yass
07/01/2008, 03:32
في مستشفى مدينة ما من مدن العالم غرفة كغيرها من غرف المستشفيات, فيها سريران أحدهما بجنب نافذة و الآخر في الطرف المقابل بجانب الباب. في سرير النافذة كان يقبع مريض مصاب بسرطان رئوي و كان ممنوعا عليه مغادرة سريره أبدا, فقط كان يسمح له بعد الغداء برفع ظهر سريره قليلا و الجلوس داخل سريره لمدة ساعة على الأكثر.
في السرير الآخر قبع مريض آخر مصاب بورم خبيث لكن على عكس زميله لم يكن مسموحا له بالحركة مطلقا, كان يمضي اليوم بأكمله داخل السرير دون جلوس أو حركة أبدا. في يوم من الأيام و بعد وجبة الغداء جاءت ممرضة لتساعد مريض النافذة على الجلوس في سريره و ترفع له ظهر السرير, و عندما انتهت من عملها و ذهبت قال الزميل لمريض النافذة :
-يا صاحبي إنني في هذا السرير دون حراك منذ أسابيع, و لا أرى من الناس إلا الطبيب و الممرضات, و من المناظر إلا جدار الغرفة و باب الخزانة, أيكون عليك عبئا أن تروي لي ما ترى عبر النافذة, عسى أن أجد في كلامك بعض السلوى في مرضي و آلامي؟ فرد عليه زميله بالإيجاب و بدأ برواية ما يرى عبر هذه النافذة له..... أخبره أنه يرى نهرا صغيرا جميلا, و على ضفته شجيرات يلعب حولها الأطفال, و على هذا النهر جسر صغير يقف عليه صيادو السمك يمارسون هوايتهم. و أكمل سرده حتى جاءت الممرضة معلنة نهاية فترة الجلوس....
في تلك الليلة نام كلاهما أكثر سعادة و طمأنينة.....
في اليوم التالي تكرر الطلب عند ساعة الجلوس و كرّر مريض النافذة الإيجاب, و روى لصاحبه كيف يرى جنب النهر مقعدا خشبيا من مقاعد الحدائق, و عليه جالس شاب و حبيبته يتحادثون و يضحكون, و شرع الصاحبان يتذكران أيام العشق و الغزل حتى أتت الممرضة معلنة نهاية ساعة النافذة...
و تكررت نفس القصص في الأيام التالية, و على مر الأسابيع لم يبخل مريض النافذة على صاحبه بتفاصيل ما يراه عبر النافذة حتى أضحت ساعة النافذة أفضل ساعة في اليوم يترقبها الزميل على أحر من الجمر..
في صبيحة أحد الأيام, بعد أسابيع من القصص, أصبح مريض النافذة ميتا, و بكاه زميله كبكاء الصديق العزيز, كانوا قد تواعدوا على التنزه عند هذا النهر الجميل عند خروجهم من المستشفى و نهاية معاناة المرض....
بعد أن رحّلوا جثة مريض النافذة لتجهيزها للدفن, نادى الزميل الممرضة و طلب منها أن تنقل سريره إلى جانب النافذة ففعلت ما أراد و ذهبت. عندها و بجهد جبار و لهفة كبرى رفع المريض جذعه بصعوبة بالغة مستندا بمنكبيه على السرير محاولا أن يرى عبر النافذة حتى وصل إلى علو كاف, و عندما نظر عبر النافذة أصيب بالذهول...... لم يكن هناك أمام النافذة إلا سورا رماديا عاليا يمنع تماما رؤية ما ورائه....
بدأ المريض بالبكاء متأثرا بطيبة زميله الذي كان يخترع هذه القصص لتسليته عندما لم يكن يرى إلا سورا رمادي اللون.. عادت الممرضة لإعطائه الدواء ووجدته ينتحب باكيا فسألته عن سبب بكائه فروى لها بتأثر سبب بكائه و كيف أن صديقه حوّل الجدار الرمادي إلى كل هذه المناظر الرائعة....
بذهول شديد و تأثر واضح قالت الممرضة للمريض: "سيدي زميلك لم يحوّل الحائط الرمادي إلى هذه المناظر لأن زميلك لم يكن يرى الحائط....زميلك يا سيدي لم يكن يرى......كان أعمى.....".
:D
Yass
في السرير الآخر قبع مريض آخر مصاب بورم خبيث لكن على عكس زميله لم يكن مسموحا له بالحركة مطلقا, كان يمضي اليوم بأكمله داخل السرير دون جلوس أو حركة أبدا. في يوم من الأيام و بعد وجبة الغداء جاءت ممرضة لتساعد مريض النافذة على الجلوس في سريره و ترفع له ظهر السرير, و عندما انتهت من عملها و ذهبت قال الزميل لمريض النافذة :
-يا صاحبي إنني في هذا السرير دون حراك منذ أسابيع, و لا أرى من الناس إلا الطبيب و الممرضات, و من المناظر إلا جدار الغرفة و باب الخزانة, أيكون عليك عبئا أن تروي لي ما ترى عبر النافذة, عسى أن أجد في كلامك بعض السلوى في مرضي و آلامي؟ فرد عليه زميله بالإيجاب و بدأ برواية ما يرى عبر هذه النافذة له..... أخبره أنه يرى نهرا صغيرا جميلا, و على ضفته شجيرات يلعب حولها الأطفال, و على هذا النهر جسر صغير يقف عليه صيادو السمك يمارسون هوايتهم. و أكمل سرده حتى جاءت الممرضة معلنة نهاية فترة الجلوس....
في تلك الليلة نام كلاهما أكثر سعادة و طمأنينة.....
في اليوم التالي تكرر الطلب عند ساعة الجلوس و كرّر مريض النافذة الإيجاب, و روى لصاحبه كيف يرى جنب النهر مقعدا خشبيا من مقاعد الحدائق, و عليه جالس شاب و حبيبته يتحادثون و يضحكون, و شرع الصاحبان يتذكران أيام العشق و الغزل حتى أتت الممرضة معلنة نهاية ساعة النافذة...
و تكررت نفس القصص في الأيام التالية, و على مر الأسابيع لم يبخل مريض النافذة على صاحبه بتفاصيل ما يراه عبر النافذة حتى أضحت ساعة النافذة أفضل ساعة في اليوم يترقبها الزميل على أحر من الجمر..
في صبيحة أحد الأيام, بعد أسابيع من القصص, أصبح مريض النافذة ميتا, و بكاه زميله كبكاء الصديق العزيز, كانوا قد تواعدوا على التنزه عند هذا النهر الجميل عند خروجهم من المستشفى و نهاية معاناة المرض....
بعد أن رحّلوا جثة مريض النافذة لتجهيزها للدفن, نادى الزميل الممرضة و طلب منها أن تنقل سريره إلى جانب النافذة ففعلت ما أراد و ذهبت. عندها و بجهد جبار و لهفة كبرى رفع المريض جذعه بصعوبة بالغة مستندا بمنكبيه على السرير محاولا أن يرى عبر النافذة حتى وصل إلى علو كاف, و عندما نظر عبر النافذة أصيب بالذهول...... لم يكن هناك أمام النافذة إلا سورا رماديا عاليا يمنع تماما رؤية ما ورائه....
بدأ المريض بالبكاء متأثرا بطيبة زميله الذي كان يخترع هذه القصص لتسليته عندما لم يكن يرى إلا سورا رمادي اللون.. عادت الممرضة لإعطائه الدواء ووجدته ينتحب باكيا فسألته عن سبب بكائه فروى لها بتأثر سبب بكائه و كيف أن صديقه حوّل الجدار الرمادي إلى كل هذه المناظر الرائعة....
بذهول شديد و تأثر واضح قالت الممرضة للمريض: "سيدي زميلك لم يحوّل الحائط الرمادي إلى هذه المناظر لأن زميلك لم يكن يرى الحائط....زميلك يا سيدي لم يكن يرى......كان أعمى.....".
:D
Yass