souriana
09/01/2008, 02:27
شقيقات عراقيات ذبحن بدمٍ بارد.. ولم تتعرضن للاغتصاب
القاتل قد يكون عراقياً بداعي الشرف أو متطرفاً بداعي العبرة!!
رغم كل الجهود التي مازالت تبذل من قبل الجهات المختصة لم يتوصل التحقيق في مقتل ثلاث من الفتيات ( ذبحاً عثر على جثثهن في حقائب على طريق عتمان بمدخل مدينة درعا طريق عثمان بالقرب من البانوراما) إلى هويتهن أو هوية القاتل..
الكثير من الأقاويل والشائعات والمغالطات تم تداولها خلال الشهر الماضي بدرعا ليأتي أخيراً دفن الفتيات قبل بضعة أيام ليزيد من هذه الأقاويل .. خاصة وأنّ التحقيق لم يتوصل بعد إلى نهايته المأمولة.
سيريانيوز توجهت إلى درعا للوقوف بالتفصيل على كل ما حدث والتقت الأشخاص ذوي العلاقة بالحادثة منذ بدايتها ومعرفة حيثيات التحقيق الجاري وذلك استناداً على الوثائق والصور والفحوص التي قامت بها الجهات المختصة حتى الآن وكذلك على تصريحات وأقوال أعلى المراجع المختصة في هذا التحقيق مستهدفة وضع حد للأقاويل والشائعات التي ترافق كل حادثة مماثلة في ظل غياب أي معلومات مصرّح بها رسمياً.
دفن الجثث والأسرار:
اتخذت الجهات المعنية قراراً بدفن جثث الفتيات بعد حوالي 38 يوماً على العثور عليهن.. وبحسب مصادر في مجلس مدينة درعا فان القرار صدر عن النائب العام في درعا القاضي بسام العمري الذي وجّه بضرورة دفن الفتيات بعد تفسخ الجثث في برادات المشفى الوطني بدرعا..
ويؤكد مدير فرع الآليات في المحافظة سعيد نوفل أن قراراً خطياً تم توجيهه الى المجلس للقيام بما يلزم لدفنهن وخاصة أن مجلس المدينة هو الجهة المخولة للقيام بهذا الإجراء لكل الجثث مجهولة الهوية..
سيريانيوز توجهت إلى النائب العام القاضي بسام العمري الذي رفض الخوض في التفاصيل مؤكداً على سرية المعلومات المتعلقة بهذه القضية لكنه لم ينف اصداره للقرار بدفن الجثث بعد التشاور مع الجهات القائمة على التحقيق خاصة أنّ القانون يسمح في مثل هذه الحالات بالدفن بعد مضي شهر على حصول الوفاة معتبراً أنهم انتظروا لأكثر من شهر ووجب عليهم بالتالي القيام بما يلزم نتيجة أخطارهم بتعفن الجثث في برادات المشفى.
ويوافق على هذا الاجراء كل من الطبيب الشرعي الذي قام بفحص الجثث د. منصور الحسين ورئيس فرع الأمن الجنائي بدرعا العميد سلمان نجيب أبو عساف اللذين أكّدا أن كل الفحوصات الضرورية واللازمة للتحقيق قد أجريت على الجثث وتم توثيقها كزمر الدم وفحوص الـ DNA وغيرها وبالتالي لا مشكلة في دفن الجثث.
الجريمة التي هزّت درعا:
إلى نقطة البداية وتحديداً إلى المكان الذي عثر فيه على الجثث أول مدينة درعا طريق عتمان بالقرب من البانوراما.
ثلاث محلات ( على الهيكل ) لا تبعد عن الاوتستراد أكثر من 10 أمتار , مهجورة تملؤها الأوساخ وبقايا الردم وتجاورها العديد من محلات البقالة وتصليح السيارات وتشكل امتدادا لحي شعبي تسكنه عشرات العائلات.
في المحل الأول من جهة اليسار ثلاث حقائب سفر كبيرة تقبع إحداها في الزاوية اليمنى للمحل والاثنتين الباقيتين في الوسط, أثار شكلها ووجودها في هذا المكان المكشوف في وضح النهار فضول الطفل أحمد عباس العائد لتوه من المدرسة ( تلميذ في الصف الخامس تعليم أساسي ) فتوجه نحوها لإلقاء نظرة عليها , زاد فضول الفتى أكثر عند اقترابه منها وإحساسه بوجود شيء ما بداخلها, فتح إحداها فإذا بجسم بشري تظهر بعض معالمه أمام ناظري الفتى الذي صعق للمنظر فهبّ مذعوراً باتجاه منزله ( 50 مترا عن مكان العثور على الحقائب ) طالباً نجدة أبيه ومحدثاُ إياه عن حقائب تحوي أجسادا بشرية .
وصل الأب ( محمود عباس ) إلى المكان ليرى نفس المنظر ويؤكد الوالد : لم يكن من دليل على وجود جثث في الوهلة الأولى خاصة أن لا دماء على الحقائب ليقاطعه الولد : بل كان هناك دماء على ( قبضة إحدى الحقائب )
تأكد الوالد من كلام ولده ليعج المكان خلال دقائق بالمئات من الأشخاص المذعورين الذين أصابهم الخبر بالذهول خاصة وأن الشائعة التي راح يتناقلها الجميع هي أنّ ثمة اطفال وجدوا مقتولين في ثلاث حقائب جلدية.
يقول أبو أحمد هرعت فوراً للاتصال بالنجدة لإعلامهم بالأمر , حاولوا الحصول على بعض التفاصيل والمعلومات قبل الحضور الى المكان الأمر الذي أدى الى تأخرهم قليلا في الحضور وبالتالي ازدياد الحشود الهلعة.
يضيف : في الواقع وصل أقارب لنا من مناطق مختلفة من درعا خلال فترة قصيرة بعد أن سمعوا بالخبر نتيجة أقاويل خاطئة بأن ابني قد أصيب لهول ما رأى, انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم ولذلك عندما وصلت شرطة النجدة كان الاوتستراد المجاور للمكان قد امتلأ عن بكره أبيه .
بعد ذلك قامت الشرطة والأمن الجنائي بفحص الحقائب وبقايا الآثار الممكن التقاطها من المكان ليتم بعد ذلك نقل الجثث كما هي في الحقائب (ولكن مع اختفاء أي آثار لسيارة يتوقع أنها أنزلت الحقائب في المكان نتيجة للوجود البشري الكثيف الذي محا هذه الآثار) إلى مركز شرطة درعا بهدف إجراء الفحوص الأولية عليها بحضور الطفل أحمد عباس ووالده وبعض الشهود الذين كانوا نقطة الانطلاق في التحقيق الذي مازال مستمراً حتى هذه اللحظة.
وحشية "غير سورية"!!
بعد نقل الحقائب بما فيها إلى مركز شرطة درعا حضرت هيئة الكشف المؤلفة من القاضي بسام العمري والطبيب الشرعي د. منصور الحسين وممثلين عن كل الجهات ذات الاختصاص من الأمن الجنائي وقيادة الشرطة في محافظة درعا فجاء في الوصف التفصيلي أن ثلاثة حقائب سفر من القياس الكبير الأولى بلون كحلي موجود عليها من الجانب ورقة لاصق مكتوب عليها طباعةً ( الجمارك السعودية ) وعليها الرقم 503295 وعند فتحها تبين وجود فتاة في العقد الثاني من العمر ( 17-18 سنة) يوجد حول عنقها سلك كهربائي ( سلك شاحن موبايل بحسب وصف الطبيب الشرعي) بطول 50سم وجرح على كامل الوجه الأمامي للعنق يشمل جميع العضلات والأوعية الدموية والحنجرة وقد فصل العظم حتى نهاية العنق, كما شوهد على عنق المغدورة سنسال فضي على شكل وردة وكانت الحقيبة مفروشة بورق جرائد وعند فحص المغدورة من الناحية النسائية من قبل الطبيب الشرعي تين وجود تمزق في غشاء البكارة ولكن قبل أكثر من أسبوعين بينما الفحص الشرجي طبيعي.
أما الحقيبة الثانية فكان لونها أسود وكانت هي الأخرى مفروشة بورق جرائد( جريدة الوسيلة الصادرة بتاريخ 17/10/2007 وفيها فتاة مقتولة وهي في بداية العقد الثالث ( 22-24 سنة ) وشوهد في الشفة العليا للمغدورة ( خرز زينة ) وأخرى على البطن بالقرب من السّرة كما شوهد تمزق حاد في العنق وكدمة على أسفل الذقن وتمزق العنق يشمل كامل العضلات والأوعية والحنجرة والعظم اللامي بشكل كامل إضافة إلى جروح أخرى مختلفة في الصدر والفخذ . وتبين من الفحص النسائي أن تمزق غشاء البكارة قديم فيما الفحص الشرجي طبيعي.
تفسيرات أولية :
جريمة وحشية وغير معهودة اتفق الجميع على إنها الأولى من نوعها بهذا الشكل وبهذه الطريقة..
يقول الطبيب الشرعي د. منصور الحسين انه ومن خلال فحص الـ DNAA يتبين أن الفتيات الثلاث هن قريبات من الدرجة الأولى ( ويشير تسلسل العمر والشبه الكبير بينهن أيضا إلى إنهن شقيقات ) لكنهم أكد على دحض كل الأقاويل التي تحدثت في البداية عن اغتصابهن ثم قتلهن مؤكداً أنّ لا آثار تشير إلى ذلك..
تفسير تدعمه الأدلة :
تفسير ورواية أخرى أكثر نضوجا يقدمها رئيس فرع الأمن الجنائي بدرعا العميد سلمان نجيب أبو عساف الذي أكد عدم وجود ما يثبت هويتهن , مرجحاً ايضاً وبنسبة كبيرة أن تكون الفتيات عراقيات ( لابل بصراويات بحسب شهادات لعراقيين وعراقيات شاهدوا الصور مؤكدين أنها سحنة فتيات البصرة ) نافياً ما تناقلته بعض المصادر بأن إحداهن من محافظة درعا فيما الأخرى هي سورية من عائلة مرموقة ولذلك بحسب تلك الأقاويل يتم التعتيم على الموضوع !!
معتبرا أن هذا الكلام في حال كان صحيحاً لوصلنا خبر ما ممن يمكن أن يتعرّف عليهن من أهاليهم أو غيرهم..
ويعتقد أبو عساف أن القتل تم ( بدم بارد) وحتى تمت تصفية دماءهن إذ أنه في لحظة العثور على الحقائب كان قد مضى بحسب الفحوص ما لا يقل عن عشر ساعات على الجريمة ولذلك لم تظهر دماء على الحقائب من الخارج..
ويرجح رئيس فرع الأمن الجنائي بدرعا أن تكون الجريمة بدافع الشرف وتحديداً من قبل شقيق أو أشقاء المغدورات فالأب لا يمكن أن يقتل بهذه الطريقة حتى بدافع الشرف.. وخاصة أن بعض الدلائل تشير إلى أن الفتيات كن ربّما يعملن في الملاهي نظراً لأدوات الزينة في الأنف وأسفل الدقن والسرّة ( وبناءا على هذا التفصيل لا يستبعد أن يكن من النوريات رغم أن هؤلاء يعملن عادة كراقصات بعلم أقاربهن والى الحدود التي لا يمارسن فيها الدعارة )
جهود مضنية ومستمرة:
شغلت القضية الجهات المختصة ومازالت , كما شغلت الرأي العام في درعا ومحيطها ولذلك باشرت هذه الجهات منذ اللحظة الأولى اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها فك اللغز المحير لمقتل الفتيات الثلاث ...
يضيف :كذلك أرسلنا برقيات ودوريات إلى كل الملاهي الليلية في مختلف المحافظات للعثور على من يتعرف عليهن , وخاطبنا المكاتب العقارية في درعا وريف دمشق وتحديدا جرمانا والحجر الأسود والمخيم والكسوة ودمر وكذلك فنادق المرجة.
وفي خطوة أخرى أرسل الأمن الجنائي دورياته إلى محتلف بائعي الحقائب في درعا وريف دمشق وخاصة في أماكن تواجد العراقيين للتحقيق معهم ومحاولة الحصول منهم على خيوط تدل على أصحاب الحقائب .
أما الإجراءات الأكثر شمولية فتمثلت في إرسال برقيات مع صور الفتيات إلى شعب الاتصال العربية ومنها إلى شعبة الاتصال السعودية لتزويدنا بمعلومات عن ورقة اللاصق التي كتب عليها طباعة ( الجمارك السعودية ) , وقد رد الجانب السعودي بان هذا اللاصق الموجود على الحقيبة يخص المغادرين من الأراضي السعودية وليس القادمين إليها , حيث أبدت الجهات السعودية المختصة استعدادها لمتابعة الموضوع وتزويدنا بتحرياتها عن كل جديد..
ويتابع نحن بانتظار أي رد أو أي خيط ممن يمكن أن يتعرف على هوية المغدورات أو القتلة ونتابع إجراءاتنا عبر عدة خطوط بما فيها التحرّي عن المشبوهات وأصحاب السوابق ( دعارة ) وتكثيف دورياتنا للحصول على كل ما يفيد في الوصول إلى الفاعل.
ولدى سؤالنا للسيد أبو عساف عن سبب الاستعجال في دفن الجثث قبل أن يتم استكمال التحقيقات أوضح أن القانون يعطى مهلة لشهر حتى يتم دفن الجثث وقد تجاوزنا المدة لأكثر من أسبوع ومن ناحية أخرى قمنا بكل ما يلزم من فحوص واختبارات وتشريح للجثث قبل أن يصدر النائب العام قرار الدفن , حتى أننا أجرينا فحوصاً على خزعات الكبد من الفتيات للاشتباه بوجود آثار لمواد مخدرة وجاءت النتيجة سلبية ما يعني أن لا وجود لمواد مخدرة وبالتالي انعدام الشكوك بتعاطيهن لأي مواد مخدرة .
الشارع الدرعاوي.. بلبلة وترقب !!
سيريانيوز حاولت الوقوف على كيفية تلقي الشارع ( الدرعاوي ) لهذه الجريمة وكيف انعكست هذه الحادثة على طريقة حياتهم.
يقول مصطفى المسالمة : كانت الجريمة بشعة بشكل لم يسبق لنا أن سمعنا بمثيل لها, نحن في بلد صغير والناس تعرف بعضها , ولا أعتقد أن الفاعل يمكن أن يكون من بيننا . .
أما أم حسين ( إحدى القاطنات في الحي الذي عثر فيه على الحقائب ) فتقول : ذهلنا للمنظر وللوحشية التي تمت فيها الجريمة , لقد بتنا نخشى على أولادنا وبناتنا وننتظر عودتهم من المدارس أو العمل بفارغ الصبر, حتى إننا نحاول منعهم من الخروج والابتعاد عن أنظارنا فالحياة لم تعد آمنة هذه الأيام
القاتل قد يكون عراقياً بداعي الشرف أو متطرفاً بداعي العبرة!!
رغم كل الجهود التي مازالت تبذل من قبل الجهات المختصة لم يتوصل التحقيق في مقتل ثلاث من الفتيات ( ذبحاً عثر على جثثهن في حقائب على طريق عتمان بمدخل مدينة درعا طريق عثمان بالقرب من البانوراما) إلى هويتهن أو هوية القاتل..
الكثير من الأقاويل والشائعات والمغالطات تم تداولها خلال الشهر الماضي بدرعا ليأتي أخيراً دفن الفتيات قبل بضعة أيام ليزيد من هذه الأقاويل .. خاصة وأنّ التحقيق لم يتوصل بعد إلى نهايته المأمولة.
سيريانيوز توجهت إلى درعا للوقوف بالتفصيل على كل ما حدث والتقت الأشخاص ذوي العلاقة بالحادثة منذ بدايتها ومعرفة حيثيات التحقيق الجاري وذلك استناداً على الوثائق والصور والفحوص التي قامت بها الجهات المختصة حتى الآن وكذلك على تصريحات وأقوال أعلى المراجع المختصة في هذا التحقيق مستهدفة وضع حد للأقاويل والشائعات التي ترافق كل حادثة مماثلة في ظل غياب أي معلومات مصرّح بها رسمياً.
دفن الجثث والأسرار:
اتخذت الجهات المعنية قراراً بدفن جثث الفتيات بعد حوالي 38 يوماً على العثور عليهن.. وبحسب مصادر في مجلس مدينة درعا فان القرار صدر عن النائب العام في درعا القاضي بسام العمري الذي وجّه بضرورة دفن الفتيات بعد تفسخ الجثث في برادات المشفى الوطني بدرعا..
ويؤكد مدير فرع الآليات في المحافظة سعيد نوفل أن قراراً خطياً تم توجيهه الى المجلس للقيام بما يلزم لدفنهن وخاصة أن مجلس المدينة هو الجهة المخولة للقيام بهذا الإجراء لكل الجثث مجهولة الهوية..
سيريانيوز توجهت إلى النائب العام القاضي بسام العمري الذي رفض الخوض في التفاصيل مؤكداً على سرية المعلومات المتعلقة بهذه القضية لكنه لم ينف اصداره للقرار بدفن الجثث بعد التشاور مع الجهات القائمة على التحقيق خاصة أنّ القانون يسمح في مثل هذه الحالات بالدفن بعد مضي شهر على حصول الوفاة معتبراً أنهم انتظروا لأكثر من شهر ووجب عليهم بالتالي القيام بما يلزم نتيجة أخطارهم بتعفن الجثث في برادات المشفى.
ويوافق على هذا الاجراء كل من الطبيب الشرعي الذي قام بفحص الجثث د. منصور الحسين ورئيس فرع الأمن الجنائي بدرعا العميد سلمان نجيب أبو عساف اللذين أكّدا أن كل الفحوصات الضرورية واللازمة للتحقيق قد أجريت على الجثث وتم توثيقها كزمر الدم وفحوص الـ DNA وغيرها وبالتالي لا مشكلة في دفن الجثث.
الجريمة التي هزّت درعا:
إلى نقطة البداية وتحديداً إلى المكان الذي عثر فيه على الجثث أول مدينة درعا طريق عتمان بالقرب من البانوراما.
ثلاث محلات ( على الهيكل ) لا تبعد عن الاوتستراد أكثر من 10 أمتار , مهجورة تملؤها الأوساخ وبقايا الردم وتجاورها العديد من محلات البقالة وتصليح السيارات وتشكل امتدادا لحي شعبي تسكنه عشرات العائلات.
في المحل الأول من جهة اليسار ثلاث حقائب سفر كبيرة تقبع إحداها في الزاوية اليمنى للمحل والاثنتين الباقيتين في الوسط, أثار شكلها ووجودها في هذا المكان المكشوف في وضح النهار فضول الطفل أحمد عباس العائد لتوه من المدرسة ( تلميذ في الصف الخامس تعليم أساسي ) فتوجه نحوها لإلقاء نظرة عليها , زاد فضول الفتى أكثر عند اقترابه منها وإحساسه بوجود شيء ما بداخلها, فتح إحداها فإذا بجسم بشري تظهر بعض معالمه أمام ناظري الفتى الذي صعق للمنظر فهبّ مذعوراً باتجاه منزله ( 50 مترا عن مكان العثور على الحقائب ) طالباً نجدة أبيه ومحدثاُ إياه عن حقائب تحوي أجسادا بشرية .
وصل الأب ( محمود عباس ) إلى المكان ليرى نفس المنظر ويؤكد الوالد : لم يكن من دليل على وجود جثث في الوهلة الأولى خاصة أن لا دماء على الحقائب ليقاطعه الولد : بل كان هناك دماء على ( قبضة إحدى الحقائب )
تأكد الوالد من كلام ولده ليعج المكان خلال دقائق بالمئات من الأشخاص المذعورين الذين أصابهم الخبر بالذهول خاصة وأن الشائعة التي راح يتناقلها الجميع هي أنّ ثمة اطفال وجدوا مقتولين في ثلاث حقائب جلدية.
يقول أبو أحمد هرعت فوراً للاتصال بالنجدة لإعلامهم بالأمر , حاولوا الحصول على بعض التفاصيل والمعلومات قبل الحضور الى المكان الأمر الذي أدى الى تأخرهم قليلا في الحضور وبالتالي ازدياد الحشود الهلعة.
يضيف : في الواقع وصل أقارب لنا من مناطق مختلفة من درعا خلال فترة قصيرة بعد أن سمعوا بالخبر نتيجة أقاويل خاطئة بأن ابني قد أصيب لهول ما رأى, انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم ولذلك عندما وصلت شرطة النجدة كان الاوتستراد المجاور للمكان قد امتلأ عن بكره أبيه .
بعد ذلك قامت الشرطة والأمن الجنائي بفحص الحقائب وبقايا الآثار الممكن التقاطها من المكان ليتم بعد ذلك نقل الجثث كما هي في الحقائب (ولكن مع اختفاء أي آثار لسيارة يتوقع أنها أنزلت الحقائب في المكان نتيجة للوجود البشري الكثيف الذي محا هذه الآثار) إلى مركز شرطة درعا بهدف إجراء الفحوص الأولية عليها بحضور الطفل أحمد عباس ووالده وبعض الشهود الذين كانوا نقطة الانطلاق في التحقيق الذي مازال مستمراً حتى هذه اللحظة.
وحشية "غير سورية"!!
بعد نقل الحقائب بما فيها إلى مركز شرطة درعا حضرت هيئة الكشف المؤلفة من القاضي بسام العمري والطبيب الشرعي د. منصور الحسين وممثلين عن كل الجهات ذات الاختصاص من الأمن الجنائي وقيادة الشرطة في محافظة درعا فجاء في الوصف التفصيلي أن ثلاثة حقائب سفر من القياس الكبير الأولى بلون كحلي موجود عليها من الجانب ورقة لاصق مكتوب عليها طباعةً ( الجمارك السعودية ) وعليها الرقم 503295 وعند فتحها تبين وجود فتاة في العقد الثاني من العمر ( 17-18 سنة) يوجد حول عنقها سلك كهربائي ( سلك شاحن موبايل بحسب وصف الطبيب الشرعي) بطول 50سم وجرح على كامل الوجه الأمامي للعنق يشمل جميع العضلات والأوعية الدموية والحنجرة وقد فصل العظم حتى نهاية العنق, كما شوهد على عنق المغدورة سنسال فضي على شكل وردة وكانت الحقيبة مفروشة بورق جرائد وعند فحص المغدورة من الناحية النسائية من قبل الطبيب الشرعي تين وجود تمزق في غشاء البكارة ولكن قبل أكثر من أسبوعين بينما الفحص الشرجي طبيعي.
أما الحقيبة الثانية فكان لونها أسود وكانت هي الأخرى مفروشة بورق جرائد( جريدة الوسيلة الصادرة بتاريخ 17/10/2007 وفيها فتاة مقتولة وهي في بداية العقد الثالث ( 22-24 سنة ) وشوهد في الشفة العليا للمغدورة ( خرز زينة ) وأخرى على البطن بالقرب من السّرة كما شوهد تمزق حاد في العنق وكدمة على أسفل الذقن وتمزق العنق يشمل كامل العضلات والأوعية والحنجرة والعظم اللامي بشكل كامل إضافة إلى جروح أخرى مختلفة في الصدر والفخذ . وتبين من الفحص النسائي أن تمزق غشاء البكارة قديم فيما الفحص الشرجي طبيعي.
تفسيرات أولية :
جريمة وحشية وغير معهودة اتفق الجميع على إنها الأولى من نوعها بهذا الشكل وبهذه الطريقة..
يقول الطبيب الشرعي د. منصور الحسين انه ومن خلال فحص الـ DNAA يتبين أن الفتيات الثلاث هن قريبات من الدرجة الأولى ( ويشير تسلسل العمر والشبه الكبير بينهن أيضا إلى إنهن شقيقات ) لكنهم أكد على دحض كل الأقاويل التي تحدثت في البداية عن اغتصابهن ثم قتلهن مؤكداً أنّ لا آثار تشير إلى ذلك..
تفسير تدعمه الأدلة :
تفسير ورواية أخرى أكثر نضوجا يقدمها رئيس فرع الأمن الجنائي بدرعا العميد سلمان نجيب أبو عساف الذي أكد عدم وجود ما يثبت هويتهن , مرجحاً ايضاً وبنسبة كبيرة أن تكون الفتيات عراقيات ( لابل بصراويات بحسب شهادات لعراقيين وعراقيات شاهدوا الصور مؤكدين أنها سحنة فتيات البصرة ) نافياً ما تناقلته بعض المصادر بأن إحداهن من محافظة درعا فيما الأخرى هي سورية من عائلة مرموقة ولذلك بحسب تلك الأقاويل يتم التعتيم على الموضوع !!
معتبرا أن هذا الكلام في حال كان صحيحاً لوصلنا خبر ما ممن يمكن أن يتعرّف عليهن من أهاليهم أو غيرهم..
ويعتقد أبو عساف أن القتل تم ( بدم بارد) وحتى تمت تصفية دماءهن إذ أنه في لحظة العثور على الحقائب كان قد مضى بحسب الفحوص ما لا يقل عن عشر ساعات على الجريمة ولذلك لم تظهر دماء على الحقائب من الخارج..
ويرجح رئيس فرع الأمن الجنائي بدرعا أن تكون الجريمة بدافع الشرف وتحديداً من قبل شقيق أو أشقاء المغدورات فالأب لا يمكن أن يقتل بهذه الطريقة حتى بدافع الشرف.. وخاصة أن بعض الدلائل تشير إلى أن الفتيات كن ربّما يعملن في الملاهي نظراً لأدوات الزينة في الأنف وأسفل الدقن والسرّة ( وبناءا على هذا التفصيل لا يستبعد أن يكن من النوريات رغم أن هؤلاء يعملن عادة كراقصات بعلم أقاربهن والى الحدود التي لا يمارسن فيها الدعارة )
جهود مضنية ومستمرة:
شغلت القضية الجهات المختصة ومازالت , كما شغلت الرأي العام في درعا ومحيطها ولذلك باشرت هذه الجهات منذ اللحظة الأولى اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها فك اللغز المحير لمقتل الفتيات الثلاث ...
يضيف :كذلك أرسلنا برقيات ودوريات إلى كل الملاهي الليلية في مختلف المحافظات للعثور على من يتعرف عليهن , وخاطبنا المكاتب العقارية في درعا وريف دمشق وتحديدا جرمانا والحجر الأسود والمخيم والكسوة ودمر وكذلك فنادق المرجة.
وفي خطوة أخرى أرسل الأمن الجنائي دورياته إلى محتلف بائعي الحقائب في درعا وريف دمشق وخاصة في أماكن تواجد العراقيين للتحقيق معهم ومحاولة الحصول منهم على خيوط تدل على أصحاب الحقائب .
أما الإجراءات الأكثر شمولية فتمثلت في إرسال برقيات مع صور الفتيات إلى شعب الاتصال العربية ومنها إلى شعبة الاتصال السعودية لتزويدنا بمعلومات عن ورقة اللاصق التي كتب عليها طباعة ( الجمارك السعودية ) , وقد رد الجانب السعودي بان هذا اللاصق الموجود على الحقيبة يخص المغادرين من الأراضي السعودية وليس القادمين إليها , حيث أبدت الجهات السعودية المختصة استعدادها لمتابعة الموضوع وتزويدنا بتحرياتها عن كل جديد..
ويتابع نحن بانتظار أي رد أو أي خيط ممن يمكن أن يتعرف على هوية المغدورات أو القتلة ونتابع إجراءاتنا عبر عدة خطوط بما فيها التحرّي عن المشبوهات وأصحاب السوابق ( دعارة ) وتكثيف دورياتنا للحصول على كل ما يفيد في الوصول إلى الفاعل.
ولدى سؤالنا للسيد أبو عساف عن سبب الاستعجال في دفن الجثث قبل أن يتم استكمال التحقيقات أوضح أن القانون يعطى مهلة لشهر حتى يتم دفن الجثث وقد تجاوزنا المدة لأكثر من أسبوع ومن ناحية أخرى قمنا بكل ما يلزم من فحوص واختبارات وتشريح للجثث قبل أن يصدر النائب العام قرار الدفن , حتى أننا أجرينا فحوصاً على خزعات الكبد من الفتيات للاشتباه بوجود آثار لمواد مخدرة وجاءت النتيجة سلبية ما يعني أن لا وجود لمواد مخدرة وبالتالي انعدام الشكوك بتعاطيهن لأي مواد مخدرة .
الشارع الدرعاوي.. بلبلة وترقب !!
سيريانيوز حاولت الوقوف على كيفية تلقي الشارع ( الدرعاوي ) لهذه الجريمة وكيف انعكست هذه الحادثة على طريقة حياتهم.
يقول مصطفى المسالمة : كانت الجريمة بشعة بشكل لم يسبق لنا أن سمعنا بمثيل لها, نحن في بلد صغير والناس تعرف بعضها , ولا أعتقد أن الفاعل يمكن أن يكون من بيننا . .
أما أم حسين ( إحدى القاطنات في الحي الذي عثر فيه على الحقائب ) فتقول : ذهلنا للمنظر وللوحشية التي تمت فيها الجريمة , لقد بتنا نخشى على أولادنا وبناتنا وننتظر عودتهم من المدارس أو العمل بفارغ الصبر, حتى إننا نحاول منعهم من الخروج والابتعاد عن أنظارنا فالحياة لم تعد آمنة هذه الأيام