محمدالخضر
13/01/2008, 03:17
بقلم : محمد الخضر اذكر أنني عندما كنت طفلا كان أبي كلما سمع بمخادع يقص علي حكاية , أنا لم أسال أبي من أين أتى بهذه الحكاية إلا أنني قبل أن ابدأ بموضوعي سأقصها عليكم و لعل هذه الحكاية تبدو على شاكلة حكايات كليلة و دمنة إلا أنها منطبقة تماما على واقع بات من المفترض علينا أن نستيقظ من غفلتنا حتى نكون واعين و حذرين مما يحاك ضد ترابنا و بلدنا و فحوى الحكاية : ( إن الثعلب كان يعرف بمكره و حيله و تآمره على أبناء شاكلته و عندما قرر ملك الغابة معاقبته ذهب بعيدا و لوًن نفسه ثم دخل الغابة بدأت الحيوانات تستقبله و تفكر من أين أتى هذا الضيف الجميل و الجديد , و راح يتجول و يتبختر كما يشاء إلا انه نسي حيلته و عاد إلى أصله و رفع رأسه إلى الأعلى ليعبر عن فرحه بصوت الثعلب فكشف أمره و قدم للمحاكمة ) .منذ البدايات و ينظر المثقف المعتدل نظرة ريبة و حذر لكل الذين كانوا يلهثون خلف المعسكر الروسي و الآن حولوا ظهورهم و وجوههم و أشيائهم إلى المعسكر الأمريكي ناهيك عن أن شعبنا يتريب لكل حزب لم يكن جذره من بلاده , و الأكثر ريبة هو اللقاء بين رياض الترك و البيانوني أي لقاء الأقصيين منتهى التطرف الشيوعي و منتهى التطرف الإسلامي و هذا ما كان يدعونا لحساب هذه (الربطة) بكل محتوياتها تستقي من مطامع و مخططات أمريكا (بوش) و الصهيونية , هذا كان يقينا في نفوسنا على أنه سرطان يختفي بين ضلوعنا و يجب كشفه.. إلا أن هناك من لا يجرأ على البوح بمكنوناته نظرا لخطورة الحكم على مثل هذا التصرف و لا سيما أن كلمة أمريكا و إسرائيل تعني في سوريا كره القاعدة الشعبية الذي لا يساويه كره في العالم .. نتائج الحقد و الظلم و الطغيان التاريخي على شعوب المنطقة سبب لتراكم ألام في نفوس شعب يأبى الضيم …. هذا من جهة و من جهة أخرى ستكون اللعنة اكبر عندما يجد هذا الشعب أن عشاق و عملاء أمريكا و الصهيونية هم منهم أو من داخل بلدهم … وهذه الربطة التي تتضمن عددا ممن يدعون الثقافة راحت تشوه سمعة كل كاتب وطني على انه عميل للمخابرات أو لحزبه أو لدولته و مثل هذه الأصوات بدأت تتعالى تحت العرائش في الظلام الدامس الخالي من ضوء القمر إخفاء للحقائق التي أظهرها كذبها و ضلالها في وقت مناسب , و كثيرا أنا كاتب هذه السطور ما كنت أتلقى اللوم من بعض الأصدقاء عندما أقول هؤلاء عملاء لأمريكا حتى في ندوات و محاضرات كان يلومني من هم يعملون في السلطة قائلين :(خفف أحكامك و اهدأ و لا تطلقها جزافا ) كنت أتألم و اسكت حتى تفضل رياض الترك المنشق أولا عن حزبه و عبر عن حقيقة مشاعره و أحلامه و طموحاته معتبرا أن ما يقوله جورج بوش بخصوص إعلان دمشق هو إنساني العواطف و أن جورج بوش في نظر الترك ذلك الإنسان الذي يحمل الأمان لعالم لا يشعر بالأمان و لعل الجهه التي توصل له المعلومات عن العراق و ما يجري بها بيد بوش و عن لبنان و ما يجري بها بيد بوش و عن فلسطين و ما يجري بها بيد بوش هذه الجهه دخلت إلى ضميره و وزنت بأسلاك الهاتف فكان المولود منقلبا و هذا يدل على شيئين كلاهما سيئ الأول إذا كان جورج بوش تعهد للترك بحمايته بعد هذه التصريحات فهذا قميء أمام الشعب السوري و الثاني إذا كانت هذه التصريحات في القدس برس و سواها تطلع من ضمير الترك هذا أيضا قمئ و أوضح للترك أن الذي يحميه في سوريا نظام سوريا و الأمن و الأمان في سوريا و أتابع توضيحي أن حتى هؤلاء في حال تفشت هذه التصريحات و وصلت لتعم سوريا لن يحموك هؤلاء من شعب سوريا لأنك تعرف و يعرف الجميع أن شعب سوريا عصي على العمالات و عصي عن القناعة بأمريكا و إسرائيل , و يبقى أمامي توضيح يخص بعض المنتمين إلى ربطة الترك متسائلا : هل تصالح الإخوان المسلمون مع اسر الذين قتلوا أبنائهم , و هم لا علاقة لهم لا بسياسة و لا بسواها و لست الآن بصدد الأمثلة و هي كثيرة و يمكن أن أتحدث عنها في مقالة أخرى و هل وفىً أصحاب الترك ديونهم لمن استدانوا منهم بادعاء التجارة و الربح و تشغيل الأموال و اقصد أولهم رياض سيف , و هل خزانة عبد الحليم خدام تنقص قليلا من المال حتى نقوم بتبرع شعبي و نوفر عليكم مزيدا من العمالة و الخيانة أخيرا أيها اللاهثون وراء أمريكا يا من كنتم في مكان و أصبحتم بآخر لماذا تستغلون الشعب السوري و تؤلفون مجتمعا انكشاريا متخما بالعقوبات و المحاكمات و الأحكام الجنائية و الأخلاقية و الجزائية و تواجهون أحلامنا بالانكسار اعلموا و احذروا أن من سينتقد النظام عليه أولا أن يطلع من التراب و يخرج من التاريخ و يتحلى بالعروبة و إلا ليس أمامنا إلا أن نلقي حجرا بفيه كلما تجرأ على الباطل و البهتان و لا بد أن أذكر أن حكاية الانفصال في الإعلان و في سواه هي ضرب من ضروب المراوغة لأن تصريح رياض الترك جعل كثيرا من المواقع العميلة و أصحابها يربطون على خصورهم و يبدأون بنوبة الرقص المغرية و المثيرة لأمريكا و أذنابها .