s1_daoud
20/07/2005, 02:16
الجثة الملقاة في وهج اللظى تتحرك. ترفع وجهها المدفون في الرمال، تفرك عينيها المحروقتين من شمس الصحراء، وتمسح حبيبات الرمل العالقة على رطوبة الوجنتين.
تفتح عينيها، وتخشى الظلمة من حولها، تلفُّها، تعصرها عصرًا. تتطلع إلى السماء بحثًا عن قمر خجول أو عن نجمة تستنير بضوئها.
كان هنالك قمر محجوز وراء كثبان الرمال القاسية التي تحجب نوره وتبخل عليها بإشعاعه. فقط شعاعات عذبة تتسرب إليها، بين الفينة والفينة، جميلة كبراءة الأطفال. كانت هنالك نجوم كثيرة، لكنها غير مضيئة ولا مشعة. بحثتْ عن نجمة القطب، علَّها تهتدي إلى طريقها، علَّها تهتدي إلى مكان وجودها – من دون جدوى! هل غيَّرتْ نجمةُ القطب موقعها؟ لم تكن متأكدة من ذلك! هل يئستْ نجمةُ القطب من هداية تلك الجثة، فاختفت؟! لم تكن متأكدة من ذلك!
تساءلت الجثة عن وضعها، تلمَّستْ أطرافها، فشعرت أن الأحاسيس لم تَمُتْ. ثم تفحصت أجزاءها فوجدت أن التماسُك لم يُفقَد. ثم تأملتْ في صحة تفكيرها وسلامتها العقلية، فقررتْ أن اتِّزانها لم يتأثر. نظرت إلى جسدها وقالت لنفسها: "صحيح أن الجسم منهك من حرِّ النهار وقرِّ الليل، صحيح أنه متشقق من الجفاف، لكن العروق مازالت غنية بالدماء الحمراء التي تغذيها. مازال القلب ينبض، والفكر يثقب!" انتقلت من مفهوم الجثة إلى مفهوم الجسد.
جلس الجسد الحيُّ ينظر إلى السماء... ينتظر انجلاء الغيوم عن نجمة القطب، لتشع من جديد فوق الرمال، وتهدي مسافر الصحراء إلى وِجْهَته.
*** *** ***
تفتح عينيها، وتخشى الظلمة من حولها، تلفُّها، تعصرها عصرًا. تتطلع إلى السماء بحثًا عن قمر خجول أو عن نجمة تستنير بضوئها.
كان هنالك قمر محجوز وراء كثبان الرمال القاسية التي تحجب نوره وتبخل عليها بإشعاعه. فقط شعاعات عذبة تتسرب إليها، بين الفينة والفينة، جميلة كبراءة الأطفال. كانت هنالك نجوم كثيرة، لكنها غير مضيئة ولا مشعة. بحثتْ عن نجمة القطب، علَّها تهتدي إلى طريقها، علَّها تهتدي إلى مكان وجودها – من دون جدوى! هل غيَّرتْ نجمةُ القطب موقعها؟ لم تكن متأكدة من ذلك! هل يئستْ نجمةُ القطب من هداية تلك الجثة، فاختفت؟! لم تكن متأكدة من ذلك!
تساءلت الجثة عن وضعها، تلمَّستْ أطرافها، فشعرت أن الأحاسيس لم تَمُتْ. ثم تفحصت أجزاءها فوجدت أن التماسُك لم يُفقَد. ثم تأملتْ في صحة تفكيرها وسلامتها العقلية، فقررتْ أن اتِّزانها لم يتأثر. نظرت إلى جسدها وقالت لنفسها: "صحيح أن الجسم منهك من حرِّ النهار وقرِّ الليل، صحيح أنه متشقق من الجفاف، لكن العروق مازالت غنية بالدماء الحمراء التي تغذيها. مازال القلب ينبض، والفكر يثقب!" انتقلت من مفهوم الجثة إلى مفهوم الجسد.
جلس الجسد الحيُّ ينظر إلى السماء... ينتظر انجلاء الغيوم عن نجمة القطب، لتشع من جديد فوق الرمال، وتهدي مسافر الصحراء إلى وِجْهَته.
*** *** ***