-
دخول

عرض كامل الموضوع : شعاع من عدن


عديد نصار
04/01/2008, 03:05
شعاع من عدن

عديد نصار



حقل انا
ما كنت يوما مجدبا
ما للسنابل لا تميل مع النسيم وتنحني
ما لبراعم لا تقد لثامها
ما للعصافير التي كانت تصبحنا
لا تبيح غناءها
ما للعيون تسمرت نحو النجوم
تشمها وضياءها
يا نورها المكتوم في جسد نحيل
يا حلمها الساهي
يا شوقها المكتوب في دمه على شفتين تلتصقان في عشق أصيل
يقول ولا يقول

هوذا شعاع من عدن
ينساب عبر الليل من أقصى اليمن
يرنو اليك كما القصيدة في الطلول
يستل ساعده,
وساعده يقول
ما هم يا عمري الاسى
ما هم تقصر أو تطول

يا من رأى!
عينان صافيتان في عز الذهول!
نجما يطل من الظلام له وفي الظلام له أفول
يقفو الشهادة لم يعش الا لها
لا همه تزدان أربة بطيب دمائه
لا همّه يزهو الصباح ولو ببعض ضيائه
يقفو الشهادة لم يعش الا لها
ويداه تمتدّان للقدس الحبيب
ويداه ترتدّان في عتب خجول

يا شعره المنثور حبّات النّدى
المنثور فوق الهامة الشمّاء
فوق الجبهة السمراء وشمتها النّدوب
من أين جاء بك المخاض وكيف غيّبك الغروب
وجعي على وجعي كما النيران يذكيها اللهيب
عتبي على عتبي كما عتب الحبيب على الحبيب

يا ليل
ما غدك اللئيم بمقبل
لا تنجل
يا ليل والبس عالي الأسوار وانتعل الدروب
لا تنجل
فرداؤك القتام ستار العيوب
يا ليل دم
ما أكثر العورات فينا والثقوب

عديد نصار
04/01/2008, 23:43
كتبت هذه القصيدة ذكرى للشهيد عبده دوكم من اليمن.
عبده دوكم: مناضل من اليمن، من المنسيين ، التحق بصفوف الثورة الفلسطينية مطلع السبعينات من القرن الماضي، تاركا عائلته و أهله و كل ما يعني الفرد من ارتباطات اجتماعية و أسرية قاصدا النضال و فقط النضال من أجل قضية أرض سلبت و شعب شُرد، شارك بالعديد من العمليات العسكرية في مواجهة العدوان الصهيوني في جنوب لبنان، أصيب بشضية قذيفة أدت إلى قطع العصب المسؤول عن النطق، فصمت ما يزيد عن عامين. أرسل في بعثة إلى ألمانيا الشرقية حيث أجريت له عملية جراحية أعادت له النطق. بعد ما يقرب العام، استشهد و هو يقوم بواجبه النضالي في جنوب لبنان. عبده دوكم مثال المناضل الذي لم يعش إلا للنضال و به!