cornholio
03/02/2008, 14:42
الإعـاقـة عنـدمـا تكـون نعمـة
لسبب ما تعطل «الريسيفر» لنجد أنفسنا فجأة وجهاً لوجه أمام تحد كبير في قدرة التحمل على مشاهدة محطة التلفزيون الأرضية السورية التي سترجعنا إلى الماضي التلفزيوني الذي كان الأجمل لعدم وجود الخيارات، وكم أدهشني ذلك الإصرار والقدرة على المحافظة على برامج أساسية ظهرت منذ ثلاثين عاماً ومازالت كما هي!
وكم فرحت عندما اضطررت لمشاهدة «أرضنا الخضراء» البرنامج الذي مازال يحتفظ بنسخته الأصلية كما أول حلقة، محتفظاً بمقدمته الموسيقية وهي أغنية وديع الصافي «خضرا يا بلادي خضرا» وبنفس التسجيل القديم الرديء، وغيره من البرامج: برنامج العمال، الشبيبة، رسالة حماة، رسالة السويداء وغيرها من البرامج المتحفية التي مازالت شامخة وراسخة ترفض أن تتزحزح من مكانها فكيف بإلقائها؟ أما الإدهاش الأكبر فكان ظهور تلك المذيعة التي مازالت تحتفظ منذ عشرين عاماً ونيف بنفس لون الشعر ونفس المكياج وطريقة الأداء المتحجرة الباردة تقدم نفس البرنامج وتسأل نفس الأسئلة!! وبين المفاجأة والأخرى كنا نتساءل: ألا يشاهد القيمون على هذه المحطة الفضائيات الأخرى؟ فيأتي الجواب: لماذا وجع القلب إذا كان أحد لن يشاهدها! فوجدنا في هذا الاستنتاج حكمة لتوفير مصاريف قد تكون زائدة ومن الممكن أن تذهب لعمل شيء ذي فائدة..
أما ما كان لافتاً وتجدر الإشارة إليه كان ما ظهر في برنامج «مجلة الأمل» وهو البرنامج الذي يُعنى ويوجه إلى الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين وقد حرص القيمون على هذا البرنامج على عرض ترجمة بلغة الإشارات موجهة للصم والبكم، وقد تعوّد متابعو هذا البرنامج على هدية تقدم لهم في نهايته لإضفاء روح المتعة وهي أغنية ما. ومن خلال هذه الأغنية التي قدمت في الحلقة التي شاهدناها، تبين أن معدي البرنامج يسعون إلى عرض كل ما هو جديد لتمكين المعوقين من متابعة آخر الصيحات الفنية الموجودة على الساحة ومن أجل تحقيق عملية الإدماج مع المحيط وكانت الأغنية المختارة لهذا الأسبوع: «كل ما سألنا الحلوي لوين بتقلي ع الجامعة.. وكل ما سألتا جاي منين بتقلي من الجامعة.. شي رايحة وشي راجعة.. دقة قلبي مش سامعة..». وبعد ما أظهره المترجم من تعب كان واضحاً في عملية الترجمة خاصة في المقطع الأخير، وفي الوقت الذي نحسد عليه الصم على تلك النعمة الربانية التي تحصنهم من كل ذلك السوء الذي يخترق مسامعنا رغماً عنا كل يوم بالتافه والسوقي، نتمنى على البرنامج أن يتجنب مثل هذا الاتجاه في انتقاء الأغاني تخفيفاً على المترجم الذي سيتعذب في إيجاد الإشارات المعبرة عن الأغاني الحديثة، فكيف سيترجم مثلاً:
«مين ده اللي ما يعرف دودو.. مين ده اللي تعدى حدودو؟..» ولسبب آخر هو أن الصم ليسوا بحاجة إلى مثل هذا الفن!!
فاديا أبو زيد
جريدة الوطن
لسبب ما تعطل «الريسيفر» لنجد أنفسنا فجأة وجهاً لوجه أمام تحد كبير في قدرة التحمل على مشاهدة محطة التلفزيون الأرضية السورية التي سترجعنا إلى الماضي التلفزيوني الذي كان الأجمل لعدم وجود الخيارات، وكم أدهشني ذلك الإصرار والقدرة على المحافظة على برامج أساسية ظهرت منذ ثلاثين عاماً ومازالت كما هي!
وكم فرحت عندما اضطررت لمشاهدة «أرضنا الخضراء» البرنامج الذي مازال يحتفظ بنسخته الأصلية كما أول حلقة، محتفظاً بمقدمته الموسيقية وهي أغنية وديع الصافي «خضرا يا بلادي خضرا» وبنفس التسجيل القديم الرديء، وغيره من البرامج: برنامج العمال، الشبيبة، رسالة حماة، رسالة السويداء وغيرها من البرامج المتحفية التي مازالت شامخة وراسخة ترفض أن تتزحزح من مكانها فكيف بإلقائها؟ أما الإدهاش الأكبر فكان ظهور تلك المذيعة التي مازالت تحتفظ منذ عشرين عاماً ونيف بنفس لون الشعر ونفس المكياج وطريقة الأداء المتحجرة الباردة تقدم نفس البرنامج وتسأل نفس الأسئلة!! وبين المفاجأة والأخرى كنا نتساءل: ألا يشاهد القيمون على هذه المحطة الفضائيات الأخرى؟ فيأتي الجواب: لماذا وجع القلب إذا كان أحد لن يشاهدها! فوجدنا في هذا الاستنتاج حكمة لتوفير مصاريف قد تكون زائدة ومن الممكن أن تذهب لعمل شيء ذي فائدة..
أما ما كان لافتاً وتجدر الإشارة إليه كان ما ظهر في برنامج «مجلة الأمل» وهو البرنامج الذي يُعنى ويوجه إلى الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين وقد حرص القيمون على هذا البرنامج على عرض ترجمة بلغة الإشارات موجهة للصم والبكم، وقد تعوّد متابعو هذا البرنامج على هدية تقدم لهم في نهايته لإضفاء روح المتعة وهي أغنية ما. ومن خلال هذه الأغنية التي قدمت في الحلقة التي شاهدناها، تبين أن معدي البرنامج يسعون إلى عرض كل ما هو جديد لتمكين المعوقين من متابعة آخر الصيحات الفنية الموجودة على الساحة ومن أجل تحقيق عملية الإدماج مع المحيط وكانت الأغنية المختارة لهذا الأسبوع: «كل ما سألنا الحلوي لوين بتقلي ع الجامعة.. وكل ما سألتا جاي منين بتقلي من الجامعة.. شي رايحة وشي راجعة.. دقة قلبي مش سامعة..». وبعد ما أظهره المترجم من تعب كان واضحاً في عملية الترجمة خاصة في المقطع الأخير، وفي الوقت الذي نحسد عليه الصم على تلك النعمة الربانية التي تحصنهم من كل ذلك السوء الذي يخترق مسامعنا رغماً عنا كل يوم بالتافه والسوقي، نتمنى على البرنامج أن يتجنب مثل هذا الاتجاه في انتقاء الأغاني تخفيفاً على المترجم الذي سيتعذب في إيجاد الإشارات المعبرة عن الأغاني الحديثة، فكيف سيترجم مثلاً:
«مين ده اللي ما يعرف دودو.. مين ده اللي تعدى حدودو؟..» ولسبب آخر هو أن الصم ليسوا بحاجة إلى مثل هذا الفن!!
فاديا أبو زيد
جريدة الوطن