owrfalie
02/01/2008, 12:38
اولا عذرا إذا كان المقال مو محلوا هون بس حبيت انقل لكم وجهة نظر البعض في الإعلام السوري وهو نقلا عن جريدة الحياة :
ما إن انتهت النشرة الإخبارية باللغة الفرنسية على الفضائية السورية حتى التفت مشاهد فرنسي، كان وقع عليها بالصدفة، نحو صديقه العربي متسائلا باستغراب: «لكن! وفي سورية ماذا يحدث؟!». صديقه السوري، المعتاد على هذه النوعية من الأخبار، كان أشد استغراباً. كانت النشرة «مكتملة» برأيه. إذ استعرضت الأحداث العربية والعالمية بتفصيل سبق وعرض في محطات أخرى. لم يأتوا بجديد، ولا جديد في ذلك.
هنا تعجب الفرنسي من رضى صديقه، وسأله: «النشرة عادية ولا خبر عن سورية؟». صحيح! فوجئ السوري لأن هذا الأمر لم يثر انتباهه على الإطلاق، ثم أجابه من دون اقتناع: «ربما قد يكون كل شيء على ما يرام هناك». وسأله: «ماذا كنت تتوقع؟». شرح الفرنسي أن كل ما شاهده كان عن حوادث خارج البلد: أخبار فلسطين وإسرائيل وحادث قطار في الولايات المتحدة... كان الخبر المحلي الوحيد هو «العيد»، وقد عرض بطريقة رسمية. رأينا فقط الرئيس السوري في صلاة العيد، من دون ان نرى فرحة الناس، والاحتفالات، والشوارع. «ألا توجد حوادث هناك؟ حادثة طريق، جرائم، حريق....» تساءل المشاهد، مضيفاً أنه كفرنسي كان لديه الفضول لمتابعة النشرة ليطلع على الأخبار السورية، وليرى سورية التي يحبها والتي زارها مرات، غير أنه لم يشاهد سوى رجال السلطة والأخبار العالمية التي يمكن له أن يشاهدها في أي محطة أخرى كانت «ستقدمها بالتأكيد بطريقة أكثر جاذبية». ثم استدرك الشاب قائلاً: ربما لا يريدون في سورية أن يعرضوا الاحتفالات بالأعياد أو الحوادث أو حياة المجتمع وما شابه في نشرة إخبارية. ربما يعتبرون أن كل ما لا يتعلق بالسياسة ليس خبراً. وأن ما يجري في البلد ليس مهماً طالما لا علاقة له بالعالم الخارجي».
النشرات الإخبارية تختلف في فرنسا، يقارن الفرنسي، «فالفرنسيون يرون الخبر بطريقة مختلفة، ويدرك معدو النشرات اهتمام الناس بمعرفة ما يحدث في المجتمع، ولهذا يقدمون لهم المعلومات عنه. فالكلام عن الموسيقى الجديدة مثلاً يشكل خبراً مهماً، وفي فترة الأعياد تكرس غالبية النشرات لأخبار الاحتفالات». ولا يخفي الفرنسي استيائه من المبالغة في «المحلية» التي دأبت النشرات الفرنسية على التركيز عليها، إضافة الى تدني الاهتمام بالأخبار العالمية مقارنة بالسابق، «فالأخبار العالمية حالياً لا تأخذ إلا حيزاً بسيطاً. والعراق لم نعد نسمع عنه ولا أحد يهتم بما يجري فيه...».
لكن وفيما تثير انتقاده «المحلية» في أخبار بلده، فإنه في المقابل يطالب بها في النشرات الإخبارية السورية حين تكون ناطقة بالفرنسية أو بلغات أجنبية أخرى، بما أن أخبار الفضائية السورية باللغة الفرنسية، ليست موجهة للمواطنين، بل لمن هم في الخارج. وهؤلاء ينتظرون أخباراً محلية عن البلد وأهله، ويرغبون في معرفة ما يجري داخل البلد أكثر مما يجري خارجه. ولعلهم في البلاد العربية محقون في أسلوبهم حين يتعلق الأمر بالأخبار باللغة العربية، فقد يكون هذا مطلب العرب الذين، والحق يقال، يعرفون العالم الخارجي أفضل من الفرنسيين... ولا مبالغة في القول إن السوريين يعرفون ما يجري في أميركا أكثر مما يجري في دير الزور!.
ندى الأزهري الحياة - 01/01/08//
ما إن انتهت النشرة الإخبارية باللغة الفرنسية على الفضائية السورية حتى التفت مشاهد فرنسي، كان وقع عليها بالصدفة، نحو صديقه العربي متسائلا باستغراب: «لكن! وفي سورية ماذا يحدث؟!». صديقه السوري، المعتاد على هذه النوعية من الأخبار، كان أشد استغراباً. كانت النشرة «مكتملة» برأيه. إذ استعرضت الأحداث العربية والعالمية بتفصيل سبق وعرض في محطات أخرى. لم يأتوا بجديد، ولا جديد في ذلك.
هنا تعجب الفرنسي من رضى صديقه، وسأله: «النشرة عادية ولا خبر عن سورية؟». صحيح! فوجئ السوري لأن هذا الأمر لم يثر انتباهه على الإطلاق، ثم أجابه من دون اقتناع: «ربما قد يكون كل شيء على ما يرام هناك». وسأله: «ماذا كنت تتوقع؟». شرح الفرنسي أن كل ما شاهده كان عن حوادث خارج البلد: أخبار فلسطين وإسرائيل وحادث قطار في الولايات المتحدة... كان الخبر المحلي الوحيد هو «العيد»، وقد عرض بطريقة رسمية. رأينا فقط الرئيس السوري في صلاة العيد، من دون ان نرى فرحة الناس، والاحتفالات، والشوارع. «ألا توجد حوادث هناك؟ حادثة طريق، جرائم، حريق....» تساءل المشاهد، مضيفاً أنه كفرنسي كان لديه الفضول لمتابعة النشرة ليطلع على الأخبار السورية، وليرى سورية التي يحبها والتي زارها مرات، غير أنه لم يشاهد سوى رجال السلطة والأخبار العالمية التي يمكن له أن يشاهدها في أي محطة أخرى كانت «ستقدمها بالتأكيد بطريقة أكثر جاذبية». ثم استدرك الشاب قائلاً: ربما لا يريدون في سورية أن يعرضوا الاحتفالات بالأعياد أو الحوادث أو حياة المجتمع وما شابه في نشرة إخبارية. ربما يعتبرون أن كل ما لا يتعلق بالسياسة ليس خبراً. وأن ما يجري في البلد ليس مهماً طالما لا علاقة له بالعالم الخارجي».
النشرات الإخبارية تختلف في فرنسا، يقارن الفرنسي، «فالفرنسيون يرون الخبر بطريقة مختلفة، ويدرك معدو النشرات اهتمام الناس بمعرفة ما يحدث في المجتمع، ولهذا يقدمون لهم المعلومات عنه. فالكلام عن الموسيقى الجديدة مثلاً يشكل خبراً مهماً، وفي فترة الأعياد تكرس غالبية النشرات لأخبار الاحتفالات». ولا يخفي الفرنسي استيائه من المبالغة في «المحلية» التي دأبت النشرات الفرنسية على التركيز عليها، إضافة الى تدني الاهتمام بالأخبار العالمية مقارنة بالسابق، «فالأخبار العالمية حالياً لا تأخذ إلا حيزاً بسيطاً. والعراق لم نعد نسمع عنه ولا أحد يهتم بما يجري فيه...».
لكن وفيما تثير انتقاده «المحلية» في أخبار بلده، فإنه في المقابل يطالب بها في النشرات الإخبارية السورية حين تكون ناطقة بالفرنسية أو بلغات أجنبية أخرى، بما أن أخبار الفضائية السورية باللغة الفرنسية، ليست موجهة للمواطنين، بل لمن هم في الخارج. وهؤلاء ينتظرون أخباراً محلية عن البلد وأهله، ويرغبون في معرفة ما يجري داخل البلد أكثر مما يجري خارجه. ولعلهم في البلاد العربية محقون في أسلوبهم حين يتعلق الأمر بالأخبار باللغة العربية، فقد يكون هذا مطلب العرب الذين، والحق يقال، يعرفون العالم الخارجي أفضل من الفرنسيين... ولا مبالغة في القول إن السوريين يعرفون ما يجري في أميركا أكثر مما يجري في دير الزور!.
ندى الأزهري الحياة - 01/01/08//