-
دخول

عرض كامل الموضوع : لايعرف أوباش الإسلام أن يمشواإلى الجنة إلا فوق أجساد العقلاء


أبو النسيم
18/07/2005, 21:53
وهكذا يسقط على الدرب شهيداً لكنه هذه المرة شهيدٌ الخوف والرغبة الجامحة بالحياة ويا لها من حياة سيعيشها بعد هذا الاستسلام الرخيص، والمجاني، وكأنه يشد على أيدي السفلة كي ينداروا نحو من تبقى من مفكرين على قلتهم.!؟


لقد آثر المفكر المصري - سيد القمني – السلامة بعد أن كثرت تهديدات جماعة ( الانتحار ) الإسلامي له بجزّ رأسه جهادياً وذلك من شأنه – من دون أدنى شك - أن يعيد رفعة الإسلام بعد أن جرى تشويهه على أيدي أصحابه الأجلاء..! ومن شأن جزّ رأس – سيد – أن يبعد عن هذ1ا الدين ( الحنيف ) الذي يخشون عليه من بضعة أقلام وعقول كل التهديدات الجدية التي رأوا فيها طعناً بمسلماتهم الانحطاطية بمقاييس هذا العصر.
من حق السيد – سيد - أن لا يفرِّط بما تبقى له من عمر كرمى لعيون أحفاده، فهو يعرف كما عرف الذين سبقوه أو زاملوه على هذه الدرب الشائكة أن جمهرة القراء على امتداد الأرض التي يقطنونها من أقاصي المغرب إلى جبال المشرق لا يستطيعون أن يتحركوا لحمايته ، ولا أن يقدموا لأحفاده سوى التعازي الباردة وكيف يتمكنون وقد وطئتهم أنظمة الاستبداد المشرقي الموروث جيلاً إسلامياً بعد جيل.. !؟
من حقه أن يتوقف اليوم أوغداً ولكن، ليس من حقه أن يعلن البراءة من الأمس .! من كل نتاجه المضيء في هذه الظلمة الظلماء فيكون كمن يغدر بأشقائه هنا وهناك، وكمن يقدم أنموذجا سلبياً للناس.. وإيجابياً للقتلة يؤكد لهم نجاعة وسائل التخويف والتهديد في التعامل مع أصحاب الفكر الآخر.!
وها نحن بعد نصف قرنٍ ونِّيف على حبونا فوق هذه الأرض العطشى للحرية.. والظمأى للعقل، نكابد الخسائر واحدة تتلو الأخرى.! يقتلنا السادة واحداً بعد واحد.. يدمرون العقول عقلاً بعد عقل.. أو يهجرِّونها إلى المنافي.. أو يسلسلونها في الزنازين.. تباً لهذه الأرض الظالمة التي لم تعرف أن تنجب غير الطغاة، والجزارين، والمشايخ.! لقد اختار – سيد – السلامة الرخيصة..! وتركنا، ومشى إلى أحضان أحفاده ولكن، ماذا أقول لأحفادي حين يقع بأيديهم كتابٌ له أو مقال.!؟
مصر أم الدنيا بعشرات ملايينها.. والدنيا التي تفترشها أو تفترسها ما يسمى بالأمة الإسلامية والتي يدعي من أصابهم الخرف أنها خير أمة أخرجت للناس.. هذه الأمة الأَمَة، لا تحتمل عشرة من أصحاب العقول النقدية الفاعلة.!؟ لقد هجّّروا - نصر حامد أبو زيد-، وحاصروا - خليل عبد الكريم- حتى وفاته، واغتالوا - فرج فودة- و قتلوا اللبنانيين:- مهدي عامل- و حسين مروة والليبي الصادق النيهوم في منفاه، وكفِّروا، وتوعدوا، وحاكموا السوريين:- صادق جلال العظم - و - محمد شحرور-، و-نبيل فياض-، وحضرتنا.!
ولاحقوا المفكر الكبير - العفيف الأخضر - منذ ولد.! ويلاحقونه الآن وهو على فراش المرض في المنفى الباريسي اللاإسلامي.! وكيف لي أن أحصي خيرة عقول هذه الأمة ( الإسلامية ) التي لم تعرف منذ قرون غير سفالة سفك الدماء.. وحثالة الفكر الغيبي.. وخرافات عالم آخر يسلب عقولهم من هذا العالم الحقيقي.!؟
نعم، لا يعرف أوباش الإسلام أن يمشوا إلى الجنة إلا فوق أجساد العقلاء.. وفي قلم الحبر غصّة.!؟


الكاتب: جهاد نصره