-
عرض كامل الموضوع : مسرحية الجمال الخفي _ كاثرين فيلوكس
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:28
مسرحية من فصلين الجمال الخفي
كاثرين فيلوكس
ترجمة:جـــــواد وادي
شخوص المسرحية :
ديفريم : محامية في الثلاثينات من عمرها .
يالوفا : ابنة بيري ، تبلغ من العمر 14 عاما
بيري : أم يالوفا ، إمرأة ذكية .
ناظم عنان : والد ديفريم ، يعمل محاميا .
ابن عصمان | محامي | رضا(شقيق يالوفا الاكبر) | شرطي | حارس | عيسى ( شقيق يالوفا الاصغر) | رجل من دار الايتام | محامي المحكمة | قروي .
( يمكن ان يجلب طفل حديث الولادة لتوظيف الحضور الدرامي المعبر ) ( المترجم ) .
المكان : تــــــركيــــــــــا
الزمان : 1999 – 2000
الاعداد المسرحي : الأمكنة يتم توظيفها بواسطة الإضاءة والصوت .
الفصل الأول :
المشهد الأول :
إسطنبول ، 1999 . ديفريم ، محامية أنيقة في الثلاثين من العمر ، تدخن ، مرتدية ملابس جميلة ، تقف بجوار أبيها ، نظيم عنان وهو يدخن سيجاره ، وينظر من خلال الزجاج الى كسوف الشمس وديفريم تشاركه النظر بعينيها المجردتين .
ناظم عنان : انظري عبر الزجاجة . عيناك ؟
ديفريم : ان الطقس بارد .
ناظم عنان : المنظر من هذه الشرفة يبدو رائعا ، انه آخر كسوف في هذه ألألفية
ديفريم : ان البوسفور جميل جدا ، كأنه البحر الأسود.
ناظم عنان : هذه لوظيفتك الجديدة في نيويورك ، إنني فخور بك جدا .
ديفريم : ابي قد يستغرق الامر شهورا قبل ان اعرف .
ناظم عنان : كيف لهم الا يوظفوك ؟
(يبعد سيجاره ليضمها اليه .)
ناظم عنان : تعالي ( ينظر الى الخارج ) كل ما فعلناه جاهدين سنحفل به ، عليك ان تعملي ساعات طويلة لتجدي شريكا ، ساساعدك لايجاد مسكن جميل في مانهاتن .
ديفريم : سأذهب للتسوق وما علي الا ان ارتدي هذه الملابس لعلي اجد ملابس اكثر اناقة منها .
ناظم عنان: مكاتب المحاماة الامريكية لا تسمح بإرتداء الملابس المثيرة (ممسكا بشعرها الطليق ) ارتدي هذه واحتفظي بالملابس الفضفاضة لخروجك هذه الليلة .
ديفريم : ساسعى للبحث عن احسن المطاعم لاريح موكليي . آمل ان لا يجعلونني معلقة لفترة طويلة دون جواب .
ناظم عنان : اريحي بالك فالتقديرات والتشريفات التي نلتها لم تأت بيسر . عليك ان تتخلصي من هذه الدوائرالسوداء تحت عينيك .
هل تعدينني بشئ ؟
ديفريم : ماذا ؟
ناظم عنان : عندما تلدين اطفالا . ستأتين بعائلتك الى المنزل الصيفي في بودرم . سوف لن تنسي ابدا كم سيكون هذا الامر رائعا .
ديفريم : هل هو نفس المكان الذي اخذتها اليه ؟
ناظم عنان . اجل ، المكان الذي ولدت فيه . ثم غادرنا نحن الاثنان الى امريكا ، ستمنحينني احفادا ، امك ارادت اطفالا كثيرين وانا ايضا . كانت سباحة كذلك . نفس الحاجبين المدهشين . ( يضمها بذراعه ) انت ولدي الذي لم انجب ابدا .
( تتغيرالاضاءة ، المكان جنوب شرق تركيا ، في الجانب الآخر من الخشية نسمع آذان الصلاة من مسجد قروي .و كلبا ينبح ، وتدخل يالوفا فتاة في الرابعة عشر من عمرها مرتدية وشاحا على رأسها وتحمل دلوا فيه ماء وبعض العيدان ، تنظر الى الارض )
يالوفا : توقف عن النباح ، تذكر ( تخاطب الكلب ) انها انا يالوفا . ساذهب الى الحديقة.
( تبدأ بسقي النبتات .)
يالوفا : اشربي ، ستكبرين حالا ( تتحسس التربة ) . ناشفة جدا ، ها هو الماء القادم من ثلوج الجبل .
(يدخل رجل . " ابن عصمان " يراقب يالوفا عن بعد )
يالوفا :( تنظر داخل النبتات ) . اوه الورقة الاولى ، ستأتي اليقطينة عاجلا ، وهذه اخرى .
الرجل : اعطني بعض الماء .
يالوفا ( متوجسة وتتحاشى نظراته ) . عندي من الماء ما يكفي النبتات فقط . اسفة بامكانك الحصول عليه من العين .
الرجل : ساناله من دلوك .
( يشرب من الدلو فتلتفت هي الى النبتات، يجرها بعنف ويسحبها اليه ثم يطرحها ارضا ، فيسقط وشاح رأسها )
يالوفا : وشاحي .... توقف .
الرجل: اصمتي . لا تقولي شيئا . ( تسقط العيدان من يدها )
الرجل : ما هذه ؟ لتطعنينني بها ؟
يالوفا : ألا تسمع صوت امي ؟ انها تناديني .
الرجل : هذا يكفي .. اسكتي .
يالوفا : ( تدير برأسها الى الجهة الاخرى ،متظاهرة بالانصات ) فتنادي : "يالووووفا" .
( يضع قدمه على صدرها )
الرجل : اخرسي الان والى الابد ، انني اعني ما اقول .
( يشرع بفتح زمام بنطاله )
يالوفا : انها قادمة ، الا تسمعها ؟ انا اعرفك جيدا ، ابوك هو عصمان .
الرجل : قلت لك أخرسي .
( تحاول ان تتخلص من تحت قدمه )
يالوفا : توقف ، دعني اذهب ، وسوف لن اقول شيئا ، كل الرجال الآن في المسجد .
( يرتمي فوقها وينزع ملابسها الداخلية )
يالوفا : انني اسمعها ، انها ، انها قادمة ، سوف تجدك .
الرجل : كفي عن الحركة .
يالوفا : النبتات تراك ، الماء في العين يراك ، الليل يخيم وكذلك الله . توقف .
( يضربها )
الرجل : ايتها البلهاء ، هل تريدينني ان استعمل السكين ؟
( في الجانب الآخر من الخشبة ، ديفريم وابوها في الشرفة ينظران الى الكسوف )
ديفريم : نفس الإساءات مرة تلو اخرى .
ناظم عنان : سوف تتركين عمل المحاماة التطوعي .. انه لن يتغير.
ديفريم : العمل الورقي لا ينتهي .
ناظم عنان : كان جهدا باهرا.
ديفريم : لا يوجد الكثير من العاملين . المكاتب الامريكية اكثر نشاطا من هذا.
ناظم عنان : والآن حان وقت الاعتناء بنفسك . خذي قسطا من النوم . الحياة هناك مرهق. ينبغي ان تكوني في احسن حالاتك لخدمة زبائنك .
ديفريم : انت محق ، سأخبره بأنني ذاهبة غدا .
ناظم عنان : بمقدوري ان اعينك على بعض الاعمال .
( في الجهة الاخرى من المسرح ، يالوفا تبدو مصدومة حالما ينهض الرجل من فوقها )
يالوفا : ( منصدمة ) شئ ما قد حدث للشمس .
الرجل : عن ماذا تتكلمين ؟ راقبي حتى أغادر . نظفي نفسك ثم اذهبي .
يالوفا : في كل القرية .......
الرجل : أمك تنتظر .
يالوفا : هل ترى الشمس والقمر يتقاطعان ؟
الرجل : كفي عن الثرثرة . وعندما آتي ثانية لا أريد أحدا يعرف وإلا استخدمت السكين . اتسمعين ؟
يالوفا : انت متزوج ولك زوجة .
( يسحب السكين ويقربها الى عنقها وهي تلهث )
الرجل : هل هذا مفهوم ؟ عندما ترينني ثانية . إصمتي .
( يجري الرجل مسرعا .)
( ديفريم وابوها في الشرفة )
ناظم عنان : العمل ، الزوج ، ألأطفال . الأطفال نكهة الحياة ، انهم مثل الفاكهة .
ديفريم ( بإستهزاء ) هل لهذا السبب ، بعثتني الى هارفارد لتزوجني ؟
ناظم عنان : ربما ( ينظر من خلال الزجاج ) ، انه الهدوء .
ديفريم : (تضع يدها عليه ) كل ما نملكه نحن الأثنين هو أنا وأنت .
ناظم عنان : يا لها من لحظة نادرة .
( في منتصف ضوء الكسوف ، تظهرام يالوفا مرتدية وشاح الرأس ، تنهض يالوفا من الارض .)
يالوفا : آه ، أمي انت هنا . ( تنظر الى الأعلى )( توقفت الكلاب عن النباح )
بيري: ( لا تنظر اليها )
الشمس . أنظري يا يالوفا ، يحدث امر ما ( تعطي ليالوفا قطعة زجاج ) .
هل ترين هذه القطعة الزجاجية ؟ قال ابوك ان تنظري من خلالها .
( تنظر يالوفا عبر الزجاج )
يالوفا : ما الذي يحدث ؟
بيري : القمر. انه الكسوف . ( تتناول بيري قطعة الزجاج من يالوفا )
بيري : جاء دوري الآن .
يالوفا : انه الليل في النهار .
بيري : نعم .
يالوفا : انه يشبه الزجاج قبل ان يتكسر .
بيري : تعالي . ( تضمها )
( ينظران سوية عبر قطعة الزجاج)
يالوفا : انظري امي انه الليل المضئ . النار، الاشعة ، النجم .
( تشرع بيري بالخروج )
بيري : ارتدي وشاحك .
يالوفا : لماذا عبر الزجاج ؟ ( بفضول ) عيناك ؟؟
( يالوفا تراقب ضوء الشمس يعود ثانية )
يالوفا : النهار من جديد ؟ النهار ؟ السحر ؟ القمر يمر امام الشمس ؟
( الكلاب تتوقف عن النباح ) . كانت الشمس سوداء .
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:29
المشهد الثاني :
( عام 1999 ، اسطنبول ، بعد أربعة أشهر، ترفع ديفريم بصرها عن الكومبيوتر في ذات الوقت ، يتقدم محامي حقوق الإنسان وهو يحمل تقريرا)
المحامي : جريمة قتل آخرى من اجل الشرف في الجنوب الشرقي .
ديفريم : دائما في الجنوب الشرقي ( ترتدي حذاءها ذي الكعب العالي )
ابي اشتراه لي حين دعاني لتناول الغداء ، كنا نحتفل .
المحامي : آه وأخيرا ستتخلين عنا.
ديفريم : اردت الإنتظار حتى تجد شخصا آخر .
المحامي : شكرا لمساعدتك طيلة هذه الاشهر .
ديفريم : فزت بإختياري الأول للعمل في نيويورك .
المحامي : كل فرد سيعيش في امريكا لاحقا . كل البلدان ستفرغ ، وامريكا ستغرق في البحر . ذلك ما تستحقه . أمك كانت من هناك ، اليس كذلك ؟
ديفريم : نعم .
المحامي : مثل الأم : مثل البنت ، ( يريها التقرير ) .
تشبثت بعمود حديدي لتخرج جانب القناة .
ديفريم : ( تنظر ) يالوفا؟اربعة عشر عاما ؟
المحامي : لعل هذا التقرير هو الاخير لك ؟
ديفريم : مجرد رقم آخر ليدون وتزود به الصحافة .
المحامي : انها على قيد الحياة .
ديفريم : انهم لا يعيشون ابدا .
المحامي : ذهبت بمفردها الى اقرب مستشفى ، وقدمت شكاية الى الشرطة .
ديفريم : اوه يا إلهي ، ما هذه الشجاعة ، لعل عائلتها طردتها .
المحامي : كلا ، انهم اتهموا بمحاولة قتلها ، لانها ما زالت تحت الحماية .( بإستهزاء )
واخيرا ، قضية تبرهن صواب الأتحاد الاوربي عن تطور حقوق الانسان في البلاد.
ديفريم : من هو محاميها؟
المحامي : لا احد بضرورة تعيين محامي لها .
( يبدأ المحامي بالمغادرة ،ملتقطا صحيفة مرمية )
المحامي : ( بلباقة) علي ان اقول .... ماظننت انه سيخضع لهذا الوضيع .
( تنظر ديفريم له بإنشداه ، ويقرأ المحامي من الجريدة )
المحامي : " لم يخبرني احد بأنني أشيد من رمال البحر، فانا شاعر ولست مقاولا" لم اسمع في حياتي شيئا اتفه من ذلك .
ديفريم : لم اقرأ الجريدة ، كنت اربط أمتعتي . ( تنظر إليه )
"من" ؟ سوف لن يخضع لهذا الوضيع ؟ عن ماذا تتكلم ؟
المحامي : ( يسلمها الجريدة ) هذا ؟
( تأخذ ديفريم الجريدة وتقرأ .)
المحامي : لم تكوني لتعرفي ماذا كان ابوك يفعل مع دوران ؟ تبدين كما لو انك شاهدت شبحا .
ديفريم : عرفت بانهما شريكين في مجال العقار . لم اكن افكر في هذا الامر كثيرا .
( تنهض ديفريم بسرعة ، وينظر هو الى كعبيها العاليين .)
المحامي : راقبي هذه الاحذية ، لا تلوي كاحلك .
ديفريم : ( تنظر الى المقالة ) بماذا كان يفكر ؟
المحامي : متى يكون آخر يوم لك ؟
ديفريم : ( تنظر إليه بذهول ) ماذا قلت ؟
المحامي : اتكلم عن الشيطان .
( يظهر ابوها مرتديا بدلة رجال الاعمال وحاملا محفظة اوراق )
ديفريم : دفع دوران رشاوى الى المسؤولين ليحصل على عقود لبناء شقق من رمال هشة ومونة مغشوشة وانت تدافع عنه ؟
ناظم عنان : هلمي تأخرنا عن الغداء . هل انتهيت من ترتيب حاجياتك .
ديفريم : لماذا لم تقل شيئا ؟
ناظم عنان : حجزنا . هيا بنا .....
المحامي : سأذهب انا .
( يخرج المحامي )
ديفريم : سقطت البنايات اثناء الزلزال مثل الورق يا أبي . كانت على خط الزلازل .
( تذكره ) لقد ساعدك في الحصول على شقتك الجديدة امام الاخرين وانت مدين له ذلك هو الجواب .
ناظم عنان : انا لا امثله هو بل شركته . بعد الغداء سنقوم بجولة على البوسفور.( ينظر خارجا ) هل ترين كم جميل هذا النهار ؟
ديفريم : ماذا عن اؤلئك الذين ماتوا في مقابرهم الاسمنتية ؟
هذا الرجل الذي تصرف كالاطفال ليبني حصونا من رمال .
ناظم عنان : متى ستهبطين من السحب الى الارض ؟
قلت بانك ستغادرين هذا المكان لاشهر مضت ، والآن حان الوقت .
ديفريم : انها ليست غلطتي اذا كانت التقارير تتسرب بكثرة ، فتاة مغتصبة يرميها اهلها في القناة ؟
ناظم عنان : اسمعي يا ديفريم ، هؤلاء الناس يعيشون في عادات القرون الوسطى،
وليس بوسعنا ان نلقنهم عاداتنا وقيمنا .
ديفريم: محاولة القتل العمد ؟
ناظم عنان : دعينا نذهب ، لم تنالي الوقت الكافي من الراحة كما وعدتني ، على الاقل امنحيني مقابلة ثانية في التنس لاهزمك .
ديفريم : انت تحلم يا ابي ، يقول دوران بانه شاعر ؟ اخبره بان الشعراء في هذا البلد يودعون السجن اذا ما أخطأوا .
ناظم عنان : نحن المحامين نمثل موكلينا .
ديفريم : اتظن بانه يختبئ لاسابيع لانه برئ ؟ انه سينجو من العقاب بسببك . هذا غير مقبول .
ناظم عنان : ارجوك ، نحن في متعة اليوم . ستغادرين حالا .
ديفريم : تخل عن هذه القضية.
ناظم عنان : سأخبرك عنها الكثير بعد الغداء ، سنذهب الليلة للاستماع لموسيقى الجاز.
( يردد اغنية لويس ارمسترونك ) " ما اروع هذا العالم "
ديفريم : انت بارع بإقناعي ، انك محام عظيم .
ناظم عنان : وانت كذلك .
ديفريم : مزاملتك له تجعلك شريكا معه .
ناظم عنان : قد نجد حلا يرضي الجميع . هذه الامور معقدة .....
ديفريم : انه يرشي الناس لحصوله على المقاولات . إنه القتل .
ناظم عنان : ( يمسكها من ذراعها ) ، انظري لنفسك ، قتلت نفسك لارتياد هذا المكان .
( تلتقط التقرير الذي اعطاها المحامي )
ديفريم : لست جائعة .
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:30
المشهد الثالث:
( عام 1999 ، جنوب شرق تركيا . يالوفا حاملة في شهرها الرابع ، ترقد على سريرها في مستشفى قروي ، ذراعها معلقة في عنقها وهي تحلم ، تدخل ديفريم وهي تحمل محفظتها والتقرير الشرعي )
يالوفا : ( تحلم ) ماما ، ليس متأخرا جدا ، وشاحي .........
( تمسك ديفريم يالوفا بعناية )
ديفريم : يالوفا ؟ اكنت تحلمين ؟
( تحدق يالوفا بديفريم دون ان تعرفها )
يالوفا : هل اتى لان الشمس والقمر تقاطعا ؟
ديفريم : الشمس والقمر ؟
يالوفا : انقذتني أمي ، أتت مثل الحلم .
ديفريم : متى ؟
يالوفا : حدث حين كنت اسقي اليقطينة ، نبح الكلب ، حينها اتت امي . كانت هناك ،
كان القمر يحجب الشمس ، ارتني ذلك بقطعة من زجاج ، فلم اصب بأذى ، لكنها حين رأت بطني ، جاء أخي ليجدني --- في البستان ......
( تتسلط الأضاءة على يالوفا واخيها الأكبر رضا ، شاب ملتحي )
رضا : ( يلحق بها ) يالوفا ؟ انت هنا ؟ اين انت ذاهبة ؟
يالوفا : ( مرتعبة ) سوف لن يعرف احد ، يا رضا ، لا احد على الأطلاق.
رضا : اين غطاء رأسك ؟
يالوفا : ساعدني ، ابحث عنه ، لعله في مكان ما .
رضا : ضاع وشاحك .
يالوفا : كلا ، انه هنا .
رضا : لقد ضاع .
( ترتعب فتتلفت حولها )
يالوفا : العيدان ... لعبتي . ساعدني .
رضا : مع من كنت تلعبين ؟
يالوفا : لقد فاجأني ، كان يحمل سكينا . عاد الى هنا اربعة مرات .
رضا : انه ميت الآن . اطلقنا عليه الرصاص ، انه ابن عصمان .
يالوفا : ميت ؟
رضا : انه الآن مرمي في الشارع الخلفي ليراه الجميع . ( يمسك بها )
انظري يا اختي ، انت كلك قذرة .
يالوفا : بامكاني ان اتطهر .
رضا : كلا ، كان بامكانك ان تسمعي باكرا، دائما تضيع الاشياء وتهرب سريعا ، عندما لا تتوقعينها ، اللعب في وقت متأخر. ( يبدأ بسحبها )
اسرعي .
يالوفا : اين نحن ذاهبان ؟ ماذا تفعل ؟
رضا: انت تحبين الماء . تذكري حين كنت فتاة صغيرة ؟ كنت تحبينه .
يالوفا : ماذا تفعل ؟
رضا : الم تلاحظي ان والدنا يريد فقط ان يحميك ؟ الا تريدينني انا ااخوك الاكبر لأخبره بانك طلبت الصفح بدل المقاومة ؟
يالوفا : عن ماذا تتكلم ؟
رضا : عليك ان لا تقاومي ، اختي الصغيرة ، انه أمر صعب للغاية .
يالوفا : اريد... اريد ان اطلب منه الصفح . سأمكث في الدار ، لا احد سيراني ، سأحتجب خلف الجدران . ( لأخيها ) ساعدني ، تخفي بطنها بيديها) ساعدها
رضا : (يسحبها ) انت لم تراع الاخلاق ( بفضول ) كيف عرفت بانها فتاة ؟
يالوفا : ( تحاول ان توضح ) انها بداخلي . ( تمسك جنبها الايسر ) اشعر بها الى اليسار .
رضا: يجب ان نمحى الخطيئة .
يالوفا : انها نقية
رضا: جلبت لنا العار ، انها مهمتي لاغسل الوصمة . ( يسحبها ) سننفذ ارادة الله .
يالوفا : توقف يا رضا ، دعني أذهب .
رضا : الى الماء .
( يرميها داخل الماء . يالوفا تصرخ ، تمسك بسارية سريرالمستشفى ، تعود الاضاءة على ديفريم وهي واقفة جانب السرير فتسلم يالوفا ورقة )
ديفريم : وقعي على هذه الورقة ، عملت خيرا حين تمسكت بالعمود ، كنت شجاعة .
( تتحسس يالوفا بقلق رأسها )
يالوفا : اين وشاحي ؟
ديفريم : ( تمسك يدها ) بامكانك التحدث الآن عن فتيات اخريات ، لعلك سمعت بفتيات اخريات ، في قريتك ... ؟
( تنظر يالوفا الى ديفريم بامعان وتدقق في وجهها )
يالوفا : هل انت عاهرة ؟
ديفريم : لا . في الواقع انا محامية . بعض المحامين هم حقا.... متعهرون.
يالوفا : وجهك ، لماذا تصبغينه ؟
ديفريم : انه المكياج . نعمله في المدينة . جئت لأساعدك . هنالك سيارة تنتظرك في الخارج .
يالوفا : احتاج الى وشاح جديد .
ديفريم : عليك ان تمكثي تحت حماية الدولة .ستتغير حياتك في كل شئ .
يالوفا : وشاح جديد .
ديفريم : ( تدقق في الورقة ) انت بحاجة لتطلبي محامي بتوقيعك على الورقة . وانا سأكتب لك تقريرا الى الولاية . عائلتك سيتوكل عنها بعض المحامين . وانت لا محامي لك .
يالوفا : الوشاح .
ديفريم : سأجد لك واحدا ، انتظري .
( تسرع ديفريم خارجا ، تغمض يالوفا عينيها ، بعد لحظة ، بيري، ام يالوفا ترتدي وشاحها ، تتسلل صوب سرير المستشفى ، وتهز يالوفا .
بيري : يالوووووفا ، انهضي عاجلا ، اخرجي ، ماذا فعلت ؟
( تمسك يالوفا بامها )
يالوفا : ها انت يا امي ؟ سمعني الصياد وانا استغيث ، لم اناده ، اقسم لك.
بيري : اخبرت الشرطة لتخجليننا ؟ . والآن سأعيدك وستقولين بانك انت التي رميت بنفسك في القناة لتنقذي روحك .
يالوفا : ( تمسك بطنها )
هل هي ميتة ؟ ارتطمت بالصخور .
( تسحبها بيري من سرير المستشفى )
بيري : هذا يكفي . سنخرج من الباب الخلفي.
يالوفا : رأسي ، انه يدور، يا امي
بيري : انا من ارضعك الحليب ، من غنى لك حين كنت تبكين .
يالوفا : الجدران تتهاوى .......
بيري : يا له من عار جلبته لهذه العائلة .
( يالوفا تنزلق الى الأرض )
يالوفا : ( تغطي بطنها ) ، إحذري .
بيري : نحن وحدنا الآن بدون رجالنا . اقول لك إنهضي وامشي .
يالوفا : كفي عن هذا ارجوك .
( تندفع ديفريم الى الغرفة حاملة وشاحا للرأس وبعض الملابس البناتية )
ديفريم : ماذا فعلت لها ؟ اذهبي ، إبتعدي عنها .
بيري : اتركيني وشأني .
ديفريم : ابتعدي عنها .
بيري : انا أمها .
ديفريم : اخرجي .
بيري : انها ليست لك . هنالك امور خاصة بين البنت وامها .
ديفريم : تركها ابنك للموت في تلك القناة . لقد قرأت التقرير يا سيدة كراتش.
بيري : لقد لطخت سمعة عائلتنا .( الى يالوفا ) اخوك في السجن . وابوك...
( تجثو ديفريم صوب يالوفا )
ديفريم : من اجل اصدار الامر بقتلك . دعيني اعينك للعودة لسريرك .
يالوفا : السجن ؟ كلا ماما . انا اسفة جدا ارجوك . اغفري لي .
( تغير بيري اسلوبها )
بيري : الآن ، الآن ، إهدأي ، دعيني المسك . هل يؤلمك ؟
يالوفا :( برقة )
هل يؤلمها ؟
ديفريم : لا تقتربي منها .
بيري : انها بحاحة الى طبيب . اششش ، الهدوء قليلا . ( الى ديفريم )
ينبغي ان نصلي الآن . هل يمكنك ان تتركينا لوحدنا نصلي معا ؟
يالوفا : انهم في الحقيقة ليسوا في السجن ؟
بيري : (الى ديفريم ) هل لي ان طلب منك معروفا صغيرا ؟
انها تحتاج الى ماء بارد . حنجرتي جافة ، مشيت طويلا تحت اشعة الشمس ، قريتي بعيدة جدا . الماء ، ارجوك . انت لطيفة جدا . نحن الاثنان لسنا على ما يرام.
ديفريم : لا ماء . ( الى يالوفا ) تعالي ، دعيني اساعدك ، نحتاج لاستدعاء الطبيب ، تعالي .
( يالوفا تهذي )
يالوفا : في وقت المطر ، كان لون القناة فضيا .......
ديفريم : انهضي الآن ، هذا جيد .
يالوفا : مثل ملايين السمك .
ديفريم : قدم تلو الأخرى .
يالوفا : الشمس مشرقة على الماء الفضي ، كالأشعة التي تسحر النظر.
ديفريم : اقتربت ، سترتاحين .......
يالوفا : لا تذهبي الى الماء ، انه متسخ ، امي قالت لنا ذلك ، كيف للشئ الجميل ان يصبح ملوثا ؟ ، فقط ضع قدمك فيه ، اصبعك ......
ديفريم : دعيني ادثرك ، لم تكوني انت وحدك ، هناك اخريات مثلك ، ولكن حينما تموت الفتاة ، تختفي الجريمة ، لست وحدك يالوفا
يالوفا : كيف للشئ الجميل ان يصبح ملوثا ؟
( تقترب بيري من بطن يالوفا ، وتخاطب ديفريم )
بيري : انها بطفل . هذا ما حدث .
ديفريم : نعم ، انها اخبرت الشرطة . مكتوب في التقرير.
بيري : ( الى يالوفا )
هل انت حمقاء ؟ ماذا فعلت ؟
يالوفا : الصياد اخبرهم .
بيري : وكيف عرف ؟ طفل غبي وابله، ( بتذلل لديفريم )
علي ان اتقدم ، سيدتي ، اذا لم يسألوني كثيرا . ( الى يالوفا ) ستذهبين للشرطة وتخبرينهم بان اخاك ووالدك غير ملامين . لتحفظي كرامتهم .
ديفريم : وكرامتها ؟
بيري : ليس من المستبعد ان تحصل عليها .
ديفريم : لا يمكنني الموافقة على ذلك .
بيري : ( بإمتهان )
انت لست من هنا .
ديفريم : انا امثل والدي ، من اجل الاطفال في اسطنبول .
بيري : اسطنبول ؟
ديفريم : انت محقة ، ينبغي علينا ان نكون من بلدين مختلفين . ( تواجه بيري ) ساحميها الآن .
بيري : وعائلتنا ؟ هل سوف تحمينها ؟ بلا زوج ولا ابن ساصبح فقيرة ، ساعتاش على الفضلات . قريتي كلها تتكلم " هذه المرأة التي جلبت العار"
( تبصق على ديفريم )
بيري : لا يمكننا ان نقدم لها مهرا .
يالوفا : ( منهارة )
أمي ......
بيري : لا تنادينني الآن .
يالوفا : لو كنت ناديتني . ( تبدأ بالمشي ) دعيني أذهب معك .
ديفريم : الشرطة في الخارج .
بيري : الامر متأخر ، كان بوسعك ان تأتي معي قبل ذلك ،عندما طلبت منك هذا . ستعود حياتك اسوأ .
يالوفا : لو كنت ناديتني قبل ذلك بقليل ؟! ( تقلد امها ، تنادي )
" يالووووفا "
بيري : هراء ، تعرفين ما يجب ان تفعلي لإنقاذنا .
( تضع بيري وشاحها على رأسها ، تغادر الخشبة ورأسها منحني تجنبا لاشعة الشمس اللافحة ، تراقب ديفريم بيري وهي تختفي ، فتتقدم نحو يالوفا )
ديفريم : عانيت كثيرا بالبحث عن الوشاح ، اعطتني الشرطة ملابس لك .
( تجلس يالوفا مصطكة )
ديفريم : هنالك فتيات اخريات – واحدة منهن ماتت لانها جلبت العار لزوجها ، لم تستأذن للذهاب للسينما ، اخرى ذبحت نحرا لان احدهم اهداها اغنية حب عبر المذياع ، عليك ان تبقي هنا في ملجأ الولاية حتى تبلغي سن الثامنة عشرة ، لانك لا زلت على قيد الحياة .
( تأخذ يالوفا الوشاح وديفريم تريها الورقة )
ديفريم : هل بوسعك ان تكتبي إسمك ؟
( تحدق يالوفا الى ذراعها المعلقة )
ديفريم : هل انادي على الطبيب ؟ ليس لدينا متسع من الوقت .
( تبدأ ديفريم بالمغادرة ، يالوفا تصدر صوتا رقيقا . تنظر ديفريم الى الفتاة ، وهي تتألم و تتحسس الجنين بداخلها )
ديفريم : عندما كنت فتاة صغيرة ، توفيت أمي ، ماتت بحادثة سير . ان ذهبت الى اسطنبول ، سترين ان إشارات المرور الضوئية موضوعة فقط للزينة . كانت امريكية ، ومن عادتها الوقوف عند الاشارات . تكلف ابي بتربيتي وارسلني لاحسن المدارس حيث حظيت بتقدير الجميع . في ليلة الزلزال ، تهاوت المنازل الرملية باسوأ تصاميمها . إنه يوظف كل مواهبه للدفاع عن رجل قاتل . انت بريئة ، فكري ما بوسعي ان افعله لك .
( تحاول يالوفا ان ترتدي الوشاح ، مستعملة ذراعها السليمة )
ديفريم: هل تحتاجين الى مساعدة ؟
يالوفا : ( بعناد ) كلا
( ديفريم تراقب يالوفا )
ديفريم : سيأخذونك الى مكان سري .
يالوفا : كلا ، انا ذاهبة لبيتنا .
ديفريم : انت تعلمين بانهم سيقتلونك ان فعلت ذلك .
( ديفريم تساعد يالوفا بارتداء الوشاح )
ديفريم : بيد واحدة ، امر صعب
ديفريم : وضعته خطئا .
( تعيد يالوفا ترتيب وضع الوشاح . تتحسس بطنها )
يالوفا : لم أسئ لعائلتي أبدا ، صرخت لاجلها . كنت مرمية في القناة. ليس اصبعي فقط ، بل كل جسدي . ( ديفريم تهز رأسها ، وتهمس )
ديفريم : المكان السري سيكون أنطاليا ، انها مدينة شاطئية . اكتشفتها عن طريق اصدقاء ابي . لا تقولي لاي كان عنها . ستحبينها .
( تريها الورقة )
هل تعتقدين ان بامكانك توقيع اسمك عليها ؟ " يالوفا " هو إسم مدينة شرق البوسفور . مدينتي اسطنبول في الغرب .
( تقدم لها ديفريم القلم ، يالوفا تنظر اليه )
يالوفا : عندما كنت في الثانية عشر من عمري ، ارتديت الوشاح ، بعدها اخرجتني امي من المدرسة . وابي كان عاجزا عن شراء كتبي ، ولإخوتي .
( يدخل شرطي ويخاطب ديفريم )
الشرطي : قلت بانك ستلبسينها ملابسها . انها ليست جاهزة .
ديفريم : أنا آسفة ، كانت هناك بعض المعوقات .
الشرطي : اذا لم تجهزينها ، فسنفعل نحن ذلك .
( يخرج ، ترفع ديفريم الملابس التي قد اشترتها باكرا )
ديفريم : ملابسك قد فسدت في النهر ؟ لماذا لم تحاولي ارتداءها من فوق ؟ انهم ينتظرون واذا لم تفعلي ذلك ، سيلبسونها لك هم انفسهم .
هل تريدين ان تذهبي خلف السرير ؟ ارتديها .
( تنظر يالوفا الى ديفريم بفضول )
ديفريم : ( تفكر )
هل تريدين ان تلبسي قميصي ؟حيث يمكننا ان نتبادل
( تنزع ديفريم قميصها بسرعة ، وتحاول ان تلبسه للفتاة )
ديفريم : الا تريدين ان تلبسي قميصي ؟
يالوفا ( محدقة )
من اين انت ، ايتها الاخت الكبيرة؟
ديفريم : اسطنبول .
يالوفا : من هو ابوك ؟
( بطفولة ) ابي هو "ابراهيم كراتش" . فلاح يزرع شجر الفستق
ديفريم : ابي هو" ناظم عنان " . محامي في مجال العقار .
( تخرج ديفريم كنزة خفيفة من حقيبتها )
ديفريم : حسن ، ارتدي قميصي وهذه الكنزة .
يالوفا : لا اريد الذهاب ، سأهرب .
( تحاول ديفريم ان تلبسها القميص عنوة )
يالوفا : اريد الذهاب لبيتنا . امي بانتظاري .
ديفريم : لا ، ليست كذلك ( تلبسها القميص )
هل تعرفين الى اين نحن ذاهبات ؟ هنالك البحر.
يالوفا : لا تلمسيني .
ديفريم : هل ستعومين معي ؟
يالوفا : اتركيني وشأني ، لا .....
( تلبسها ديفريم الكنزة )
ديفريم : كانت هذه لامي ، واعطاها ابي لي ، انا اسبح في أي مكان اذهب اليه.
يالوفا : توقفي
ديفريم : عمت في خمسة محيطات وستة بحار . والان التنورة ،اسفة .لا خيارعندك .
يالوفا : لا .
( ديفريم تكافح مع يالوفا )
ديفريم: هل ستعومين ؟ اين سنذهب ؟
يالوفا : ( نقرة )*
ستأتين معي .
ديفريم : بالطبع . اود التحدث الى ميرسيا هانم ، مرشدتك الاجتماعية ، لاحظي ان كل شئ بامان . سوف تكتبين اسمك " يالوفا كراتش " واسم مدينتك " اورفا " . شانلورفا. اورفا الرائعة .
يالوفا : اعرف ذلك .
ديفريم : هل عندك اي شئ هنا تودين اخذه معك ؟
( تنظر يالوفا حولها بعدم اقتناع )
يالوفا: لدي بعض .. ( تمشي ) بعض .. العيدان . تركتهم . ( تنظر حول الغرفة ) تركت منزلي . لم انظر الى الوراء ..... هل انها تمطر .... في البحر ....؟
ديفريم : نعم ، لكن لا تقولي البحر . لا تقولي أي شئ . سيعود الشرطي الآن . وقعي الورقة . قلت بانك ذهبت الى المدرسة حتى بلغت الثانية عشر ، تعرفين كيف تكتبين اسمك .
يالوفا : لا استطيع .
( تضع ديفريم يدها على جانبها الايسر ، وتتحسس قلبها )
ديفريم : هل قلبك ينبض ؟
( تنظر يالوفا الى ديفريم )
ديفريم: تحسسي . ضعي يدك عليه . ( يالوفا تفعل )
يالوفا : انه لا يدق . لعلي ميتة .
( تضع ديفريم ويالوفا يديهما فوق صدريهما )
ديفريم : انها الحياة .
يالوفا : ماذا ؟
ديفريم : انت اخترتها . عندما صرخت . في القناة . اظن بان الطفلة تريد ان تعرف ..... امها .
يالوفا : نعم . هي كذلك .
ديفريم : هل تودين ان تعطيني يدك ؟
( يالوفا تتردد ان تمد يدها لديفريم )
ديفريم : هل توقعين ؟
يالوفا : احدى يدي بيدك والاخرى معلقة .
ديفريم : خذي يدك التي بيدي واكتبي .
( يالوفا تسحب يدها من ديفريم وتوقع )
ديفريم : والآن اعيديها .
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:30
المشهد الرابع :
( يالوفا واقفة لوحدها في الظلام . تظهر بيري ، حاملة سلة ثقيلة وهي تغني اغنية من التراث التركي )
بيري : ( تغني )
"لا تتركهم يرسلون بناتهم بعيدا . لا تتركهم يقسون على البنت وحيدة امها"
( يالوفا تشاركها )
( تغنيان )
" دع الطيور المحلقة تعرف باني افتقدت امي ، افتقدت امي ، افتقدت ابي ، افتقدت بيتي "
( تشرع بيري بالخروج )
بيري : ( تنادي )
يالووووفا ، تعالي وساعديني . في الداخل .
يالوفا : ماما ، ماما ، انتظري ، احكي القصة لي ثانية ، القصة عن الحصان .
( بيري تلتفت ، و تداري ابتسامتها )
بيري : دائما القصة عن الحصان ، لقد اختطفني .
يالوفا ( تحثها )
أبي ؟
بيري : انت تعلمين بانه ابوك . يا لك من فتاة .
يالوفا : لماذا ترتجف لحيته هكذا حين يسمع القصة ؟
بيري : انه سرقني .هو يعرف ماذا حدث .
يالوفا : انه يداري ابتسامته تحت لحيته .
بيري : حسن ، انت تعرفين ما تودين رؤيته ، ايتها الفتاة يالوفا : انا ارى الماء في السماء قبل ان تمطر مثل الدخان .
بيري : نعم . الفتاة برأسها في السماء ، اذا ركضت رافعة بصرها فانها تسقط ، كل فتاة بعمرك تعرف ذلك ، الا انت .
يالوفا : الحصان .
بيري : ( ممازحة )
أي حصان ؟
يالوفا : امي !
بيري : مثل بيت الشعر الردئ ، يتكرر مرة تلو اخرى . ( تبدأ القصة )
جاء مع إخوته ،
يالوفا : اربعة .
بيري : لم يكن اكثرهم وسامة .
يالوفا : لكنه اكبرهم .
بيري : نعم ، كان كذلك .
يالوفا : ولم يزل وسيما .
بيري : ليس كثيرا .
يالوفا : ليس اكثرهم بالتأكيد .
يالوفا : وانت كنت تطعمين الخنازير – كانت تجلب كثيرا من الضوضاء، وتصدر الاصوات المزعجة .
بيري : الصوت كان سيئا للغاية ، حيث لا احد يود ترديده !
( تقلد يالوفا صوت شخير الخنزير )
بيري : حسن .
يالوفا: جاء هو وإخوته على الجياد .
بيري : انت تقولين الحكاية .
يالوفا : كلا ، انت التي تقولينها . والآن اسرعي . قبل ان يعود ثانية .
بيري : اتى وأخذني بسرعة ولم اعد الى دارنا ابدا .
يالوفا : كلا ، لم تقوليها بشكلها الصحيح . ماذا عن الجزء المتعلق بيده ؟
بيري : يداه كانتا خشنتين وهرمتين .
يالوفا : وماذا عن البلوزة ؟
بيري : ( بمزح )
لم اعد اتذكر هذا الجزء .
يالوفا : مسكك بيديه واستدرت انت .
بيري : استدرت من الخنازير ، عدلت وشاحي ، كنت انظر الى الفضلات.
كانت قد تركتها جيادهم .
يالوفا : ومكثت مطأطأة الرأس ولكنك كنت تنصتين الى انفاسه .
بيري : انا من كنت الهث ، بسبب نقل الغذاء الى الخنازير .
يالوفا : كنت تنصتين لنفسه ، ورفعك بيد واحدة ، كنت نحيفة جدا.
بيري : نعم هذا صحيح .
يالوفا : وظهر والدك من العتمة حيث كان يسن منجله .....
بيري : نعم ......
يالوفا : وقال لك " يريدك ابراهيم زوجة له . رآك حين كنت تحملين الكرز الى السوق مع امك . وجاء ليطلبك لكن المهر كان قليلا ، والآن فقد عاد ثانية . انه امر جيد . "
بيري : ويده ، يد ابيك اطبقت على خصري ، رفعني فوق جواده . ولم ار اهلي ثانية . كان يسكن بعيدا ، كنت الوحيدة لاهلها بين الاولاد ، مثلك تماما .
يالوفا : " الافضل ان لا تكون في العائلة بنات " هذا ما قاله عني ابي ، وانت قلت ......
بيري : ( تتنهد )
الافضل ان لا تكون الخنازير .
يالوفا : الافضل ان لا تكون هناك خنازير ! هذا ما قلته لابي ! الافضل ان لا تكون هناك ديكة !
بيري : هذا يكفي . انت تتخيلين الاشياء .
يالوفا : انا اعرف كل شئ ، انا اسمع كل شئ .
بيري: هذا النوع من السلوك سيجلب لك المتاعب .الافضل ان لا تعلمي شيئا وان لا تسمعي شيئا .
يالوفا : هل بكيت ؟
بيري : اعتنى بي كثيرا .
يالوفا : ومن اجل امك ، هل فعلت ؟
بيري : كنت اقل النساء في الحقول مشيا لمسافات طويلة .
يالوفا : ( لنفسها )
انظري الى السماء ، حيث تجارين الزرقة ، وتخيليهم هكذا ، انها ذات السماء ، ذات الرياح التي تلامس عنقك .
بيري : لم اقل لزوجي كم كنت افتقد امي وابي .
( تقف يالوفا لوحدها في العتمة ، تراقب بيري وهي تخرج ، مرددة اغنية شعبية )
يالوفا : في جوف بطني انت مثل كأس ، هل للاغاني ان تسافرمع الريح ؟
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:31
المشهد الخامس :
( يالوفا لوحدها تبكي وهي تتغطى بالبطانية في ملجأ الدولة ، تدخل ديفريم وتضع فراشا بجانبها، تتوقف يالوفا في الحين عن البكاء )
ديفريم : هل تفكرين ببيتكم ؟
يالوفا : سمعتك تتشاجرين مع السيدة ميرسيا ، لا تريدك ان تنامي هنا . ( تقلد السيدة)
" انت تبدأين بعادات سيئة "
ديفريم : سيكون الليل قاسيا عندما تكوني وحيدة . اعرف كيف تشعرين ، يا امينة!
يالوفا : ذلك ليس اسمي !
ديفريم : نعم ، ولكن اسمك الآن هو " امينة " اعطته لك الدولة من اجل حمايتك .
لا يمكنك ان تنسيه .
( تزيل ديفريم بعض ملابسها وتضع الغطاء عليها لتنام بجانب يالوفا )
يالوفا : انت عارية .
ديفريم : لست عارية . انت تنامين بملابسك كلها والوشاح على رأسك .
يالوفا : ملائكة الله سوف لن تدخل المنزل ما لم تفعلي ذلك . وحين اموت سألف بالوشاح ، سبع مرات! اتعرفين بأي اتجاه هي مكة ؟
ديفريم : كلا ، سنسأل في الصباح .
يالوفا : ليست لدي سجادة للصلاة .
ديفريم : سنحصل على واحدة .
يالوفا : كم طفل عندك ؟
ديفريم : ولا واحد . عندي قطة .
يالوفا : هل انت متزوجة ؟
ديفريم : كلا . انا في الحقيقة ساسافر الى الولايات المتحدة ولعلي التقي بزوج هناك.
يالوفا : من اعطاك الرخصة لتأتي الى هنا ؟
ديفريم : لا احتاج الى ترخيص .
يالوفا : ..... انت فقيرة .
ديفريم : لماذا ... تقولين ذلك ؟
يالوفا : ( باعتداد )
ابي يتركني ان التهم السكر كما اشاء .
ديفريم : ....انا نحيفة ؟ هل هذا ما تعنيه ؟
يالوفا : لماذا انت غير متزوجة ؟ ستجفين مثل المخلل .
ديفريم : حسن ( نقرة )* .علي ان اعود الى اسطنبول لاحصل على التقرير الذي اعطته عائلتك للمحامي .
يالوفا : هل ستتكلمين معهم ؟ عائلتي ؟
ديفريم : كلا . سأقرأ ما قالوه لمحامييهم . سيكذبون ويدعون البراءة .
يالوفا : انهم ابرياء .
ديفريم : اتخبرينني ماذا فعل لك ابن عصمان ، وكم مرة ، وفيما لو رآكم احد ؟
يالوفا : كان الماء في الينبوع يرانا . والليل يخيم .
ديفريم : نعم .
يالوفا :النبتات التي كنت اسقي . الإمام .
ديفريم : الإمام ؟
يالوفا : صوته وهو يصلي . ربما أذناه قد رأتا . وهناك كان الله .
ديفريم : نعم : حتى نربح القضية ، عليك ان تقولي الحقيقة . لا ينبغي ان تكون لصالح عائلتك . لاجلك ولاجل طفلك . لأجلي . انا التي وضعت املي فيك . ولماذا ؟ لانني عندما سمعت عنك ، في مكتبي ، احسست بالامل من اجل بلدنا لاول مرة ، وللقادم من الايام . والآن لديك الكثير لتقولي وان تفكري مليا فيه . انه النظام برمته الذي علينا تغييره . سيكون عملا شاقا ، ولكنني سأكون هناك . معك . دائما .
يالوفا : انت تغادرين . والدك لن يسمح لك بالعودة . اعرف ذلك .
ديفريم : انظري ، انا افعل ما اريد .
يالوفا : سوف لن يأتيني النوم . ابدا ثانية .
ديفريم : ستضربين عن النوم .
يالوفا : ماذا تعنين ؟
ديفريم : ستظلين مستيقظة لتبدين احتجاجك .
يالوفا : لا افهم أي شئ مما تقولين .
ديفريم: الآن ، تحتاجين النوم من اجل القادم ، يا امينة .
يالوفا : هذا ليس اسمي .
ديفريم : اسمك امينة يشبه كلمة السر .
يالوفا : ما المقصود بكلمة السر ؟
ديفريم : كي يعينك في المكان السري الذي سيؤيك.
يالوفا : افتقدت امك ، لهذا انت تنامين قربي .
ديفريم : ربما . ( نقرة )*
ديفريم : ربما انا لا اريد ان اجف مثل المخلل .
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:32
المشهد السادس :
( ديفريم تواجه اباها في مكتبه باسطنبول ، تحمل تقريرا)
ديفريم : القاضي الذي يرأس الجلسة هو رجل محافظ ولا يعترف بحقوق المرأة . ( تقرأ من التقرير .)
" مجرد دليل للاشتراك في الجريمة ، يعتبر قرينة جرم كافية " هذه من قضاياه السابقة.
ناظم عنان : هل انت حمقاء ؟ عليك ان تتهييئ لوظيفتك الجديدة . ( يرفع كأسا صغيرة ) . احتسي شايك .
ديفريم : ما هو الدليل للجريمة ؟
ناظم عنان : ماذا دهاك ؟ لماذا تتشبثين بهذه القضية ؟ انت ذاهبة الى نيويورك .
ديفريم : سوف لن اتكلم معك عن دوران اذا لم تنتقدني .
ناظم عنان : اوه ، ولكنك الآن تحتاجين مساعدتي .
ديفريم : هل ان الذهاب الى الحديقة العمومية وحيدا لسقي النبتات يعتبر دليلا واهيا للجريمة ؟ لا لتقتل نفسها لتنقذ اسرتها من المأ ساة ؟ والقرآن ينص على عدم جائزية الانتحار .
ناظم عنان : ستتبسط الامور . اشربي .
ديفريم : علي ان استميلها لتثق بي وتقول الحقيقة . النقيب له الصلاحية لتغيير القاضي . انه صديقك .
ناظم عنان : وتتهمينني بالإرتشاء ؟ وتطلبين من اصدقائي لمعالجة الوضع الغامض للفتاة والآن تلاعب القاضي ، انك تبدين متعبة ، تعالي اجلسي .
ديفريم : ستكون سابقة في تغيير الوضع ، هنا الامر مختلف .
ناظم عنان : كل قضية تختلف عن الاخرى .
ديفريم : اظل مستيقظة طوال الليل افكر عن السبيل لكسبها . لا فرصة لهذه القضية بدون مساعدتك .
ناظم عنان : لن تستطيعي تغيير العالم ! من الافضل ان تترك هذه الامور للسياسيين .
ديفريم : : اذن علينا الانتظار الى الابد .
ناظم عنان : التقاليد القبلية ضاربة في القدم ، انها تتجذر في الارض عميقا . لا يمكنك تغييرها بين ليلة وضحاها .
ديفريم : لماذا لم يكن يوما بعد آخر ؟
ناظم عنان : إشربي . هذه الخلافات العائلية تفسد كل شئ .
ديفريم : رائع . هنا مطلبي . اذا ساعدتني ، سأهيئ القضية واعطيها لاي شخص في مكتبي .
ناظم عنان : دعيني آخذك الى مطعم لم نرتده قبلا .
ديفريم : لم يكن لها محامي قبل ان التقيها .
ناظم عنان : الهواجس تكون خطرة .
ديفريم : لا لتقول بطريقة انثوية .
ناظم عنان : ( بدعابة ) نعم ، ما لم تكن رومانسة . مثلك ولمن هذا الجمال كله ؟
ديفريم : علي ان اعود الى انطاليا .
ناظم عنان : اه ، ديفيتي . هل هذا هو السبيل لما تريدين فعله ؟
ديفريم : نعم .
ناظم عنان : هل نتصافح لاجل ان نتفق ؟ اتكلم انا الى النقيب ، وانت تتخلين عن القضية . تعلمين ماذا يعني الاتفاق ؟
ديفريم : نعم .( يتصافحان )
ناظم عنان : بعد الغداء ، ساصطحبك الى المطار، حصلت على بعض الاقراص المدمجة .
ديفريم : لكونك لم تغني لفترة طويلة معها .
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:33
المشهد السابع :
( حارس يقف في مخيم شاطيئ وهو يدخن ، في الوقت الذي تفرش ديفريم منشفتها ، ويالوفا تفرش سجادة صغيرة ( كيليم ) ، ديفريم تشرب القهوة . )
يالوفا : لماذا انت صامتة ؟
ديفريم : انني افكر فقط .
يالوفا : ولماذا لا تأكلين ؟
ديفريم : وانت لم لا ؟ ( تريها ثوبا صيفيا .) سأرفع المنشفة . الشمس حارة ولا توجد حماية منها . ( تنظر الى الخارج ) ، لم اذهب الى مكان دون ان اغطس في الماء .
يالوفا : ولم لا الآن ؟
ديفريم : في المحيط الهادئ ، كنت دائما الوحيدة بجانب الفقمات والطقس بارد وممطر، وبمقدوري ان ادعي انني عمت فيه .
يالوفا : ما هي الفقمات ؟
ديفريم : الم تلاحظيها في مدينتك ، اورفا ، جميع المنحوتات في الجبال قد فقدت رؤوسها .
يالوفا : نعم ، احبها بهذا الشكل .
ديفريم : حسن . لانها قديمة ، من بقايا الحروب والزلازل . انه ليس خطأ اسرتك ان تعتقد بالافكار القديمة . ولكنهم ليسوا دائما على حق .( تنظر الى يدها )
صبغ الاظفرامر ملوث . على المرأة ان تضع حجرا في فمها لكي لا تتكلم بصوت عالي . هل هذا ما تريدينه ؟ حجر في فمك ؟ هل تظنين بانني ملوثة ؟
( تلتقط يالوفا حجرا صغيرا وتضعه في فمها )
يالوفا : انت تكذبين .
ديفريم : ابصقي ذلك من فمك .
يالوفا : كلا سأحتفظ به . انني احبه !
ديفريم : ابصقي الحجر والا اخبرت ميرسيا .
( يالوفا تمانع ببصق الحجر )
ديفريم : لعائلتك قضية غريبة . يراهنون على شرف الاسرة ولهم رجال القبيلة يدفعون لمحامييهم . عليك ان تقولي بان والدك هو الذي امر اخاك بقتلك . اذا لم تساعديني فلن اتمكن من مواجهتهم .
يالوفا : جيد . ( تنظر اليها )
لماذا لا طفل لك ؟ انت حمقاء !
ديفريم ( تخاطب نفسها ) لماذا الكل يقول ذلك ؟
يالوفا : لانه .
ديفريم : ( منتظرة ) لانه ؟
يالوفا : تبدين كأنك ام . (نقرة)* ابتلعتها ، سيحبها الجنين.
ديفريم : هذا جيد ان ظننت ان الطفل سيحب الحجر . الم تقولي بانك اردت الذهاب الى الماء ، لكن امك لم تسمح لك بذلك ؟
( تنظر يالوفا الى البحر وتغني اغنية تركية قديمة . تبدأ ديفريم بازالة ملابسها ، لتظهر ببدلة السباحة )
يالوفا :" لو كان لامي زورق لابحرت الي ، لو كان اخوتي يعرفون طريقي لجاوؤني "
ديفريم : من اين هذه ؟
يالوفا : أغنية زواج . بامكانك ان تتزوجي .
( ديفريم ببدلة سباحة من قطعتين يتقدم الحارس الى الامام . تنظر يالوفا الى جسد ديفريم العاري ، وتقذفها بالرمال )
يالوفا : عودي الى حيث تعيشين ! انني كرهتك !
( يالوفا تشد على بطنها وتحدق في ديفريم وهي في بدلة السباحة )
ديفريم : انه " البكيني " انا آسفة . هل اذهلك ؟
يالوفا ( تحدق ) كلا !
ديفريم : هل تريدين ان اتغطى؟
يالوفا : كلا .
ديفريم : اعرف انك لم ترتدي مثل هذا ابدا ، لهذا ارتديته.
يالوفا : ( تدير رأسها )
اذهبي الى امريكا ! لا يهمني .
( بالوفا تتلوى وتتقيئ ، يتقدم الحارس نحوها ، لمساعدتها .)
ديفريم : لا بأس ، انها الحرارة ، وريح الصباح . هاك منديلي ، اجلسي على المشفة ستكونين على ما يرام . دعيني اخلع حذاءك .
( تخلع ديفريم حذاء يالوفا )
يالوفا : ساشعر بالتحسن فيما بعد .
ديفريم : ضعي قدميك في الرمل ، ستشعرين بالراحة . هل تريدين خلع الكنزة ؟
يالوفا : لا ، انني احبها .
ديفريم : دعيها اذن ، انني اعطيتها لك . انها ملكك ، ولكن في هذه الحرارة عليك ان تنزعيها .
( تنزع يالوفا الكنزة ، وتخرج بطاقة بريدية من الجيب )
ديفريم : هل تحبين هذه البطاقة التي اشتريتها لك لانطاليا ؟ هل تعلمين بوجود شواطي سوداء ؟ في هاواي .
يالوفا : مثل البحر الاسود ؟ هل ان البحر الاسود هو فعلا اسود ؟
ديفريم : ربما بدا اسودا للناس الذين اكتشفوه لاول مرة ، لك الحق ان تسمي الاشياء التي تكتشفينها .
يالوفا : بنفس الطريقة التي سميتنيها ؟
ديفريم : انا لم اكتشفك . كنت اصلا هنا .
( يالوفا تعيد البطاقة بعناية ، وتضع الكنزة على (الكيليم)
ديفريم : تحمل جسدك كثيرا .
يالوفا : ابتعدي . انت لا تعرفين شيئا .
( تجلس ديفريم قبالتها . تضع يدها على بطن يالوفا بلطف )
ديفريم : اسمعي ، مكتبنا يدفع لدار الايتام ، اذا لم يكن بمقدورك ان تعيشي مع الطفل عندما تلدينه ، سنقوم بالواجب . اعدك بذلك .
يالوفا : سوف لن تكون يتيمة .
ديفريم : هذا صحيح ولكن هذه الملجا لا يصون الاطفال.
يالوفا : لماذا انت تدخنين ؟ لماذا تطلبين السجائر من ميرسيا هانم ؟
ديفريم : ماذا ؟
يالوفا : هذا سئ .
( ببراءة تحدق يالوفا بديفريم )
ديفريم : انت على حق . انا ادخن .
يالوفا : انا رأيتك .
ديفريم : انت فعلت ذلك . وانا اشرب ايضا . وانا لا اصلي ولست متأكدة متى سأبدأ ذلك .
يالوفا : انا اصلي لله ليحميني من أي فعل مشين قمت به .
ديفريم : اود ان اخبرك شيئا هاما . حسن ؟ انت لست محظوظة ولكنك لست سيئة . انت هي العكس . واحيانا حين تصلين ، فكري بي ، مفهوم ؟
( تنهض ديفريم لتذهب للماء ، وهي تعرض جسدها العاري )
يالوفا : انت عاهرة !
ديفريم : ( تنظر الى بدلة السباحة )
النساء في الغرب يلبسن ملابس كهذه ، لاننا نعتقد بانها تجعلنا جميلات .
( تنظر يالوفا بشك )
ديفريم : تترك الشمس على جسدك علامة لتذكرك عندما تعملين الحناء في يدك في حفلة زفاف . لتتذكري ان شخصا قد تزوج .
يالوفا : ( تنظريالوفا لراحة يدها )
نعم .
ديفريم : بعض النساء لا يرتدين أي شئ حتى في هذا الشاطئ .
يالوفا : ( على وشك ان تبكي )
لا شئ ؟ ( تنظر حولها )
اين هو اتجاه مكة ؟
ديفريم : لنا نفس الاجساد ، ولكننا نغطيها بطرق مختلفة .
يالوفا : سأدخل ، ادخل ملابسي .
( تخلع يالوفا الوشاح . فيظهر شعرها مقطعا ومصبوغا . يتقدم الحارس خطوة للحماية )
يالوفا : حين ارتدي الوشاح ابدو كما انا ، لذا كانت فكرة ميرسيا غبية .
ديفريم : عندما بدأت المدرسة ، لم تكوني ترتدين الوشاح ، علينا ان نغير مظاهرنا.
يالوفا : لن اذهب الى المدرسة .
ديفريم : هل تعلمين بان البحر يحتوي على الملح ؟
يالوفا : لماذا ؟
ديفريم : ( نقرة ) لهذا السبب عليك الذهاب الى المدرسة لتعرفي ذلك .
يالوفا : هل ذهبت ؟
ديفريم : ذهبت الى هارفارد .
يالوفا : انت لا تعرفين الجواب ، لماذا علي ان اذهب ؟ ان كانت ميرسيا هانم ذكية، ستأخذ الملح من البحر وتضيفه لطعامها . دائما لدينا الملح والزبدة .
( تتغير الاضاءة حالما يدخلان الماء )
ديفريم : كيف تشعرين ؟ دافئ؟
يالوفا : لا يوجد بحر في اورفا . كيف يكون الماء هناك بوفرة ؟
ديفريم : عن ماذا تفكرين ؟
يالوفا :عن سقي اليقطين ... الكروم الخضراء ، تنمو بدوني . الينبوع ، الذي اجلب منه الماء . فاطمة كانت تلتقي بي هناك ، كنا نغزل ، كانت دائما تحصل على الوان زاهية .
ديفريم : اغطسي في الماء
يالوفا : نعم ( تتحسس شعرها المقطوع ) يبدو كأنه فروة كلب .
يالوفا : غطسي رأسك في الماء
( يغطسان رأسيهما في الماء ، ويخرجانهما)
ديفريم : اه ه ه ، انه رائع ! هل تتذوقي الملح ؟
يالوفا : انه فضيع ( تمسك ببطنها )
"انها" تشبهه .... الماء ، تعوم بداخلي .
ديفريم : انت محيطها ، تعطينها الاشياء ، لهذا تريدك ميرسيا هانم ان تأكلي ، وهنالك اشياء عنها سترينها من اسرتك عندما تولد .
يالوفا : ومن ابن عصمان ؟
ديفريم : نعم . عليك ان تخبرينني كل شئ تتذكرينه عنه . عليك ان تتحدثي ضد عائلتك .
يالوفا : ( وهي تتنفس )
ميرسيا على حق ، الامريكان اغنياء ومدللون . " ماهرون لهذا النوع من العمل الوضيع"
ديفريم : هي قالت ذلك ؟
( يالوفا تشير برأسها بالايجاب )
ديفريم : : انا لست امريكية .
يالوفا : نعم . ولكنك ذاهبة الى امريكا لتتزوجي . وأبوك لن يسمح لك بالعودة ثانية.
ديفريم: احب ابي . اود ان اسعده . وانت تحبين والدك ، أليس كذلك ؟
يالوفا : انه منحني الحياة .
ديفريم : أعطاني أبي كل شئ ، لكن هنالك بعض الأمور ، تجعلك خارج أسرتك .
أنت تعرفين ذلك ، وانا كذلك .
( تنظر يالوفا لها وتغني )
يالوفا : " لو كان لامي زورق لأبحرت الي .... "
ديفريم : ( برقة )
يالوفا ، علميني الأغنية .
يالوفا : نطقت اسمي الحقيقي . أنت لم تفترضي ذلك !
( يالوفا تغني )
يالوفا : " دع الطيور المحلقة تعلم باني افتقدت أمي "
( تشاركها ديفريم )
يالوفا | ديفريم : " افتقدت أمي ، افتقدت أبي ، افتقدت بيتي "
ديفريم : اسمعيني ، كما لو انك تحفظين اغنية عن ظهر قلب . كم مرة اغتصبك ابن عصمان ؟
يالوفا : خمس .
ديفريم : وهل صرخت ؟
ديفريم : عاليا .
ديفريم : عندما يلجك رجل ويترك طفلا في احشائك ، هنالك كلمة عليك ان تقولينها .
يالوفا : ما هي ؟
ديفريم: فكري بها مليا ، لان معناها قد يساعدك للانتقال الى المكان الاخر وبامكانها ان تجعل القضية لصالحنا . يجب ان توظف جيدا .
( تتحرك يالوفا تحت الاضاءة ، تنظر لبطاقتها البريدية ، وتختفي ديفريم ، يتحرك الحارس في حافة الاضاءة ثم يخرج )
يالوفا : ذهب الحارس لشراء السجائر . ضعيها في الصندوق ستأخذ البطاقة طريقها عبر الطرق والاودية ، فوق الجبال وعبر الكهوف ، لكن قبل ان تنهشها الذئاب (تقلد صوت الذئب ) ستقفز فوق الرياح و فوق الممرات المكسوة بالغبار ، تمر بالبساتين لتقضم تفاحة ، والكلب ينبح ، تنط بين اليقطينات وقرب الينابيع لتقترب من باب دارك بنافذتيها القريبتين من السقف . اوه انا في بيتي .)
( ترمي يالوفا البطاقة في صندوق البريد )
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:33
المشهد الثامن :
( تجلس بيري على الارض دون فراش ، تقرأ بطاقة بريدية )
بيري : ( تنادي ) عيسى ؟ تعال ومعك ورقة وقلما لتكتب به .
( يدخل عيسى شقيق يالوفا حليق الوجه ، يحمل ورقة وقلما . تريه البطاقة )
بيري : انها من يالوفا . اخوك الاكبر كانت لديه خارطة من المدرسة ، انا رأيت فيها المدينة النائية التي اسمتها يالوفا، اردتها ان تذهب بعيدا ، ولكن ليس بهذا البعد (تسلمه البطاقة ) . تشير علامة البريد الى انطاليا. علينا ان نكتب رسالة لتأخذها انت لها .
( تملأ عليه وهو يكتب )
بيري : " غاصت عينا ابيك في رأسه . انه يمكث في السجن ، حياته كلها ذهبت سدى . يا لها من مهمة صعبة تلك التي تكلف بها ابوك . الدم وحده سيطهرالخطيئة . انه رجل الله )
( تتمتم مع نفسها )
حين تغمض عينيك للحظة تهرب عنك الاشياء .
ان كنت هناك في تلك اللحظة ، اتفتقدها ؟
الأخ : ماذا قلت يا أمي ؟
بيري : ما هي اللحظة الدقيقة بين النهار والليل ؟ لم اصنها، ولم احمها في الداخل ، ان كنت هناك في تلك اللحظة ، اتفتقدها ؟
( تنادي بصوت عال وحاد . تشير لابنها )
بيري : خذ مسدس ابيك . اذهب وجدها . يجب ان نضع نهاية لهذه القضية.
نهاية الفصل الاول
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:34
الفصل الثاني :
المشهد الاول :
( ديفريم تتكلم من هاتفها الخلوي وهي واقفة على الممر الخشبي للشاطئ . )
ديفريم : ( عبر الهاتف )
قلت لك ، غير مسموح لك بالقدوم الى الملجأ . ابقى معي على الخط الان ولتمشى صوب الممر الخشبي .
( يدخل والد ديفريم ، يرتدي بدلة لا تتلائم والشاطئ ، يحمل هاتفه الخلوي ومحفظة اوراق )
ناظم عنان : كنت دائما اعتقد بانني اكره هذه المدينة ، لكن لها جاذبية خاصة .
ديفريم : ( تنظر اليه )
تبدو غريبا في "انطاليا" كأنك سمكة خارج الماء .
ناظم عنان : الغريب ، طيلة حياتي لم تسنح لي الفرصة للمجئ الى هنا .
ديفريم : لماذا انت هنا ؟
ناظم عنان : تكلمت الى صديقي ، النقيب ، كما طلبت مني وقال بانه سيقدم المساعدة .
ديفريم : شكرا لك للمكالمة .
ناظم عنان : والآن ، انجزت دوري . عليك الذهاب الى البيت ،الشمس حارقة هنا .
ديفريم : علي ان افعل ذلك جيدا .
ناظم عنان : لقد تصافحنا يا ديفريم .
ديفريم : اتابع عبر كل الاشياء بتفوق ؟ تذكر ؟
ناظم عنان : لا تخرجيني عن السياق ( ينظر الى الماء )
انه يحثك على العوم .
ديفريم : هذا المكان له ذلك التأثير .
ناظم عنان : المكتب في الانتظار . فكري بالمبالغ التي انفقتها على تلك المدارس .
انا مدين لك بشئ ما .
ديفريم : انا ممتنة.
ناظم عنان : هذه القضية لن تسبب أي خلاف ، هؤلاء المتعصبون لن يتيحوا لانفسهم فرصة التعلم .
ديفريم : ولا الغرب ينحو للتفكير بان هذا العقاب بحق المرأة مكتوب في القرآن حين يتبين ان ذلك هو الضد . حيث حذر النبي محمد ( صلعم ) من وأد البنات " إذا الشمس كورت. وإذا النجوم انكدرت . وإذا الجبال سيرت. وإذا العشار عطلت . وإذا الوحوش حشرت. وإذا البحار سجرت .
وإذا النفوس زوجت. وإذا المؤودة سئلت . بأي ذنب قتلت . وإذا الصحف نشرت. وإذا السماء كشطت. وإذا الجحيم سعرت. وإذا الجنة أزلفت "
ناظم عنان : " علمت نفس ما أحضرت " حسن ؟
انت تدرسين قرآنك . الاساءة للمرأة دونت خلال العصور. لهذا السبب منحتك التعليم لتخرجي من هذه الدائرة !
ديفريم : انا مدينة لك .
ناظم عنان : هل ان الوعد لا معنى له .
ديفريم : وعدتك لاكسب هذه القضية .
ناظم عنان : ( ينظر اليها )
ما هذا ؟ ضرب من التمرد ؟
ديفريم : لا اعرف ما ينبغي فعله .
ناظم عنان : عودي الى اسطنبول . نامي جيدا هذه الليلة.
ستدركين كم ستمنحك فرصة للتفكير .
تعانين من توتر ازاء وظيفتك الجديدة . انت دائما مميزة.
ديفريم : ماذاعن محاضرتك الليلية على مائدة العشاء ؟ القوانين والمدنية ، انها لا تطبق على النساء الفقيرات ؟
ناظم عنان : عليك ان تطيعيني الآن .
( تتغير الاضاءة نحو يالوفا، الآن هي حامل بشكل واضح ، ترتدي نفس الكنزة فوق بلوزة بيضاء وتنورة مدرسية مربعة النقش ، تحمل دفترها المدرسي وهي واقفة في الملجأ ، تنظر عبر نافذة البوابة . اخوها عيسى بوجهه الحليق ، يتحرك من خارج النافذة )
عيسى : أختي ......
( تتقدم ، مضطربة )
يالوفا : أخي ..... ؟ عيسى ! ظننت اني رأيتك .........
عيسى : افتحي البوابة ، اخرجي .
يالوفا : ماذا تفعل هنا ؟ هل توصلت امي ببطاقتي ؟
عيسى : كنت ابحث عنك ، تريدك ان تعودي الى البيت .
يالوفا : رايتك في الشارع ذات مرة .
عيسى : اخرجي ، أريد أن أريك شيئا .
يالوفا : لا يمكنني الخروج . الوقت يمر بسرعة ، الساعة تدق . تقول ديفريم عنان يجب ان امكث في الداخل .
عيسى : لماذا انت تسمعين لتلك الامريكية العاهرة ؟ الا تحبيننا ابدا ؟ انظري ، عندي هنا شئ لك .
( يخرج ورقة من جيبه )
يالوفا : رسالة ؟ هل هي من امي ؟
عيسى : نعم ، الآن الوقت مناسب ، تعالي !
يالوفا : سيعود الحارس اللحظة . ( تنظر اليه )
( تمد يدها عبر الباب . فيلامسها )
عيسى : تبدين مختلفة . جيد ان اراك .
يالوفا : ( بفرح )
تبدو كما انت .
( يتشادان بالايدي ، يتغير الضوء صوب ديفريم وابيها على الممر الخشبي للشاطئ )
ناظم عنان : ديفريم ، ديفريم ، ديفريم ، هل تعلمين كم من الناس يحلم بهذا المركز وهذا الراتب ؟ إذا وظفت سنواتك في امريكا الآن بامكانك ان تحققي جميع الاعمال الخيرية التي تنوين لاحقا . بناء مستشفى ، قاعة موسيقى ، في مكان ما يمكنني فيه ان اغني الاوبرا .
ديفريم : اه ، ابي ، هل ان دوران في السجن ؟
ناظم عنان : دوران . انه ينتظر المحاكمة .
ديفريم : يعيش حياة مرفهة .
ناظم عنان : ( يحرك رأسه )
كان خطأ فضيعا . كارثة طبيعية .
ديفريم : كانت جريمة .
ناظم عنان : هناك عدة مقاولين متورطين ، انها قضية صعبة لحسمها ، تحتاج لوقت طويل.
ديفريم : ان لم تكن القوانين قادرة لتتكيف مع الجريمة فما هي قيمتها ؟
ناظم عنان : لهذا ستكونين في وضع افضل في نيويورك . ( ينظر خارجا ) هل الماء منعش ؟
ديفريم : رائع . امريكا لا رشوة فيها .
ناظم عنان : يعاملون المرأة افضل .
ديفريم : اذا غادر كل المتعلمين . أي أمل سيبقى ؟
ناظم عنان : فعلت ما طلبته مني ، تكلمت مع صديقي . سيغير القاضي .. المشكلة انني لم اجلب بدلة سباحة.
ديفريم : هنا في تركيا توجد روائح ، ومذاقات ، واصوات لا يمكنني تعويضها .
ناظم عنان : أوفيت بوعدي الآن ، اريدك أن تفعلي انت كذلك . إحتراما لي . انها الديمقراطية .
ديفريم : انها ارض اجدادي . كل وجودي ينتمي لجذورها .
ناظم عنان : السمعة تعتمد على الثقة . هل ترين ماذا فعلت بسمعتك ؟ وبسمعتي ؟ ..هل لنا ان نقوم بجولة ؟ الم يسبق لك ان رأيت الاثار في اسبيندوس* ؟ ربما من خلال الاصوات على المدرج ستسمعين الي .
ديفريم : موكلتي تعتمد علي ، يا ابي ، لا يمكنها ان تغير المحامي .
ناظم عنان : انا اعتمد عليك .
ديفريم : اتصلت بنيويورك ، الشركة وافقت ان ترجئ طلبها لسنة ، انا آسفة .
ناظم عنان : وتتهمينني بالمخادعة ؟
( يبصق على الارض ويخرج من الممر الخشبي ، تتبعه ديفريم . تتغير الاضاءة نحو يالوفا واخيها )
عيسى : ماذا تحملين ؟
يالوفا : كراسة . اكتب اسمي الجديد . من البلادة ان تكتبي اسما لا يعود لك .
عيسى : أمي تبكي ، اسمع نواحها ، وتنادي باسمك .
يالوفا : اردد اسمها كل ليلة ، لكي تعرفها طفلتي (تمسك بطنها ) هل ستعرفينها ؟
عيسى : ( ينظر لها )
انت ذاهبة الى المدرسة يا اختي .
يالوفا : هل ما زال والدي في السجن ؟
عيسى : انه مريض ، إقرأي الرسالة .
( يتقدم ويسلمها الرسالة . تحرك يالوفا المزلاج وتفتح النافذة ، تأخذ الرسالة . ينظر اخوها من خلف النافذة الى الداخل )
عيسى : سيعود الحارس في الحال ، انا راقبته .
( يدس يده في جيبه ويخرج المسدس )
عيسى : عندي مسدس ، اختي الصغيرة .
يالوفا : ماذا تقول ؟
عيسى : يوجد هنا الناس لمساعدتك ، سيعتنون بك .
يالوفا : ( بسرعة )
عيسى ، عليك الذهاب الآن .
( تسرع ديفريم من الممر الخشبي لتلحق بابيها )
ديفريم : يالوفا ، ادخلي اغلقي النافذة .
ناظم عنان : ديفريم ، انتبهي .
يالوفا :( تنظر في الداخل بمحاذاة النافذة )
الحارس قادم .
عيسى : ( يعيد المسدس الى جيبه )
لا تكتبي لنا ابدا ، لا تخبرينا اين انت ، هل تسمعين ؟
يالوفا : عيسى ، ابتعد عن النافذة ، اسرع !
( ظلام في الوقت الذي نسمع فيه صوت رصاصة )
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:35
لمشهد الثاني :
( تدخل ديفريم الغرفة التي ترضع فيها يالوفا مولودها الجديد الذي لف جيدا ، تحمل ديفريم آلة تصوير بولارويد)
يالوفا : انها حية يا ديفريم .
ديفريم : بالطبع حية .
يالوفا : حلمت بانها ستكون سوداء . مثل البحر الاسود .
ديفريم : ماذا تظنين ؟ انها تبدو جميلة .
يالوفا : انها حمراء تقريبا .
ديفريم : لقد عبرت مشوارا طويلا .
يالوفا : لماذا لم يخبرني احد انها ستؤلم بهذه الطريقة ؟ لماذا ؟
ديفريم : لا اعرف ان كنت انا التي ستخبرك ، لانني لم الد أي طفل... انها صغيرة جدا .
يالوفا : طير ، خارج عشه . لا ريش له .
ديفريم : شعرها قليل .
يالوفا : جوعانة .
( تلتقط ديفريم صورة للطفلة )
ديفريم : ( تبتسم )
أخبار سارة ! تم تعيين امرأة قاضية لقضيتنا . ( تنفخ على الصورة ) ستجف في غضون دقائق . بامكانك الحصول عليها . النقيب الذي يعرف والدي يريدنا ان نربحها .
يالوفا : لماذا ؟
ديفريم : يريد ان يحقق لنا سجلا في حقوق الانسان ليرضي الغرب . الغرب ليس احسن منا ، انهم يحبون حقوق الانسان ، لكنهم أيضا يحبون بيع القنابل .. يجب ان تعطيها اسما . هنالك رجل قد يأتي في اية لحظة . توجد ورقة لتوقعينها .
يالوفا : ( لديفريم )
في الشاطئ قلت لي ان لم يكن بامكانك ان تعيشي بدونها . ستفكرين في امر ما . فكري اذن !
ديفريم : سوف لن تغير ميرسيا هانم رأيها .
يالوفا : انت كذبت . لقد وعدتني .
( نقرة )
ديفريم : اخبرتها بانني سأتبنى الطفلة حتى تعودي لها . او من الافضل ان اتبناك . لانها اكدت لي بان معاملة التبني تأخذ وقتا طويلا حتى تبلغي سن الرشد.
سوف لن انتظر شيئا آخر يحدث لك . وعليك ان تقرري .
يالوفا : اذا تبنيتني سنعيش في اسطنبول ؟ نقطع البوسفور على ظهر مركب ؟ لقارة اخرى ؟
ديفريم : اتمنى ان تسير القضية بسرعة . اخوك الآن في السجن . الحارس الذي جرحه سيدلي بشهادته . المهم ان لا نقوم باية مشكلة حتى يبت في القضية .
يالوفا : اريدك ان تذهبي .
ديفريم : بامكانك زيارتها كل يوم . سننظم جدولا مع ميرسيا هانم .
يالوفا : قلت باننا سنفكر في امر ما !
ديفريم : الشئ اليقين انني لا استطيع ان اجلب المعجزات من السماء .
يالوفا : يمكننا ان نذهب الآن ، قبل ان يأتي الرجل .
ديفريم : ان كان بامكاني ان احتفظ بالطفلة ، فسأفعل ، لكنها البيروقراطية ، هل تعرفين معنى ذلك ؟ ان اردنا القتال ، علينا ان نكون اذكياء . مثل القطط .
يالوفا : كقطتك ؟
ديفريم : ربما ذهبت قطتي الآن .... قفزت من النافذة لتجد شخصا يحبها .
يالوفا : القطط ذكية ، والكلاب غبية ، الكلاب غبية جدا حين لا تنبح ، لتحميك .
ديفريم : حسن ( نقرة ، متفهمة )
كان كلب ينبح حين جاء ابن عصمان . هل هذا ما تعنين؟
يالوفا : قتل الكلب بسكينه . قال لي بانه كان فخورا.
ديفريم : هذا الذي قلته لي جيد . انه امر مهم ان نعرف انه قتل الكلب .
يالوفا : لماذا ؟
ديفريم : لانها توضح بانه كان يعلم ما الذي ينوي فعله فيك .
هل تظنين ان بمقدورك ان تقولي ذلك للقاضي ؟
( يالوفا لم تجب )
ديفريم : لذا نحن اذكياء كالقطط ، دائما نقف على اقدامنا ونعرف كيف نحصل على ما نريد .
يالوفا : نحن نفعل ؟ كيف ؟
ديفريم : هل تعرفين بانني ذهبت الى احسن المدارس ؟ تذكري انني قلت لك .
يالوفا : في الاعلى المكسيك على الخارطة ؟
ديفريم : هارفارد ، نعم . في الاعلى المكسيك ، بالضبط . اذن يمكننا ان نربح . أي حياة تريدينها ان تعيش ؟
يالوفا : ( تغمض عينيها )
آمل ان يكون بمقدورها ان تأكل . دافئة دائما . اغطية كافية . وانا التي اخيط بعظها.
انا اعرف . والناس لا يرفعون اصواتهم عليها ، يتكلمون معها بلطف . ويتوفر لها الاستحمام كلما ارادت ، بماء وفير دائما . تستطيع السباحة في البحر، بذراعيها، كما يفعل السباحون . وحتى لولم تلامس القعر. تستطيع ان تمسح جبهتها. ولن تشعر ابدا بان الحبل قد قطع . ولن تشعر بانها كالميتة .
ديفريم : عليك ان تثقي بي .
( تنظر يالوفا الى طفلتها وهي غير قادرة على الذهاب عنها )
يالوفا : لا استطيع ان اتخلى عنها .
ديفريم : لا يمكنني ان اقرر بدلا عنك . لانها طفلتك . ولا اعرف كيف تشعرين .
( تنظر يالوفا الى الاسفل نحو طفلتها )
يالوفا : جاءت من الوسخ .
ديفريم : لا .
( يدخل رجل من دار الايتام )
الرجل : هل انت ديفريم عنان ؟ الورقة....! اسمها.... ؟ سآخذها .
يالوفا : لا ، لا يمكنك أخذها ! لا تقترب مني !
ديفريم : ( للرجل )
الطفلة عمرها يوم واحد .
الرجل : عليها ان توقع الورقة .
ديفريم : هذه هي المرة الثانية وهي توقع حياتها .
يالوفا : ( للرجل )
انا لم اعطها لك ! اذهب بعيدا !
الرجل : يجب عليك .......
يالوفا : سأعضك . ( تزمجر )
أسناني حادة .
ديفريم : ارجوك ، هذا ليس بالامر الهين . دعها تأخذ قرارها بنفسها .
يالوفا : من سيطعمها ؟ الا يمكنك الانتظار حتى تقوم هي بذلك ؟ انها هادئة . صامتة . دعها تنتهي ........
الرجل : سنطعمها حالما تصل .
يالوفا : لا تلمسني .
الرجل : ارجوك ، اعطها لي .
يالوفا : لا تلمسها !
الرجل : انت لا تريدين ان تؤذي الطفلة .
يالوفا : توقف انها ملكي !
( يبدأ الرجل بأخذ الطفلة من يالوفا )
ديفريم : اسألك ان تتركها لتتخذ قرارها بنفسها.
يالوفا : لا .
( الطفلة تصرخ . لا تزال في حضن يالوفا )
الرجل : اقل وقتا مع الطفلة سيكون افضل .
ديفريم : ( ليالوفا )
سنبدأ بالبحث عن ملجأ آخر لتكونا معا . اذا سلمت الطفلة لدار الايتام ، سيكون مؤقتا . انه قرارك .
يالوفا : توقفت عن البكاء . ( تلمسها ) . توقفت .
( تغلق يالوفا عينيها )
يالوفا : ( تغني )
" طيري الصغير، لا تحلق عاليا ، انك طير صغير لا ريش له ...."
( تفتح عينيها )
يالوفا : أكره ميرسيا هانم ، انها وحش آكل للنار ! اسنانها صفراء من التدخين !
( يعطيها الرجل قلما ويريها اين توقع )
الرجل : اسمك على هذا السطر .
يالوفا : اين اضع اسمها ؟
الرجل : لا يهم ، يمكنك اختيار اسمها في يوم آخر ، والآن عليك ان توقعي.
يالوفا : أي سطر ؟ لاسمها ؟
الرجل : هنا. اسرعي .
يالوفا : ( مرتبكة )
لا تنظري . لا احد .
( تنهي يالوفا الكتابة ، يأخذ الرجل الورقة ويلقي نظرة عليها ، ثم على ديفريم . )
الرجل : حسن .
يالوفا : لا تقل أي شئ !
( يأخذ الرجل الطفلة من يالوفا . تحاول ديفريم ان تشجع يالوفا )
ديفريم : اما الآن فالطفلة تحتاج الى مكان تتوفر فيه الرعاية .
( يخرج الرجل . يالوفا تغمض عينيها .)
يالوفا : اتركني وحدي ، اذهب ارجوك .
ديفريم : ( تشرع بالخروج )
سأكون في الحديقة . ( تذهب قرب سريرها )
دقي الجرس ان احتجتني .
( تفتح يالوفا عينيها )
يالوفا : هل بامكانك ان تجلبي لي ... ؟ اوه ....
ديفريم : نعم .
يالوفا : خبزا ، وطماطم ، وزيتونا ، وفلفلا ، وعصير ليمون ، وجبنة ، وكعكة ، ومرطبات ،. انني جائعة جدا .
ديفريم : سأسرع حالا الى المحل القريب من المنعطف .
( تذهب ديفريم ناحيتها وتعانقها )
ديفريم : انت مجرد طفلة كبيرة . هل لي لن اقبلك ؟
يالوفا : نعم .
( تقبلها ديفريم على خدها )
ديفريم : والأخرى ( تقبلها على الخد الآخر)
ديفريم : يا لها من خدود مدورة .
يالوفا : اسميتها ديفريم .
ديفريم : ( تبدو معتزة )
هل فعلت ذلك ؟
( يالوفا تجيب برأسها )
يالوفا : ماذا يعني ؟
ديفريم : الثورة .
يالوفا : امك التي اعطتك هذا الاسم ؟
ديفريم : ابي .
يالوفا : ماذا كان يفكر ؟
( تخرج ديفريم ، تركع يالوفا على سريرها )
يالوفا : امي ، ولدت من خارجي كخيط مغزول من كنزة ، اللون وردي ، صديقتي فاطمة، انت تعرفين اللون! رائحة حمل غريب وصغير . عدي الايام حتى الثمانين ،
واحد ، اثنان ، ثلاثة .........
روحها ستتفتح في اذرعنا في اليوم الثمانين .
هل ستأتي ، كما الكنز في صندوق ؟
عندما تكون وحيدة ؟
دعيني معها هناك ، ارجوك، عندما تتفتح روحها ، يا امي ؟
( تظهر بيري وهي تحمل لها غطاء الرأس )
بيري : غطي نفسك . واخفضي نظرك وانت تمشين .
يالوفا : هل علي ان ارتدي هذا الوشاح ؟ يجب ان اسرع الى العين . فاطمة تنتنظرني . عندها صوف لتبيعه .
بيري : غطي نفسك .
( تنظر يالوفا اسفل جسدها )
يالوفا : الاحمر ؟ .. الدم ؟ ما هذا ؟
بيري : انها العادة .
يالوفا : لماذا تخرج .. مني ؟ مثل الصوف ؟
بيري : " المرأة تعطى للرجل لتزرع كالحقل " ( تشير اسفل جسد ابنتها )
حينما تتوسخين .. بها ...لا تقتربي من إمرأة حامل .. او مسجد .اخفضي بصرك .
يالوفا : قلت بانك نظرت الى السماء .. تسير متقدمة النساء في الحقل ونظرت الى الاعلى ، الريح حول عنقك .
بيري : والآن ستنتظرين الزواج في بيت والدك . تخيطين جهاز العرس . ثم تنتظرين في بيت زوجك ، حتى تنمو البذور . . وحين تمشين اخفضي بصرك .
( تخرج بيري )
يالوفا : ( خافضة بصرها )
نعم ، يا امي ، انشاء الله .
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:36
لمشهد الثالث :
( بيري صحبة محاميها ، مرتديا رداء المحاماة بلونين اسود وخمري )
المحامي : ما هي الكلمة ، سيدة كراتش .
بيري : ( بتلكأ )
حين اكون في الحقل بحثا عن الطعام ، اظن ، " الله، انها تكبر" ( تحك ظهرها )
ظهري يؤلمني . دعها تجد رجلا يقدم مهرا جيدا. دع اولادي يعثروا على ملكات قلوبهم .
المحامي : سيدة ، كراتش !
بيري : اتلفت لمناداتها ، يالووووفا ، ادخلي ! انا وحدي .اين ذهبت عون امها ؟
دائما كانت الى جانبي ، سيدي . انا اناديها فتظهر هي كظلي .
المحامي : ( بلطف )
الآن ، الكلمة التي يجب ان تتذكرينها هي " العاصية "
بيري : كل ليلة احلم بذلك اليوم الذي رأيتها في الحمام وقد تكور بطنها ، فعرفت ذلك . لا خيار عندي الا اخبار والدها . ( لحظة تذكر ) أظل مستيقظة بجانبه .. اسمعه يتنفس واسمعها هي تزفر خلف الجدار.. استيقظ . لا احد هناك ، سيدي ، غير اولادنا ، انهم لا يستحقون السجن ، لا ينبغي ان نلام ، نريد فقط لحياتنا ان تعود كما كانت ( تحرك رأسها ، وتبدو مطيعة ) كانت "عاصية ". الكلمة هي العاصية .
المحامي : نعم ، هذا حسن جدا .عائلتك عانت كثيرا . حملكم كبير. الناس لا احد يستحق هذا العذاب .
بيري : ( تنظر له بحيرة )
ما هي اللحظة الدقيقة بين النهارالليل ؟ ان كنت هناك في تلك اللحظة ، اتفتقدها ؟ .
اللحظة التي لوثتها والى الآبد .
المحامي : لقد وفرت لهم حياة جيدة . ولم تحيدي عن الطريق . اتبعت شريعة الله.
المشهد الرابع :
( بيري يستجوبها محاميها في قاعة المحكمة ويالوفا وديفريم تراقبانها )
المحامي : ارجوك استمري في اقوالك للقاضي ، سيدة كراتش .
بيري : لم تكن الطفلة تفكر جيدا ، خرجت عن الطريق .
المحامي : انها آخراولادك ؟
بيري : نعم ، بنت . قالت المولدة ، " هذه ستجلب لك المتاعب " وهذا ما فعلته منذ ولادتها، حتى اللحظة التي رمت بنفسها في القناة .
المحامي : رمت بنفسها في القناة ؟
بيري : لتنجو بنفسها ، كانت دائما " عاصية "
المحامي : كيف ؟
بيري : دائما تنظر في غير مستطاعها ، كانت عينها على هذا الرجل الذي كان يضع القرميد في الشمس على طول الطريق .
المحامي : من كان هذا الرجل ؟
بيري : ابن عصمان ، كانت تهرب لتراقبه ، لتجلب إنتباهه .
المحامي : والآن سيدة كراتش ، الم ترسل لك بطاقة من "أنطاليا" تطلب فيها العودة للمنزل ؟
بيري : ليست صالحة للزواج .........
المحامي : ارجوك ، اخبريني عن هذه البطاقة ؟
بيري : مكتوبة بخط يدها لي ، مدافعة عن نفسها .
المحامي : ماذا فعلت ؟
بيري : ارسلت ابني الاصغر ليأتي بها الى المنزل .
المحامي : لانك تحبين ابنتك . اردت مساعدتها فقط . انها جزء من عائلتك .
بيري : نعم ... للأسف .....
المحامي : انت لست لنفسك ، انت تتألمين من اجل اسرتك .
( تقف ديفريم )
ديفريم : سيدة كراتش ، من المخيف ان تكوني محتقرة من قريتك باسرها ؟ عائلتك في السجن لانها ببساطة حاولت ان تغسل عارها ؟
بيري : لا استطيع ان أري وجهي للجيران ، اصحاب المحلات . لا يمكننا ان نقوم بأي عمل ، او نبيع أي شئ . الرجال لا خيار لهم ، لا يمكننا ان نحيا......
المحامي : والآن ، سيدة كراتش .........
ديفريم : واذا عرضت يالوفا الجريمة ، فستخفض العقوبة على رجالك ؟
المحامي : آنسة عنان .
ديفريم : الم تلومي نفسك بانك لم تصونيها بشكل افضل ؟ الكأس المهشم لا يمكن اصلاحه .
بيري : نعم انها لا تختلف عن كلبة... قذرة.
ديفريم : هل لك ان توضحي للمحكمة ماذا كان يحدث حين كنت تعلمين ابنتك وهي طفلة صغيرة ؟
بيري : انه ابوها حين نادى ابنه الاكبر . ودمعه كان مدرارا ، سال من لحيته عندما ارسله للبحث عنها .
يالوفا : ( برقة )
امي ؟!!
ديفريم : لماذا ارسله ؟
المحامي : ( بسرعة )
كانت يالوفا مهووسة بجارها .
ديفريم : اكانت تلك لقتل ابنتك ؟
بيري : كما لو كنا فوق جمر . نحن في جحيم .....
المحامي ( مقاطعا )
انهي الشرح ، سيدة كراتش .
بيري : حمل زوجي لا نهاية له . انه لا يتحمل هذه المصيبة .
المحامي : ( لبيري )
لم تقبل يالوفا ابن عصمان وهو متزوج حديثا ؟ هل هذا صحيح ؟
بيري : نعم .
المحامي : هذا يكفي . ( ملتفتا الى يالوفا )
يالوفا كراتش
ديفريم : نعم .
( ديفريم تمسك بيالوفا )
المحامي : هل سبق لك واغويت جارك محمد في صيف 99؟ حيث خرجت وحدك لرؤيته .
( تنظر يالوفا الى امها )
يالوفا : ( برقة وارتباك )
الى الخارج لرؤيته ؟
المحامي : بحثت عنه خارجا في الحديقة .
يالوفا : في الحديقة ؟
المحامي : كان عشيقك .
يالوفا : عشيقي ؟
ديفريم : عليك ان تجيبي على الاسئلة .
المحامي : اكرر ، هل اغويت جارك محمد في صيف 99 ؟
( يالوفا تنظر الى امها )
يالوفا : رايته بعض المرات في طريقي الى الحديقة . ربما لم يكن وشاحي مربوطا حول رأسي جيدا ، لم انتبه لذلك . احب الطريقة التي يقطع فيها الطين الى مربعات – احببت ان ارى الشمس وهي تشقق الطين . ربما ؟ لقد نظرت.......
المحامي : ماذا قلت يا يالوفا ؟
يالوفا : هذا ليس اسمي .
المحامي :( يدقق في اوراقه )
ولكن اسمحي لي ، انه اسمك القانوني . ( الى ديفريم )
اذا لم تتمكن من تذكر اسمها ماذا نسمي هذه عن حالتها العقلية ؟ ذاكرتها ؟
ديفريم : لقد تغير اسمها " يالوفا " في التاسع عشرمن اغسطس عام 1999 ، بتصريح رسمي .
المحامي : آنسة عنان ...
يالوفا : ( كما لو انها تحفظ عن ظهر قلب )
تركت بيت ابي لاسقي اليقطين . طرحني ارضا - - ابن عصمان . " محمد " - - متزوج . رأيت زوجته يوم الزفاف . واولاده .
المحامي : هذا ليس عنه !
يالوفا : قالت امي بانه ذهب الى المدينة، شرب - - " انه زير نساء"
المحامي : كيف عرفت اسمه ؟ هل هناك شهود ؟
يالوفا : كلب ينبح . قتل الكلب .
المحامي : انت رأيت هذا ؟
يالوفا : قال لي . ان الكلب دفن في الحديقة العمومية. يمكنك ان تبحث عن العظام.
المحامي : ( لديفريم )
كم مرة دربتها على هذا ؟
ديفريم : ( ليالوفا ) استمري .
يالوفا : لقد ولجني - - صرخت،لابد ان احدا قد سمع .
انه ......
( تنظر يالوفا الى ديفريم )
يالوفا : " قذف " . (في غاية الرقة ) هل هذا حسن ؟
المحامي : لقد دربت هذا لموكلتك . ماذا قلت يا يالوفا ؟
ديفريم : ارجوك....
المحامي : ماذا بوسع فتاة مثلك ان تفعل في الليل في الحديقة ؟
يالوفا : عاد ، في سبتمبر" أغتصب " ني اربع مرات اخرى . وفي كل مرة كاد عقلي ان يغادر جسدي ، كأنني اعوم . ( تنظر الى بيري ) لامي
المحامي : كأنك تعومين ؟ لماذا لم تقولي أي شئ لامك ؟
يالوفا : سيقتلني . عندما حاولت عائلتي ان تغرقني. زحفت الى عمود بالذراع غير المنكسرة .
المحامي : عائلتك قتلت محمد لتحميك . الم ترمي بنفسك في القناة لتنقذي روحك؟
اليست هي الحقيقة ؟
يالوفا : في المستشفى ، حين اخذني الصياد ...
المحامي : حيث كذبت على الشرطة .
يالوفا : ( تنظر الى بيري )
حاولت ان " تختطفني "
المحامي : ( يتظاهر بالحيرة )
من ؟ يقول ابوك بانه حذرك لتكفي عن رؤية ابن عصمان .
( تنظر خارجا ، تنحني باحترام )
يالوفا : ان ابي مثل الاله بالنسبة لي .
المحامي : حقا ؟ ولكنك دمرت اسمه .
( ينظر الى الآخرين )
يالوفا : ولاخوتي كذلك ، انه إله . امر اخي الاكبر ان يغرقني . لم تكن غلطته ، (لنفسها ) سامحني الله .
المحامي : ( ينظر بسخرية )
الله من ؟ يوجد العديد حولنا ؟ محاميتك تجبرك ، ولكن هل تدركين اختيارك ؟ اذا وضعت هذه القضية في المحكمة اليوم ، سوف لن تري ابويك ثانية طيلة حياتك ، يا يالوفا .
يالوفا : انها " امينة " ( بغضب ) اريد ان اسلم امي شيئا.
المحامي : ( ليالوفا )
نعم ، لم لا ؟ اتفاق متحضر ؟
ديفريم : متحضر ؟
يالوفا : ( الى المحامي )
هل لك ان تعطيها شيئا مني ؟
ديفريم : ( الى المحامي )
اعطنا لحظة .
المحامي : ( لديفريم ) حسن .
ديفريم : ( ليالوفا )
انه امر متأخر جدا . لقد فعلت كل شئ .
يالوفا : اريد ان اتراجع . انت لست انا . ( تنظر الى المحكمة )
انني ارى عائلتي .
( تنتزع ديفريم صورة فوتوغرافية من جيب يالوفا )
ديفريم : اعطني الصورة ، اسرعي .
المحامي : الا تسمعي ما تطلبه منك ؟ تريد ان تتحدث لعائلتها الا يمكنك ان تسمحي لها بهذ الحق الالهي ؟
ديفريم : امسكي يدي - - بدمي تعهدت ان اسلم هذه الصورة لامك ، اريها طفلتك ، دعيها ترى - - لكن الآن ليس هو الوقت .
يالوفا : ( تمسك بيد ديفريم )
اذا كنت انت ملحدة على أي شئ تتعهدين ؟
ديفريم : قلبي . ( الى المحامي )
لا يجب عليك ان تسألها ان تتفهم اختيارها . لقد فعلته منذ امد طويل . ( ليالوفا )
الجزء الاخير .
يالوفا : ( بصوت مرتفع )
اتفهم اختياري . ( لنفسها ) ما عساني ان افعل بكل هذه الدقائق ؟
اسبيرانزا
07/01/2008, 10:37
المشهد الخامس :
( ديفريم تجلس في نزل عادي ، تحمل حقيبة ظهر . يقف ابوها الى جانبها )
ناظم عنان : لقد ربحت . تهانينا . لكنها ذهبت الى" شان لورفا" لرؤية والدتها؟
باظافرك المصبوغة اللامعة وملابسك المصممة يكون الانتحار.
ديفريم : لقد اعطيت وعدا.
ناظم عنان : انه امر محبذ ان تصوني بعض الوعود ، لا اريد ان اراك في نعش للعودة الى اسطنبول .
ديفريم : سأكون بخير.
ناظم عنان : ديفي ، تكلمت الى المكتب في نيويورك وهم راغبون باحترام تعهدهم لك ان كان بامكانك الشروع في العمل الاسبوع المقبل ؟ اشتريت بطاقتي طائرة ، سآتي معك ، لاعينك على الاستقرار ، لقد وجدت شقة . انا فخور بك لكن الآن حان الوقت لتنخرطي في العالم الحقيقي .
ديفريم : ابي ، لماذا فعلت كل ذلك ؟
ناظم عنان : ( بتودد )
العمل ، العائلة ، ديفريم ، الاطفال ، ... تذكري كيف اعتدنا الرقص في "بودرم"؟
في ليالي الصيف ، كم ضحكنا. راقي* يمنحنا النشوة ؟
( يرقص رقصة تركية )
ديفريم : تلك كانت اجمل اوقات حياتي .
ناظم عنان : ما الضير ان نتمتع في الحياة ؟ لا يوجد حل غربي لهذه المشاكل .
( ديفريم تواجهه ، تحاول ان تكون صادقة )
ديفريم : ابي ، اعرف بانني ساكون محامية ناجحة في امريكا ، لكنني لا استطيع العيش هناك ، هذا هو الامر المغاير، لا يمكن ان اترك ، العدالة ، يالوفا .
( بتأثر ) استطيع ان اتصور الحياة في امريكا ، كم ستجعلك سعيدا ، لكنها ليست لي ، كيف لي ان اعرف ؟ ما في معدتي . ( بعاطفة مفاجئة ومزاح في البوح )
هذا هو ما في معدتي .
( تقف ديفريم امام والدها كما لو انها تعطي ولادة لشئ ما )
ناظم عنان : لا عيش في هذا العمل ، ستكبرين باكرا ، وتحترقين .
ديفريم : ستأتي يالوفا وطفلتها الى اسطنبول ؟ لماذا لم تقابلهما ؟
ناظم عنان : اتبررين معصيتك الكبيرة بهذا الفعل ؟ ان ما تفعلينه امر بائس وفضيع . تلك هي الحقيقة .
ديفريم : بسببك انت غرقت فيها . اذن ماذا تعني ، الكتب الموسيقى ، الثقافة ؟
ناظم عنان : العالم ملئ بالفساد . الحياة ليست سهلة كما تريدين .
ديفريم : افعل ذلك لتشريفك .
ناظم عنان : انت لا تصنعين المغفلين ممن تشرفينهم من الناس . اعتنيت بك منذ كنت طفلة صغيرة . مارست نفس الالعاب واحدة تلو الاخرى وكنت دائما تسعين الى ربح كل شئ . انتظرت كل الظهيرة فافلحت بامساك سمكة واحدة . وتلك الاغاني التي عزفتها مع اصدقائك على الاستيريو طوال الليل ؟ غنيت لك حين كنت تبكين ( اغنية ارمسترونك ) ( ما اروع العالم ) ( اسمع اطفالا يبكون واراقبهم يكبرون ... )
ديفريم : اعرف ، انك علمتني شيئا واحدا امنت به .
ناظم عنان : ما هو ؟
ديفريم : سلطة القانون .
ناظم عنان : لا تصطحبي الفتاة الى المنزل. ولا تنادني.
( يخرج )
* راقي : مشروب تركي مسكر يصنع من العنب ، شبيه بالبراندي .( المترجم)
المشهد السادس :
( ديفريم ترتدي غطاء الراس ، تقابل قروي يحمل نبات الفلفل في طرق خالية )
ديفريم : انا ابحث عن بيري كراتش.
القروي : ( ينظر اليها بانتباه )
المراة التي تسكن خلف مكتب البريد ؟ من انت ؟
ديفريم : هل لك ان تخبرني اين اجدها ؟
القروي : انت لا تريدين ان تجدينها ؟ ( مؤشرا )
حاولي في الكهف الذي تخبا فيه دجاجاتها - - او خلايا النحل ، تلحس العسل . تحتاجين لشراب بارد ؟ ( يتحرك ) تعالي ، تعالي ، قفي ، في الظل ، عليك بالجلوس ... ؟
ديفريم : ( تذهب حيث اشار لها )
ساحاول هناك .......
القروي : او قد تكون قرب شجرة التوت . تعوم في القناة .
ديفريم : تعوم في القناة ؟
القروي : في القناة ، وليس في الحمام العمومي ابدا . او في العين ، تتوضئ للصلاة قبل المصلين . ( نقرة ، بجدية ) وبعد ذلك ، بالطبع تختفي بعض المرات .
ديفريم : كم من الوقت ؟
القروي : من يحسب ؟ هل الغرفة نظيفة ؟ رايت الملاءات معلقة في الشمس .
ديفريم : نعم ، هذا جيد.
القروي : ( مؤشرا )
ربما كانت في معلف الخنازير عندما اعطاها ابني النقود لتطعم خنزيري او في الغابة لجمع الحطب . تحتاجين الى وجبة من طعام الدار ؟ ( مؤشرا ) او في اعالي الجبل حيث تصرخ في الليل ؟
ديفريم : هل هي تصرخ ؟
القروي : استمعي لها ، انها تغني .
ديفريم : تغني ؟
القروي : تحتاجين لفراش ( كيليم ) ؟ عليك بزيارة المسجد ، عمره مائة عام ؟
ورؤية الغار الذي ولد فيه ابراهيم ؟ هل تحبين الكوكا كولا ؟
ديفريم : لا .
القروي : تحتاجين لركوب العربة الى " كونيا " ، في الصباح .
( ديفريم تبدا بالذهاب )
ديفريم : سابدا من البستان ، ومن ثم النحل ...
القروي : راقبي الكلاب عند اشجار التفاح . الكلاب غبية، القطط ذكية.
ديفريم : ( تدور متعبة )
ماذا قلت ؟
القروي : لا تبتعدي كثيرا . ليت ابنتها قد ماتت !
المشهد السابع :
( بيري تسقي النبتات ، كلب ينبح اذ تتقدم ديفريم وهي مرهقة )
ديفريم : بيري ! هل تعرفين من انا ؟ انت تعرفينني .
بيري : انا اعرف الشيطان . يمكنك ان تسالي الله عن الجواب .
ديفريم : لا . لا استطيع .
بيري : اغربي عن وجهي .
ديفريم : كنت ابحث عنك ، لفترة طويلة .
بيري : سانادي لابني الاصغر !
ديفريم : اذن لديك الكثير ؟
بيري : واحد ، ليس في السجن . سارمي دلو الماء هذا . اني اعيش كالنفاية .
( تشير بالدلو الى ديفريم )
خذي كل هذا انه مقدس .
( تخرج ديفريم صورة فوتوغرافية )
ديفريم : هذا شئ مقدس . هاك صورة من ابنتك ، يالوفا . عندك بنت و...
( تريها الصورة ) حفيدة . تريدك ان تضعيها مقابل سريرك .
بيري : عندي سرير .
ديفريم : انا آسفة سيدة ، كراتش . يالوفا آسفة .
بيري : ذهبت ارضنا لاتعاب المحامين . جيراني لا يتصدقون علي .
( يسمع صوت الامام يؤذن للصلاة )
ديفريم : صوت جميل ، عساه ان يكون الله . هل سيكون الموت افضل لها بلا امل للجنة ؟ لتغير مكانها في العالم يعني ان تنفصل عنه .
بيري : نعم .
ديفريم : اود ان اريك شيئا .
( تفتح ديفريم الجريدة ، مشيرة )
ديفريم : انظري . الى الحروف الكبيرة على طول اعلى الصفحة : " ا
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة