-
عرض كامل الموضوع : ليت البحر يغرق
;)مسا الخير صبايا وشباب كيف الحال
بدي احكيلكم عن رواية جديدة نزلت في الاردن لكاتبة اردنية اسمها كرستي حوراني ...(ليت البحر يغرق )الرواية موجودة عندي لكن ما بعرف كيف ممكن انزلها
الرواية بلشت فيها وحلوة جدا هيه متاثرة جدا باحلام مستغانمي .....لكن كاول رواية حلوة,بتمنى من الي بئدر يجيبها وينزلها للاخوية
Damask Rose
16/01/2008, 20:29
طيب هي نازلة بالمكتبات عنا بالاردن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وازا ماطلعت حلوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟:p
طيب هي نازلة بالمكتبات عنا بالاردن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وازا ماطلعت حلوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟:p
ايه طبعا ولو ...اسالي عنها وبتلاقيها انشالله...حتى الملكة رانيا سلمتها جائزة على شعر كتبته ئبل هيك
وحلوة ايه حلوة يمكن ماخدة كتير من احلام مستغانمي ..لكن بتوقع حتكون مستقلة بكتاباتها بعد هيك لانها موهوبة
butterfly
17/01/2008, 03:33
مستنين انشالله تقدري تنزليلنا ياها
:D
mohammedgh
22/01/2008, 19:28
thank u:clap:
بدنا وعد منك انك اتنزليها على اخوية في اقرب وقت
اللامنتمي
02/09/2008, 03:19
أينَ الرواية يا رواية
أنتظرها
اكتبي لنا جزءاً مِنها
فنحنُ في حالةِ اشتياق ,.
رواية " ليت البحر يغرق" للقاصة الشابة كريستي حوراني
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الإهداء
في السابعة عشرة صيفا.. دعني أحبك ضعف عمري.. مضروبا في العمر الذي ما أتى مني..
ودعني في سن ما قبل الموت بدقائق.. أحبك بمقدار حياة مستمرة..ومقدار عمر رحل عني
إلى من سكنت عيناه دمّي!!
إلى قلمي الذي ما فارقني...
أحبك
كريستي
كلمات انعجنت بذاكرتي
إنها روايتي الأولى..
سيكون من الصعب علي ألا أترك كلمة هنا بحجم تعب..
سيكون من الإرهاق الأبيض للورقة الأولى أن تبقى صامتة..
أن تبقى مقتولة بالهدوء..
هي التي لم تكف الرياح عن خبطها..
كيف لها ألا تمتص سواد الحبر الآن.. لتقبل يدي أمي..
لتشكر عينيها التي بقيت على قيد الشروق إلي..
عينها اللتين لم تغمضهما إلا علي..
وهي تمدني برعشات دفء سربتها إلى الورق..
كيف لهذه الصفحة القطبية الأولى..
ألا تنحني لتقبل يدا أبي كي يعجن الدفء إليها؟
أبي الشرقي الدماء لم تكن شرقيته عبئا على مشاعري..
وكان أول من أعطاني تأشيرة دخول إلى عنان الأحاسيس..
أما أخي زيد..
نظري إلى ما بعد الأفق..
كبدي الأقرب إلى قلبي..
كان يكفيني شعر عينيه لأبدأ الكتابة!
وبينما تواصل هذه الصفحة تعبئة البياض الأول..
أواصل أنا شكر كل من ساعدني على نشرها.. وكل من دفعني إلى الحرف..
كل من ساعدني على وضع الحطب في نار الكلمة..
كي تواصل الاحتراق الأول للصمت.. خاصة الأخ الصديق عمر تيسير شاهين الذي آمن بموهبتي ووقف بجانبي خطوة بخطوة حتى صدرت الرواية..
وصديقاي من الجزائر مصطفى باديس وويزا.. اللذان كانا أول من دفعني وشجعني على الدخول في عالم الرواية..
فعندما يحترق الصمت..
يصبح لا بد لي أن أعلن عن سبب احتراقه الأوحد..
ولا بد لي أن أنحني احتراما وفخرا لأول من علمتني كيف أملأ سكون الصمت نارا..
لأول من دلّت يدي على السطور بقلم حبره دمي..
لأول من دفعتني إلى استنشاق اللغة العربية بهذا الكم من الانبهار..
سيدة كل ما كتبته:
أحلام مستغانمي..
التي أكتفي بعد اسمها أن أضع أول قبلة على روايتي وأبدأ..
**********************************
حلقة (1(
شاطئ يتمدد أمام عيوننا بشهقة اللون الأزرق.. تصاب رقصة موجه بالسكون المباغت.. وكأنه يحاول ابتلاع رمل تعب منا.. كأنه يحاول سحب الأرض من تحت أقدامنا.. ونحن فوق سخونة هذه الرمال.. لا نعرف ما الذي استقر متواطئا مع قلوبنا.. وبانبهارات مختلفة.. وتردد صاخب الخطوات.. كنت على خجل وارتباك.. إلى أن تقدمت إلّي.. وتركت على 20 حزيران ورود بيلسان متعبة.. كنت أتمدد وقتها فوق الرمال.. بينما أمواج البحر تقترب وتبتعد موهمة إيّاي بعدم الرجوع.. وسرعان ما تواصل الركض كي تتركني أتأملها أكثر من مرة وأنا مبللة بأمطار الحنان والشوق والانتظار.. واقعة في دوامة من عسل عينيك.. تلك التي تراقبني من بعيد.. كانت هفوتي الوحيدة هي أني سقطت بهما.. هفوتي الوحيدة هي أني أحببت بك هفوتي.. كنت خطأ من أروع الأخطاء في حياتي..
وها أنت ..
تمزق كل الحدود.. وتأتي.. تعطي صوتك فرصة أن يسود على وجهي.. فأنتشي بك.. وأمزق بعدك كل ما كنت أخاف منه.
تبدأ بالكلام.. تبدأ بي.. قبل أن ترتب الحروف .. وعلى ألغام وضعتها على جسدي سارقا كل الساعات التي مضت.. قلت:
- أيمكن أن نتحدث؟
أنهت جملتك قيودي.. وتحررت فجأة من شرقيتي..
أجبتك دون تردد ودون أن ألتمس ضوء التفكير.. ولم أدرك قبلها أي نوع من الرجال هو أنت.. وأي صفة من آدم تتعلق بك؟ وكيف تعامل تفاحة الحب؟
كنت تطلب إلّي وقتها أن أقول "نعم" دون أي احتمال للرفض.. كنت تعريني من كل أجوبتي.. ومن نصف الأشياء التي تحيط بي.. وبعدما أسرني انعكاس البحر بعينيك قلت:
-بلى يمكن تفضل!
جاء سؤالك لي بعدها على وقع الابتداء.. وكأنك تكتسح الفرصة الأولى للدخول إلي.. فسألتني عن اسمي الذي اتخذ يومها من فصول الزمان حروفا له.. وحتى أنا سمعته من نفسي بطريقة مختلفة..
كان سؤالا بسيطا.. يجب أن يقع.. بطريقة أو بأخرى.. لكنه كان يلامس أطراف البداية لمشروع أكبر.. أخشى على نفسي منه.. ومن خيبة تجمعني باسمي بعده.. فقد كان السؤال الأول الذي يتحالف مع الصدق.. ويرغمني مرة أخرى على الإجابة..
- ليلى.. اسمي ليلى!
باندهاش ملحن.. كنت تنزلق على الفواصل.. كنت تتقدم نحو منبع الكلام.. تتهجم علي دون أن تدري:
- ليلى.. كم احب هذا الاسم.
في تلك الثانية المتشردة عن الساعات.. كنا نجلس على رمال الشاطئ.. رمال الشاطئ التي تحولت بداخلي رمالا متحركة يوم كان اندهاشك طرف كلام ممزق في نهايته..يوم ترك ثقبا عميقا على ملامحي.. وواجهني بكبرياء ربما لم يكن مقصودا.. إلا أني خفت منه وقتها.. قبل أن أخاف منك.. وقبل أن أسأل نفسي من أنت فيّ؟؟ ..فقد تكون أحببت اسمي لأنه يتزحلق على شظايا ماضيك..أو لأنك أحببت أن تكون يوما ما.." قيس"...ذاك العاشق المفقود اليوم..
الحلقة (2)
أيقظتني من غفوتي بصوتك الذي عاد لي كفراشة:
- هل من مكروه؟
- لا .. لا .. لكنك لم تخبرني أي اسم ينتمي لك؟
ودون تردد وعلى صفحات من كبرياء قلت:
- خالد..
طالما أوحى لي هذا الاسم بالحب الخالد، أمن الممكن أن تصبح خالدا في الوجود المخادع داخل بيانِ الروح وطبول الأيام ؟
رفعت نظري عن الرمال ونظرتك تشي بشوق جميل تحرك بداخلي:
- كم هو جميل اسمك يا خالد إن شاء الله تظل خالداً للابد.
صمت.. بعد أن تركت ابتسامة على شفتيك.. وكأنك أحببت ما قلته.. أو كأنك ستنفذ بي حكم خلودك.. شعرت بأني معك سأبدأ بتغيير حياتي.. وبك سأكون منهزمة..حتى أني لكثرة الأفكار التي شغلتني عنك.. ما عدت أذكر كل فتات الكلام الذي حدثتني به كأني ما كنت أفكر إلا بسخافتي في هذا التعرف السريع.. وبابتساماتي المطولة اتجاهك فأبدا لأول مرة أهاب الحروف وأرفض جزيئات الكلام.. فهذه أول مرة أصادف بها إجابات بهذه السرعة .. غير متلعثمة بين السطور لتمويه ينتهي بمحاصرتي بين كل فكرة وأخرى..
بوجودك المربك لم تترك لي مكانا للتنفس.. بت مختنقة بك.. مختنقة بتلك المسافة بين الزمن الذي مضى قبلك.. وهذا الزمن الذي انفتح أمامي فجأة لينيرك شمعة ضوء.. شمعة لا تنصهر.. بقدر ما كانت تصهر كل من ينظر إليها.. كانت تشبه عينيك.. تلك التي ظننت من شدة ما تحركت على ملامحي أنها أحبتني من النظرة الأولى!!
جعلتني أعود لمبدأي الذي انشغلت به كل يوم..
(إن حباً من النظرة الأولى ليس سوى دخانا تعانق وهما )
لأن أقل حب كنت أقتنع به هو الذي يأتي من بعد ما يسمونه النظرة الأولى.. فلم أكن أعتبر الحب انجرافا قلبيا.. على قدر ما كنت أعتبره انسجام أفكار تتشابه حد التطابق.. فتتكاثر لتصنع حبا بحجم تطابقها!
تعود لتقول:
- ليلى..كم سنة هربت من عمرك؟
يا لك من رجل !! كم طريقة تملك للمراوغة؟ وكم حرف في اللغة تبتز؟ أتراك لم تكن كل الكلمات التقليدية؟؟ وكنت أول من يرفض عبارة كم عمرك؟؟ ولكن من أين لي أن أغير كل تقاليدي الكلامية لأصل إلى جوهر لغة تترفع عن أي تكرار؟؟ مصرة على المكوث في عالم خاص بك ..
- هَربت ثلاث عشرون سنة..
- إذن أنا أهرب عنك بعشر سنوات وربما بدهر أيضا..
صحت:
- دهر!!
ولكنك لم تجبني بشيء، أحسست وقتها أن سؤالاًً كهذا من السهل أن يكون بمنتهى السذاجة معك.. فقد تعني أشياءً ملتصقة بالغرائب.. لأعرف أنك تشبه شجرة سنديان يكون عمرها الحسابي أقل من عمرها المطري والريحي..فأسخف لك عدد حبات المطر التي هطلت على كتفيك جلدا.. وعلمتك معنى البرد والتسكع تحت أسواط الحياة.. فتثبت لي أن السنوات التي هربت من عمرك كانت أكثر ثقلا..
لا أدري وقتها لمَ زادتني تلك المساحة من غربتك خوفا وتشبثا بالرمال.. وكأني أتقدم إلى الموت طوعا.. أنا التي لم أعرف قبلك أي رجل بهذا الطعم من الغرور.. ولا أي رجل يأتيني بفلسفة جديدة.. أسئلة غير اعتيادية.. فيفتح فيّ شيئا جديدا ونظرة مختلفة للأشياء!
فجأة تعود تقليديا لتقول:
- لم تخبريني ماذا أنهيتِ بدراستك الجامعية؟
- أنهيت دراسة الحقوق، وطموحي أن اصبح محامية ناجحة
- حقاً !!وأي نوع من القضايا تفضلين؟
- احب تلك القضايا الغريبة التي تساعدني على ابتكار أفكار جديدة لاستعادة حق صاحب القضية!!
- سأبحث عن قضية جديدة تدافعي بها عن نفسك.. فكل المحاميين يدافعون دوما عن غيرهم.. يجب أن تكوني مختلفة.. أحب لك الاختلاف عنهم!
كنت ساذجة في أسئلتي.. غير عميقة الكلمات.. أقول كلمات كما تعلمتها سابقا من فتيات الجامعة.. بحماقة أتكلم.. بعيدة عن أجواء المراوغة بالحديث.. طفلة تتعلم.. لم أملك من أحداث الحياة الحقيقية أي شيء.. ولم
تكن تفاصيل الأشياء تثير انتباهي.. حتى أني ما أعطيت جملتك حقها من الخوف والدهشة..
فواصلت أسألك:
- وحضرتك.. ماذا تعمل؟
- آنا لا أعمل في مكان واحد!
حتى أبسط الأسئلة أيضاً.. كنت تغلفها بفضولي تغلفها بفلسفة من لا يريد إجابة محددة.. وبفلسفة من لا يبحث عن التلقين إلاجابي فترهبني من القادم.. وتجعلني أتساءل فيما لو كان اقترافي الحديث معك صوابا..
فأعود أسألك متنبئة:
-وهل أنت رجل أعمال؟
- بل أنا كابتن طائرة...
مهنة أخرى.. لم تخطر ببالي يوما.. ولم أكن أعلم أنها ستمتني بصلة.. وأنه عند هذه اللحظة بالذات سيجدر بي الانفراد عموديا مع نفسي والتسكع بثمالة بين الأسئلة!
( متى تكون رحلتك خلف الأرض؟)
منقول للأمانة :larg:
ابتسامة الغروب
07/09/2008, 17:33
الروايه كتير حلوه بس دورت على الحلقه 3 بالنت وما لقيتها
ياريت يلي بلاقيها ينزلها
ثانكس
ابتسامة الغروب
07/09/2008, 20:37
.ExternalClass .EC_hmmessage P {padding:0px;} .ExternalClass body.EC_hmmessage {font-size:10pt;font-family:Tahoma;}مرحبا لقيت الحلقات 3/4/5 وهيها بين اديكم يارب تعجبكم
الحلقة (3).
شعرت بالخوف كمن يسقط على جفونه عقرب.. فمن المؤكد أني لن أستطع رؤيتك بعد هذه المرة.. فمهنتك ستتكفل مشروع أخذك دونما استئذان من آخر المواعيد لأنني لست أم الصدف ولا أختها ولست الآن سوى ضيفة عليك لا تدري كم هو حجمها بك؟
و بينما كانت مهنتك تسرقك من خيالي.. صرت أحبها.. لأنها هي من تكفلت أيضا إنزالك في هذه المحطة القدرية لنلتقي بعد ذلك في هذا اليوم بالذات..
استعدت صوتي وسألت أول سؤال تأرجح أمامي:
-إلى أين ستكون رحلتك القادمة؟
- إلى استراليا.
- وكم ستبقى هناك؟
- لا أدري كم من الوقت سأبقى هناك لكني أملك العديد من الرحلات غيرها فيجب أن اذهب لفرنسا و من ثم للمكسيك.
بدأ الغباء يحدثني؟ وأصبحت أستمد منه خرافاتي بالأحكام.. كنت أرجع معك في كل ثانية سنة للوراء.. وأعود لأتساءل.. متى سنلتقي بعد هذه المرة..؟ وأين.. ولماذا سترحل عن الأردن.. وعني بسبب رحلة جوية تطير بك بعيدا فوق السماوات.. هناك خلف الزمن حيث لا تحسب الساعات في الفضاء كما تحسب على الأرض وذلك لأن لا جاذبية هناك تقدر أن تسمر عقارب الساعة حيث سيبقى الوقت مطلق الحرية والتحرك!!
عاد الوقت فجأة يعنيني:
- وكم من الوقت وأنت في الأردن؟
- لم يمضى الكثير.... هذا هو اليوم الثالث وها أنا استعد غدا للذهاب لاستراليا.. ولكني مذ ولدت ولد الأردن في.. وعلى الرغم من رحلاتي.. فأنا ما زلت طفلا أعود لأبكي قليلا في حضنه.. أعود محملا بكل شيء.. فأصعب الأشياء تلك التي تفرض عليك مهنة تسحبك من بلدك دوما كي تؤمن لك مرونة الحياة .. وبالنسبة لأوراقي العشقية الأردنية.. احب خليج العقبة.. وأشعر بأن له ركناً بلورياً أخاف عليه في ذاتي.. وهو اكثر مكان يحبني وأستطيع أن أرمي أحزاني في بحره دون أن يفضحني..
كانت كل كلمة تقولها تحلل في عقلي ألوفا ألوفاً دون أن أدري غايتي في ذلك؟ وعندما حدثتني عن الهموم أصبح صدى الكلمات يسألني:
ماذا عساك تقول للبحر؟ وما هي همومك التي ستفضحك؟ هل هي كبيرة لهذا الحدّ لتأمرك أن لا تقولها لغير البحر؟
ليس باستطاعتي أن اعرف كل ما يتمركز فيك من أول يوم يلتقي بنا.. فسوف ابدي لك أنني فتاة فضولية في كل شيء حتى في خصوصياتك التي لن تخبرني عنها من أول لقاء على شاطئ بحرٍ تعودت أن ترمي بداخله أحزانك وليس بداخل من تصادفهم بطريقك، دون أي موعد محدد .. ودون سابق إنذار ..
أجبتك ورحت أواصل التمعن بملامح وجهك تلك التي أتعبتني بغتة لأعود إلى ما ابتعدت عنه نفسه .. أعود لخصوصياتك .. تلك التي كنت أعلم أنه من الصعب أن أدخل إليها في أول لقاء.. ولكني بحماقة أنثوية بدائية أسأل مرة أخرى .. وأرغمك أن تجيب:
- أين عائلتك؟ ألست مقيما عندهم؟ لأنهم لا بد أن يشتاقوا إليك من الرحلات الكثيرة التي تتوارى خلفها
-لا أحب أن أخوض بقصص شخصية.. ستعرفين عني كل شيء لاحقاً.
جرف جوابك شراييني..
تركني أتلوى دون أن أشعرك بهذا.. وكأني كنت أحدث صديقتي.. ظننت أنك ستكون على إفصاح في كل شيء.. نسيت أن أكتم الأسئلة الشخصية بداخلي.. تلك التي لا أعرف كيف أربطها.. دوما كنت على غباء.. ففي أول اللقاءات نحن لا نعرف كيف هي الطريقة المناسبة للحديث.. لا نعرف كيف نتحكم بملامح وجوهنا.. ولا بلحظات الخجل.. خاصة إن كنا نقع بفخ الانجذاب للمرة الأولى.
كنت قد غرقت بأفكاري حين انتصبتَ وتمتمتَ بصوت منخفت ناري:
- الساعة الآن الرابعة والنصف يجب أن أعود لغرفتي.. هناك أغراض لي علي ترتيبها..
تسمرت مكاني وكأني لم اقوَ على الوقوف لأتشبث بك كطفل أخبرته أمه أنها ذاهبة للسوق بدونه ناسية مفاتيح البيت في جيبها البعيد .
عاونتني على الوقوف وكأنك تأمرني أن أودعك بطريقة تليق بك.. أو كأنك تبحث عن فرصة لمس يدي لتدخل إليها لمسة كهربائية من تيار رجولتك..بينما أقف أمامك بصمت وأنظر لشفتيك تقول:
- أنا ذاهب الآن. أراك في وقت قريب!
************************************************** ********************
الحلقة رقم ( 4 )
قلتها ببرودة شديدة جمدت قلبي، واصبح الصقيع عالمي.. قبلك لم أعرف معنى الصقيع.. كنت طيلة الأيام أعيش بدفء على حجمي.. لم أكن أطمح لأن ألعق الدفء في كل أجزائي وهنا أجده في عينيك ليتركني دون أن يسمح لي باختيار مكان أدفئ.. دون أن يسمح لي بتغطية نفسي عن هذا البرد الذي هب فجأة كمنخفض قطبي.. لم تترك عنونا ولا حتى رقم هاتف وكأنك تريد قطع كل شيء.. كأنك أنهيت وقت ضجرك.. وعدت فجأة تجد تسلية أخرى في غرفتك مبتعدا بها عن حماقتي.. وأسئلتي المفروضة!
فطالما سمعت أن الدخول المباشر لحياة الآخرين ليس سوى إبعادا لهم عنا..
وهكذا كانت آخر مرة رأيتك فيها وأنت تخرج من الشاطئ متجها نحو المدخل.. ومبتعدا خلف خيوط الشمس..
لم تلتفت للوراء حتى تودعني بنظراتك.. ولم تقل لي شيئا في دقائق وجودنا الأخيرة.. وكأن شيئا ابتلع لسانك ووضعك في عالم الأموات! تركتُ الشاطئ لحظتها مبتلعة ريقي، مرتجفة من هذه الصدمة، صدمة بحجم بحر أطفأتني كما تطفأ الشموع عند قدوم التيار الكهربائي.. فلم أتوقع لكل الأشياء التي رأيتها بك أن تكون وهما مؤقتا.. جعلته يختفي بعدة أسئلة.. لأعود مقتنعة بفكرة أن مصير كل اشتعال يأتي بسرعة تيار ماء لا يدعه يكمل ما بدأ بحرقه!
***********
انتهى ذلك اليوم العابر الذي طبع فيّ أسئلة كثيرة.. وأجوبة لا مكان لها من الوجود.. كنت لا أزال أذكر كل شيء بالتفصيل.. كان أول حدث يهز أعماق بدني.. كان أول حدث يرهقني.. حتى أني عدت للبيت ليحدثوني أهلي بالشرق وأجيبهم بالغرب.. كنت متوترة جدا.. وظلت حالتي هكذا طيلة أيام..
بت أعرف أن خالد والبحر واحد.. بت أتقن أن ليس لهما أرض ولا مساحة سماء.. لهما بداية تأخذ نظرك..ولا مكان للنهاية .. كانا يحرقان ولا يحترقان.. وكنت في البيت أشبه بتمثال.. محنطة بأشياء توقعتها أن تحدث ولكنها ما حدثت لأسباب لم أكن أملك الخبرة الكافية لاستدراكها..
بدأت أنام وأصحو على هدير هذا اللقاء.. كان جو بيتنا أيضا يتركني أشعر بالوحدة.. فأبي دائم السفر غارق بأعماله.. بينما أمي تحدثني بأمور بعيدة جدا عما أفكر به.. حتى أنها كانت كثيرة التضايق من الحر لتلجأ دوما إلى برودة النوم.. أما أخي.. فكان قد بدأ عطلته الصيفية.. وكان هذا كافيا كي لا يبارح أصدقاءه..
وأنا بهذه الكدمات.. تمر الأيام وتمضي.. وأنا بهذه الكدمات على جسدي أحاول أن أنساك.. أحاول أن لا أعيد ملامحك كشريط فيديو..أحاول أن أقنع نفسي بأن لا مكان لك في داخلي.. وأني يجب أن أمتلئ بالمستقبل دون أن أتعرض لهذا النوع من التجارب العاطفية.. لأني حتما لم أكن أقتنع بقصة الأميرة النائمة.. حتى بدأت أظن أنك لست سوى بطلا خرافيا لا يأتي إلا بالورق.. كي يفتح لي طريقا للكتابة.. كنت أظن أن بياض الورق يستفزني.. لهذا وددت إدخالك عالمه.. لم أكن أعرف تماما.. أن من يحاول الدخول إلى بياض الورق لا يخرج منه إلا ومنقوشا على وجهه ألف جملة! وهكذا أنا كل يوم.. أحضر رزمة أوراق.. وأبدأ أكتب كل ما حدث بيننا.. كنت أكتب لمجرد أن أكون كاتبة.. لمجرد أن املأ ذلك الفراغ بين عينيك وبين البياض.. لم أكن أدخل بالورقة غوصا.. حتى أن مكونات الأشياء لم تكن تستوقفني.. كتبت قبلك كثيرا.. معك كنت أضع علامات استفهام.. وبك بدأت رواية!
وهكذا .. كمن تبدأ رواية.. بدأت أكتبك.. وبدأت الأيام تذهب بتعال.. دون أن تلمحني بهجة السعادة.. دون أن أتعرف على الحدث الرئيسي الذي حدث بيننا كي يكون زورقا أسير به في أمواج الورقة..ظننت أنني بالكتابة سأخفف ما في قلبي من حزن وكنت لا أمتلئ إلا حزنا..
فعبثا نكتب دون أن نكون ممتلئين تماما بالحزن.. وأنا لم أكن ممتلئة حزنا.. كنت ممتلئة بفراغ تركته خلفك ليسمر القلم..
قررت أن أبتعد عن وخز الكتابة .. لأني لم أكن أهلا لأكتب سوى علامات استفهام.. لم أكن أهلا لأكتب عنك شيئا لم أعرفه.. خفت التنبؤ على جسد ورقة فقد سمعت كثيرا عن احتيال الورق سمعت كثيرا عن تلك التآمرات بين الورق والأقدار.. وخفت أن تنفذ بي ورقة.. حكم الإعدام!
صرت أحمل كتبا للفلسفة فالفلسفة تجعلك تملك كل شيء دون أن تكون غنيا لذلك كفاية.. حتى أنها صارت تحملني للبحر.. صارت تترك أبسط الأشياء تستوقفني وبها بدأت أفكر بحياة الفراش والبعوض! بارتفاع جبل.. بانكسار نهر.. وعرج نملة!
أبعدني هذا عن العودة للحب.. أحببت تلك التفاصيل التي لا يراها الناس كلهم في الحياة.. وشعرت أني يجب أن اقتنع بنفيك إلى برج النسيان كي لا اشغل نفسي بك و أبعثر أيامي سدىً على رياح السماء علها تستقي من دمي وتشعرك بتقلباته.. وارتجافه.. ونفاذه حد الانتظار الحبري..
أنا التي ما كففت عن حسد السماء وأنا أقرأ أرقى أنواع الفلسفة.. فحتى وأنا أنساك كنت أتذكرك..
أحسدك أيتها السماء لأنك تعرفين خطاه اكثر مني؟
أحسدك لأنك تراقبيه وتعرفي عنه الكثير! أحسدك لأنك عاشرته أطول مني! ولأنه أختارك قبل أن يختارني..
يومها حسدت السماء وحسدت البحر وحسدت أيضا عيوني.. فنحن نبدأ بحسد أجزائنا حين يأخذون أكبر قدر من الأشياء التي نحبها بدل أن يأخذ كل جزء فينا حاجته منها.. وأنا عادة لا أحسد سوى البصر.. لأنه يأخذ من الأشياء ما يريد .. بقدر ما تحتاج يدي إلى لمس الأشياء التي تحب دون أن تصل لذلك.. فكل أجزائنا تحيى بوهم الحصول.. والعيون تبقى وحدها من تقدر على كل شيء.. تقدر أيضا أن تتفرج على طريقة مغادرة غريبة كهذه، لترى أن من غادرها لم يستخدم سلاحا.. ولم يترك لها أي دليل على قتلها
************************************************** ******************************
الحلقة ( 5 )
بعد مرور خمسة أشهر.. كانت كافية لأبدأ حياتي من جديد.. كانت كافية لأقرر أن أبتعد عما صنعته في نفسي من ضجة.. وكافية لأن أبدأ بالتدرب وفتح مكتب خاص بي..
لا أنكر أن أول يوم في مكتب المحامي سامر خوري كان جيدا جدا بحيث استطعت أن أملئ وقت فراغي الذي كان يمتصني.
كان هذا المحامي بالذات .. فيه أفق من الوقار والعفة هذا الذي لا نجده اليوم عند أغلب المحاميين.. كنت قد ارتحت له كثيرا.. وهو وعدني أن يخرجني محامية تكون أهلا لفتح مكتبها الخاص.. فحبي للمحاماة كان ينمو كل يوم في عظامي.. فطالما أحببت أن أتمثل بشخص يفقد حقه.. وطالما كنت أحب أن أساعد من وقعوا ضحايا غيرهم لسبب لا علاقة لهم به.. كان أكثر ما يهمني في الحياة هو الأخذ بحق من يؤكل حقه أمامه دون أن يستطيع فعل شيء.. كان الكذب في المحاماة له نكهة بحرية غريبة.. فأن تكذب لأنك تريد الصدق هذا أصعب ما في الأمر..كانت المحاماة تذكرني دوما بتلك الفئة من المجتمع.. بتلك الأقلية
(( الصعاليك)) أولئك الذين كانوا يسرقون الأغنياء لاطعام الفقراء.. هكذا يفعل المحامون أيضا يسرقون خبز الكذب.. ليطعموا الصدق!
بعد فترة من العمل والتدرب، عدت أفكر بك بشكل مكثف، عدت أفكر فيما لو عدت للبحر بوقفة زمن ولم تجدني؟ لأني منذ أن بدأت التدرب لم اذهب للبحر قط! خفت بأن تكون من الأشياء التي لا تأتي إلا عندما نكف عن انتظارها.. كنت مترددة.. خائفة.. متلعثمة.. أدور بحوار مغلق من كل الجهات.. حوار عقيم يرتد صوته ميولا داخلي.. ولا شيء يجيب غير شقوق هذه الطريق التي أمامي.. والتي لم أكن أسمع عليها الإجابة على قدر ما كنت أسمع صوت حذائي !
تتوقف سيارة بجانبي.. ليفتح صاحبها النافذة ويقول:
- ليلى..
خلت أن الزمن توقف.. وخلت أن ذلك الصوت الذي طرق أذني أنت.. بينما لم يكن سوى صديقي أمجد.. هذا الذي جاء صدفة اليوم.. ليعيدني إليك أكثر .. هو الذي لم يأت من تونس منذ سنتين بعد إنهائه الدراسة.. جاء ليجعلني أتوه فيما لو كان هذا الصوت لخالد أم لا
أتبدأ الذاكرة بالتناقص دوما.. حين يكون صوت مكوناتها خافتا؟ كيف لم أستطع تمييز صوتك.. أنا التي ما توقفت يوما عن الحلم بك تقطن حتى أذني؟ أيعقل أني ظننت أمجد أنت لشدة ما فكرت بك طيلة الطريق.. فالأشياء التي نفكر بها أكثر مما نعلن عنها.. نراها تستبق الأشياء..
ولأن نظراتي لأمجد كانت أشبه بسؤال ما الذي أتى بك الآن في هذا الزخم من ضجة ذكرياتي ؟
نظر لي وقال :
- ماذا بك ألم تذكري من أنا ؟ هل غيرتك الأيام ؟
قلت باستنكار:
- أنت أمجد أليس كذلك؟
- نعم .. أنا .. أليست صدفة جميلة ؟
- بلى ولكن ما الذي جاء بك إلى هنا ؟
- أتيت مشتاقا للوطن والأصدقاء..
ثم أردف يقول:
- ليلى لما لا تصعدي لنتناول القهوة في مقهى مجاور فنتحدث مطولا، هناك الكثير من الأخبار التي سنتجاذبها سويا ,وليس من اللياقة أن نتحدث في وسط هذا الشارع فسوف ينظر إلينا الجميع
أجبته دون تردد :
- نعم أنت محق .. هيا
انطلقت سيارته لأقرب مقهى فدخلنا وجلسنا على إحدى الطاولات وطلبت لنفسي عصير تفاح طازج أما هو فطلب فنجان قهوة استعداداً للحديث. أمجد لم يخبرني عنه أي شئ منذ سنتين فلقد هاجر فجأة بسبب وفاة جده ولم يترك عنوانا لكنه وعدنا بالرجوع وها أنا أراه بعد هذه السنتين ولم يتغير به أي شي سوى انه اصبح ممتلئ الجسم قليلا!
كنت أنا أول من بدأ بالحديث :
- اخبرني كيف خطر لك أن تمر من هذا الشارع لتحدث هذه الصدفة ؟
- كنت اتجه لمنزل صديقي ورأيتك .. فنسيت كل شي وفاضت الذاكرة بالذكريات القديمة ، وأيام الجامعة ، وجلساتنا ، وأسرارنا، وحبنا الأخوي .
- نعم لقد كانت أُجمل أيام .. آه ليتها تعود فقد كنا لا نملك هموما ولا مشاغل سوى الدراسة، واللهو، والخروج مع الأصدقاء. أما الآن أصبحنا نبحث عن عمل وراتب شهري مناسب لنفكر بشكل أثقل و أقوى بالمستقبل ....
- أنت محقه ..كل شيء تغير الآن
سألته متفائلة :
- أمجد كيف تونس ؟ هل تشعر بالراحة هناك
- أجاب:
نعم .. إنّ الشعب التونسي لطيف جدا.. ومن الممكن التفاهم معهم ، فهم طيبون كثيرا.. لكني أشعر بالغربة عن وطني الذي ترعرعت فيه.رغم وجود أصدقائي وأهلي.. هناك بئر لا يمتلئ داخلي إلا في وطني.. فراشات كثيرة تطير عندما أعود..
أجبته دون تفكير :
-هذا من المؤكد فالمرء يشعر بالغربة حين يخرج من بيته أو مدينته فكيف عندما يترك وطنه ودياره ويغترب
- الغربة سفر لا ينتهي يا ليلى.. لكن عندما يستطيع الإنسان أن يثبت وجوده في المدينة التي استقر بها يقدر أن يشق الصخر ويبعثر الرمال على جروحه ويسكت.. أو حتى يبلع قليلا من الشوق الموارب.. فنحن هناك .. نمتلك أراض أكثر من التي تركها لنا جدي وها هو والدي مسرور جدا بمصنع الأدوية الذي بنيناه على رفات صدورنا تحت صقيع الغربة.. لكن.. أكره النجاح خارج الوطن.. وعلى كل الأحوال.. أغراض كثيرة تخنق النجاح هنا.. والأهم أن الغبطة تسكن ولو بمساحات قليلة جسد والدي الضعيف!!
- الأهم أن يكون والدك مسرور.. فما بعد الأهل من أفراح.. وهو رجل كبير في العمر يريد أن يصنع أي شي يفرح به أولاده من بعده.. أو حتى يشعر أنه صنع لهم شيئا من سنوات عمره كلها التي عاشها بالتعب والإرهاق والعرق المهدور!! لنخرج من الماضي المترنح على صفحاتنا الممزقة.. كيف تسير أمورك العاطفية.. وأين تتوجه بمركبة قلبك؟ من هو السائق الآن؟ القدر.. أم أنك استطعت أخيرا قيادة مركبة لك كانت مسلوبة؟
سألته هذا السؤال لأني كنت بحاجة للتحدث عنك.. فقد كان وجودك السرّي الداخلي ينخر بعظامي كسكين.. كنت ألما وغصة لا تتحرك من قلبي.. وأردت فقط أن أشارك بهذا جزءا منك.. جزءاً من انفعالاتي بهذه الأيام.. كنت خائفة من التحدث عنك لصديقاتي.. خائفة عليك.. وخائفة على نفسي.. لأنهن لن يدركن معني التعلق بشخص من قطرات النظرة الأولى.. ولن يدركن ما هي بصمات الحب الحقيقي، هن اللواتي لا يدركن سوى التعلق بالشاب المحشو نقودا.. الشاب الذي يأتي كل يوم بسيارة.. وذلك الذي لا يزيل نظره عن أحدث صرعات الموضة.. فقد حدث وأن أخبرتني إحداهن ذات يوم:
(( المهم أن يكون عنده فيلا أنعزل بها عن العالم)) فاختارت البكاء على صدر النقود بدل البكاء على صدر من تحب..
وصديقتي الحقيقية.. قد سافرت لتمضية إجازة في مصر منذ أسبوع.. ولم أكن أنا قد فرغت تماما من التدرب والتفكير.. فلم تسنح لنا الفرصة بالتحدث..
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة