*Marwa*
27/12/2007, 11:09
يخطفون الورد ونحن نغني ونصفق !!
"وتمختري يا حلوة يا زينة ..يا وردة جوا الجنينة"، هي أغنية جميلة متوارثة عبر الأجيال لطالما رددناها لزفة كل عروس فاتنة كالوردة ، ولكن ماذا نفعل إن كانت الوردة لا زالت برعماً وحسب ؟
هي ظاهرة مقيتة عادت لتجتاح قرانا ومدننا العربية في الآونة الأخيرة وبدأت تعشش في تفكير بناتنا وشبابنا الصغار ، فنجد أنهم عادوا إلى الزواج في سن مبكرة وحتى قبل الثامنة عشرة ربيعاً ، أجل إنه الزواج المبكر ، أو ما قد أسميه أنا " المستقبل المتحجر" ، فما هي دوافع هذه الزيجات؟ ومن منا المسؤؤل؟
نحن جميعاً لا نستغرب كيف تزوج آباؤنا وأمهاتنا وبأي سن مبكرة كان قد حصل ذلك ، فكلنا يعي الأسباب لهذه الزيجات من عدد الأولاد الكثير لعدم توفر فرص التعليم والعمل وحرية التصرف للفتاة ، لكن والحمد لله لم تعد المرأة "تلك الفرخة التي تبيض العشرة والعشرين بيضة " ولم تعد الفتاة ذاك الكتاب الأصم الأبكم الأعمى الذين ينقشون عليهما يريدون، إذن كيف نبضي ونحن أبناء القرن الواحد والعشرين يقطف أجمل ورودنا وهي لا زالت براعم بريئة لم تنضج كفاية لمواجهة عواصف الحياة وأمواجها؟
انه قمة التخلف والتراجع الاجتماعي والفكري إن عدنا للتفكير بأن وأد البنت في بيت زوجها في سن مبكرة قد لا تتجاوز الخامسة عشرة أو حتى السادسة عشرة هو أمان مستقبلها وضمان جودتها ونقائها، وهو لا يختلف كثيرا عن وأد البنت حية ترزق ، فهل جرب أحدكم أن يصور لنفسه مرة كيف تفكر ابنة السادسة عشر؟ وما هي أقصى أحلامها ؟ وأي أحاسيس تتحكم بها ؟ وبماذا تعبر من مراحل المراهقة ؟
أليست الفتاة في هذا الجيل كالقارب وسط البحر .." موجة تأخذها وموجة بتجيبها " ؟
وطبعا فإن معظم الفتيات يحلمن بذاك الثوب الأبيض الفتان فكيف ترفض الواحدة منهن عرضا هبّ قبل الموعد ؟ انه العرض الذي قد يريحها من سلطة أمها وأبيها ، وسيحمل عنها كل هموم التعليم وثقل الحقيبة وكتبها ودفاترها دون أن تعلم أن أعباء عائلة وزوج وأولاد جدد كلها ستلقى على كاهلها ..حتى تجد نفسها بعد سنة أو اثنتين تمر بتحولات فكرية وشعورية رهيبة فما نراها إلا وقد تخون زوجها أو حتى تطالبه بالطلاق ، وعلى الرغم من أن هذه هي ليست نتائج حتمية إنما هي تلك الاحتمالات المنطقية العلمية الوحيدة لمثل هذه الحالات ولمن لا يعلم فإن أعباء صحية عديدة قد تظهر نتيجة للإنجاب المبكر وتزداد معدلات الإجهاض ، فما الداعي لكل هذا؟ وما هو دور الأهل في منع مثل هذه المخاطرات؟ أم أن الفتاة لازالت في مجتمعنا حملاً يكسر الظهر أو ضلعاً قاصراً لا حول له ولا قوة؟ أينقص مجتمعنا تخلفاً ..ونحن بأمس الحاجة للنهضة والحضارة؟ فماذا ينتج عن هذه الزيجات سوى جهل وعشرات الخطوات إلى الوراء؟أوليست الأم مدرسة..إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ؟"
فماذا نترك للجيل القادم؟ فنون النوم في الفراش؟ أم ألوان " الدواوين والقيل والقال؟"
إن المنطق يفرض أن " أكبر مني بيوم أعلم وأخبر مني بسنة " وكل مضامين المنطق تفرش أن الفتاة التي تعطى فرصا للعيش بحرية ودخول الجامعة والتعليم والعمل هي إنسانة أوسع فكراً وآفاقاً وقوة في الشخصية بل هي هذه التي قد تقرر لنفسها شريك الحياة الأنسب ، فكيف ننهض بهذا المجتمع ونحن لازلنا نعيش داخل أسمال وجلابيات أجدادنا ؟ وعلى من يا ترى تقع مسؤؤلية التقدم أو الرجعية ..على فتياتنا؟ أم على آبائنا وأمهاتنا ؟ إنها حقا جريمة بحق بناتنا وفلذات أكبادنا، فلا عجب أن نجد كل تلميذة في الصف التاسع أو العاشر تدخل الصف وهي تتأبط ذراع خطيبها أو زوجها لا وبل قد نجدها في حفل التخرج حاملا أو صار لديها ابنا أو اثنين ..! حقا شر البلية ما يضحك !
سحر ابو ليل
"وتمختري يا حلوة يا زينة ..يا وردة جوا الجنينة"، هي أغنية جميلة متوارثة عبر الأجيال لطالما رددناها لزفة كل عروس فاتنة كالوردة ، ولكن ماذا نفعل إن كانت الوردة لا زالت برعماً وحسب ؟
هي ظاهرة مقيتة عادت لتجتاح قرانا ومدننا العربية في الآونة الأخيرة وبدأت تعشش في تفكير بناتنا وشبابنا الصغار ، فنجد أنهم عادوا إلى الزواج في سن مبكرة وحتى قبل الثامنة عشرة ربيعاً ، أجل إنه الزواج المبكر ، أو ما قد أسميه أنا " المستقبل المتحجر" ، فما هي دوافع هذه الزيجات؟ ومن منا المسؤؤل؟
نحن جميعاً لا نستغرب كيف تزوج آباؤنا وأمهاتنا وبأي سن مبكرة كان قد حصل ذلك ، فكلنا يعي الأسباب لهذه الزيجات من عدد الأولاد الكثير لعدم توفر فرص التعليم والعمل وحرية التصرف للفتاة ، لكن والحمد لله لم تعد المرأة "تلك الفرخة التي تبيض العشرة والعشرين بيضة " ولم تعد الفتاة ذاك الكتاب الأصم الأبكم الأعمى الذين ينقشون عليهما يريدون، إذن كيف نبضي ونحن أبناء القرن الواحد والعشرين يقطف أجمل ورودنا وهي لا زالت براعم بريئة لم تنضج كفاية لمواجهة عواصف الحياة وأمواجها؟
انه قمة التخلف والتراجع الاجتماعي والفكري إن عدنا للتفكير بأن وأد البنت في بيت زوجها في سن مبكرة قد لا تتجاوز الخامسة عشرة أو حتى السادسة عشرة هو أمان مستقبلها وضمان جودتها ونقائها، وهو لا يختلف كثيرا عن وأد البنت حية ترزق ، فهل جرب أحدكم أن يصور لنفسه مرة كيف تفكر ابنة السادسة عشر؟ وما هي أقصى أحلامها ؟ وأي أحاسيس تتحكم بها ؟ وبماذا تعبر من مراحل المراهقة ؟
أليست الفتاة في هذا الجيل كالقارب وسط البحر .." موجة تأخذها وموجة بتجيبها " ؟
وطبعا فإن معظم الفتيات يحلمن بذاك الثوب الأبيض الفتان فكيف ترفض الواحدة منهن عرضا هبّ قبل الموعد ؟ انه العرض الذي قد يريحها من سلطة أمها وأبيها ، وسيحمل عنها كل هموم التعليم وثقل الحقيبة وكتبها ودفاترها دون أن تعلم أن أعباء عائلة وزوج وأولاد جدد كلها ستلقى على كاهلها ..حتى تجد نفسها بعد سنة أو اثنتين تمر بتحولات فكرية وشعورية رهيبة فما نراها إلا وقد تخون زوجها أو حتى تطالبه بالطلاق ، وعلى الرغم من أن هذه هي ليست نتائج حتمية إنما هي تلك الاحتمالات المنطقية العلمية الوحيدة لمثل هذه الحالات ولمن لا يعلم فإن أعباء صحية عديدة قد تظهر نتيجة للإنجاب المبكر وتزداد معدلات الإجهاض ، فما الداعي لكل هذا؟ وما هو دور الأهل في منع مثل هذه المخاطرات؟ أم أن الفتاة لازالت في مجتمعنا حملاً يكسر الظهر أو ضلعاً قاصراً لا حول له ولا قوة؟ أينقص مجتمعنا تخلفاً ..ونحن بأمس الحاجة للنهضة والحضارة؟ فماذا ينتج عن هذه الزيجات سوى جهل وعشرات الخطوات إلى الوراء؟أوليست الأم مدرسة..إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ؟"
فماذا نترك للجيل القادم؟ فنون النوم في الفراش؟ أم ألوان " الدواوين والقيل والقال؟"
إن المنطق يفرض أن " أكبر مني بيوم أعلم وأخبر مني بسنة " وكل مضامين المنطق تفرش أن الفتاة التي تعطى فرصا للعيش بحرية ودخول الجامعة والتعليم والعمل هي إنسانة أوسع فكراً وآفاقاً وقوة في الشخصية بل هي هذه التي قد تقرر لنفسها شريك الحياة الأنسب ، فكيف ننهض بهذا المجتمع ونحن لازلنا نعيش داخل أسمال وجلابيات أجدادنا ؟ وعلى من يا ترى تقع مسؤؤلية التقدم أو الرجعية ..على فتياتنا؟ أم على آبائنا وأمهاتنا ؟ إنها حقا جريمة بحق بناتنا وفلذات أكبادنا، فلا عجب أن نجد كل تلميذة في الصف التاسع أو العاشر تدخل الصف وهي تتأبط ذراع خطيبها أو زوجها لا وبل قد نجدها في حفل التخرج حاملا أو صار لديها ابنا أو اثنين ..! حقا شر البلية ما يضحك !
سحر ابو ليل