-
دخول

عرض كامل الموضوع : "رولا العمرو"..اخر المصابين في تفجيرات عمان.


secular
14/01/2008, 17:36
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////




عمان - بترا - سهير جرادات

بعد رحلة مع العلاج استمرت 23 شهرا قضتها الملازم اول " رولا محمد العمرو" داخل اسوار المستشفيات لتلقي العلاج اثر اصابتها بِشظية شبة قاتلة سببت لها " شللا رباعيا " في حادثة التفجيرات الانتحارية التي استهدفت فنادق عمان قبل عامين عادت الى بيتها لاول مرة.

في عيد الفطر الماضي كان اول عيد تقضيه " رولا " في اجواء اسرتها بعد ثلاثة اعياد مرت بعد الحادثة وهي داخل المستشفى, وبقيت لعدة ايام غير مصدقة انها في منزلها الذي قدمه جلالة الملك عبد الله الثاني لها, ليتناسب مع وضعها الصحي الجديد واعاقتها, وقربة من مركز عملها في الخدمات الطبية حيث انها كانت تقطن مدينة الكرك.

يوم "الاربعاء الاسود" في التاسع من تشرين الثاني من عام 2005 ذهبت رولا لحضور حفل زفاف في فندق الراديسون ساس, وهي تمشي على قدميها, وفي حالة فرح وفخر لحصولها على تقدير الامتياز في دورة "الإصابات الحرجة والتعامل معها " من امريكا, لتخرج منه محملة على الاكف غير قادرة على الحراك لاصابتها بشظية في نخاعها الشوكي, اخترقت عظم الجمجمة, واستقرت في المخيخ, واحدثت ثقوبا في رئتها وطحالها وكبدها.

فقدت رولا "من مواليد 1980" القدرة على الحركة في كامل جسدها سوى حركة محدودة في رقبتها واكتافها لتتحول الى مشلولة حركيا في الاطراف الاربعة, وشاءت الاقدار ان تتحول من ممرضة قانونية تقدم العلاج وتسعف الجرحى الى جريحة مشلولة اثر اصابتها في حادث التفجيرات الذي اودى بحياة ستين شهيدا وسقوط أكثر من مئة جريح, الا انها لم تفقد نعمة البصر والسمع والنطق.

خسرت اطرافها وزوج المستقبل

"رولا" التي زارتها وكالة الانباء الاردنية في منزلها لم تفقد حراك يديها وقدميها فقط, بل خسرت معهما زوج المستقبل الذي لطالما كانا يحلمان ويخططان معا للمستقبل, الا ان المجتمع الذي يرفض الاعاقة وقف عائقا امام احلامهما..واخذت تتساءل مستهجنة لماذا يرفض المجتمع المقعدة فقط لعدم مقدرتها على القيام بالاعمال المنزلية ولا يعيب المرأة التي تعتمد على الخادمة في اعمال المنزل, والفرق انها تركت مهامها بارادتها والمعاق اجبر عليها.

ترفض "رولا" ان تتحول مشاعر الحب الى شفقة وعطف بعد الزواج,فرفضت تجديد طلب زميل بخطبتها,كان قد طلب يدها قبل الحادثة, لرغبته بالارتباط بعقل وفكر " رولا" وليس قدميها ويديها.

الشوق للعودة لعملها في الخدمات الطبية

"رولا" التي تم ترفيعها الى رتبة ملازم أول أثناء العلاج ترفض الاستسلام للإعاقة الجسدية التي حرمتها من استخدام يديها ورجليها, وتنتظر اليوم الذي ستستأنف عملها فيه بمديرية الخدمات الطبية الملكية كونها احدى منتسبات القوات المسلحة الاردنية ولكنها لا زالت راغبة بالتدريس في كلية الاميرة منى للتمريض التي تخرجت منها.. وتحلم بارتداء الزي العسكري الذي تعشقه منذ الطفولة وان تعمل "18" ساعة يوميا لتعوض الخدمات الطبية عن فترة انقطاعها عن العمل الذي تحب خلال فترة تلقيها العلاج.

بصوت مخنوق تختزل "رحلة عذابها "خلال تلقيها العلاج متنقلة بين مدينة الحسين الطبية وبريطانيا, وأخذت تصف مشاعر الامل التي حملتها معها في رحلتها التي ارسلها اليها جلالة الملك عبد الله الثاني لتلقي العلاج في مركز متخصص بتأهيل المصابين بالشلل الرباعي والامل بتحريك اصابعها لتتمكن من الكتابة لاكمال مسيرة الدراسة, الا انها اصطدمت "بحقيقة الواقع " ان اطرافها قد شلت الى الابد.

وعن الاطوار النفسية التي مرت بها "رولا " تقول: رغم التحضير النفسي الذي ساهمت كوادر الخدمات الطبية في توفيره لي خلال فترة وجودي في وحدة العناية الحثيثة الا انني كنت عدائية ومررت بتقلبات نفسية تخللتها مراحل غضب وانكار للذات وعدم الرضا اضافة الى هلوسات سمعية وبصرية.

كان جهاز التنفس الذي لازمها لوقت طويل لاصابتها بشظية بالجهاز التنفسي يتحداها ويمنعها من النوم, واي صوت بسيط تشعر به كالانفجار, وكانت تظهر لها على شباك غرفتها الانتحارية "ساجدة " غير مصدقة بان هناك انثى تحمل بداخلها كل هذا الحقد.

تقول رولا " رغم ما اصابني من كسّر وشلل, الا ان الدعم النفسي والمعنوي والمادي الذي قدمة جلالة الملك لي ولجميع المصابين وذوي الضحايا شد من أزري وسند ظهري وخفف من هول ما حدث.

وتكمل.. ولا انسى مواقف سمو الاميرة عائشة بنت الحسين وسمو الامير مرعد بن رعد رئيس الجمعية الخيرية الهاشمية لذوي الاحتياجات الخاصة, كما لا انسى والدي الذي ترك عمله ليتفرغ لخدمتي واخواتي الخمس واخواني الاثنين ووالدتي التي اصابها "دسك "في ظهرها من كثرة حملها لي بعد الاصابة.

اعلان وفاة "رولا" وتجهيز بيت العزاء وقبرها

بعد لحظات من التفجيرات, كان الاعتقاد بالخبر الصاعق على الاسرة ان جثة ابنتهم موجودة في مشرحة مستشفى البشير, ذهب الوالدان لمشاهدة جثة ابنتهما ولكن ادارة المستشفى منعتهما من رؤيتها ولم يجدا الا " شنطتها " التي كانت برفقتها, واستسلم الوالدان لاستشهاد فلذة كبدهما, وعادا ادراجهما نحو الكرك لتفتح العائلة "ديوان " للعزاء, وجهزوا قبرها داخل حديقة منزلهم الريفي, وشاءت الاقدار ان تصحو "رولا " من غيبوبتها وتنطق امام الاطباء بانها ملازم بالخدمات الطبية, ليصار الى ابلاغ اللجنة التي شكلت للبحث عنها, اطباء المشرحة كانوا قد اعتقدوا ان حقيبة "رولا " تعود لجثة الفتاة التي احضرت معها.

الحادثة منعطف جديد في حياة"رولا"

بكت "رولا" كثيرا في بداية الحادثة التي شكلت منعطفا في حياتها حيث جاء توقيتها في بداية اندفاعها للعمل, وقررت ان لا يوقفها شلل يديها وقدميها عن احلامها وتثبت للجميع انها ستبقى ناحجة ومتميزة رغم اعاقتها وشلل اطرافها وملازمتها للكرسي المتحرك.

تحولت "رولا" بعد الاصابة الى واحدة من اصحاب الحالات التي تحتاج الى مساعدة وانضمت الى فئة في المجتمع بدأت تعرف همومهم واحتياجاتهم ولغتهم التي هي اقرب الى لغة التخاطب الروحاني وليس المعنوي فقط.

تكرة "رولا" كلمة معوقة وتجد في معاقة بلاغة اكثر عن حالتها, حيث ان الاعاقة تزول بمجرد ازالة المعيقات كالادراج التي تعتبر أكبر عائق امام من يستخدم الكرسي المتحرك, وهي ذاتها الادراج التي حالت بينها وبين حلمها في دخول منزلها بالكرك..كما تجد عدم امتلاكها لسيارة خاصة عائقا لها, لرفض غالبية سائقي التكسي صعودها ومعها كرسيها الكهربائي.

الاعاقة منحت "رولا" روح الفكاهة وعدم الخوف, الى جانب قوة الشخصية التي ستمنحها القدرة على تحقيق احلامها المستقبلية عن طريق فكرها وصوتها, ومصممة على عدم وجود اعاقة حيث ان تحقيق الاحلام لا يعتمد على اليدين والقدمين..الى جانب حب الشمس التي حرمت منها لمدة 23 شهرا.

ترغب "رولا" بعد التقاعد بخوض الانتخابات البرلمانية عن الكوتا النسائية, وتأمل في ان تؤلف كتابا عن قصة حياتها ليستفيد من اصابتهم اعاقة ويعتقدون انها ستعيقهم عن الاستمرار بالحياة, وتتمنى ان تحصل على جهاز حاسوب ناطق يحول الصوت الى كتابة.

"رولا" تقضي ليلة مع العقرب

قضيت "رولا" ليلة كاملة وهي تنظر الى ضيف غير مرغوب به,الا وهي "عقرب" تسللت الى فراشها, وهي غير قادرة على "ازاحتها " لشلل اطرافها, ولم تتمكن من الصراخ وطلب النجدة لاصابة جهازها التنفسي بشظية أثر على اوتارها الصوتية, وبقيت على هذه الحال, حتى حضرت والدتها في الصباح,ووجدت العقرب قد لسعتها في رقبتها.

وابسط ما تفتقده ان ترفع شعرة سقطت على جبينها, وتحرم يوميا من مقولة "لا يحك جلدك الا ظفرك", أو ممارسة هوايتها المطالعة لوحدها دون مساعدة في قلب الصفحة, او قراءة الصحيفة وحدها, وتقضي اوقاتها في القراءة عبر الانترنت بمساعدة جهاز محرك خاص للمعوقين.

التحقت "نهيل" الاخت الصغرى بكلية الاميرة منى للتمريض لتتمكن من تقديم المساعدة لشقيقتها"رولا", فيما درست شقيقتها " امل" تأهيل رياضي تخصص اصابات لاعبين لتساعدها بتمارين العلاج الفيزيائي.


منقول

////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////