اسبيرانزا
10/01/2008, 06:25
آخر الأحلام!
علي الصفحات التالية آخر ما كتب أديبنا الراحل نجيب محفوظ، وهي ثلاثة «أحلام» كان قد كتبها ضمن سلسلة «أحلام فترة النقاهة» التي عكف عليها في سنواته الأخيرة، وكان محفوظ قد أعطي «الأحلام» الثلاثة لمحمد سلماوي كي يتم نشرها مجلة «ضاد»، دون أن يعرف أن القدر لن يمهله كتابة أحلام بعدها، وأن العدد المذكور من المجلة سيكون عددا خاصا عن نجيب محفوظ بمناسبة رحيله.
« الحلم الأول »
رأيتني في مستشفي لإجراء بعض التحاليل وهناك علمت أن مصطفي النحاس يرقد في العنبر المجاور فذهبت إليه وتأثرت لمنظره وقلت له سلامتك رفعة الباشا
فقال: إن المرض الذي أعانيه الثمرة الحتمية لنكران الجميل.
فقلت له : عند الله لا يضيع أجر من أحسن عملا!
« الحلم الثاني »
رأيتني في مدينة غريبة جميلة المعمار وكلما دخلت بنسيونا أجده يتكلم لغة غريبة حتي وصلت إلي بنسيون تديره امرأة زنجية اللون جميلة التقاسيم والملامح، فقلت لها هنا يمكن أن أقول ما أريد وأن أسمع ما يقال فقالت لي: وأيضا الحياة هنا لا تقل في رقيها عن أحسن البنسيونات الأخري!
« الحلم الثالث »
رأيتني سائرا في الطريق في الهزيع الأخير من الليل فترامي إلي سمعي صوت جميل وهو يغني :
زورني كل سنة مرة !
فالتفت فرأيت شخصا ملتفا في ملاءة تغطيه من الرأس إلي القدمين، فنظرت إليه باستطلاع شديد، فرفع الملاءة عن نصفه الأعلي فإذا هو هيكل عظمي فتراجعت مذعورا ورجعت وأنا أتلفت والصوت الجميل يطاردني وهو يغني:زوروني كل سنة مرة!
علي الصفحات التالية آخر ما كتب أديبنا الراحل نجيب محفوظ، وهي ثلاثة «أحلام» كان قد كتبها ضمن سلسلة «أحلام فترة النقاهة» التي عكف عليها في سنواته الأخيرة، وكان محفوظ قد أعطي «الأحلام» الثلاثة لمحمد سلماوي كي يتم نشرها مجلة «ضاد»، دون أن يعرف أن القدر لن يمهله كتابة أحلام بعدها، وأن العدد المذكور من المجلة سيكون عددا خاصا عن نجيب محفوظ بمناسبة رحيله.
« الحلم الأول »
رأيتني في مستشفي لإجراء بعض التحاليل وهناك علمت أن مصطفي النحاس يرقد في العنبر المجاور فذهبت إليه وتأثرت لمنظره وقلت له سلامتك رفعة الباشا
فقال: إن المرض الذي أعانيه الثمرة الحتمية لنكران الجميل.
فقلت له : عند الله لا يضيع أجر من أحسن عملا!
« الحلم الثاني »
رأيتني في مدينة غريبة جميلة المعمار وكلما دخلت بنسيونا أجده يتكلم لغة غريبة حتي وصلت إلي بنسيون تديره امرأة زنجية اللون جميلة التقاسيم والملامح، فقلت لها هنا يمكن أن أقول ما أريد وأن أسمع ما يقال فقالت لي: وأيضا الحياة هنا لا تقل في رقيها عن أحسن البنسيونات الأخري!
« الحلم الثالث »
رأيتني سائرا في الطريق في الهزيع الأخير من الليل فترامي إلي سمعي صوت جميل وهو يغني :
زورني كل سنة مرة !
فالتفت فرأيت شخصا ملتفا في ملاءة تغطيه من الرأس إلي القدمين، فنظرت إليه باستطلاع شديد، فرفع الملاءة عن نصفه الأعلي فإذا هو هيكل عظمي فتراجعت مذعورا ورجعت وأنا أتلفت والصوت الجميل يطاردني وهو يغني:زوروني كل سنة مرة!