-
دخول

عرض كامل الموضوع : من أجل نسمة حرية


وهج البراءة
03/02/2008, 17:55
من أجل ((نسمة حرية))أشعر أني مقيدة فثمة وقت محدد لإنجاز عملا ما

هنا أو هناك .


الواجبات تقيد , ولكن من القيود ما نحب ...نحب قيود العمل الذي اقتنعنا به واخترناه

نحب أو نستسلم لقيود شتى , لأن الحياة هكذا .. لا تستمر دون واجبات تمنحنا السعادة بقدر

أخلاصنا , وإتقاننا.

فيما عدا ذلك فالكل بحاجة مثلي دون شك إلى نسمة حرية , طالما أنهم يشاركونني هذا الزمن ,

نسمة كائنا ما كان مصدرها , ومسارها , وأثرها , لأن الحرية هبة من الله فطرنا على حبها ,

والتعلق بها , والدفاع عنها من أبسط مصالحنا إلى أكبر قضايانا . وأني لأتساءل مع الجميع : هل

أصبحت الحرية حقاً ينتزع , أم واجباً يجب أن أقوم به ؟

ماذا نفعل –معشر المسلمين- والحياة حولنا واقع ثقيل بغيض , حافل بالمتناقضات , ولم

يعد بالإمكان مقاومته ؟ أفلا نكون (واقعيين!) فنستسلم له؛ لتستمر حياتنا بهدوء؟

بلى , إنه سؤال يبرز أمام المسلم في شتى بقاع الأرض وهو يعاني قيودا على رزقه, أو إقامته , أو

رأيه, أو دينه ..تُرى هل يملك أحد جوابا محددا مرسوم الخطوات .. أتمنى , وأكتفي بالقول:

نحن أحرار في أصل تكويننا..في أصل خلقنا, وتوجهاتنا النفسية والعقلية..ولدنا أحراراً ويجب أن نبقى

أحراراً لا حق لأحد في استعبادنا بأي صورة من الصور.


والمسلم –تذكر يا أخي المسلم- حرّ في كل شيء لا يخرج

عن طاعة الله , وطاعة الله يحددها كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كلام العلماء

الأنقياء لا الذين استوردوا أفكارهم من غير الإسلام , فضعفوا, وفقدوا اعتزازهم به , وضعفت

غيرتهم عليه ,وأصبحوا على استعداد لتطويعه لما يرونه مدنية , وتقدماً, وانفتاح عقل , وما هو إلا

أنتفاخ عقل.


تذكر دائماً أنك حـرّ , رغم كل ما يحيط بك من أغلال .. رغم كل ما يواجه أحلامك , وجهودك,

وصدقك من معوقات , أو مثبطات قد يضعها الصديق قبل العدو.

تذكر أن بلالاً الحبشي كان في قيوده حـراً , تماما كما كان عمر الفاروق يوم هجرته.

الحرية تستحق منك الصبر , وتستحق التفكير , وتستحق التضحية , والجهاد بكل صوره. ابحث عنها

في كل مكان , وكل زمان , وستجدها , وستجد أنها تستحق ما بذلت.

وتذكر, أن العبودية الكاملة لله تعالى , الخالق , الرزاق, المحي , المميت, هي الحرية الكاملة , فمن

لم يخف على رزقه, وعمره , وتقلبات زمانه إلا الله فهو الحر الحقيقي, سواء كان في أعماق

السجون , أو على كرسي الملك.

وتذكر أنه لا يحول بينك وبين هذه العبودية/ الحرية حائل :

} يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون{.

العبودية لله حرية في الأعماق , لابد أن تنطلق إلى الظاهر.. وما يزعمه الآخرون من تحرر ظاهري

ماهو إلا عبودية في الداخل ستعرّيها المحن , وتكشفها ولو بعد حين.

ارفع رأسك أخي المسلم في كل زمان .. حرر نفسك من عبودية الرزق , والمصير , وستجد أنك

الأقوى بإذن الله تعالى .

أنت الأقوى في النهاية ..ينتظرك نصرٌ ما ..نجاحٌ ما ..مهما يكن صغيراً لثقتك بالله تعالى .. إن أمتنا

تعيش الآن نفقاً مظلماً طويلاً من الذلة , والتأخر , والتناحر , لكن أمثالك هم أول من يرى بصيص

النور في نهاية النفق.

أمنح نفسك الأبية هذه الميزة , أعمل مخلصا لله ؛ لكي تصل نهاية النفق .. أنت , أو ابنك , أو

حفيدك .

إنها لسعادة على أية حال.

سعادة أن تحقق شيئاً يرضي الله رب العالمين .