-
دخول

عرض كامل الموضوع : في الذكرى الاولى لها :العراقيون يستذكرون اعدام صدام


عطر سوريا
04/01/2008, 15:48
في الذكرى الاولى لها :العراقيون يستذكرون اعدام صدام
ا ف ب
29/12/2007

فجر الثلاثين من كانون الاول 2006 اعدم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين شنقا في احد سجون بغداد لتنتهي بذلك حقبة قاسية عاشها العراق. ووري جثمان اعلى
فجر الثلاثين من كانون الاول 2006 اعدم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين شنقا في احد سجون بغداد لتنتهي بذلك حقبة قاسية عاشها العراق.
ووري جثمان اعلى سلطة في العراق لعدة عقود الى مثواه الاخير في بلدة العوجة (شمال بغداد).
ويعتبر غالبية العراقيين ان صدام اعدم وانتهى عند اجتياح العراق من قبل الجيش الاميركي في العشرين من اذار ثم سقوط بغداد في التاسع من نيسان 2003.
وكان آخر ظهور علني لصدام حسين سجل في التاسع نيسان في منطقة الاعظمية (شمال بغداد) قبل هروبه من بغداد.
وبعد عدة اشهر من المطاردة تمكن جنود اميركيين من العثور على صدام في قبو تحت الارض في 13 من كانون الاول 2003 في بلدة الدور القريبة من مدينة تكريت (180 كم شمال بغداد) التي ينتمي اليها صدام وتسكن عشيرته وغالبية انصاره.
في اليوم التالي قامت القوات الاميركية بتسليمه الى الحاكم المدني في العراق انذاك بول بريمر الذي اعلن الخبر الذي تناقلته معظم القنوات التلفزيونية العالمية قائلا "اعتقلناه".
وعرض حينها صورة لصدام حسين على شاشة كبيرة وهو بلحية بيضاء وشاحبا مجعد الشعر خلافا للصور التي علقت لتمجيده على الجدران في المدن العراقية خصوصا العاصمة بغداد.
وبعد ذلك اصبح صدام حسين بطلا لما اراد الاميركيون ان يصفونه بانه رمز ولادة العراق الجديد وهو محاكمة استجوب خلالها على جرائم ارتكبها في بلد انكر فيه حق مواطنيه في محاكمات مماثلة.
وفي 19 من تشرين الاول 2005 دخل صدام حسين قفص الاتهام بعد ان حكم العراق اكثر من ثلاثة عقود من الزمن.
وظهر ببزة رصاصية وقميص ابيض ليحاكم في قضية مقتل 148 قرويا شيعيا اثر محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها موكبه في بلدة الدجيل (شمال بغداد) في تموز 1982.
وخلال جلسات محاكمته التي ادرك ما ستؤول اليه اتهم صدام حسين مرارا هيئة القضاة بانهم ينفذون ما يخدم المحتلين في اشارة الى الولايات المتحدة.
ودافع صدام عن سياسته التي مارسها في ادارة البلاد كرجل الامة العربية والضامن لمستقبل العراق الذي يواجه تحديات ايرانية واطماع الشركات الاميركية.
وبعد صدور قرار المحكمة الذي حدد مصير الرجل الذي اراد جعل العراق اكبر قوة اقليمية التف حبل المشنقة في الثلاثين من كانون الاول لتنهي حياة الرجل الذي اراد جعل العراق اكبر قوة اقليمية فيما كان المسلمون يحتفلون بعيد الاضحى.
واعتبره البعض بطلا بينما رأى آخرون انه مصاب بجنون العظمة.
واحتفظ هواة تصوير بلقطات في هواتفهم النقالة تصور اللحظات الاخيرة من حياته. وقد بدا فيها صدام حسين وهو يقف بثبات مرتديا معطفا أسود رافضا وضع غطاء على عينيه وهو يتقدم الى منصة الاعدام دون مساعدة احد.وقد رد على صرخات اهانة اطلقها بعض الحضور قبل ان يفتح باب المنصة تحت قدميه "الله اكبر".
وكانت نهاية صدام حسين في الساعة السادسة وعشرة دقائق عندما شد حبل المشنقة على عنقه.
واحتفل عدد كبير معظمهم من الشيعة بفرح وبالرقص في الشوارع باعدامه في حين رفض اخرون معظمهم من السنة عملية الاعدام التي رأوا فيها اهانة للعراق.
ويسنذكر سكان حي الاعظمية في بغداد في الذكرى الاولى لاعدام صدام حسين زيارته لحيهم في اخر ظهور علني له قبل القاء القبض عليه من قبل القوات الامريكية
ففي التاسع من نيسان 2003 وقف صدام حسين الرئيس العراقي الراحل على ظهر شاحنة صغيرة قرب مسجد ابو حنيفة النعمان في حي الاعظمية وهو يرفع يده ليحيي حشدا يضم حوالى 200 شخص من الاهالي معاهدا بالانتصار على الولايات المتحدة بالرغم من ظهور علامات الهزيمة على وجهه.
وقال أبو ريمة احد سكان حي الاعظمية (شمال بغداد) آخر منطقة ظهر فيها الدكتاتور السابق قبل اختفائه في التاسع من ابريل 2003 انه قال لصدام عند ظهوره آنذاك "اعد اهالي الاعظمية بلحظة ذهبية حين نهزم الاميركيين" الا ان مصدر صدام كان الاعدام في الثلاثين من كانون الاول 2006.
ويضيف ابو ريمة والدموع تسيل من عينيه ان "هذه الصورة تأتي الى خيالي مثل مشهد فيلم كان يوم الاربعاء التاسع من ابريل هذا التاريخ في دمي ان صدام يجري في عروقي".
ويتحدث هذا المدرس المتقاعد البالغ ال65 من العمر لمراسل فرانس برس وهو جالس في حديقة منزله في الاعظمية ولا يزال يحتفظ بذكريات هذا اليوم الذي بقي يتجدد في ذاكرته.
قال "قبل ساعات قليلة من دخول الدبابات الاميركية ساحة الفردوس وسط بغداد كان (صدام) هنا معنا ...في الاعظمية".
ودخلت قوات من مشاة البحرية (المارينز) وسط العاصمة بغداد في التاسع من نيسان وحطمت اكبر تماثيل صدام في ساحة الفردوس بعد وضع حبل على رقبته وسحبه بالدبابة ليعدم شنقا فجر الثلاثين من كانون الاول 2006.
وبعد اسقاط تمثاله في ساحة الفردوس قام حشد من العراقيين الغاضبين بضرب رأس التمثال بالاحذية.
واشار أبو ريمة الى اليوم الذي ظهر فيه صدام في الاعظمية قائلا "جاء عند الظهر في وقت الصلاة".
واضاف "كنا نؤدي صلاة الظهر في مسجد أبو حنيفة عندما دخل شخص بصورة مفاجئة وقال ان الرئيس خارج المسجد وخرجنا بسرعة وورأيناه واقفا على ظهر السيارة يحيي الناس".
وتابع ان "وزير الدفاع سلطان هاشم الطائي الذي حكم عليه بالاعدام بقضية حملة الانفال كان يرافقه بالاضافة الى نجله قصي وسكرتيره عبد حمود".
واضاف ابو ريمة "لم تكن المرة الاولى بالنسبة لي التي ارى فيها صدام لكنني توجهت اليه مسرعا وصافحته وقبلته على صدره وكتفه".واضاف "كان قصي يرتدي بزة ارجوانية فيما كان صدام في زيه العسكري".
واضاف ابو رمية مستذكرا هذا اليوم بتفاصيله قائلا "كانت هناك امرأة شجاعة اقتربت من صدام وقالت له +ابو عدي تبدو مرهقا+ فرد بدوره +سوف لا اتعب ان شاء الله والعراق منصور باذن الله+ بعد لحظات استقل سيارته المرسيدس وانطلق".
بدوره يقول محمد العبيدي احد اهالي الاعظمية الذي شاهد صدام قرب مسجد ابو حنيفة ان "الرئيس كان بالفعل مرهقا".واضاف "لقد كان متعبا لكن شكله كان مهيبا" في الوقت نفسه.
واوضح العبيدي "في الحقيقة عندما رأيته يتحدث الى الناس تحمست كثيرا وكنت ابحث عن بندقية لاطلق النار في الهواء للاحتفال بالنصر على الاميركيين".
ويعتبر أبو ريمة ان صدام "مات شهيدا" واعدامه جاء بتوجيه من الاميركيين ويضيف "لو ان الاميركيين هاجمونا وحدهم لتمكنا من هزيمتهم لكنهم قدموا مع كل قوى الشر وبالرغم من ذلك كله تمكن هذا الشهيد الشجاع من التحدث الينا رغم تحليق المروحيات فوقه بحثا عنه".
من جانبه قال أبو عبد الله وهو احد سكان الاعظمية ان "صدام قضى ليلته في الاعظمية بعد ظهوره" ذلك اليوم.
واضاف أبو عبد الله (61 عاما) وهو موظف حكومي متقاعد "لقد كان صدام في مسجد أبو بشر الحافي القريب من ابو حنيفة وقضى ليلته هناك".واكد هذا الرجل وهو يرتدي الدشداشة "غادر صدام الاعظمية عند الساعة السادسة صباحا في زورق عبر نهر دجلة الى جهة الكاظمية (شمال بغداد) الذي يقابل الاعظمية من الجهة الشمالية والذي يفصلهما نهر دجلة".
وعثرت القوات الاميركية في 13 كانون الاول 2003 على صدام داخل قبو بالقرب من مدينة تكريت (180 كلم شمال بغداد) معقله السابق.وخضع للمحاكمة وادين بتهمة جرائم ضد الانسانية واعدم 30 كانون الاول 2006.
ويعتبر المتحدثون من سكان الاعظمية وهم بعثيون سابقون ان الوضع في العراق ميؤوس منه.
واشار أبو ريمة "انظر ماذا يحدث الان في البلاد بينما في ايام صدام لم يكن هناك اي صراع طائفي بين الشيعة والسنة".واضاف "الان علينا ان نعطي السلاح لصغارنا للدفاع عن مناطقنا من الميليشيات ومسلحي القاعدة".
يشار الى ان المئات من الشبان والرجال في الاعظمية بينهم من كان ينشط في اطار مجموعات مسلحة تحولوا الى حراس بدعم اميركي لحماية المنطقة من مقاتلي القاعدة بعد ان طردوهم منها.
وقال ابو ريمة بحزم واضح "حتى خلال الحرب وبعد دخول القوات الاميركية بغداد الاعظمية كانت اخر حي تمكنت القوات الاميركية من السيطرة عليه وحتى الان القتال لم ينته وسوف ننتصر في النهاية".

نقلا عن ا ف ب