-
دخول

عرض كامل الموضوع : الــوعـــي و الـواقــــع الكـوانتـــي..!!


dot
02/02/2008, 03:44
حـــوار بـيـــن

جفري ميشلف و نك هربرت

جفري ميشلوف: مساء الخير ومرحبًا بكم. موضوعنا الليلة هو الوعي والواقع، وضيفي، د. نِكْ هربرت، هو مؤلِّف كتاب بعنوان الواقع الكوانتي. د. هربرت فيزيائي. نِكْ، أهلاً بك في البرنامج.

نك هربرت: شكرًا لك، جِفْري.

ميشلوف: يطيب لنا أن تكون بيننا هنا. أنت تعرف أني، بوصفي بارابسيكولوجيًّا، يبهرني أنه من بين المناهج الأكاديمية المهتمة بالظاهر النفسانية يبدو أن جلَّ الاهتمام آتٍ من الفيزيائيين الكوانتيين من أمثالك. أتساءل فيما إذا كنَّا نستطيع أن نبدأ البرنامج الليلة بأن نطلب منك أن تفسِّر لمشاهدينا ما هي بالدقة الفيزياء الكوانتية، ولماذا تجد ظاهرة الوعي على هذا القدر من الأهمية؟

هربرت: طيب، انطلقت الفيزياء الكوانتية في العشرينيات لتفسير تفاعل الضوء مع الذرات. وقد ركزت على ذلك الأمر، لكنها استطالت الآن لتفسير تفاعُل أيِّ شيء مع شيء آخر. وهي من حيث الأساس نظرية الفيزيائيين عن العالم في أيامنا هذه، ولقد تلاقي نجاحًا كبيرًا. هناك، إذن، سببان – أظن – لوجود ارتباط ما بين الفيزياء الكوانتية والوعي. أحدهما أن النظرية الكوانتية، كما بات يعرف غالبية الناس، غريبة جدًّا. إنها لها خصائص عجيبة للغاية.

ميشلوف: أنتم تتعاملون مع أضأل قُسَيْمات المادة الموجودة.

هربرت: أجل، هذا صحيح.

ميشلوف: القُسَيْمات ما تحت الذرية. نمطيًّا، نسمع أن هذا النوع من المادة [يطرق على المنضدة] لم يعد صلبًا؛ إنها في معظمها خواء بحسب الفيزياء الكوانتية.

هربرت: هي ليست غير صلبة وحسبن بل هي إنها في معظمها فضاء فارغ؛ لكنها أيضًا عبارة عن احتمالات – مُمَغْمَغة وحسب، وليس حتى واقعية تمامًا.

ميشلوف: بعبارة أخرى، القُسَيْمات لم تعد قُسَيْماتٍ حتى.

هربرت: القُسَيْمات لم تعد قُسَيْماتٍ حتى. وذلك واحد من الصلات بالوعي – أن صلابة المادة تذوب متلاشيةفي ضوء هذه النظريات، وتصير أكثر فأكثر أشبه بالمَغْمَغة الموجودة داخل رؤوسنا.

ميشلوف: تلك هي النظرية القاعدية، الأكثر أساسية في الفيزياء برمَّتها.

هربرت: أجل، ذلك هو أساس كلِّ ما نقوم به في الفيزياء على كلِّ حال، في الفيزياء الكوانتية.

ميشلوف: والفيزياء هي، في الواقع، العلم الأساسي لكلِّ العلوم. فالنظرية الأكثر أساسية في العلم برمَّته تفيد بأن أساس الواقع مُمَغْمَغ.

هربرت: مُمَغْمَغ، ومتهافت، ومبهم – وتلك كلمة أحب أن أستعملها. هناك، على نحو ما، إبهام أساسي في مركز العالم – مركز عالم الجوامد، العالم غير الواعي. ذلك هو السبب الأول، إذن: أن هناك تشابهات شكلانية بين النظرية الكوانتية وما يبدو عليه العقل من الداخل. والسبب الثاني هو أن الفيزيائيين باتوا مفتقرين إلى المشكلات. فمن بعض النواحي، نحن ناجحون جدًّا. لكننا لمنتوصل إلى حلٍّ تام لجميع المشكلات التي في متناولنا، بل حللناها من حيث المبدأ. وبالتالي فنحن نسعى إلى تصيد المزيد فالمزيد من الأشياء لالتقاطها في هذه الشبكة. والناس الآن يحاولون تعليل حَدَثَ الخلق نفسه باستعمال الفيزياء الكوانتية، وها نحن على وشك الانتهاء من قَطْعِ رحلة القُسَيْمات حتى تخومها القصوى. المسألة مختزَلة اليوم إلى قضية مال – معجِّلات أكبر فأكبر، ذلك هو الطريق المفتوح أمامنا. لكن هذا يمكن أن يطول كثيرًا؛ من هنا فهناك عدد كبير من الفيزيائيين يتطلعون إلى إيجاد أسئلة جديدة لا بدَّ من طرحها.

ميشلوف: هناك مصطلح لا أفتأ أسمعه هو الترابط الكوانتي، ومفهوم أن الانفصالية غير موجودة – أي أن كلَّ شيء واحد، كما كان الصوفية يعبِّرون عن الأمر.

هربرت: أجل. هناك سمة خاصة في النظرية الكوانتية تُدعى "الترابُط الكوانتي"، وقد اكتُشِفَ بالضبط لدى اكتشاف النظرية الكوانتية. فلقد وُجِدَ أن التوصيف الكوانتي لغرضين، حين يتفاعل هذان الغرضان تفاعلاً وجيزًا، ثم يُفصَل فيما بينهما، فإنهما، في التوصيف على الأقل، لا ينفصلان؛ هناك نوع من الالتصاق الذي يربط فيما بينهما، بحيث إنهما يظلان مشدودين واحدهما إلى الآخر بحسب النظرية. إنهما لا ينفصلان أبدًا، مع أن التفاعل بينهم يكون قد توقف. فلقد اعتُقِدَ أن هذه مجرد مصنوعة نظرية؛ لم تكن شيئًا موجودًا في العالم الواقعي. ولقد لحظ الفيزيائيون ذلك، وقالوا إنه غريب للغاية، ثم سرعان ما نسوه مدة خمسين عامًا! إنما مؤخرًا، من جراء شيء يدعى نظرية بِلْ، نَشَبَ اهتمامٌ جديد في هذا الترابط؛ إذ إن نظرية بِلْ تبرهن على أن هذا الارتباط ليس مجرد مصنوعة نظرية، بل يوجد فعلاً في العالم الواقعي.

ميشلوف: لعلي يجب أن أذكر، لفائدة مشاهدينا، نِكْ، أنك ربما واحد من أبرز المرجعيات في نظرية بِلْ؛ فهذا ما أنت متخصص فيه. إن نظرية بِلْ تبدو أشبه، على نحو ما، بالشرخ في البيضة الكونية؛ إنها ذلك الجزء من الفيزياء الكوانتية الذي كاد أن يقلب كلَّ شيء رأسًا على عقب.

هربرت: إن الشهرة التي نلتها تعود، في جانب منها، إلى أنني توصلت إلى أقصر برهان موجود على نظرية بِلْ. إنه عبارة عن حوالى ثلاثة سطور.

ميشلوف: الآن، تعود نظرية بِلْ، كما أفهمها، إلى ما قبل بِلْ حتى – تعود إلى أينشتاين، وإلى خلاف أينشتاين مع الفيزياء الكوانتية، في أيامها الأولى. فقد جهر أينشتاين بتصريحه الكلاسيكي: "الله لا يلعب بالنرد مع الكون"، في وقت شعر فيه بعدم اتفاقه مع الفيزياء الكوانتية، كما أفهمها. لقد شعر بأنه لو كانت الفيزياء الكوانتية صحيحة فإنها لا بدَّ أن تنطوي على هذه النتائج المرعبة، التي يتبيَّن الآن أنها صحيحة.

هربرت: أجل، لم يكن يشعر أينشتاين قط بالارتياح إلى النظرية الكوانتية، وقد كانت له أساسًا ثلاثة مآخذ عليها. المأخذ الأول هو أن النظرية الكوانتية نظرية احتمالية. إنها تصف الأشياء وكأن العالم عشوائي جوهريًّا وغير محكوم إلا بقوانين عامة هي التي تفسح المجال للأشياء لكي تحدث، ولكن ضمن هذا المجال يمكن لأيِّ شيء أن يحدث – أن الله يلعب بالنرد فعلاً. لم يَرُقْ ذلك لأينشتاين، لكنه كان يستطيع أن يتعايش معه. والجانب الثاني الذي يَرُقْ لأينشتاين كان اللاشيئية، ذلك الإبهام المُمَغْمَغ – أن العالم ليس مصنوعًا من أشياء، ليس مصنوعًا من أغراض. لقد وضع بول ديفيز ذلك المفهوم – مفهوم أن الأشياء الكبيرة مصنوعة على نحو ما من أشياء صغيرة. فالنظرية الكوانتية لا تصف الأشياء على ذلك النحو. فالأشياء الكبيرة ليست مصنوعة من أشياء صغيرة، بل هي مصنوعة من كيانات تنعدم صفاتها عندما لا تنظر، لكنها تنوجد عندما تنظر أنت. إن لمسمع هذا مسمع غريب جدًّا جدًّا.

ميشلوف: مثل الوهم.

هربرت: أجل، مثل الوهم.

ميشلوف: أو مفهوم مايا الهندوسي، شيء من هذا القبيل.

هربرت: هذا صحيح. يوجد العالم، حين لا ننظر إليه، في حالة غريبة غير قابلة للوصف. ثم، حين تنظر إليه، يصير عاديًّا بإطلاق، وكأن أحدهم يحاول أن يسحب شيئًا أمام أعيننا – العالم وهم فعلاً. أينشتاين لم يَرُقْ له هذا. لقد كان يشعر بأن الأشياء الكبيرة مصنوعة من أشياء صغيرة، كما كانت تظن الفيزياء الكلاسيكية.

ميشلوف: النظرة النيوتنية لقُسَيْمات شبيهة بكرات البلياردو – بحيث إنك إذا كنت مطلعًا على عزم كلٍّ منها وموقعه فإنك تستطيع أن تتنبأ بكلِّ شيء في الكون.

هربرت: كل شيء في الكون، أجل: نوع مريح من النظرات.

ميشلوف: لقد ذكرت ثلاثة أشياء اعترض عليها أينشتاين؛ أي أن هناك شيئًا ثالثًا.

هربرت: طيب، الشيء الثالث هو الترابط. قال أينشتاين إن العالم لا يمكن له أن يكون على هذا النحو، لأن سرعة هذا الترابط أكبر من سرعة الضوء. فبوجود هذا الترابط الكوانتي، يمكن لغرضين أن يتقاربا، ويلتقيا، ثم يذهب كل منهما في أعماق الكون، لكنهما يظلان مرتبطين، بحيث إن واحدهما يعرف آنيًّا مصير الآخر. أما أينشتاين فقال إن هذا متعذر؛ فهذا أشبه بسحر الفودو – والواقع أنه استعمل هذه الكلمة – أشبه بالتخاطر، على حدِّ قوله؛ قال إنه شبحي، أشبه بالأشباح. كانت كلماته ما قبل الأخيرة في سيرته الذاتية: "هذا لا أساوم عليه مطلقًا: العالم ليس كذلك أبدًا." وقد توفي في العام 1955، وبعد ذلك بعشر سنين بيَّن بِلْ أن العالم لا بدَّ أنه كذلك. وفي هذا شيء من السخرية. وبِلْ نفسه قال: "نظريتي تجيب على بعض أسئلة أينشتاين بطريقة ما كان أينشتاين ليحبذها كثيرًا."

dot
02/02/2008, 03:48
ميشلوف: وأينشتاين قد أوجد صورة غريبة جدًّا عن الكون كما هو – تكاد أن تكون ارتحالاً في الزمن – في نظريته في النسبية.

هربرت: أجل، لكن حتى عقل أينشتاين ما كان ليذهب إلى حدِّ قبول هذه الارتباطات الآنية، التي نعتقد الآن أنها موجودة لا محالة في الكون.

ميشلوف: إن مفهوم الارتباطات الآنية يكاد أن يلمح إلى المكان نفسه هو وهم.

هربرت: نعم، أن المسافة هي وهم.

ميشلوف: أن المسافة هي وهم – أنك وأني وأن مشاهدينا والكرسي جميعًا أشياء مرتبطة على نحو ما ارتباطًا وثيقًا بأبعد أجزاء المجرة.

هربرت: أجل، أننا جميعًا في مكان واحد، وأنه لا توجد أية أمكنة.

ميشلوف: والمفهوم الذي يقول به الصوفية أحيانًا، أنك أنت وأنا، لسنا حقًّا فردين منفصلين، لكننا على مستوى أعمق أشبه بالأصابع: نحن جميعًا متصلين. أو أننا أِبه ما نكون بجزر متصل بعضها ببعض. وهناك ذاك الشعور بالارتباط كذلك.

هربرت: أجل. ولهذا الآن نوع معين من التحقُّق في نظرية بِلْ. ولكن هناك جانبًا جيدًا وجانبًا سيئًا، كما في غالبية هذه الأمور في الفيزياء. تبيِّن نظرية بِلْ أن هذا الارتباط موجود لا محالة، لكنه تقول أيضًا إنه، بمعانٍ معينة، ارتباط غير مرئي، ارتباط باطن. للفيزياء الكوانتية مظهران؛ فهي، بمعنى من المعاني، أشبه نوعًا ما بالنرد. وللنرد مظهران: هناك أحداث النرد الفردية التي تحدث؛ ثم هناك النماذج الإحصائية – كأن يتكرر ظهور السبعة مرات عديدة، فيما لا يظهر إلا عدد بسيط من الـ12. أي أن هناك النموذج الإجمالي، وهناك الأحداث الفردية. أما ما تتكلَّم عليه النظرية الكوانتية هو النماذج؛ النظرية الكوانتية تتنبأ بالنماذج. وما تبيِّنه نظرية بِلْ هو أنه لا يوجد بين هذه النماذج ما هو مرتبط ارتباطًا أسرع من الضوء؛ أي أنك لن ترى أبدًا نموذجًا أسرع من الضوء. أما الأحداث الفردية – رميات النرد نفسها – فلا بدَّ أن تكون مرتبطة بعضها ببعض ارتباطًا أسرع من الضوء، بحيث يجوز للمرء أن يقول: "طيب، كل شيء مرتبط بعضه ببعض ارتباطًا أسرع من الضوء، آنيًّا"، لكن الأمر ليس كذلك، لأن النماذج غير مترابطة، بل النقاط الفردية فقط. ذلك هو القيد على هذه الاتصالية إذن. فلو كانت جميع النماذج مترابطة آنيًّا، لكان عالمنا عالمًا غريبًا بحق، لأن تجربتنا العادية مصنوعة من نماذج نقاط، من هذه الأحداث الكوانتية الصغيرة، وبالتالي، لن يكون ثمة مجال لنا.

ميشلوف: نحن الآن نتعامل مع مفارقة، على ما يبدو. وهذا يذكرني بأنك في كتابك تختتم بأغنية بلوز صغيرة. إنها تنص، على ما أذكر، على شيء من هذا القبيل: "إذا كنَّا جميعًا على هذه الدرجة من الارتباط لماذا أشعر إلى هذا الحدِّ بالوحدة؟"

هربرت: آه، نعم، "بلوز نظرية بِلْ". نعم، نحن جميعًا مترابطون بمعنى من المعاني، لكننا بمعنى آخر لسنا مترابطين. هناك توازن معين في الطبيعة. وهذا، في الواقع، من الأشياء التي جذبتني غلى الفيزياء. نحن نتعلم أن العالم مركَّب بطريقة هي من الغرابة بحيث إن الأمر يصير أشبه ما يكون بقراءة الخيال العلمي. فأنت لا تعلم ما الذي سوف يحدث تاليًا. وهذه قطعًا طريقة غريبة لصنع كون. جميع النماذج عادية تمامًا؛ إنها تحافظ على المكان والزمن، وهي منفصلة بعضها عن بعض بسرعة الضوء. ومع ذلك فإن اللبنات التي تُصنَع منها هذه النماذج ليست على هذا النحو مطلقًا: فهي لا تعرف شيئًا عن المكان والزمن، وهي مترابطة آنيًّا. والسؤال هو: لماذا صُنِعَ الكون على هذا النحو؟ ما كنت لأصنع كونًا على هذا النحو. فلو قُيِّض لي أن أصنع كونًا محليًّا لاستعملت قطعًا محلِّية. ولكن أيًّا كان مَن صنع هذا الكون، أو حتى إذا كان قد صنع نفسه بنفسه، فقد فعل ذلك بقطع كانت أفضل من الكل بمعنى من المعاني.

ميشلوف: لعله يجدر بنا أن نعرِّف بم يعنيه مصطلح "محلِّي" في هذا السياق.

هربرت: طيب، مصطلح "محلِّي" مصطلح فني يستعمله القوم المنخرطون في دراسة نظرية بِلْ. والرابط المحلِّي رابط عادي ينصاع لسرعة الضوء، والرابط غير المحلِّي أقرب إلى الفودو: حين تفعل شيئًا هنا، فهذا يؤثِّر آنيًّا على أحدهم واقف هناك. فما برهن عليه بِلْ هو أنه ما من نموذج عن العالم يكتفي باستعمال روابط محلِّية وحسب يمكن له أن يُفلِح.

ميشلوف: أي لا بدَّ أن توجد روابط غير محلِّية طارئة.

هربرت: ليست طارئة – كل شيء غير محلِّي.

ميشلوف: كل شيء غير محلِّي، لكن هذا لا يظهر عادة في نموذج الأحداث، كما تقول. طيب، دعني أسألك ما يلي: دعنا نتكلَّم للحظة – كنوع من تبديل مسنَّن الحركة – عن الظواهر النفسانية – التخاطر، الفودو، أو التحريك بقوة النفس. الفيزيائيون الكوانتيون شديدو الاهتمام بهذا. كيف تتصل تنبؤات الفيزياء الكوانتية بهذا المظهر من مظاهر الاشتغال الذهني؟ – انتقال المعلومات عن بُعد.

هربرت: طيب، بما أن المعلومات نموذج، فإن نظرية بِلْ تقول إنه ما مِن نماذج في الواقع تنتقل بسرعة أكبر من سرعة الضوء؛ أي أنك لن ترى تخاطرًا على هذا المستوى. أي أن نظرية بِلْ، للوهلة الأولى، تقول بعدم وجود التخاطر. لكن هناك أيضًا هذه الأحداث الفردية التي .تتمخض عنها النماذج أولاً بأول. الآن أجدني أتفكر بأن هناك نوعين من المعرفة يحصلها الناس عن أنفسهم: أحدهما المعرفة الكومبيوترية الشبه، حيث يحصلون على معطيات؛ والآخر هو هذه التجربة التي نختبرها الآن بأنفسنا، وهذه ليست كومبيوترية الشبه، وليست معطيات.

ميشلوف: هي التجربة المباشرة، الخام.

هربرت: الوعي الخام، أيًّا كان هذا الأمر. وشعوري هو أنهما يقابلان نمطي الرصد، نمطي الظواهر، اللذين نصادفهما في النظرية الكوانتية – أن هناك هذه النماذج – وهذه أشبه ما تكون بمعطيات الكومبيوتر؛ ثم هناك الأحداث في حدِّ ذاتها، الأحداث غير القابلة للاختزال – وهذا أشبه ما يكون بالوعي. شعوري، إذن، هو أن الناس قد يكونون قادرين على التشارُك في الوعي، أيًّا كان ذلك، ولكن ليس المعطيات. أي أنه قد توجد صلات مزاجية.

ميشلوف: تعاطف.

هربرت: تعاطف – صلات لطائفية، ولكن ليس صلات كثائفية. فإذا قُيِّض لي أن أقوم باختبارات من هذا الصنف، لعملت على هذا المستوى – أن أحاول وأجد وسيلة لتوضيح هذا النمط من الخبرات غير المعطياتية التي يحصِّلها الناس، والتأكد من كونها مترابطة. أخشى ألا تنطوي نظرية بِلْ على كثير أمل لقراءة الذهن والأشياء من هذا القبيل. إنها على الأقل لا تنطوي على مثل هذا الأمل بنظري؛ لا أعرف بعد كيف أستعملها.

ميشلوف: ممتع. لقد فاجأني هذا الجواب بعض الشيء، لكني أعرف أنك قمت بنفسك ببعض البحث في مجال الإدراك الحواسي الزائد. لقد صممت جهازًا فريدًا من نوعه يدعى "الآلة الكاتبة الطورية الفائقة" لاختبار التحريك بقوة النفس. لعلنا نستطيع أن نتكلم على ذلك بعض الشيء وعن مكتشفاتك في هذا المجال.

هربرت: أوكي، طيب، بما أن الفيزيائيين لا يعرفون الكثير حول الوعي، فإننا نبدأ بنماذج خامية جدًّا. فكان مفاد النموذج الأول أن للأشياء بواطن وظواهر. ظاهرك هو جسمانيتك أو ماديتك، وباطنك هو وعيك. وبالتالي نفترض أن لكلِّ شيء باطنًا وظاهرًا، صعودًا من الذرة إلى البشر.

ميشلوف: أتعني أن الذرات يمكن لها أن تتحلَّى بالوعي؟

هربرت: أجل، أجل. لكننا لن نقدر أن نتأكد، لأني أنا أيضًا لا أستطيع أن أكتشف دواخلك.

ميشلوف: هناك علماء نفس يعتقدون أن الكائنات البشرية ليست واعية هي الأخرى.

هربرت: هذا صحيح. فما يبيِّنونه هو أن الطرائق النفسانية لا يمكن لها أن تبيِّن لعالم النفس دواخل شخص آخر. ذلك ما برهنوا عليه.

ميشلوف: أنت لا تستطيع أن تعرف إلا دواخلك.

هربرت: أجل. وبالتالي، إذا كنَّا لا نستطيع أن نفعل ذلك مع البشر، فإننا قطعًا لا نستطيع أن نفعل مع الذرات. الذرات، على حدِّ علمنا، يمكن لها أن تكون واعية؛ لكن ليست لدينا طريقة لتبيان ذلك. ومفهومي يتعلق بفكرة وجود كيانات متجرِّدة من أجسامها تأتي عبر قنوات، عبر وسطاء روحيين. وقد شعرت أن في الأمر شيئًا غير أخلاقي – في سكنى روح لجسم تسكنه روح أخرى أصلاً. وهذا خطرت ببالي الفكرة: لماذا لا أبني جهازًا يمكن لكيان، متجرِّد من جسمه، أن يسكنه؟

ميشلوف: كمبيوتر، في الواقع.

Raw
02/02/2008, 03:52
;كأنو في يتبع!!
:melody:
®

dot
02/02/2008, 03:59
هربرت: كمبيوتر أو مستقبل ما قريب الشبه من الأذهان البشرية بحيث يمكن لمتجرِّد أن يسكنه. وبما أني أعتقد بأن الميكانيكا الكوانتية هي من وعينا في الأساس، بأن سبب كوننا واعين لا يعود إلى أننا كمبيوترات جيدة حقًّا – لأننا في الواقع لسنا كمبيوترات جيدة على الإطلاق؛ فوعينا يعرقل إلى حدٍّ كبير في بعض الحواس مرافقنا الكومبيوترية. الوعي هو من قبيل الكماليات؛ لذا فإني، لسبب ما من الأسباب، أعتقد أن النظرية الكوانتية، على نحو ما، تتعلق بالوعي. وبالتالي، فإن أية منظومة كومبيوترية تصلح للأمر، لكن عندئذٍ لا بدَّ من ربطها إلى مستوى يمكن لنا فهمه. وهكذا فإن الآلة الكاتبة الطورية الفائقة استعملتْ منظومة كوانتية مرتبطة، عبر كومبيوتر، بآلية مولدة للُّغة، وشرعت تطبع بالإنكليزية، والإنكليزية أتت من لامكان. أتت من عشوائية كوانتية مطلقة، ولَّدها منبع مشع. وقد وضعنا الآلة الكاتبة الطورية الفائقة في عوالم نفسانية عالية الطاقة وحاولنا أن نستدعي الأرواح لكي تأتي وتتولَّى لوحة مفاتيحها.

ميشلوف: الآن، دعني أخطو إلى الوراء للحظة، لأني أعتقد أننا قمنا بقفزة منطقية. لقد كانت تتحكم في الآلة الكاتبة فعليًّا بثٌّ من القُسَيْمات ما تحت ذرية التي يطلقها منبع مشع.

هربرت: أجل.

ميشلوف: وأنت أشرت إليها بوصفها "لامكانًا" لأن بثَّ القُسَيْمات ما تحت الذرية، كما أفهمه، يُعتبَر في الفيزياء الكوانتية ظاهرة عشوائية محضة، غير قابلة للتنبؤ.

هربرت: غير قابلة للتحكم مطلقًا. وبحسب ما يقول به الفيزيائيون، هذا أقصى ما تصل إليه الفيزياء. فالفيزيائيون لا يستطيعون أن يفسروا متى ينطلق القُسَيْم التالي. وحتى إذا كانوا قادرين على السيطرة على الاختبار سيطرة تامة، فهم لا يستطيعون أن يجعلوا القُسَيْم التالي ينطلق. فهو ينطلق من تلقاء ذاته. والفيزياء الكوانتية ككل هي على هذا النحو. فانطلاق فوتون الضوء التالي من جهاز ليزر لا يمكن السيطرة عليه، وكذلك أية ظاهرة كوانتية أخرى.

ميشلوف: لعلي يجب أن أذكر، لفائدة مشاهدينا، أن هذا هو الأساس في جانب كبير من البحث المُحَوْسَب في مجال البارابسيكولوجيا اليوم – استعمال منبع كوانتي آلي مشع، وجعل القوم – بعضهم من ذوي الخبرة النفسانية أو المزاعم النفسانية، وغيرهم من الناس – يحاولون التنبؤ أو السيطرة على البث المشع.

هربرت: وهو قطعًا أكثر عشوائية من العجلات في رينو. قد يكون من شديد التأثير أن يستطيع أحدهم تغيير بث المنبع إراديًّا.

ميشلوف: إذن، قمت بوصل هذا البث بمولِّد للغة، بحيث إنه إذا اتفق لنماذج ما أن تتشكل في البث ربما كانت مفهومة كلغة. وبالتالي، إذا تمكن نوع ما من الكيان المتجرِّد من السيطرة علة البث المشع لصار أشبه بلوحة ويجا مُحَوْسَبة: قد يتمكن من تركيب جمل، كلمات، وهلم جرا.

هربرت: أجل، ولكنه سيكون أحسن من لوحة ويجا، لأنه لا يوجد بشر يشغِّلها. سيكون هذا برهان مباشر علة وجود المتجرِّدين، بالإضافة إلى كونها قناتك للمتجرِّدين. وهكذا صنعنا الآلة الكاتبة الطورية الفائقة، وكذلك نسخة مطوَّرة منها مزودة بمولِّد للصوت، تُدعى "الهاتف الكوانتي الفائق"، خرج منه هذا الصوت – مرة أخرى، من لامكان، من الفراغ الكوانتي. وقد دعونا ماثيو ماننغ بعد ظُهر أحد الأيام، عند كزيروكس، بالفعل، لكي يأتي.

ميشلوف: النفساني الشهير من بريطانيا.

هربرت: لم يعجبه مسمع الصوت، ولذلك أطفأناه، وأجلسناه أمام الآلة الكاتبة، التي كانت تطبع على الآلة الكاتبة وعلى شاشة تلفزيونية في الوقت نفسه. ولقد راق له أن يشاهد الشاشة فيما كان هذا اللغو يظهر تباعًا عبر الشاشة.

ميشلوف: في الحالة العادية، هذا ما يكون عليه الأمر، لغو – أصوات لفظية عشوائية.

هربرت: أجل. فكان يشاهد ذلك عينه، محاولاً أن يريد حصول شيء. وتلك المحاولة كانت غير ناجحة. والواقع أن غالبية الأحداث كانت غير ناجحة بمقدار ما تعلق الأمر بالتوصل إلى قناة سالكة، قناة نفسانية سالكة. وقد تمكنَّا من إحداث العديد من الأحداث الغريبة، سواء عبر طَرْقها عشوائيًّا، أو عبر قيام روح ما بطَرْقِها برهة.

ميشلوف: هات مثالاً على مثل هذه الأحداث الغريبة.

هربرت: طيب، أفضلها كان احتفالاً هودينيًّا دام يومًا كاملاً، بمناسبة عيد ميلاد هاري هوديني المئة. وقد نصبنا بوسترات متحدية لهوديني، الذي زعم أنه إذا استطاع أن يفلح في العودة من الآخرة، فسيحاول أن يعود. ويومئذٍ كانت ذكرى موت هوديني. وقد قمنا بالتجربة في سان فرانسيسكو، وهو مكان يروق لهوديني. وقد عقدنا جلسات استحضار بينما كانت الآلة الكاتبة الطورية الفائقة تعمل. أطفأنا الأنوار وأمسكنا بأيدي بعضنا بعضًا وحاولنا أن نتصل بروح هوديني. جربنا كلَّ ما خطر ببالنا لكي نستجلب روح هوديني إلى هذه الآلة الكاتبة. لكن ما حصل هو أن السطر الأول من المعطيات هو أهم ما حصلنا عليه، لأن الآلة الكاتبة توقفتْ عن العمل؛ إذ إن التغذية تعطَّلتْ.

ميشلوف: ألعلَّه كان ازدحامًا أو شيء من هذا القبيل؟

هربرت: واستمرت الطباعة على سطح الصفحة كلها، راسمة إطارًا. وفي هذا الإطار ارتسمتْ كلمة واحدة، وتلك الكلمة كانت inininfinitime.

ميشلوف: أية كلمة عجيبة!

هربرت: إنها كلمة لطيفة.

ميشلوف: "في زمن لانهائي".

هربرت: لم تكن تهجئتها صحيحة؛ كانت: inininfinitime.

ميشلوف: صوتيًّا. بعبارة أخرى، لو توفر لي زمن لانهائي، لو توفر لي مليون زليون قرد يطبعون، لحصلت على مسرحية مكبث مطبوعة كلها!

هربرت: أو لاستطعت أن أطبع رسالة من هوديني. وهكذا فقد كانت رسالة شديدة السخرية. انفجرنا ضاحكين، بالطبع، على هذه الرسالة، وذلك بدا لنا الشيء الواعي الوحيد الذي أفرزته الآلة الكاتبة الطورية الفائقة في ذلك اليوم. وللمناسبة، فإن الآلة الكاتبة الطورية الفائقة تولِّد أدبًا لا يقاس بالسطور، بل بالأرطال، إذا كان لك أن تتصور. يمكن لنا أن نولِّد من "الأدب" ما يمكن لسرعة الطابعة أن تطبعه.

ميشلوف: وخاصة بوجود الطابعات الفائقة السرعة اليوم! إذن، تلك كانت واحدة من المناسبات النادرة التي ظهر فيها شيء ملفت للنظر.

هربرت: أجل.

ميشلوف: طيب، لقد سبق لك أن ذكرت أنك تعتقد بأن الفيزياء الكوانتية هي من الوعي في الأساس. ليتك تعود إلى تلك النقطة وتتوسع في الكلام عليها.

هربرت: نعم، هناك الآن، فيما أعتقد، مقاربتان رئيسيتان إلى الوعي. إنهم يدرسون المخ، وينظرون في كيفية صنع المخ له – الآلة الوحيدة في العالم التي نعرف يقينًا أنها واعية – ثم يحاولون محاكاة الأشياء المعرفية في الكومبيوترات. وأظن أن المال الذكي يوظَّف هناك في هذه الأيام. أعتقد أن هذا محل جيد للقيام بالبحث.

ميشلوف: محاولة محاكاة اشتغال المخ على الكومبيوتر.

هربرت: على الكومبيوتر، مع رصد الأمخاخ. وأعتقد أننا نتعلم الكثير عن الأمخاخ والكومبيوترات هناك، لكننا لا نتعلم الكثير عن الوعي.

ميشلوف: مجال الإلكترونيات الحيوية.

هربرت: الإلكترونيات الحيوية، أو الروبوطيات، شيء من هذا القبيل. ويبدو لي أن الوعي شيء مختلف كلَّ الاختلاف عن برنامج كومبيوتر أو عن نبضات كهربائية. فالمخ هو وسيط كهربائي عجيب. ليست فيه أسلاك.

ميشلوف: لقد عُرِّف به بوصفه نوعًا من الكومبيوتر ذي نبضات كهربائية ونبضات كيميائية؛ ومن هنا فقد يكون كومبيوتر أنالوغ وكومبيوتر رقمي في آنٍ معًا. لكنك تقول إنه إنْ وُجِدَ أساس ميكانيكي كوانتي، فهو يتنازل حتى المستوى ما تحت الذري، إذن، وليس الخلايا العصبية وحسب.

هربرت: ليس الخلايا العصبية وحسب. وأعتقد أن أي كيان واعٍ لا بدَّ أن ينقر على هذا المستوى الكوانتي في مكان ما – إذ إن في المخ حتمًا مكان ما فيه منظومة حساسة للتقلبات الكوانتية، وهذه المنظومة هي التي نكون فيها واعين. إذا نظرت إلى الوعي من منظار نظرية المعلومات، هناك معدلات معينة للمعطيات مرتبطة بالأشياء. ومعدَّل المعطيات المرتبطة بالتلفزيون، على سبيل المثال، هو 6 ملايين بِتْ/ثانية. من جانبي درست معدَّل معطيات الوعي الإنساني. قد يكون 2 بِتْ أو 3 بِتْ في الثانية.

ميشلوف: 2 بِتْ أو 3 بِتْ في الثانية؟

هربرت: 2 بِتْ أو 3 بِتْ في الثانية.

ميشلوف: أبطأ من شيفرة مورس؟

هربرت: أبطأ من شيفرة مورس.

ميشلوف: وإلى أيِّ شيء تعزو ذلك؟

هربرت: كم عدد الأشياء التي نستطيع أن ننتبه إليها في وقت واحد. أعني، بالتأكيد، أن هناك أشياء كثيرة تجري في المخ، وبالتأكيد، هناك أشياء كثيرة تجري في حقلنا البصري. ولكن كم منه نراه في هذه اللحظة تمامًا؟ نحن كيانات شديدة القابلية لصرف أذهاننا عن موضوعاتها، ضئيلة معدَّل المعطيات.

ميشلوف: أوكي، لكن ما تقوله، إذا كنت أحسن فهمك، هو، إذن، أن المخ يتلقى كمًّا كبيرًا من المعلومات، لكن الوعي يفلتر هذه المعلومات على نحو ما.

هربرت: معدَّل استطاعة المخ حوالى 1012 بِتْ/ثانية. إنه أقوى بما لا يقاس من التلفزيون.

ميشلوف: ومن الوعي نفسه.

هربرت: طيب، الوعي نفسه هو برغوث ضئيل على ظهر هذه الآلة الهائلة.

ميشلوف: ومع ذلك فهو مسؤول عن ثقافتنا برمَّتها!

هربرت: أجل. إذن فالوعي كمعدَّل معطيات يكاد في وضوح أن يكون غير قابل للرصد وسط كتل كلِّ شيء آخر يجري هناك، اللهم إلا إذا كان متوضعًا في نقطة مركزية ما، الأمر الذي قد يكون كذلك. شكَّلنا مجموعة صغيرة في سان فرانسيسكو أطلقنا عليه اسم مجموعة نظرية الوعي. كنَّا عاقدين العزم على حلِّ مشكلات الوعي. كان بيننا أناس من الفيزياء ومن علم النفس وعلوم الكومبيوتر، وكانت واحدة من هواياتنا التفرج على سلايدات للمخ ومحاولة تحديد موضع الوعي فيه. من المواضع التي تحظى بشعبية في هذا الخصوص هو المنظومة الشبكية المنشِّطة.

ميشلوف: آه، نعم، في جذع الدماغ.

هربرت: أجل، في جذع الدماغ، وهو جزء بدائي جدًّا من أجزاء الدماغ.

ميشلوف: إنه يتعلق بالانتباه، تنبيهك لإيلاء انتباهك إلى الأشياء، اليقظة والنوم.

هربرت: نعم، إلى مختلف أنواع الأشياء. لكنه ليس منظومة شديدة التعقيد.

ميشلوف: لكن ما تقوله، إذن، هو أن الوعي ضئيل جدًّا. غير أن إحساسي – وأنت تفاجئني هنا – يجعلني أميل إلى الاعتقاد بأن الوعي واسع جدًّا في الإمكان.

هربرت: لا، لا، مادام الأمر يتعلق بمعدَّل المعطيات. الأمر، في الأساس، أشبه ما يكون بالرئيس وبمئات الملايين الثلاثة، أو أي عدد يمثلهم، حيث رجل واحد يسيطر على أفعال المنظومة ككل – ليس الأفعال المفصَّلة، بل الأفعال الجماعية.

ميشلوف: فهمت. بعبارة أخرى، منظومة التحكم هي جزء ضئيل جدًّا من المنظومة ككل. أظنني فهمت.

هربرت: تمامًا. إذا كنت تعتقد بأن القصد من الوعي هو السيطرة عليها.

ميشلوف: طيب، نِكْ، لقد أثرت قطعًا أسئلة عديدة أكثر مما هو متاح لنا من الوقت للإجابة عليه هذا المساء، لكننا استمتعنا فعلاً بوجودك بيننا، مستكشفين معًا أسرار الوعي والواقع الكوانتي.

هربرت: إنه شعور متبادل، يا جِفْري.

ميشلوف: شكرًا جزيلاً.

هربرت: شكرًا.


***