومي في عرف " كاسر الأرجل " هذا ؟!
الأنكى من كل ذلك أن يأتي " أبو الغيط " هذا ليتحدث عن المقاومة و جدواها بل و توصيفها بكلمات لا تليق إلا بالمنبطحين الذين لا يملكون حولاً ولا قوة أمام الإرادة الأمريكية ؛ يصف المقاومة و صواريخها بـ ( الكاريكاتورية و المضحكة ) ! تناسى " أبو الغيط " أن هذه المقاومة هي السبب الرئيس لما نتعرض لها الآن و أن ما نتعرض له الآن يهدف لحملنا على التخلي عن مقاومتنا التي أوجعت أعداء أمتنا ؛ تناسى أيضاً أن المقاومة ( الكاريكاتورية و المضحكة ) هي التي توقف حلم ( إسرائيل ) من النيل إلى الفرات حتى الآن !
لكن يبدو أننا لم نفهم مدلول حلم ( إسرائيل ) من النيل إلى الفرات جيداً ؛ يبدو أن دولة ( إسرائيل ) المزعومة من النيل إلى الفرات قد أقيمت منذ زمن و نحن لا نعرف طالما أصبح أمن الكيان المسخ يمثل جزء من الأمن القومي المصري و طالما أصبح كسر إرادة الشعب الفلسطيني يمثل مصلحة للنظام الرسمي المصري و طالما أصبح النظام الرسمي المصري و المتحدثين بإسمه ينطقون بذات اللسان الذي ينطق به " باراك " و " أولمرت " و " ليفني " !!
أوشكت الساعات الأربع التي يصل فيها التيار الكهربائي يومياً للحي الذي أسكنه على الإنتهاء ؛ لذلك مضطر لإنهاء هذا المقال رغم أن هناك الكثير لم أتحدث عنه ؛ أختتم هذا المقال برسالة لمن تبقى من الشرفاء في أمتنا و بشكل خاص لأشقاء الوجع و الحلم في جمهورية مصر العربية التي كانت و لازالت و ستبقى بإذن الله عز و جل قلب العروبة النابض ؛ لمن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أوصيكم بأهل مصر خيراً فإن جندها خير أجناد الأرض ) أقول لهم " أبو الغيط " هذا و " اللي مشغله " يريد أن يجعل مصر " المحروسة " كما تقولون - وقفاً إمبريالياً خالصاً - و أن يجردها من بعدها العروبي و الإسلامي و أن يجعل من أمن الكيان المسخ الجاثم فوق أرضنا جزء من مسؤليات جيشكم الذي قدم الشهداء في 1956 و 1967 و 1973 و في باقي المحطات الفاصلة في تاريخ أمتنا ؛ فهل أصبح خير أجناد الأرض عاجزين أمام " كاسر الأرجل " هذا ؟!
اما من إرتضى أن يكون ذراع لأعداء أمتنا يحفظ أمنهم و يحافظ على إستقرارهم و إن كان ذلك على حساب مصالح أمتنا فأقول له ما قاله عز و جل ( فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً - ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً - إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً - عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً ) صدق الله العظيم
هبت رياح الحق العاتية ؛ و انتفض المعذبون بالصمت العربي فسقط إرث " سايكس بيكو " بين ليلة و ضحاها ؛ انتفض الجياع و سجلوا في ذاكرة التاريخ لأول مرة في العصر الحديث انتقالا ما بين أرضنا العربية و أرضنا العربية الأخرى دون تأشيرة دخول أو خروج ؛ انتفض الرجال فأسقطوا معادلات الموت و التآمر ؛ انتفضت إرادة استمدت بأسها من بأسه عز و جل فأطبق الصمت و لم يعد الأذناب و أذناب الأذناب يملكون أدنى إرادة ناجزة أمام ما يحدث !
منذ اللحظة الأولى لسقوط جدار الموت الذي يفصل ما بين أرضنا و أرضنا أدرك الجميع أننا على أعتاب مرحلة حاسمة ليس في تاريخ القضية الفلسطينية فحسب و إنما في تاريخ المنطقة بل العالم العربي و الإسلامي ؛ و بالرغم من قصر النظر المزمن الذي يعاني منه بعض الكتاب و المحللين كالذين رأينا وصلاتهم الساخرة في الأيام الأخيرة على صفحات الصحف الرسمية إلا أن عدد كبير من الكتاب و المحللين رأى في سقوط جدار الموت مقدمة و إرهاصات لمرحلة إعادة صياغة جغرافيا المنطقة من جديد بعدما أُعيد صياغة العقل الجمعي العربي بمعادلات جديدة ليس أقلها أننا نملك إرادة تكسير الأصنام و إزالة الموروث الذي يتعارض مع مقتضيات بقاء و تطور هذه الأمة ؛ فقد استطاع كسرها مليون و نصف جائع و هم في أضعف حالاتهم المادية و استطاعوا تحدي الإرادة التي تحكم العالم بالحديد و النار فأسقطوا مع جدار الموت نظرية السقوف المحددة سلفاً في واشنطن و تل الربيع .
إضافة لكل ذلك رأى البعض أن ما حدث هو مقدمة ستفضي بالنهاية لدولة و سيادة وفق المقاسات الفلسطينية ؛ فلم تكن ثورة الجياع من أجل رغيف خبز أو زجاجة دواء كما حاول بعض الأذناب توصيفها منذ البداية بقدر ما كانت ثورة إنعتاق و تحرر من إرادة المحتل التي تريد أن تحدد تفاصيل حياتنا اليومية وفق ما يحقق لها مصلحتها و تفوقها ؛ و لعل تصريحات القيادة الحقيقية للشعب الفلسطيني التي صاحبت سقوط جدار الموت أكدت و بشكل لا يقبل التأويل أن الشعب الفلسطيني يسعى لتحرير معابره مع العالم الخارجي من السيطرة و الهيمنة الصهيونية كي لا تبقى هذه المعابر اليد الضعيفة التي يتكئ عليها الصهاينة كلما تصاعدت حدت المقاومة رداً على العدوان ؛ بل إن اللقاءات التي أجرتها قناة الجزيرة الفضائية بشكل خاص و الفضائيات الأخرى بشكل عام مع المواطنين البسطاء الذي عبروا الحدود إلى الأراضي المصرية كانت جميعها تؤكد ذلك ؛ فجميع من ظهروا في تلك البرامج التي صاحبت الحدث كانوا يؤكدون أننا نريد سيادة على معابرنا و أننا لسنا جياع كما تحدث بعض الأذناب !
و شاهدنا كما شاهد العالم أجمع المظاهرات التي شهدتها العواصم العربية و الإسلامية و حملات التبرع و البرامج الحوارية التي بثتها الفضائيات العربية و شاهدنا من تبقى من الشرفاء في هذه الأمة و هم يحتفلون مع أبناء فلسطين بانتصارهم على إرادة الموت الصهيوأمريكي ؛ و شاهدت مدينة غزة مهد الدولة الفلسطينية المستقلة بإذنه عز و جل و هي تستقبل الوفود الرسمية و الشعبية التي دخلت الأراضي الفلسطينية دون تأشيرة دخول مكتوبة بحروف عبرية لأول مرة منذ نكسة العام 1967 !
كمواطن عربي بسيط أتحدث بفخر عن هذه الأيام التي لن تنسلخ من ذاكرتي ما حييت فقد استطاع المستضعفون في الأرض أن يتحدوا أعتى قوى الاستعباد في الأرض و أن ينتصروا عليها و على أذنابها و وكلاء أذنابها ؛ و استطاع المواطن العربي أن يجتاز حاجز الصمت و أن يتخطى حدود أضعف الإيمان لأول مرة بعد عقود التردي و الضياع التي أسس لها هؤلاء المتكالبون على أمتنا و عقيدتها و تاريخها و تراثها ؛ هذا الحدث أعاد ضخ الدماء من جديد في الشرايين التي أوشكت على الموت و التي ظننا أنها فارقت الحياة منذ عقود .
إلى أنا طالعنا السيد " أبو الغيط " وزير الخارجية المصري اليوم 7 / 2 / 2008 بتصريحه الذي يتحدث فيه عن نيته كسر أرجل الجياع إن جاعوا مرة أخرى !!
أصدقكم القول أنني و منذ البداية لم أقتنع أن النظام الرسمي المصري المرتبط باتفاقية سلام و حسن جوار مع الكيان الصهيوني يمكن أن يقبل بهذه المعادلات الجديدة ؛ و لا يمكن بحال من الأحوال أن يقبل النظام الرسمي المصري أن يأتي انتصار أمتنا على هؤلاء اللقطاء من البوابة المصرية ؛ لا أتجنى على النظام الرسمي المصري مطلقاً لكن المنطق و العقل يفترض أن وجود هذا النظام الشمولي الذي يمثل رأس حربة الأنظمة العربية العميلة يتقاطع مع وجود هذا الكيان المسخ على أرضنا ؛ و أن ديمومة و استمرار هذه الفئة المارقة من مجموعة " الطراطير " العرب يفترض ديمومة و استمرار الهيمنة الأمريكية في المنطقة و العالم ؛ فكيف بالله عليكم أن يقبل النظام الرسمي المصري بانتصار أمتنا على أعدائها ؟! و كيف بالله عليكم يقبل النظام الرسمي المصري بانكسار الهيمنة و التفرد الأمريكي في المنطقة من البوابة المصرية ؟!
لكن و للحق أقول أنني لم أتخيل بحال من الأحوال أن يخرج أحد الوكلاء بهذا التصريح و بهذا الشكل المقزز ؛ فقد تعودنا أن تُحاك المؤامرات في الخفاء و ألا يخرج علينا أحد الوكلاء ليعلن ردة و عمالة و خيانة قومه ؛ لكن يبدو أن المتنبي قد صدق حين قال :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم **** وتأتي على قدر الكرام المكـارم
وتعظم في عين الصغير صغارها **** وتصغر في عين العظيم العظائم
يبدو أن الحدث و عظمته يستوجب أن يخرج علينا " أبو الغيط " ليعلن بقاء الأراضي المصرية - وقفاً إمبريالياً خالصاً - و نقطة إنطلاق للنيل من أمتنا و عقيدتها و تراثها و تاريخها و مصالحها ؛ " أبو الغيط " الذي لا أعتقد أنه تجرأ أو سوف يتجرأ على تصريح كهذا و بذات القذارة في مواجهة العدو الحقيقي لأمتنا دبت في عروقه الرجولة للحظة و ظن أنه أصبح " شمشون الجبار " الذي يكسر الأرجل حفاظاً على الأمن القومي المصري ؛ و كأن مد المدافعين على الأمة العربية و الإسلامية و المتخندقين في الخطوط المتقدمة للدفاع عن مصالح الأمة بما يعزز صمودهم في مواجهة أعداء أمتنا أمر يتعارض مع الأمن القومي المصري و يهدد الإستقرار في الأراضي المصرية !
لا أدري إن كان " كاسر الأرجل " هذا يدرك عن ماذا يتحدث أم أن هول الصدمة أفقده و أفقد من كتب له هذا التصريح المخزي الإدراك و العقل فإنقلبت المعايير و أصبح إمداد المدافعين عن الأمة بما يعزز صمودهم تهديداً للأمن القومي المصري ! أم أن أمن الكيان المسخ قد أصبح جزءً من أمن مصر القومي في عرف " كاسر الأرجل " هذا ؟!
الأنكى من كل ذلك أن يأتي " أبو الغيط " هذا ليتحدث عن المقاومة و جدواها بل و توصيفها بكلمات لا تليق إلا بالمنبطحين الذين لا يملكون حولاً ولا قوة أمام الإرادة الأمريكية ؛ يصف المقاومة و صواريخها بـ ( الكاريكاتورية و المضحكة ) ! تناسى " أبو الغيط " أن هذه المقاومة هي السبب الرئيس لما نتعرض لها الآن و أن ما نتعرض له الآن يهدف لحملنا على التخلي عن مقاومتنا التي أوجعت أعداء أمتنا ؛ تناسى أيضاً أن المقاومة ( الكاريكاتورية و المضحكة ) هي التي توقف حلم ( إسرائيل ) من النيل إلى الفرات حتى الآن !
لكن يبدو أننا لم نفهم مدلول حلم ( إسرائيل ) من النيل إلى الفرات جيداً ؛ يبدو أن دولة ( إسرائيل ) المزعومة من النيل إلى الفرات قد أقيمت منذ زمن و نحن لا نعرف طالما أصبح أمن الكيان المسخ يمثل جزء من الأمن القومي المصري و طالما أصبح كسر إرادة الشعب الفلسطيني يمثل مصلحة للنظام الرسمي المصري و طالما أصبح النظام الرسمي المصري و المتحدثين بإسمه ينطقون بذات اللسان الذي ينطق به " باراك " و " أولمرت " و " ليفني " !!
أوشكت الساعات الأربع التي يصل فيها التيار الكهربائي يومياً للحي الذي أسكنه على الإنتهاء ؛ لذلك مضطر لإنهاء هذا المقال رغم أن هناك الكثير لم أتحدث عنه ؛ أختتم هذا المقال برسالة لمن تبقى من الشرفاء في أمتنا و بشكل خاص لأشقاء الوجع و الحلم في جمهورية مصر العربية التي كانت و لازالت و ستبقى بإذن الله عز و جل قلب العروبة النابض ؛ لمن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أوصيكم بأهل مصر خيراً فإن جندها خير أجناد الأرض ) أقول لهم " أبو الغيط " هذا و " اللي مشغله " يريد أن يجعل مصر " المحروسة " كما تقولون - وقفاً إمبريالياً خالصاً - و أن يجردها من بعدها العروبي و الإسلامي و أن يجعل من أمن الكيان المسخ الجاثم فوق أرضنا جزء من مسؤليات جيشكم الذي قدم الشهداء في 1956 و 1967 و 1973 و في باقي المحطات الفاصلة في تاريخ أمتنا ؛ فهل أصبح خير أجناد الأرض عاجزين أمام " كاسر الأرجل " هذا ؟!
اما من إرتضى أن يكون ذراع لأعداء أمتنا يحفظ أمنهم و يحافظ على إستقرارهم و إن كان ذلك على حساب مصالح أمتنا فأقول له ما قاله عز و جل ( فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً - ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً - إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً - عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً ) صدق الله العظيم