-
عرض كامل الموضوع : المدرسة المستنصرية ببغداد......
وصف المدرسة المستنصرية:
---------------------------
تجسد بناية المدرسة المستنصرية وزخارفها مدى التطور المعماري الذي وصل إليه كمال البناء في الزمن العباسي وخاصة الرسوم الزخرفية الموجودة على جدران وأروقة المدرسة المستنصرية وخاصة في المسجد في داخلها حيث استغل المعماريون العباسيون الموقع الجيد في إنشاء المسجد وخاصة السقف الذي بني على شكل قبة ومن دون إدخال حديد التسليح في عمله.
وإن هذا الموقع المميز يتيح الإستفادة من الصحن في تأدية الصلاة عندما يضيق بيت الصلاة بالمصلين
فقد أقيمت على مساحة كبيرة طولها 104,80م وعرضها يتراوح بين 48,80م جنوبا و44,20م شمالاً، يتصدر المدرسة بيت للصلاة طول جدار القبلة فيه يزيد على 23 متراً بعرض يبلغ 5,90م، يطل على الفناء بثلاثة عقود أوسطها أوسعها، والفناء جاء مستطيلا مكشوفا طوله 62,40م وعرضه 27,40م، يحيط به من الجوانب الأربعة غرف صغيرة مؤلفة من طابقين يبلغ عددها في الطابق الأول 40 غرفة، وفي الطابق الثاني 36 غرفة، ولكنها أقل مساحة وحجماً من غرف الطابق الأرضي، ويتوسط الغرف الأرضية المسجد الجامع في الجانب الجنوبي، وإيوان في كل من الجانبين الشرقي والغربي، ومدخل المدرسة في الجانب الشمالي يحف به من جانبيه قاعة مفتوحة من خلال باب بطل على الفناء.
. وقد راعى البناؤون في ذلك العصر الحجم والمساحة للغرف إضافة إلى الشرفات الخارجة من هذه الغرف والمطلة على الصحن وأماكن التهوية ودخول الشمس وكل ذلك يدل على براعة الصناع العاملين في بناء المدرسة.
كما أن المسناة الممتدة على طول شاطئ دجلة المحاذي للمدرسة المستنصرية تدل على بعد نظر المهندسين الذين صمموا بنايات المدرسة لأن تلك المسناة قد استخدموها كطريق او ممر يسير عليه الناس.
وإضافة إلى الطريق النهري الذي استخدم للتنقل من وإلى المدرسة، والحكمة الهندسية في إقامة المسناة هي لإسناد وحماية البناية من فيضان نهر دجلة حيث تم بناؤها بمادة الآجر وهي سميكة بما يؤمن تلك الحماية للمدرسة.
وتدل الزخارف المتنوعة على ذوق فني رفيع، كما أنها تشير بوضوح إلى مدى النظام والتطور الذي حدث على الزخارف في تلك الفترة التأريخية سواء أكان ذلك في صناعتها أم في الأشكال الزخرفية نفسها. ويصعب الآن تقليد تلك الزخارف بشكلها الأصلي، وخاصة لو علمنا أنها مصنوعة من قطع الآجر “الطابوق” وهو المادة المستعملة في البناء والمتوافرة في منطقة بغداد وبنوعية جيدة. وقد استطاع المعمار البغدادي الإستفادة من خصائص هذه المادة وتمكن من عمل أشكال متنوعة سواء من إختلاف أوضاع قطع الآجر نفسها أو نحتها وتقطيعها إلى أشكال متنوعة وبأحجام متباينة على وفق خطة هندسية محكمة الصناعة تؤلف في مجموعها الشكل الزخرفي المطلوب، إضافة إلى حفر الزخارف على الآجر فيؤلف الإختلاف بين مستوياتها تباينا بين الضوء والظل يحقق وضوحاً وتجسيماً للعناصر الزخرفية.
وقد استعملت الزخارف الهندسية بكثرة في بناية المستنصرية، وهي ذات أشكال متنوعة يعتمد معظمها على الدائرة وأقطارها وقد تم تنسيق هذه الأنواع من الزخارف الهندسية بطريقة تساعد على بسطها في مختلف المساحات والسطوح المعدة لها.
وأما الزخارف نباتية الشكل فنجدها في الغالب موضوعة داخل مساحات هندسية كالنجوم والمضلعات وأحياناً تظهر فوق أرضية الكتابات وبين حروفها.
وقد أدى التطور المستمر لهذه الزخارف النباتية إلى ظهور نوع من الزخرفة العربية الإسلامية تسمى (أرابسك).
وقد استطاع الفنان العربي أن يرتب تلك العناصر وخاصة في نقوش المدرسة المستنصرية القديمة ترتيباً جديداً مبتكراً وأن يخرجها بتنسيق فني رائع ويضيف عليها الطابع الإسلامي، فكانت هذه الزخرفة إبتكاراً عربياً إسلامياً أصيلاً في أساس تكوينه وفكرته. وهذه المدرسة شيدت على مساحة طولها (4836) مترا مربعا بجانب قصر الخلافة وبالقرب من المدرسة النظامية تتوسطها نافورة كبيرة
وكانت الكتابة تزين مدخل المدرسة المستنصرية الأصلي، فهي من الآجر وبالخط الثلث على أرضية نباتية مزهرة غاية في الدقة والإبداع ونقرأ في الصف الثاني : " التي أعدها الذين آمنوا وعملوا الصالحات " وفي السطر الثالث:"وأمر أن تجعل مدرسة للفقهاء على المذاهب الأربعة " ، وفي السطر الرابع:"سيدنا ومولانا إمام المسلمين وخليفة رب العالمين " ، وفي السطر الخامس :"أبو جعفر المنصور المستنصر بالله أمير المؤمنين
ساعة المدرسة المستنصرية
-------------------------
تكامل بناء الايوان الذي انشيء قبالة المدرسة المستنصرية. وركب في صدره صندوق الساعات على وضع عجيب تعرف به اوقات الصلوات، وانقضاء الساعات الزمانية نهارا وليلا، والصندوق عبارة عن دائرة فيها صورة الفلك.وجعل فيها طاقات لطاف لها ابواب لطيفة . وفي طرفي الدائرة بازان من ذهب في طاستين من ذهب، وورائهما بندقتان من شبـه لايدركهما الناظر،فعند مضي كل ساعة ينفتح فـمـا البازين وتقع منهما البندقتان،وكلما سقطت بندقة انفتح باب من ابواب تلك الطاقات. والباب مذهب فيصير حينئذ مفضضا،وحينئذ تمضي ساعة زمانية. واذا وقعت البندقتان في الطاستين فأنهما تذهبان إلى مواضعهما من نفسيهما اي بصورة((تلقائية)).ثم تطلع شموس من ذهب في سماء لازوردية في ذلك الفلك مع طلوع الشمس الحقيقية.وتدور مع دورانها، وتغيب مع غيوبتها. فاذا غابت الشمس وجاء الليل فهناك اقمار طالعة من ضوء خلفها، كلما تكاملت ساعة تكامل ذلك الضوء في دائرة القمر. ثم تبتديء في الدائرة الاخرى إلى انقضاء الليل وطلوع الشمس فيعلم بذلك اوقات الصلوات.ولعل في ذكر السماء والشمس والقمر والكواكب والبروج في ساعة المستنصرية مايدل على علاقة ذلك كله بالحركة الفلكية من رصد النجوم والكواكب وبيان حركة الشمس، وحركة القمر،واوجهه المختلفة.
صنعها نور الدين بن تغلب الساعاتي
أقسام المدرسة وملحقاتها
-------------------------
من ملحقات المدرسة
يشغل الجامع موقعا متميزا ضمن المدرسة، حيث يقع في الجهة الجنوبية الغربية منها، وهو على شكل مستطيل أبعاده (23 م×20.5 م)، ويوجد فيه محراب على شكل مستطيل أيضا أبعاده (90.1 م× 25.5 م).
أما خزانة الكتب كانت المكتبة في مكان القاعات الكبيرة الواقعة في الحد الأسفل من عمارة المدرسة، ويفصل بينها وبين مدرسة الفقه دهليز طويل عال فإنها تتكون من قاعتين كبيرتين، يتم الدخول إلى الثانية عن طريق باب صغير من داخل الأولى، وهما على شكل مستطيل ولم يكن بها نوافذ بل كان بها فتحات في السقف تكفي للإضاءة والتهوية.
وقد بلغ مجموع ما نقل إليها أول مرة ثمانية آلاف مجلد. وقد بلغ عدد أحمالها مائتين وتسعين حملا. ثم أضيف إليها بعد ذلك من الإهداءات ما جعل مجموعاتها يرتفع إلى ثمانين ألف مجلد؛ حيث أهديت إلى المكتبة كتب من كبار رجالات الدولة والوجهاء والمؤلفين والواقفين، وقد رتبت هذه الكتب بحسب الفنون ليسهل تناولها ولا يتعب من يريد المطالعة في الحصول على ما يريد منها
حيث كان المستنصر بالله مهتما بالعلوم الدينية والأدبية ومنعكفا على نقل الكتب، لأنه كان ذا خط جميل. ومن شدة حبه للكتب قام بإنشاء هذه الخزانة. أما ما آل إليه مصير هذه الكتب، فإنها ألقيت في نهر دجلة، المحاذي للمدرسة من قبل الجنود التتار، أثناء دخولهم لبغداد سنة 656هـ/ 1258م حيث صبغ ماء نهر دجلة باللون الأزرق بسبب الحبر المستخدم في كتابة تلك الكتب النفيسة
.
ولقد كانت تعد هذه المكتبة من أعظم دور العلم العامة في القرن ين السابع والثامن الهجريين / الثالث عشر الميلادي خاصة في العهد الذي كان ابن الفوطي أمينا عليها فيه،
وقد كانت المكتبة تضم( خازنا للكتب ومشرفا على الخازن وأيضا مناولا للكتب والمستخدمين).
.. وبعد أن اكتمل بناء المكتبة أمر الخليفة بتزويدها بالمجموعات اللازمة من مكتبته الخاصة بالقصر. وقد نقل إليها من الربعات الشريفة والكتب النفيسة المحتوية على العلوم الدينية والأدبية ما حمله مائة وستون حمالا
وقد طلب الحاكم من أمين مكتبة القصر عبد العزيز بن دلف وابنه ضياء الدين التوجه إلى المكتبة المستنصرية وإثبات الكتب واعتبارها، وترتيب مؤلفاتها فقاما بذلك، ونظماها قدر الإمكان ورتباها حسب فنونها، ليسهل تناولها ولا يتعب مناولها، واستدعى ثلاثة أشخاص لمراقبة سير العمل على الوجه الصحيح فيها هم شمس الدين علي بن الكتبي الخازن، وعماد الدين علي بن الدباس المشرف، وجمال الدين إبراهيم بن حذيفة المناول.
مدرسة الفقه
تدرس فيها المذاهب الفقهية الأربعة مجتمعة لأول مرة في تاريخ المدارس الإسلامية
فجعل مدرسا للفقه ورتب له عشرة تلاميذ يكونون معه ليتعلموا منه هذه المهنة
وأسكن لكل مذهب اثنين وستين من الفقهاء وجعل لهم مدرسا وأربع معيدين، وأجريت لهم بها المشاهرات الوافرة وما يحتاجون إليه
دارًا للقرآن وفيها شيخ يلقن القرأن الكريم وثلاثون صبيا يتيما وكانت دار القران من الدور الملحقة لانه لم يكن من اللائق ان يختلط الأطفال الصغارمع طالب علم شاب في الثلانينات من عمره وكي لا تعلو أصوات الترتيل على أصوات الفقهاء
ودارًاًا للسنة فيها شيخ وقارئ وطلبة
مدرسة الطب فيها طبيب وجماعاته -عشرة من الطلبة- يشتغلون عليه في علم الطب الذين يشتغلون بالطب ويداوون المرضى وقد أدت الى ازدهار الدراسات الطبية
وفي المدرسة أقسام عديدة للدراسة
فإضافة إلى أقسام الدراسة هناك أقسام خدمية منها
المخزن الذي يحفظ فيه المواد القرطاسية والأطعمة
وهناك حمام ومزين (حلاق) للطلبة،
إضافة إلى المطبخ الخاص للطعام.
.المراحل التاريخية التي مرت بها المدرسة المستنصرية:
---------------------------------------------------
ظل التدريس قائما في الجامعة المستنصرية اربعة قرون منذ ان افتتحت في سنة (631 هـ ــ 1233م) حتى سنة (1048 هـ ــ 1638م)،
وان تخلل ذلك فترات انقطاع، كانت الاولى في اثناء الاحتلال المغولي لبغداد سنة (656 هـ ــ 1258م)وقذفوا بآلاف الكتب والمجلدات في نهر دجلة حتى صار لون مائه ازرق من حبرها..
وتوقفت الدراسة فيها قليلا، ثم عاد اليها نشاطها من جديد؛ حيث استؤنفت الدراسة سنة (656 هـ ــ 1258م)، وظلت الدراسة قائمة بالمستنصرية بانتظام بعد سقوط بغداد نحو قرن ونصف من الزمن.
ثم توقفت الدراسة بها وبغيرها من مدارس بغداد؛ بسبب تدمير تيمورلنك لبغداد مرتين الاولى سنة (765 هـ ــ 1392م)
والاخرى في سنة (803 هـ ــ 1400م)؛ حيث قضى تيمورلنك على مدارس بغداد ونكل بعلمائها واخذ معه الى سمرقند كثيرا من الادباء والمهندسين والمعماريين، كما هجر بغداد عدد كبير من العلماء الى مصر والشام وغيرها من البلاد الاسلامية، وفقدت المستنصرية في هذه الهجمة الشرسة مكتبتها العامرة، وظلت متوقفة بعد غزو تيمورلنك نحو قرنين من الزمن
حتى افتتحت للدراسة سنة (998 هـ ــ 1589م)، ولكن لم تدم طويلا فعادت واغلقت ابواها سنة 1048هـ ــ 1938م
مناهج المدرسة المستنصرية:
.---------------------------
وقد عنيت هذه المدرسة العظيمة بدراسة
علوم القرآن والسنة النبوية والفقه
والطب وعلوم الحيوان
والرياضيات
والعلوم العقلية : علم المنطق والكلام
وعلوم اللغة العربية
على نحو لم يسبق من قبل،
و جمع الخليفة المذاهب الفقهية الأربعة وعلوم القرآن والسنة النبوية وعلم الطب والعربية والرياضيات والفرائض وجعلها في مكان واحد تتألف من أبنية متعددة أطلق عليها اسم المستنصرية، وكان قبل ذلك تبنى مدارس مستقلة لكل فرع من تلك الفروع؛ فيدرس الطب في مدارس مستقلة به بعيدًا عن مدارس الحديث، التي هي الأخرى مستقلة عن دور القرآن..
فالمستنصر لم يكن يهدف من وراء هذه المدرسة أن ينشئ مدرسة عادية بل جامعة دراسية متكاملة تخدم معظم نواحي العلوم المختلفة
وربما يفاجأ مثقفو العالم، وهم يشاهدون النار تأكل الكتب والتراث الثقافي والعلمي والأدبي العراقي، إذا علموا أن بين أروقة المدرسة المستنصرية ومكتبها اخترعت قراءة وكتابة مكفوفي البصر، أي سبقت باريس وعالمها (بريل) بسبعمائة عاماً،
والمخترع هو مدرس المدرسة والمقيم فيها الكفيف زَين الدين علي بن أحمد الآمدي (ت 714هـ). كان ذلك في زمن السلطان المغولي غازان خان (ت). وطريقته نقلها المحقق ميخائيل عواد في كتابه «صور مشرقة من حضارة بغداد»، وصاحب «الأعلام» خير الدين الزركلي من كتاب «نَكت الِهميان في نُكت العميان»: كان إذا اشترى كتاباً أخذ قطعة ورق خفيفة، وفتل منها فتيلة صغيرة، وجعلها حرفاً على حساب الحروف، ثم يقرأها باللمس
الوسائل المعينة ــ والتفرغ للدرس والتحصيل العلمي
--------------------------------------------------
كانت المدرسة مجهزة بما يعين للطلاب على الدرس والتحصيل ويساعد الاساتذة على الشرح والتوضيح؛ فالحقت بالجامعة
مكتبة عامرة اهداها الخليفة المستنصر اليها، وكانت تضم ثمانين الف كتاب بالاضافة الى ما حمل عليها من ذلك، وكانت دار الكتب هذه يقوم عليها خزنة من العلماء والافذاذ والمؤرخين المشهودين، وتضم عددا من الناسخين والمناولين للكتب الذين يقومون على خدمة الطلاب.
وضمت الجامعة مستشفى يدرس فيه الطب؛ حيث تقترن الدراسة النظرية بالتطبيق ومعالجة الحالات المرضية، واجراء الفحوص والتجارب.
اما التفرغ للدرس والتحصيل العلمي يتفرغ القائمون عليها والملتحقون بها للدراسة والتحصيل، لا تشغلهم اعباء الحياة عن مواصلة البحث ولا يلههم التفكير في لقمة العيش عن متابعة التحصيل، وقد خصص لنظارها وشيوخها ومدرسيها ومعيديها واطبائها وطلابها وكل العاملين بها ما يكفيهم من الطعام والنفقات، ورتبت لهم البيوت والمساكن، وكانت الاطعمة توزع يوميا مطبوخة على طلابها المثبتين في المدرسة، بالاضافة الى ما كان مجهزا لهم من الحصر والسراج والزيت والورق والحبر والاقلام، وكان يقدم لهم في الصيف الماء البارد وفي الشتاء الماء الساخن، وكان رجال الادارة والتدريس توزع عليهم كميات كبيرة من الخبز واللحم والخضروات التي تكفيهم وتكفي ضيوفهم، بالاضافة الى ما كانوا ينالونه من هبات وعطايا. وكانت الاراضي والضياع التي اوقفت على الجامعة تدر دخلا يكفي للنهوض بها والقيام برسالتها، حتى قيل: ان قيمة ما وقف عليها يساوي الف الف دينار، وان واردات هذه الاوقاف بلغت نيفا وسبعين الف مثقال من الذهب في سنة، وكان القائمون على وقف المستنصرية في كل شهر يتقاضون مرتبا نقديا من الدنانير الذهبية تختلف باختلاف منازلهم وقد اهتم المستنصر بالطلاب فوقف على المدرسة وقفا جليلا، واجتهد أن يرفه عنهم بأمور لم يسبق إليها ليتمكنوا من التفرغ للبحوث العلمية، فرتب لهم كافة ما يكفيهم من الأطعمة والأشربة، والنفقات ورتب لهم فيها البيوت والمساكن فكانت الأطعمة توزع عليهم يوميا مطبوخة زيادة على الحلوى، والفاكهة، والصابون، وما كان يهيأ لهم من الفرش والسرج، والورق، والأقلام للاستنساخ وعدا الماء البارد الذي كان يهيأ لهم في الصيف، والحمام الساخن الذي كان يهيأ لهم في الشتاء ..
موضوع حلو كتير ويسلمو ايديكي ...
بس سؤال لو سمحتي ..
في شي صورة الها للمدرسة ..؟؟
واذا في يا ريت تنزليها
وشكرا الك :D
الطلبة بالمدرسة
----------------
كان يتم اختيار طلاب المستنصرية من المدارس المختلفة أو من الذين اشتهروا بالتأليف والتصنيف أو التدريس، فيثبتون طلابا فيها وقد كانوا أيضا يفدون إلى المدرسة من مختلف المدن في العراق أو البلاد الإسلامية، فكان منهم طلاب من تكريت وبرزين و الموصل والأندلس ومصر وقونية و أصفهان وخراسان وغير هذا من البلاد الإسلامية المختلفة.
وقد كان الطلاب لا يقتصرون في دراستهم على فرع واحد من فروع المعرفة، بل كان الواحد منهم يدرس الفقه ثم يذهب لسماع الحديث في دار الحديث أو يذهب إلى دار القرآن ليتعلموا علوم القرآن.
كان يطلق على الطالب في المستنصرية اسم الفقيه، وقد شرط الحاكم المستنصر في طلاب المستنصرية عدة شروط منها أن يكون عدد الطلاب بها (248) رجلا،
وأن يكون من كل مذهب من المذاهب الأربعة عدد (62) فقيها (طالبا) على أن يكون لكل طالب في كل شهر ديناران،
وقد كان عدد طلاب الحديث عشرة طلاب،
وطلاب دار القرآن ثلاثون طالبا
أما طلاب مدرسة الطب فكانوا عشرة طلاب.
فكان العدد الإجمالي للطلاب في المدرسة المستنصرية يقارب مائتي طالب
ادارة المدرسة:
-----------------
كان يتولى ادارة الجامعة المستنصرية ناظر يختار من بين كبار موظفي الدولة يعاونه عدد من المساعدين، يأتي في مقدمتهم المشرف وهو كالمراقب المالي او المفتش والكاتب والخازن، وعدد من المستخدمين يقومون على خدمة المدرسين والطلاب، ويعد عبدالرحمن التركيتي اول من تولى منصب نظارة المدرسة المستنصرية؛ حيث عين في اليوم التاسع من رجب (631 هـ ــ 1233م).
"كان يتم تعيين المدرسين بعد صدور توقيع يشبه الادارة الملكية او المرسوم الجمهوري اليوم ثم يخلع عليه خلغة التدريس بدار الوزير وقد يمتطي بغله فيحضر الى المدرسة بالخلعة ويرافقه صاحب الديوان ومعه الولاة والحجاب والصدور والاكابر وصاحب البريد وجميع أرباب التدريس احتراما له
اساتذة المدرسة وعلماءها:
----------------------------
ضمت المستنصرية العديد من العلماء الكبار الذين كان لهم أكبر الأثر في ازدهار الحياة العلمية في بغداد وغيرها من البلدان الإسلامية، وأيضا نشر الثقافة الإسلامية في أحلك العصور وأشدها ظلمة فقد كانوا خلال فترة الحكم المغولي أي منذ سقوط بغداد بيد هولاكو حتى تدميرها بيد تيمورلنك يحملون مشاعل العلم، وينشرون نتاج الفكر الإسلامي مدة قرن ونصف القرن.
وكان هؤلاء يتخيرون من كبار المدرسين والشيوخ في العراق والشام ومصر وغيرها من البلاد الإسلامية ممن حصلوا على إسناد عال أو انتهت إليه رئاسة العلم أو عرفوا بالبحث والاستقصاء عن الحقائق العلمية في البلاد التي سافروا إليها.
ولقد وصل المستوى الذي كان عليه المدرسون درجة عالية حتى أن المعيدين فيها كانوا ينتقلون أحيانا للعمل كمدرسين في مدارس أخرى مثل
المحب بن نصر البغدادي،
ومجد الدين بن الساعاتي التغلبي،
وشمس الدين الأصفهاني،
أما المدرسين في غيرها فكانوا لا ينتقلون إلا للإعادة فيه .كما كان المعيدون فيها ممن اشتهروا بالتأليف، وبرعوا في العلوم والآداب وتقلدوا المناصب المختلفة.
وقد كان من علماء المستنصرية
أبو عبد الله الحصيني،
وعز الدين الموصلي،
ويعقوب الأنصاري الخزرجي من علماء اللغة العربية
ومن علماء الفقه
ذو الفقار القرشي،
وصفي الدين الأرموي البغدادي من الشافعية،
وعماد الدين الباتني البغدادي، وعبدالعزيز الصنهاجي،
وأبو عبد الله السبتي المغربي من المالكية، وابن القصاب البغدادي
، ومصدق البغدادي،
ومعاوية الموصلي من الحنابلة،
وفخر الدين العراقي،
وسيف الدين الطرازي،
وابن البديع التكريتي من الحنفية.
احياء المدرسة المستنصرية:
----------------------------------------
أن المدرسة قد أصابها الإهمال ما أدى إلى تصدع البناية وخاصة في زمن العثمانيين واستمر إلى سنة 1940 حيث كانت المدرسة عبارة عن خان كبير للقادمين إلى مدينة بغداد ويسمى (مسافر خانة) وهي كلمة تركية.
وكان هذا الخان محطة استراحة للمسافرين وخاصة العاملين في الوسائط النهرية للنقل و كان هؤلاء العاملون على هذه المركب جعلوا محطة إستراحتهم في ذلك الخان والمسمى المدرسة المستنصرية.
وبعد سنة 1940 استطاعت دائرة الآثار استعادة المدرسة المستنصرية وإعادة صيانتها وقد تجددت هذه الصيانة في سنة 1960 التي استهدفت إعادة أكبر قدر من بناية المدرسة إلى حالتها الأصلية لأن البناية تأثرت بالمياه الجوفية نظرا لوقوعها على ضفاف نهر دجلة بسبب انخفاض مستوى أراضيها بالنسبة للسوق المجاور لها، وهذا ما أدى إلى تعرضها إلى الرطوبة التي أخذت تؤثر في جدرانها وزخارفها، لذلك باشرت دائرة الآثار والتراث بحملة لإعادة صيانة المدرسة وتخطيطها الذي كان معمولاً به في زمن نشأتها. وشملها التوسع لتصبح مساحتها حوالي (4836) متراً مربعاً كما قامت دائرة الآثار والتراث بتأهيل الصحن المكشوف وهو على شكل مستطيل إضافة إلى إعادة صيانة وإكساء بيت الصلاة (مسجد المدرسة). وكل هذه الأعمال جرت بآجر أصفر اللون جيد الصناعة ليعيد للمدرسة تاريخها وأصالتها القديمة.
بعد توقف الدراسة بالمستنصرية ثم اتخاذها لأغراض اخرى: فاستعملت تكية ودارا للمكوس والضرائب وخانا للمسافرين ومسكنا لجنود احدى الكتائب، وامتدت اليها يد الاهمال: فضاع كثير من بهائها ورونقها، واختفت اجزاء من مبانيها، وظل الامر على هذا النحو من الاهمال والنسيان، حتى استطاعت مديرية الاثار العراقية ان تضع يدها على المبنى وتوليه عنايتها وتعيد اليه رونقه وجماله، وافتتح للزيارة باعتباره اثرا في سنة (1380 هـ ــ 1960م)، وقد أجريت عملية صيانة ثانية (1973م)و عادت بحلة جديدة لتستمر في عطائها العلمي حتى يومنا هذا لكن اثناء سقوط النظام السابق أصبحت مقرا لتخبءة السرقات من الاثار والاشياء النفيسة ولكنها الان متوقفة بسبب الاوضاع الامنية
تخضع المدرسة المستنصرية احد ابرز معالم بغداد التاريخية والتحفة المعمارية والحضارية، لعملية اعادة تأهيل املا بافتتاحها مجددا امام الزوار بعد غياب استمر اربعة اعوام.
وتقول مديرة المدرسة سهيلة عبد الملك «كان رواد المدرسة خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي من السياح الاجانب وطلبة المعاهد والباحثين في شؤون التاريخ، اما الان فلا احد يأتي بسبب الظروف الحياتية الصعبة».
وتعرب عن الامل في ان «تولي دائرة الاثار التي تتبع لها المدرسة اهتماما اكبر بها وتشجع على زيارتها
حبيت احكيلكن عن هالموضوع لتلاحظو انو هالمدرسة بالعراق كانت من أوائل واهم الجامعات العربية وفيها جمعت المذاهب الأربعة بمدرسة وحدة وفيها اخترعو الكتب للمكفوفين وانو نحنا العرب بوقت من الأوقات كنا السباقين:o
وهلأ هي المدرسة مغلقة بسبب الوضع الأمني بالعراق:jakoush:
حبيت احكيلكن عن هالموضوع لتلاحظو انو هالمدرسة بالعراق كانت من أوائل واهم الجامعات العربية وفيها جمعت المذاهب الأربعة بمدرسة وحدة وفيها اخترعو الكتب للمكفوفين وانو نحنا العرب بوقت من الأوقات كنا السباقين:o
وهلأ هي المدرسة مغلقة بسبب الوضع الأمني بالعراق:jakoush:
المدرسة اكثر من رائعة وانا زرتها عام 1994 يعني اذا بيدل فبيدل علي عراقة هالشعب وتاريخ المشرف ومدي الدمار الي سببت مرحلة الدكتاتور المقبور وتبعات علي هالشعب
اللهم احفظ العراق وشعبه :D
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة