-
دخول

عرض كامل الموضوع : شكراً وزير الثقافة.." إنجازاتكم " "الثقافية" قتلتنا


secular
29/12/2007, 09:18
سررت كثيراً عندما علمت بتعيين الدكتور رياض نعسان آغا وزيراً للثقافة في سورية, كما أنني وباقي مواطني هذا الوطن الكبير علقنا آمالاً كثيرة وكبيرة على إصلاح الوضع الثقافي وتطويره في هذا البلد الذي يبتعد يوما تلو الآخر عن التطوير الثقافي والفكري, تاركاً هذه المهمة للفضائيات العربية والأجنبية (وللمسلسل البوليسي غزلان في غابة الذئاب) لتلعب الدور الأهم في عملية التثقيف ونشر الوعي الفكري. ربما يكون سبب المبالغة بكلمة (تفاؤل) بالوزير الجديد سببها التاريخ الثقافي والأدبي والسياسي والإعلامي الكبير للأستاذ رياض, ولكن كما يقال (حساب الحقل ما طبق عا حساب البيدر) بمعنى أننا لم نكن نتوقع ما نراه من إنجازات عظيمة في وزارة الثقافة وأهمها:
1- التعيين عن طريق التعاقد المباشر شبه الدائم لوظيفة مدير المكتب الصحفي في الوزارة مع الكاتب (الكبير) نجم الدين سمان. فلو نظرنا إلى خلفية هذا التعيين (الذي يعتبر نطّة إصلاحية !!) لوجدنا أنها شخصية بحتة, فالمذكور هو أحد أصدقاء الوزير المقربين, أي أن هذا التعيين لم يتم على أرضية الخبرة (كما هو مذكور في عقد التعيين) سواءً في المجال الوظيفي (كون السيد نجم يُعين لأول مرة في وظيفة حكومية) أو في المجال الصحفي (كون المذكور هو أديب وليس صحفي أو إعلامي والفرق كبير بين الحالتين), ربما تكون الخبرة هي حاجة ورقية لا أكثر ولا أقل , نكتبها فقط على عقود التعيين لأسباب يعرفها القاصي والداني!!.
إذا تناولنا الموضوع من جانب آخر, وحسب البروتوكولات الواجب أن يحققها أي مدير مكتب إعلامي في العالم هو الاهتمام بالأناقة الخارجية في الهندام, ولا نقصد هنا الالتزام الدائم بارتداء البدلات الرسمية وربطات العنق, ولكن بأبسط الأمور الابتعاد عن الكنزات القطنية (الملونة والحمراء بشكل خاص) وبنطلونات الجينز والأحذية المتسخة المغبرة, لسبب بسيط هو أن مهمة مدير المكتب الصحفي في أي وزارة على وجه الكرة الأرضية تتطلب دوما الاجتماع بشخصيات هامة أجنبية وعربية سياسية وثقافية وإعلامية ودينية واجتماعية, لذلك فمن حق أي وزارة أن تتباهى أمام ضيوفها العرب ولأجانب بثقافة وخبرة وأناقة مدير مكتبها الصحفي وبأسلوبه الذكي وحواره المنفتح الأفق ودبلوماسيته المتمثلة بالابتسامة الدائمة واستعداده الدائم للمناقشة واستيعاب الرأي والرأي الآخر, ربما المدير الجديد للمكتب الصحفي بعيد بعد كوكب المشتري عن الأرض عن أي شرط يتطلبها لقب مدير على الأقل..
2- تعيين الموسيقار مجد نعسان آغا (نجل السيد الوزير) مديراُ فنياً للأوركسترا السورية للموسيقا العربية. أيضاً لو نظرنا إلى خلفية هذا التعيين لوجدنا ببساطة أن سببه صلة القربى فقط (كون المذكور ابن جلالة الوزير). لأنني أنا كباقي مواطني هذا الوطن سواْ المثقف منهم أو الجاهل (فنياً) لم نسمع يوماً باسم مجد نعسان آغا الذي لقب نفسه العندليب القادم (طبعا هذا اللقب تم تداوله عبر بعض المواقع والصحف المرتبطة بعلاقات شخصية مع والده), هذا أولاً. وثانياً, هل من امتيازات المدير الفني للفرقة هو ركوب سيارة مرسيدس غواصة حكومية تابعة لوزارة الثقافة؟, ونحن نرى يومياً باقي موظفي وزارة الثقافة من حملة شهادة الدكتوراه أو من الأدباء والمفكرين والشعراء نراهم جالسين (جلسة القرفصاء) في الحافلات والميكروباصات , وهل من امتيازات السيد مجد هي منح السيارات الحكومية التابعة لوزارة الثقافة لأصدقائه الفنانين (ومنهم المايسترو جون قره جولي) وتخصيص هذه السيارات بالوقود من مخصصات الوزارة! ربما يكون هدر الوقود الحكومي بواسطة سيارات الفنانين الحكومية أيضاً إنجاز آخر عظيم يسجل في تاريخ الثقافة السورية.
وهل من حق السيد مجد, وهل من حق والده, التعاقد بمئات الألوف من الليرات مع نجوم هواة من الدرجة الخامسة لحفلات الفرقة التي صرفوا على إنشائها الملايين فقط لإشهار اسم النجل الفنان, وهل من المنطق أن يتقاضى نجم هاوي مثل هادي أسود أو شهد برمدا مبلغ وقدره (مئة وخمسون ألف ليرة فقط) على الفقرة الغنائية الواحدة التي مدتها لا تتجاوز (40 دقيقة), لماذا كل هذا الهدر يا سيادة الوزير؟ مئات الألوف تصرف على الغناء وباقي موظفي الوزارة يقضون ليلهم مع نهارهم يحلمون بمكافئة الـ (500 ل.س) في نهاية الشهر. ربما تكون معلقة العندليب القادم (قارئة الفنجان) أو المعلقات القادمة هي أكبر مكافئة لجمهور الوزارة الذواق!!
وإن بقينا في باب الامتيازات الممنوحة للعندليب القادم لوجدنا كثرة الإيفادات إلى الأقطار الشقيقة والصديقة, بمشاركة إمبراطور العلاقات العامة والمنسق الأعلى لسياسة الإيفادات والحجز بفنادق الخمس نجوم (طبعا على نفقة الوزارة) السيد نزيه خوري المحترم, والفواتير الموجودة بالمديرية المالية الموقعة من قبل السيد الوزير هي أكبر دليل على ذلك. والسؤال الكبير هو ما هي الفائدة الكبرى من هذه الإيفادات, هل هو نوع من التسويق الفني للفنان الصاعد أقصد العندليب القادم أو الآتي أو اللاحق؟ ولماذا نهدر المال العام بأجنحة الخمس نجوم ؟؟ لماذا لا يقوم وزير الثقافة إيفاد حملة الشهادات العليا إلى دورات تدريبية في الخارج أو حتى في الداخل قد تكون أكثر فائدة للوطن من قارئة الفنجان؟ لم هذه المعادلة الغير مفهومة والغير متوازنة؟ لم نوفد المدير الفني للفرقة فقط؟.
وإن بقينا في باب تجاوز الصلاحيات لوجدنا أن أكبر تجاوز و ربما يكون الإنجاز الأعظم للسيد مجد هو الاستيلاء على المركز الثقافي في المزة وتحويله إلى مكتب خاص به وتعيين مدير لمكتبه وسكرتيرة, ربما يكون السيد مجد بصوته الرومانسي واجتماعاته المهمة مع نجوم الدرجة تحت الصفر مفيداً لأمتنا العربية والإسلامية بما فيها سكان منطقة المزة أكثر من وجود مركز ثقافي فيها.. من يدري؟.
3- إنه لإنجاز كبير يستحق التحية وجود موقع انترنت لوزارة الثقافة, هذا من ناحية الاسم فقط, أما من ناحية المضمون فالموقع بعيد جداً أن يكون موقعا لوزارة الثقافة السورية بل هو أشبه بموقع شخصي خاص بوزير الثقافة فقط, فالموقع فقير جداً بالمواد والأخبار الثقافية, وليس المقصود بالأخبار الثقافية هي استقبال ووداع وحضور ومشاركة وجولات ونشاطات ولقاءات واجتماعات وسفريات وولائم وتوجيهات السيد وزير الثقافة ونجله صاحب الصوت (الأسطوري), كما أننا لا نفصد بالمواد الثقافية تلك المقالات (المأجورة) التي يكتبها السيد وزير الثقافة في الصحف العربية, إنما المقصود أكبر بكثير مما هو موجود حالياً. أين كتابات ومشاركات المثقفين السوريين أمثال ألفة الأدلبي و فاضل الأنصاري وشوقي بغدادي و زكريا تامر وكوليت خوري وغادة السمان ونهاد سيريس ومريم خير بيك وأحمد عبد المعطي حجازي ومحمد الماغوط والكثير الكثير من الأسماء الكبيرة في العالم الثقافي السوري والعرب التي دخلت التاريخ الفكري والأدبي العالمي قبل العربي من أوسع أبوابه. أليس أجدر بوزارة الثقافة نشر نشاطات وكتابات هذه الأسماء الكبيرة أم نترك هذه المهمة لوزارة الثقافة في جمهورية الكاميرون الصديقة مثلاً, أليس من واجبات وزارة الثقافة (على حد علمي) هي نشر الفكر الثقافي والأدبي!! أم أن دورها فقط هو تغطية أخبار المهرجانات وخاصة الاوركسترا وأخبار التنقيب عن الأثارات والقبور وربما النفط في المستقبل إذا تم دمج وزارتي الثقافة والنفط ومياه عين الفيجة !.
4- إن أهم إنجاز للسيد الوزير هو الاحتفاظ بمديري الشؤون الإدارية (ذو التاريخ القتالي الحافل!!) ومدير الرقابة الداخلية (الغني عن التعريف). إن الاحتفاظ بهذين الشخصين سببه المصلحة الشخصية بالدرجة الأولى ومصلحة الوزارة بالدرجة الأخيرة, ماذا يعني هذا؟. إن الاحتفاظ بمدير الشؤون الإدارية هدفه المبدأ القائل (حكّلي لحكّلك) وفهم القارئ كفاية لمعرفة أبعاد هذا القول المأثور, ربما تكون المعادلة ناقصة بدون الاحتفاظ بمدير الرقابة أيضاً حفاظاً على حقوق النشر.
لن أطيل كثيراً وربما قد أطلت دون أن أدري ولكني سأختم مقالتي هذه بالإشارة فقط إلى سياسة (كم الأفواه) المتبعة في وزارة الثقافة التي باتت واضحة ومكشوفة للعيان. وسأكتفي بمثال لهذه السياسة (الستالينية), وهي شراء (إن صح التعبير) كل من يكتب ضد وزير الثقافة أو نجله أو أحد معاونيه بأي مجلة أو موقع الكتروني أو صحيفة, وآخر الضحايا كان محرر موقع ( ألف) الإلكتروني الأستاذ أحمد خليل الذي تم تعيينه موظفاً (على الورق فقط) لدى الوزارة كمحرر وإغراقه بالمكافئات المادية في آخر كل شهر, كل هذا فقط من أجل كسب السيد خليل والتوقف عن كتابة الحقائق ونشر ملفات الفساد في موقعه الإلكتروني التي ربما أزعجت السيد الوزير ونجله!
إن ما أوردناه من إنجازات ليس إلا نقطة من نبع لما يجري داخل أروقة وزارة الثقافة (النموذج الجديد للثقافة في سورية). ربما تكون وزارة الثقافة قد تحولت بفعل القضاء والقدر (فقط) لكي لا نتهم أحداً إلى مزرعة خيول!! لا أدري.. ربما يكون السيد وزير الثقافة وليس غيره هو الأقدر على معرفة من يشارك القضاء والقدر بهذا التحويل الكبير. وبانتظار المفاجآت الثقافية الكثيرة التي سنراها قريباً عند الاحتفال بدمشق كعاصمة للثقافة العربية 2008 .. والله أعلم !!


بقلم باسل حجازي -أستاذ في جامعة دمشق
عن سيريا لايف
______________________

و بيقولوا حفلة مكافحة فساد - هذا مو فاسد و يستحق الإقالة و المحاسبة و مطالبته بإعادة
الأموال التي أنفقها على ابنه - الوزير الثاني بالوزارة ..


الذي يسكت عن رامي مخلوف و اخوته و أقاربه كيف سيتابع كل الفاسدين ..