-
دخول

عرض كامل الموضوع : وديعة رابين


COSTA
30/12/2007, 22:24
عندما شكل اسحق رابين حكومته في صيف 1992 قرر إعطاء الأولوية لحل النزاع مع سوريا
وأبلغ إدارة الرئيس كلنتون بعد توليها مهامها في مطلع 1993م بأن إسرائيل مستعدة للانسحاب من الجولان على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 وأن"عمق الانسحاب الإسرائيلي متوقف على عمق السلام السوري" أي على مدى استعداد سوريا لتطبيع العلاقات وتطويرها مع الدولة اليهودية
ونقل الأمريكيون هذا الموقف إلى الرئيس حافظ الأسد فطرح حينذاك المعادلة السورية الآتية: "السلام الكامل في مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان". هذا الموقف السوري الجديد والمهم شجع رابين على أن يبلغ وزير الخارجية الأمريكي وارن كريستوفر في أغسطس 1993م أنه سيقدم له "التزاماً رسمياً" حول الجولان طلب منه الاحتفاظ به "كوديعة" وإطلاع الأسد عليه شفهياً، وعدم الإعلان عنه بأي شكل من الأشكال
وأكد رابين لكريستوفر أنه يلتزم رسمياً تجاه الولايات المتحدة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان المحتل مقابل إقدام القيادة السورية على الخطوات التالية:

أولاً: تطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين سوريا وإسرائيل وتبادل السفراء بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الانسحاب الإسرائيلي من الجولان.

ثانياً: موافقة سوريا على أن يتم الانسحاب من الجولان خلال فترة تمتد حتى خمس سنوات.

ثالثاً: التطبيع الكامل للعلاقات بين سوريا وإسرائيل يجب أن يشمل التبادل التجاري والتعاون السياحي.

رابعاً: موافقة سوريا على ترتيبات أمنية جديدة مع إسرائيل تشمل قيام الأمريكيين بإدارة محطات إنذار مبكر في الجولان يبدأ العمل بها بعد بدء الانسحاب الإسرائيلي.

خامساً: موافقة سوريا على ضمان حاجات إسرائيل من مياه بحيرة طبريا.

وتم تسجيل "نص وديعة رابين" هذه في محضر اللقاء الإسرائيلي - الأمريكي فأصبحت "الوديعة" وثيقة رسمية أمريكية.
ونقل كريستوفر نص "وديعة رابين" هذه إلى حافظ الأسد فرحب بها قائلاً إنها "تشكل تعهداً" مهماً جداً لأنها المرة الأولى التي تلتزم فيها إسرائيل رسمياً بالانسحاب الكامل من الجولان. ثم رد الأسد على موقف رابين هذا فطلب من وزير الخارجية الأمريكي تسجيل الملاحظات الآتية:

أولاً: إن سوريا تفضل إقامة "علاقات عادية" مع إسرائيل بعد تحقيق السلام وليس تطبيع العلاقات معها.

ثانياً: إن سوريا ليست متحمسة لإقامة علاقات تجارية أو سياحية مع إسرائيل بعد تحقيق السلام.

ثالثاً: الانسحاب الإسرائيلي من الجولان يمكن أن يتم خلال أشهر وليس خلال فترة خمس سنوات.

رابعاً: إن أية ترتيبات أمنية يجب أن تكون متوازية وتلائم مصالح البلدين معاً.

خامساً: من الضروري تأمين حاجات سوريا وإسرائيل من مياه بحيرة طبريا والجولان وليس فقط حاجات الدولة اليهودية.

لكن المفاوضات التي جرت بإشراف أمريكي على أساس "تعهد رابين" سواء في عهد صاحب هذا التعهد أو في عهد حكومي بيريز وباراك لم تؤد إلى توقيع اتفاق سلام سوري - إسرائيلي. وإذا كان لهذه المفاوضات أن تنطلق مجدداً فيجب أن يتم ذلك على أساس إعلان إدارة الرئيس بوش التزامها بالعمل استناداً إلى "وديعة رابين" هذه وأن يترافق ذلك مع ضغوط على حكومة شارون لتحقيق السلام السوري - الإسرائيلي

لماذا لا يستفيد العرب من المزايا الإيجابية عند الأمريكيين؟

يقول الرئيس الاميركي بيل كلنتون في كتاب حياتي
"في الثالث من كانون الثاني ذهبت إلى شفردستاون لبدء محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل. لقد ضغط إيهود باراك عليّ بشدة لعقد المحادثات مبكراً هذا العام... كان قد أخبرني قبل عدة أشهر بأنّه مستعد لإعادة مرتفعات الجولان إلى سوريا شريطة أن تُلبى مطالب إسرائيل: محطة إنذار مبكر في الجولان واستمرار اعتمادها على بحيرة طبرية، المعروفة باسم بحر الجليل، لتأمين ثلث احتياجاتها من الموارد المائية".

.. "وقبل أن يقتل إسحاق رابين كان قد أعطاني تعهداً بالانسحاب من الجولان إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، في حال تحقق مطالب إسرائيل. وقد أعطاني ذلك التعهد بشرط أن أبقيه سراً حتى يحين موعد طرحه رسمياً على سوريا في سياق التوصل إلى حل شامل. بعد موت إسحاق، أكد شيمون بيريز ثانية على الالتزام بذلك التعهد، وبناء على هذا التأكيد قمنا برعاية المحادثات بين السوريين والإسرائيليين عام 1996 في منطقة واي ريفر. وقد أرادني بيريز أن أوقع على معاهدة لضمان أمن إسرائيل إذا ما تنازلت عن الجولان، وتم اقتراح هذه الفكرة عليّ ثانية من قبل نتنياهو ومن ثم عُرضت عليّ لاحقاً من قبل باراك. من جهتي كنت على أتم الاستعداد لذلك وهذا ما أخبرتهم به".ص910

.. ".. لم يكن الأسد بصحة جيدة، وأراد استعادة الجولان قبل وفاته، ولكنّه كان مضطراً لتوخي الحذر في خطواته. لقد أراد لابنه بشار أن يخلفه، وبغض النظر عن قناعته الخاصة بضرورة استعادة سوريا لكامل أراضيها التي كانت تمتلكها قبل الرابع من حزيران (يونيو) 1967، كان عليه أن يعقد اتفاقاً لا يكون عرضة لهجوم من القوى الداخلية في سوريا التي سيحتاج ابنه لتأييدها".ص911

..."عندما اقترح الشرع في المحادثات الخاصة السرية أن يتم بدء المفاوضات من حيث توقفت عام 1996 بوديعة رابين التي تلتزم بالعودة إلى خط 4 حزيران (يونيو) شرط تلبية مطالبها، رد باراك، بالرغم من أنّه لم يقدم أية وعود حول الأرض "ولكن نحن لا نمحو الماضي". بعدها اتفق الرجلان أن أقرر أنا ترتيب مناقشة التفاصيل التي تتضمن الحدود، والمياه، والأمن، والسلام".ص912

..."بدأنا بعقد اجتماعات حول الحدود والأمن. وهنا أبدى السوريون ثانية مرونة فيما يتعلق بهذين الشأنين، قائلين بأنّهم يقبلون تعديل الشريط الحدودي لمسافة 50 متراً (164 قدماً) بشرط أن يقبل الإسرائيليون بخط الرابع من حزيران (يونيو) كأساس للمفاوضات. وقد كان هذا العرض منطقياً من الناحية العملية، نظراً لتقلص حجم البحيرة خلال الثلاثين عاماً الماضية. لقد تحمست كثيراً لهذا العرض، إلاّ أنّه يبدو أنّه من الواضح أنّ باراك لم يخوّل أحداً في فريقه لقبول خط 4 حزيران (يونيو) مهما تكن تنازلات السوريين.

.. ما زاد الأمر سوءاً تسرب نص مسودة الاتفاقية إلى الصحافة الإسرائيلية التي نشرتها بحيث بدت سوريا وكأنّها قدمت تنازلات دون مقابل، مما عرّض الشرع لكثير من الانتقادات في سوريا. وبالطبع كان هذا محرجاً له وللرئيس الأسد في آن. فحتى الأنظمة الشمولية غير محصنة من رأي الشعب ومجموعات المصالح القوية"... لم تكن صحة الأسد جيدة وكان عليه أن يمهد الطريق أمام ابنه".ص914

..."في المقابل كان باراك بالرغم من أنّه هو الذي دفع بقوة في أول الأمر لإجراء المفاوضات قد قرر على ما يبدو بناء على معطيات الاستطلاعات أن يبطئ سير العملية.."ص913

في جنيف "عندما التقيت بالأسد.. أجرينا اجتماعاً ضيقاً.. طلبت من دينيس روس بسط الخرائط... بدا باراك مستعداً الآن لقبول مساحة أقل من الأرض حول البحيرة تعادل 400م (1312 قدماً) على الرغم منّه كان يريد أكثر من ذلك.."ص931

يتبين من هذا العرض السريع لما جاء في كتاب (حياتي) لبيل كلنتون، حول المفاوضات السورية الإسرائيلية، أنّ ما عرف بوديعة رابين، أي التعهد بالانسحاب من الجولان إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، في حال تحقق مطالب إسرائيل، لم تقتصر على رابين وحده، بل إنّ كل من بيريز ونتنياهو وباراك أكدوا على الالتزام بذلك التعهد. بالتالي من الأمور المنطقية أن تستأنف المفاوضات بناء على ذلك التعهد الذي وافق عليه أربعة رؤساء وزراء متوالين للحكومة الإسرائيلية، والذي ينص على الالتزام بالانسحاب من الجولان إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967..

أسير التشرد
31/12/2007, 07:19
بس بدي ضيف شغلة او جملة... انو الله يرحم رابين..(باعتبار انو ما بيتجوز ع الميت إلا الرحمة..وبعض الروايات..غير الرحمة..)
هالزلمة بطل... وقدم حياتو منشان السلام... مو متل حكامنا... بنلاقهم بالجحور نايم ع الدولارات..

phoenixbird
31/12/2007, 09:10
تسجيل متابعة

في مفاجأ ة قليل اللي بيعرفوها رح تنكشف عن هالقصة قريبا

خيالات واوهام
31/12/2007, 09:40
طيب انا من هون بطالب كسوري من المفاوضين السوريين الحاليين مع الإسرائيلين انو ما يتنازلوا عن اللي كان بهل الوديعة وانو اي تنازل رح يكون تفريط بالحقوق السورية رح يحاسبون التاريخ عليه

ظل جيفارا
31/12/2007, 17:19
ثالثاً: التطبيع الكامل للعلاقات بين سوريا وإسرائيل يجب أن يشمل التبادل التجاري والتعاون السياحي.
رابعاً: موافقة سوريا على ترتيبات أمنية جديدة مع إسرائيل تشمل قيام الأمريكيين بإدارة محطات إنذار مبكر في الجولان يبدأ العمل بها بعد بدء الانسحاب الإسرائيلي.

تحياتي الحارة اخ ياس
صديقي انا برأيي انو البنود المقتبسة كتير مجحفة بحق الجانب السوري وهذه اعتراضاتي
1 - لا يستطيع احد ان يجبر دولة ما على اقامة تعاون تجاري مقابل الإنسحاب من اراضيها إن التعاون التجاري هو امر تتباحثه القيادة السياسية الإقتصادية للدولتين فيما بعد الإعتراف المتبادل وليس قبل الإعتراف ولذا لا يمكن القبول بشروط مسبقة كهذه للتفاوض
2- في مفاوضات السلام ارى ان سلاما يتضمن قيام دولة بزرع محطات انذار في اراضي دولة اخرى ارى هذا الأمر غير منطقي وغير مقبول وخصوصا الطرف الأميركي وعلاقته الطويلة بقضايا المنطقة . وحتى ولو كانت محطة الإنذار بقيادة عربية فهذا الشرط يخل بالأمن الوطني لسوريا لوجود قوات اجنبية على ارضها
وتحياتي الحارة
ظل جيفارا

yass
31/12/2007, 17:29
تحياتي الحارة اخ ياس
صديقي انا برأيي انو البنود المقتبسة كتير مجحفة بحق الجانب السوري وهذه اعتراضاتي
1 - لا يستطيع احد ان يجبر دولة ما على اقامة تعاون تجاري مقابل الإنسحاب من اراضيها إن التعاون التجاري هو امر تتباحثه القيادة السياسية الإقتصادية للدولتين فيما بعد الإعتراف المتبادل وليس قبل الإعتراف ولذا لا يمكن القبول بشروط مسبقة كهذه للتفاوض
2- في مفاوضات السلام ارى ان سلاما يتضمن قيام دولة بزرع محطات انذار في اراضي دولة اخرى ارى هذا الأمر غير منطقي وغير مقبول وخصوصا الطرف الأميركي وعلاقته الطويلة بقضايا المنطقة . وحتى ولو كانت محطة الإنذار بقيادة عربية فهذا الشرط يخل بالأمن الوطني لسوريا لوجود قوات اجنبية على ارضها
وتحياتي الحارة
ظل جيفارا


خيو تحياتك مقبولة جدا صديقي لكن الموضوع للزميل كوستا :lol:


موافق جدا على تحفظاتك حول الشروط, لكن علينا أن نكون واقعيين و نفكّر انو ما راح يجي شي ببلاش, حتى على أيام الاتحاد السوفييتي ما كان عنّا من قبل الاتحاد السوفييتي نفس الدعم اللي تتمتع بيه اسرائيل من قبل الولايات المتحدة, يعني غالبا لا نملك امكانية المفاوضة ندا لند لذلك يجب البحث عن وسائل ضغط تستعمل في المفاوضات



تحياتي

phoenixbird
01/01/2008, 20:57
ما حدا فكر انو وديعة رابين ماتت و انتهت واندفنت بارضا

واساسا لو كانت حية اسرئيل بتعترف فيها ؟ ما بظن

ظل جيفارا
02/01/2008, 11:47
خيو تحياتك مقبولة جدا صديقي لكن الموضوع للزميل كوستا :lol:


موافق جدا على تحفظاتك حول الشروط, لكن علينا أن نكون واقعيين و نفكّر انو ما راح يجي شي ببلاش, حتى على أيام الاتحاد السوفييتي ما كان عنّا من قبل الاتحاد السوفييتي نفس الدعم اللي تتمتع بيه اسرائيل من قبل الولايات المتحدة, يعني غالبا لا نملك امكانية المفاوضة ندا لند لذلك يجب البحث عن وسائل ضغط تستعمل في المفاوضات
تحياتي
الغريب جدا شريك انو لهلأ مقتنع إنو إلك ...لأ تحياتي اخ كوستا ... تحياتي الحارة
خيو لحنا ما عم نحكي انو الإتحاد السوفياتي كان شغلة زمانه ولا عم نحكي إنو اي قوة خارجية ممكن تدعم شعب معين بضد مصالحها وحادثة " الإتحاد السوفياتي - كوبا - اميركا " وكيف صار فيديل كاسترو وكوبا كلها حجر شطرنج بإيد السوفيات اكبر دليل
بس لحنا عم نقول إنو رغم انو الوديعة مجحفة بحق سوريا ومجحفة جدا بإعتبار كلمة متل " التبادل التجاري " مانها قليلة ورح تشكل أكبال بإيد سوريا بس رغم هيك اسرائيل هيي اللي تخلت عن هالوديعة ....
وبرجع بقتبس كلمة كتير بحبها """ لكي نكون واقعيين يجب ان نطلب المستحيل """
وتحياتي الحارة
ظل جيفارا

مايسترو
02/01/2008, 21:00
انا ضد اي سلام ممكن انو يصير


بناءا على شو بدنا نعمل سلام؟؟؟؟



مايسترو

ظل جيفارا
03/01/2008, 00:58
انا ضد اي سلام ممكن انو يصير


بناءا على شو بدنا نعمل سلام؟؟؟؟



مايسترو
اؤيد 100% يا سيدي التجارب السابقة لدول الطوق بتفرجينا قديش حلوة معاهدات السلام
وخصوصا هيدي المعاهدة مع مصر حيث هناك شروط بعدم اقتراب الجيش المصري من مناطق تابعة لأراضي الدولة المصرية .
تحياتي الحارة
ظل جيفارا