المحارب العتيق
31/12/2007, 06:32
بوتو ـ الحريري : اغتيال متشابه ، ونفق سيتشابه من أجل التدويل والفوضى ولعبة الطوائف ... بقلم: د. سمير عبيد
مقالات واراء
قبل أن ندخل في تفاصيل التحليل لدينا أسئلة مهمة وهي:
سؤال أول:
هل سيُُحقق المجتمع الدولي بمقتل بوتو مثلما حقق ولا زال بمقتل الحريري... أم أنه ليست هناك دمشق ليخططوا ضدها وحسابات أخرى... وبالتالي لا تحقيق؟
سؤال الثاني:
لماذا لم تُوفر الحماية الكافية لحماية بناظير بوتو من قبل الرئيس الباكستاني والمخابرات الباكستانية؟
السؤال الثالث:
لماذا لم تحميها المخابرات الأميركية ، والسفارة الأميركية في إسلام آباد؟
فهي أسئلة مهمة و يجب الإجابة عليها ، ويجب أن تطرحها اللجنة التي ستحقق بعملية الإغتيال إن لم سننتقل من عملية الى أخرى مثلما حصل في لبنان من أجل تعويم عملية إغتيال السيدة بوتو !!!.
التحليل السياسي للجريمة:
لقد اغتيلت غدرا رئيسة الوزراء السابقة في الباكستان السيدة ( بناظير بوتو) رحمها الله ، وعلى نفس طريقة اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في لبنان، و لقد طُويت بهذا الاغتيال مسلّة آل بوتو السياسية ، ومثلما طُويت مسلة آل غاندي في الهند، فلقد تشابهت حلقات المسلسل، وخصوصا في حلقات الاغتيال بين آل بوتو في باكستان وآل غاندي في الهند، وها هي بناظير بوتو رحمها الله تودع الحياة والسياسة والهواء والحرية، وتطوي سجل آل بوتو السياسي تماما مثلما طوي مسلسل آل غاندي..
ولكن القضية ليست بهذه السهولة من الناحية السياسية والمذهبية والعقائدية والاجتماعية، فأنها بداية التداعيات الإستراتيجية المؤلمة في باكستان، و على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والمذهبي، خصوصا وأن مسألة اغتيالها جاء بتوقيت عقائدي وعاطفي وديني بالنسبة للشيعة في باكستان والعالم، وهو ذكرى عيد (الغدير)، أي ذكرى يوم بيعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكرم الله وجهه، والذي يحتفل به الشيعة، ومن لا يعرف بناظير بوتو فهي تنحدر من كبريات البيوت الشيعية في الباكستان، ولهذا كان هناك توازنا سياسيا في الإيجاب والسلب في باكستان، وهو بين آل شريف والذي يمثلهم الآن رئيس الوزراء السابق ( نواز شريف) وهو من كبريات البيوت السنّية، وبين آل بوتو والتي كانت تمثل الطرف الشيعي في المعادلة السياسية والاجتماعية.
فلقد ورثت السيد بوتو رئاسة الحزب ( حزب الشعب) والذي حكم باكستان سابقا، والذي أصبح خارج الانتخابات الآن بسبب مقتل رئيسته بوتو، خصوصا وأن الانتخابات قادمة وعلى الأبواب، ولكن بمقتل السيدة بوتو عادت حالة الطوارئ من الشباك وبرغبة من الجميع هذه المرّة و منعا للانفجار.
لهذا فأن عملية الانتخابات وأن جرت فهي أصبحت محسومة لطرف معين، وهو طرف الرئيس برويز مشرّف، أو بصفقة بين مُشرّف وشريف وربما بأصابع مذهبيّة من خارج باكستان ( مجرد تخمين)، ولكن السؤال كيف ستجرى الانتخابات دون دعايات ومؤتمرات حزبية ، وبما أن الوضع الباكستاني قد تكهرب تماما فكيف سُتجرى المؤتمرات والدعايات، لذا فمن الطبيعي لن تذهب الناس إلى المؤتمرات الحزبية، ولا إلى الانتخابات إلا بنسبة قليلة في حالة إجراء الانتخابات في وقتها ،وحينها ستكون النتائج هزيلة وهزليّة.
ولكن الصورة المعقدّة، والتي ارتسمت الآن أمام كثير من المحللين والمتابعين هي ( قتلت بناظير .. ولكن الأعداء كثيرون..!!)
فمن قتل بناظير بوتو؟
فهل هو تنظيم القاعدة، والذي أعلن مسؤوليته عن عملية التفجير والاغتيال عبر مكالمة هاتفية مع وكالة ( آكي) وعبر القيادي في القاعدة في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد؟
فنحن نصدق ولا نصدق هذا الإدعاء، لأن تنظيم القاعدة أصبح بمثابة الشماعة التي يُنسب لها ويُعلّق عليها كل شيء في العالم، ولا توجد جهة ثالثة تفنّد ذلك أو تؤيد ذلك إلا من صنّع القاعدة نفسها وهي دول وقوى كبرى ولمآرب سياسية، والتي أصبحت هي المؤلف والشاهد والسّجان والحاكم في هذا الموضوع..!!.
ولكن من هم خصوم السيدة بوتو؟
الجواب:
ــــ تنظيم القاعدة هو خصم قوي إلى بناظير بوتو، وبينهما تصريحات شديدة اللهجة.
ـــ الرئيس الباكستاني برويز مُشرّف وحاشيته والاستخبارات الباكستانية، لأن الرئيس والمخابرات لم توفر الحماية لها.
ـــ رئيس الوزراء السابق نواز شريف فهو خصم سياسي عنيد لها.
ـــ المتشدّدين من الطائفة السنيّة.
ـــ المافيا الباكستانية التي توسعت وكبرت في عهد الرئيس مُشرّف.
ــ أصحاب مشروع الفوضى الخلاقة، فهم يبحثون عن كبش فداء من النوع الضخم والقوي كي تدخل البلاد في الفوضى مثلما حدث في لبنان بعد مقتل الحريري.
ـــ عملاء المشروع المذهبي والطائفي، والذين هم من جميع المذاهب والطوائف ( وهم مُسيّرون من جهات خارجيّة).
وبالتالي فأن جميع هذه الأطراف لا يمكن الاقتراب منها ومحاسبتها لأنها مهمة للدول التي تريد تصدير مشروع الفوضى إلى باكستان ، وبالتالي فأن هذه الأطراف هي مجرّد عيّنات في مشروع الفوضى الخلاقة في باكستان وسواء بموافقتها أو من غير موافقتها ،خصوصا وأن صافرة قطار الفوضى قد سُمعت عندما سقطت بناظير بوتو وغادرت روحها إلى السماء.
لهذا فرحيلها علامة فارقه في المشهد الباكستاني، حيث أدخل الجميع في النفق، وأولهم الرئيس برويز مشرّف لأن مقتل بوتو هشّم المرآة المذهبية والمناطقية والسياسية، وبالتالي لن تهدأ باكستان، ولهذا عصفت المظاهرات في كراتجي وراولبندي وأصبحت العاصمة إسلام آباد شبه مهجورة، فهذا يعني أن موجات الغضب والصدامات المذهبية والمناطقية قد تكون هي الحاضرة في المسرح الباكستاني.
فشعب تُعشعش فيه المذهبية والقبليّة والُثأر والغلو والتكفير ، والفجوة الاقتصادية والتزمت الديني مع الانفتاح سوف لن يهدأ، خصوصا وأن هناك عدد كبير من اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين والذين سوف تكون مهمتهم نشر الإشاعات والروايات من أجل تسريع الفوضى.
فتعالوا معنا إلى المشهد اللبناني قبيل وبعيد اغتيال الحريري كي نقارته بالمشهد الباكستاني:
فلقد كان الاحتقان السياسي هو نفسه في إسلام آباد وفي بيروت، وعندما حصل اغتيال الحريري دخل لبنان في نفق الفوضى والتدويل والاغتيالات، يقابله رئيس متحصن في قصر بعبدا ويتمتع بالشرعية التي أعطيت له من البرلمان والدستور، وسواء كانت هناك شوائب دستورية أو لم تكن.
وهاهو الرئيس برويز مشرّف خلع البزة العسكرية مجبرا ليجلس مدنيا مثلما جلس الرئيس لحّود ( والفرق أن لحّود لم يكن انقلابيا ولا أميركيا بل كان لبنانيا عروبيا) وبعد اغتيال بوتو سوف يجلس مشرّف متفرجا في قصره وسط تميّع سياسي ودستوري وتشرعي في باكستان مثلما جلس لحود.
وهذا يعني أن باكستان ماضيّة إلى اللعبة اللبنانية وهي ( تمترس) جميع الأطراف في مناطقهم وجغرافياتهم وسوف تعم الفوضى في الحكومة والبرلمان، وبين الحكومة والمعارضة ، وحينها ستشهد باكستان مسلسلا من التفجيرات والاغتيالات وسيبقى الفراغ الدستوري في باكستان كي تدخل في نفق التدويل مثلما دخل لبنان، والذي أصبح يشبه ( مطار المروحيات) سهولة الهبوط وسهولة الإقلاع فيه ولمن يريد وبحجة تحريك الملف اللبناني، وها هي باكستان ستتحول إلى ( مطار للمروحيات) أيضا، والهدف كي تدخل الباكستان في العرقنة واللبننة ، وحينها ستتدخل واشنطن ومن ترغب بحجة فصل الفرقاء، ومن ثم بحجة حماية أو تفكيك المشروع النووي الباكستاني ، ولكن الهدف الإستراتيجي هو روسيا والصين وإيران.
ولكننا نحمل في ذهننا سؤال مهم للغاية، ونعتقد أنه يحمل في جوفه شيئا من المعقول وهو:
ألا تلاحظون بأن الرئيس الباكستاني برويز مُشرّف يعمل ضمن أجندة كُلف بها منذ قيامة بالانقلاب على الحكومة الشرعية التي كان يرأسها نواز شريف، وهي الخطوات والأجندة نفسها التي قام بها الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف عندما كان سببا بتفكيك الإتحاد السوفيتي أي سيكون مٌشرّف سببا بتفكيك الباكستان؟
فنحن نعتقد ذلك.
ولكن هل سيستلم برويز مُشرّف جائزة نوبل مثلما أستلمها غورباتشوف؟
فكل شيء جائز في عالم تقودة رايس...!
وأخيرا:
لقد عودتنا الدول الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة بأنها تُستحدث لنا ملفا ساخنا و بشكل مفاجئ لتقوم هي بضربات أو حرب خاطفة أو توغل أو عملية عسكرية أو انتهاك عنيف في مكان آخر من العالم... ولكن أين سيكون يا ترى؟
وتعودنا أن في نهاية كل عام هناك تسونامي مرعب ... فأين سيكون هو الآخر!!؟
نسألك يا رب تعميم السلام في أرجاء المعمورة
منقول
مقالات واراء
قبل أن ندخل في تفاصيل التحليل لدينا أسئلة مهمة وهي:
سؤال أول:
هل سيُُحقق المجتمع الدولي بمقتل بوتو مثلما حقق ولا زال بمقتل الحريري... أم أنه ليست هناك دمشق ليخططوا ضدها وحسابات أخرى... وبالتالي لا تحقيق؟
سؤال الثاني:
لماذا لم تُوفر الحماية الكافية لحماية بناظير بوتو من قبل الرئيس الباكستاني والمخابرات الباكستانية؟
السؤال الثالث:
لماذا لم تحميها المخابرات الأميركية ، والسفارة الأميركية في إسلام آباد؟
فهي أسئلة مهمة و يجب الإجابة عليها ، ويجب أن تطرحها اللجنة التي ستحقق بعملية الإغتيال إن لم سننتقل من عملية الى أخرى مثلما حصل في لبنان من أجل تعويم عملية إغتيال السيدة بوتو !!!.
التحليل السياسي للجريمة:
لقد اغتيلت غدرا رئيسة الوزراء السابقة في الباكستان السيدة ( بناظير بوتو) رحمها الله ، وعلى نفس طريقة اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في لبنان، و لقد طُويت بهذا الاغتيال مسلّة آل بوتو السياسية ، ومثلما طُويت مسلة آل غاندي في الهند، فلقد تشابهت حلقات المسلسل، وخصوصا في حلقات الاغتيال بين آل بوتو في باكستان وآل غاندي في الهند، وها هي بناظير بوتو رحمها الله تودع الحياة والسياسة والهواء والحرية، وتطوي سجل آل بوتو السياسي تماما مثلما طوي مسلسل آل غاندي..
ولكن القضية ليست بهذه السهولة من الناحية السياسية والمذهبية والعقائدية والاجتماعية، فأنها بداية التداعيات الإستراتيجية المؤلمة في باكستان، و على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والمذهبي، خصوصا وأن مسألة اغتيالها جاء بتوقيت عقائدي وعاطفي وديني بالنسبة للشيعة في باكستان والعالم، وهو ذكرى عيد (الغدير)، أي ذكرى يوم بيعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكرم الله وجهه، والذي يحتفل به الشيعة، ومن لا يعرف بناظير بوتو فهي تنحدر من كبريات البيوت الشيعية في الباكستان، ولهذا كان هناك توازنا سياسيا في الإيجاب والسلب في باكستان، وهو بين آل شريف والذي يمثلهم الآن رئيس الوزراء السابق ( نواز شريف) وهو من كبريات البيوت السنّية، وبين آل بوتو والتي كانت تمثل الطرف الشيعي في المعادلة السياسية والاجتماعية.
فلقد ورثت السيد بوتو رئاسة الحزب ( حزب الشعب) والذي حكم باكستان سابقا، والذي أصبح خارج الانتخابات الآن بسبب مقتل رئيسته بوتو، خصوصا وأن الانتخابات قادمة وعلى الأبواب، ولكن بمقتل السيدة بوتو عادت حالة الطوارئ من الشباك وبرغبة من الجميع هذه المرّة و منعا للانفجار.
لهذا فأن عملية الانتخابات وأن جرت فهي أصبحت محسومة لطرف معين، وهو طرف الرئيس برويز مشرّف، أو بصفقة بين مُشرّف وشريف وربما بأصابع مذهبيّة من خارج باكستان ( مجرد تخمين)، ولكن السؤال كيف ستجرى الانتخابات دون دعايات ومؤتمرات حزبية ، وبما أن الوضع الباكستاني قد تكهرب تماما فكيف سُتجرى المؤتمرات والدعايات، لذا فمن الطبيعي لن تذهب الناس إلى المؤتمرات الحزبية، ولا إلى الانتخابات إلا بنسبة قليلة في حالة إجراء الانتخابات في وقتها ،وحينها ستكون النتائج هزيلة وهزليّة.
ولكن الصورة المعقدّة، والتي ارتسمت الآن أمام كثير من المحللين والمتابعين هي ( قتلت بناظير .. ولكن الأعداء كثيرون..!!)
فمن قتل بناظير بوتو؟
فهل هو تنظيم القاعدة، والذي أعلن مسؤوليته عن عملية التفجير والاغتيال عبر مكالمة هاتفية مع وكالة ( آكي) وعبر القيادي في القاعدة في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد؟
فنحن نصدق ولا نصدق هذا الإدعاء، لأن تنظيم القاعدة أصبح بمثابة الشماعة التي يُنسب لها ويُعلّق عليها كل شيء في العالم، ولا توجد جهة ثالثة تفنّد ذلك أو تؤيد ذلك إلا من صنّع القاعدة نفسها وهي دول وقوى كبرى ولمآرب سياسية، والتي أصبحت هي المؤلف والشاهد والسّجان والحاكم في هذا الموضوع..!!.
ولكن من هم خصوم السيدة بوتو؟
الجواب:
ــــ تنظيم القاعدة هو خصم قوي إلى بناظير بوتو، وبينهما تصريحات شديدة اللهجة.
ـــ الرئيس الباكستاني برويز مُشرّف وحاشيته والاستخبارات الباكستانية، لأن الرئيس والمخابرات لم توفر الحماية لها.
ـــ رئيس الوزراء السابق نواز شريف فهو خصم سياسي عنيد لها.
ـــ المتشدّدين من الطائفة السنيّة.
ـــ المافيا الباكستانية التي توسعت وكبرت في عهد الرئيس مُشرّف.
ــ أصحاب مشروع الفوضى الخلاقة، فهم يبحثون عن كبش فداء من النوع الضخم والقوي كي تدخل البلاد في الفوضى مثلما حدث في لبنان بعد مقتل الحريري.
ـــ عملاء المشروع المذهبي والطائفي، والذين هم من جميع المذاهب والطوائف ( وهم مُسيّرون من جهات خارجيّة).
وبالتالي فأن جميع هذه الأطراف لا يمكن الاقتراب منها ومحاسبتها لأنها مهمة للدول التي تريد تصدير مشروع الفوضى إلى باكستان ، وبالتالي فأن هذه الأطراف هي مجرّد عيّنات في مشروع الفوضى الخلاقة في باكستان وسواء بموافقتها أو من غير موافقتها ،خصوصا وأن صافرة قطار الفوضى قد سُمعت عندما سقطت بناظير بوتو وغادرت روحها إلى السماء.
لهذا فرحيلها علامة فارقه في المشهد الباكستاني، حيث أدخل الجميع في النفق، وأولهم الرئيس برويز مشرّف لأن مقتل بوتو هشّم المرآة المذهبية والمناطقية والسياسية، وبالتالي لن تهدأ باكستان، ولهذا عصفت المظاهرات في كراتجي وراولبندي وأصبحت العاصمة إسلام آباد شبه مهجورة، فهذا يعني أن موجات الغضب والصدامات المذهبية والمناطقية قد تكون هي الحاضرة في المسرح الباكستاني.
فشعب تُعشعش فيه المذهبية والقبليّة والُثأر والغلو والتكفير ، والفجوة الاقتصادية والتزمت الديني مع الانفتاح سوف لن يهدأ، خصوصا وأن هناك عدد كبير من اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين والذين سوف تكون مهمتهم نشر الإشاعات والروايات من أجل تسريع الفوضى.
فتعالوا معنا إلى المشهد اللبناني قبيل وبعيد اغتيال الحريري كي نقارته بالمشهد الباكستاني:
فلقد كان الاحتقان السياسي هو نفسه في إسلام آباد وفي بيروت، وعندما حصل اغتيال الحريري دخل لبنان في نفق الفوضى والتدويل والاغتيالات، يقابله رئيس متحصن في قصر بعبدا ويتمتع بالشرعية التي أعطيت له من البرلمان والدستور، وسواء كانت هناك شوائب دستورية أو لم تكن.
وهاهو الرئيس برويز مشرّف خلع البزة العسكرية مجبرا ليجلس مدنيا مثلما جلس الرئيس لحّود ( والفرق أن لحّود لم يكن انقلابيا ولا أميركيا بل كان لبنانيا عروبيا) وبعد اغتيال بوتو سوف يجلس مشرّف متفرجا في قصره وسط تميّع سياسي ودستوري وتشرعي في باكستان مثلما جلس لحود.
وهذا يعني أن باكستان ماضيّة إلى اللعبة اللبنانية وهي ( تمترس) جميع الأطراف في مناطقهم وجغرافياتهم وسوف تعم الفوضى في الحكومة والبرلمان، وبين الحكومة والمعارضة ، وحينها ستشهد باكستان مسلسلا من التفجيرات والاغتيالات وسيبقى الفراغ الدستوري في باكستان كي تدخل في نفق التدويل مثلما دخل لبنان، والذي أصبح يشبه ( مطار المروحيات) سهولة الهبوط وسهولة الإقلاع فيه ولمن يريد وبحجة تحريك الملف اللبناني، وها هي باكستان ستتحول إلى ( مطار للمروحيات) أيضا، والهدف كي تدخل الباكستان في العرقنة واللبننة ، وحينها ستتدخل واشنطن ومن ترغب بحجة فصل الفرقاء، ومن ثم بحجة حماية أو تفكيك المشروع النووي الباكستاني ، ولكن الهدف الإستراتيجي هو روسيا والصين وإيران.
ولكننا نحمل في ذهننا سؤال مهم للغاية، ونعتقد أنه يحمل في جوفه شيئا من المعقول وهو:
ألا تلاحظون بأن الرئيس الباكستاني برويز مُشرّف يعمل ضمن أجندة كُلف بها منذ قيامة بالانقلاب على الحكومة الشرعية التي كان يرأسها نواز شريف، وهي الخطوات والأجندة نفسها التي قام بها الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف عندما كان سببا بتفكيك الإتحاد السوفيتي أي سيكون مٌشرّف سببا بتفكيك الباكستان؟
فنحن نعتقد ذلك.
ولكن هل سيستلم برويز مُشرّف جائزة نوبل مثلما أستلمها غورباتشوف؟
فكل شيء جائز في عالم تقودة رايس...!
وأخيرا:
لقد عودتنا الدول الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة بأنها تُستحدث لنا ملفا ساخنا و بشكل مفاجئ لتقوم هي بضربات أو حرب خاطفة أو توغل أو عملية عسكرية أو انتهاك عنيف في مكان آخر من العالم... ولكن أين سيكون يا ترى؟
وتعودنا أن في نهاية كل عام هناك تسونامي مرعب ... فأين سيكون هو الآخر!!؟
نسألك يا رب تعميم السلام في أرجاء المعمورة
منقول