*Marwa*
21/12/2007, 12:49
التربيه الجنسيه وتعامل الانترنت
التربيه الجنسيه والتعامل مع الانترنت!!
قرأت قبل ايام تحقيق صحفي في احدى الجرائد حول ظاهرة التعري امام كاميرا الانترنت. وقد لفت انتباهي في التحقيق القاء المسؤولية كاملة على المجتمع –بشكل عام- , وكأن التحقيق يبرئ المذنبين الحقيقيين وهم الشاب والفتاه بشكل خاص.
انا لا ابرئ المجتمع, بل له نصيب كبير وأسهم أكبر في هذه الظاهره, ولكن هذه الفتاه وهذا الشاب تُراهم بلا عقل يوجههم وبلا فطرة تحثهم الصواب وتمنعهم الخطأ؟. ان الفتيات اللواتي يمارسن هذا السلوك ثم يقعن تحت طائلة الابتزاز, يثرن في نفسي الضحك كما يثرن الشفقه, فكيف تبرر الفتاه طلب الشاب بالتعري بدافع الحب, أيؤذي من يحب حبيبه؟, وكيف لا تفكر ببديهية الشاب "كما فعلت هذا معي تفعل مع غيري", وكيف سيحبها ويرتبط بها بعد هذه البديهيه؟.
يتعامل كل من يحتك بهذا الموضوع مع الفتاه كضحية وليس كمذنبة جنت على نفسها بضلالها مسار العفه, وعرّضت نفسها واهلها لابتزاز رخيص, ومن المفترض ان الله بيّن لنا الحلال من الحرام, لقوله تعالى :"انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا", يرى المتحدثون بهذا الموضوع ان المجتمع قد اعمى هذه الفتاه عن النجدين وعن اختيار سبيل الاستقامة بينهما.
ان موضوع الجنس وسلوكياته في المجتمع, موضوع شائك مدرج على قائمة الممنوعات الاجتماعيه منذ خطيئة حواء.
وانا بمقالي لا اريد ان اغيـّر تقاليد اجتماعيه بقدر تغيير طريقة التعامل معها,
في الماضي كان المجتمع جزءً واحدا, لذا فرضت البيئه اسلوب التربيه في البيت, ووضعت سياجا كهربائيا حول موضوع الجنس لدرجة ان كلا الجنسين كانا لا يعرفان بعمل اعضائهم التناسليه, لست هنا لأتهم مجتمعا قديما بل لألقي اللوم على المجتمع الجديد, ففي ضوء سرعة تطور العصر وتغير معايير العالم أصبحت البيئه ضيقه والمجتمع أقل ترابطا, فنحن في عصر الخصوصيه حيث إنعزل كل شخص رويدا رويدا عن البلده, عن الشارع والحاره وانقطع عن العائله وأضحى المجتمع كله البيت.
وهنا أحول الاتهام بظاهرة السلوكيات الشاذه عن الاخلاق والمستهتره بالشرف الى البيت بشكل خاص, واضعا في ساحة الاتهام افرادا بأعينهم وصفتهم ( الاب والام), واستشهد بمحكم التنزيل دلالة على ان تربية الاهل واسلوب حياتهم الخاطئ هو السبب, "يا اخت هارون ما كان ابوك امرأ سوء وما كانت امك بغيا", في هذه الآيه اشاره الى ان الاهل هما المؤثران الاساسيان على سلوك الابناء وخاصة في عصر تقطـّع الروابط الاجتماعيه وانفصال الشخص عن مجتمعه. فتلك الام التي تمشي في الشارع وطفلها بنصف ملابسها دون حياء, تخلق من هذا الطفل رجلا ديوثا, يرى سلوكيات بناته الخاطئه ولا يستطيع تنبيههم لأن منظومته الاخلاقيه مشوّشه ومنشطره بين دين يحث على العفة والشرف وبين تربية أم بلا حياء, فيقع هذا الرجل بين سبيلين لايعرف من يمشي منهما, وحتى ان عرف فهو كطفل, لم يتربى ويتعلم استخدام الوسيله المناسبه للتربيه وفق السبيل القويم.
وذلك الاب الذي يمشي وطفله يجرح عورات النساء بأعينه ويرهقهما من "البصبصه", يخلق من هذا الطفل شابا مستهترا باعراض الناس وشرفهم, لا يأبه بسمعة التي اطفأت شهوتها عقلها لتتعرى امامه عبر الانترنت, ولا يحتسب للحظه ان تكون اخته مكانها, لانه لم يتربى على ان "الزنا دين فان اقربه كان الوفاء من اهل بيته ولو كان عفا من سلالة طاهر وطاهرة ما كان هتاكا لحرمات الناس".
وحتى لاترى أيها القارئ الكريم انني احمل على مرتكب الجرم دون النظر الى الدوافع والاسباب فانني أشرّح واشرح., اننا بيوت نتعامل مع الجنس باسلوبين وكلاهما خاطئ:
الطريقه الاولى: العنيفه وهي اسلوب التخجيل, فلو كشفت الام ابنها يتصرف بطريقه لها ميل جنسي او تخص الجنس من قريب او بعيد لسارعت بتوبيخه, نهره وتخجيله, الامر الذي يجعله دائما يكبت كل ما يختص الجنس لانه اصبح بوعيه امرا بشعا مناقضا للاخلاق, ولكن لان الغريزه الجنسيه هي اقوى الغرائز يتحول الجنس في لاوعيه الى طاقه تنفس سرا, فيبدأ الابن باكتساب المعرفه الجنسيه بوسائل خاصه تحت سترة الظلام, لذا تكون هذه الوسائل غير سليمه كالكتب الرخيصه التي تعكس تجارب غير حقيقيه, وحتى وان كانت الوسيله سليمه- كالانترنت الذي اراه وسيله تكنولوجيه حيويه- فان اسلوب التعامل غير سليم لان هذا الابن/الابنه لم يَخبَر الجنس وتربيته ليعرف اسلوب التعامل معه وما يصح وما لا يصح, بالاضافه الى الشعور بالذنب وتأنيب الضمير الذان يرادفان هذا الاسلوب. وهنا استعين بالكاتب هشام شرابي..: "فإن التخجيل يشكل ايضا اسلوبا غير مباشر وربما اكثر فعاليه في ترويض الفرد وجعله اكثر امتثالا لارادة من هم اعلى منه, ومن آثار التخجيل انه يخلق في النفس شعورا بالذنب فيشعر الفرد انه مذنب ليس فقط على صعيد السلوك الفعلي, بل ايضا على صعيد النيه, والواقع ان التربيه الجنسيه هي اهم اسباب هذا الشعور".
ما اريد قوله انه على الاب والام التسليم لميول الابناء الجنسيه حتى منذ سن مبكر, والتعامل مع هذه الميول الطبيعيه بقبول لكي يستطيعوا توجيه هذه الميول الى مسار سليم.
الطريقه الثانيه: اسلوب اللامبالاه ومحايدة الموضوع, فهنالك بيوت قد تكون بغير قصدٍ او لعدم توفر الثقافه اللازمة , تتجنب مناقشة مواضيع جنسيه مع الابناء وذلك اما لأنهما – الوالدان – وفق تربيتهما سيشعران بالاحراج واما لأنهما يظنان ان هنالك من يشرف على هذه التربيه (وسائل الاعلام والمدرسه).
هذا الاسلوب يضع الابن في موقف المصدوم المذهول امام وسيلة الواوا أح (التلفاز) , وامام طاقم تربوي فاضل كهيفاء واليسا بالاضافه الى الطاقم التدريسي للتربية الجنسية على الانترنت سيلفيا وباميلا والقائمة تطول.
فبدلاً من ان يبذل الاب والام كل ما بوسعهما ويفنيان طاقتهما جرياً وراء المال لارضاء متطلبات البيت المادية كان الاجدى ان ينفقا بعض الوقت للتثقـّف حول اساليب التربيه وخاصة في موضوع الجنس الذي يشغل جل تفكيرنا .
في النهاية انا لست اخصائي تربية جنسية ولستُ باحثاً في سلوكيات المجتمع ولكن بحكم ثقافتي المتواضعه , واحتكاكي المحدود بالمجتمع ارى اننا بدلاً من ان نهدر الوقت بحثاً عن المسؤول عن هذه الظاهرة ونتائجها الوخيمه من ابتزاز وهتك لسمعة عائلات بأسرها , والاساءة الى صورة العفه والشرف لبنات مجتمعنا , علينا ان نتعامل بشفافية وصراحه مع اهلنا وابنائنا, ويذكر انه في الاسلام كانت تُسأل أمنا عائشة عن امور الدين والدنيا كافة , فما بالنا بوالدينا المعنويين والبيولوجيين . فاتخذوا من أمنا عائشة واهل الذكر اسوة للتعامل مع التربية بشكل عام والجنسية بشكل خاص على محمل الموضوعية والجد , حتى لا تُصدَموا ببناتكم وابنائكم ولا أصدم بالمستقبل برؤية ابنتي تتعرى امام كاميرا الانترنت.
خالد وليد كامل
التربيه الجنسيه والتعامل مع الانترنت!!
قرأت قبل ايام تحقيق صحفي في احدى الجرائد حول ظاهرة التعري امام كاميرا الانترنت. وقد لفت انتباهي في التحقيق القاء المسؤولية كاملة على المجتمع –بشكل عام- , وكأن التحقيق يبرئ المذنبين الحقيقيين وهم الشاب والفتاه بشكل خاص.
انا لا ابرئ المجتمع, بل له نصيب كبير وأسهم أكبر في هذه الظاهره, ولكن هذه الفتاه وهذا الشاب تُراهم بلا عقل يوجههم وبلا فطرة تحثهم الصواب وتمنعهم الخطأ؟. ان الفتيات اللواتي يمارسن هذا السلوك ثم يقعن تحت طائلة الابتزاز, يثرن في نفسي الضحك كما يثرن الشفقه, فكيف تبرر الفتاه طلب الشاب بالتعري بدافع الحب, أيؤذي من يحب حبيبه؟, وكيف لا تفكر ببديهية الشاب "كما فعلت هذا معي تفعل مع غيري", وكيف سيحبها ويرتبط بها بعد هذه البديهيه؟.
يتعامل كل من يحتك بهذا الموضوع مع الفتاه كضحية وليس كمذنبة جنت على نفسها بضلالها مسار العفه, وعرّضت نفسها واهلها لابتزاز رخيص, ومن المفترض ان الله بيّن لنا الحلال من الحرام, لقوله تعالى :"انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا", يرى المتحدثون بهذا الموضوع ان المجتمع قد اعمى هذه الفتاه عن النجدين وعن اختيار سبيل الاستقامة بينهما.
ان موضوع الجنس وسلوكياته في المجتمع, موضوع شائك مدرج على قائمة الممنوعات الاجتماعيه منذ خطيئة حواء.
وانا بمقالي لا اريد ان اغيـّر تقاليد اجتماعيه بقدر تغيير طريقة التعامل معها,
في الماضي كان المجتمع جزءً واحدا, لذا فرضت البيئه اسلوب التربيه في البيت, ووضعت سياجا كهربائيا حول موضوع الجنس لدرجة ان كلا الجنسين كانا لا يعرفان بعمل اعضائهم التناسليه, لست هنا لأتهم مجتمعا قديما بل لألقي اللوم على المجتمع الجديد, ففي ضوء سرعة تطور العصر وتغير معايير العالم أصبحت البيئه ضيقه والمجتمع أقل ترابطا, فنحن في عصر الخصوصيه حيث إنعزل كل شخص رويدا رويدا عن البلده, عن الشارع والحاره وانقطع عن العائله وأضحى المجتمع كله البيت.
وهنا أحول الاتهام بظاهرة السلوكيات الشاذه عن الاخلاق والمستهتره بالشرف الى البيت بشكل خاص, واضعا في ساحة الاتهام افرادا بأعينهم وصفتهم ( الاب والام), واستشهد بمحكم التنزيل دلالة على ان تربية الاهل واسلوب حياتهم الخاطئ هو السبب, "يا اخت هارون ما كان ابوك امرأ سوء وما كانت امك بغيا", في هذه الآيه اشاره الى ان الاهل هما المؤثران الاساسيان على سلوك الابناء وخاصة في عصر تقطـّع الروابط الاجتماعيه وانفصال الشخص عن مجتمعه. فتلك الام التي تمشي في الشارع وطفلها بنصف ملابسها دون حياء, تخلق من هذا الطفل رجلا ديوثا, يرى سلوكيات بناته الخاطئه ولا يستطيع تنبيههم لأن منظومته الاخلاقيه مشوّشه ومنشطره بين دين يحث على العفة والشرف وبين تربية أم بلا حياء, فيقع هذا الرجل بين سبيلين لايعرف من يمشي منهما, وحتى ان عرف فهو كطفل, لم يتربى ويتعلم استخدام الوسيله المناسبه للتربيه وفق السبيل القويم.
وذلك الاب الذي يمشي وطفله يجرح عورات النساء بأعينه ويرهقهما من "البصبصه", يخلق من هذا الطفل شابا مستهترا باعراض الناس وشرفهم, لا يأبه بسمعة التي اطفأت شهوتها عقلها لتتعرى امامه عبر الانترنت, ولا يحتسب للحظه ان تكون اخته مكانها, لانه لم يتربى على ان "الزنا دين فان اقربه كان الوفاء من اهل بيته ولو كان عفا من سلالة طاهر وطاهرة ما كان هتاكا لحرمات الناس".
وحتى لاترى أيها القارئ الكريم انني احمل على مرتكب الجرم دون النظر الى الدوافع والاسباب فانني أشرّح واشرح., اننا بيوت نتعامل مع الجنس باسلوبين وكلاهما خاطئ:
الطريقه الاولى: العنيفه وهي اسلوب التخجيل, فلو كشفت الام ابنها يتصرف بطريقه لها ميل جنسي او تخص الجنس من قريب او بعيد لسارعت بتوبيخه, نهره وتخجيله, الامر الذي يجعله دائما يكبت كل ما يختص الجنس لانه اصبح بوعيه امرا بشعا مناقضا للاخلاق, ولكن لان الغريزه الجنسيه هي اقوى الغرائز يتحول الجنس في لاوعيه الى طاقه تنفس سرا, فيبدأ الابن باكتساب المعرفه الجنسيه بوسائل خاصه تحت سترة الظلام, لذا تكون هذه الوسائل غير سليمه كالكتب الرخيصه التي تعكس تجارب غير حقيقيه, وحتى وان كانت الوسيله سليمه- كالانترنت الذي اراه وسيله تكنولوجيه حيويه- فان اسلوب التعامل غير سليم لان هذا الابن/الابنه لم يَخبَر الجنس وتربيته ليعرف اسلوب التعامل معه وما يصح وما لا يصح, بالاضافه الى الشعور بالذنب وتأنيب الضمير الذان يرادفان هذا الاسلوب. وهنا استعين بالكاتب هشام شرابي..: "فإن التخجيل يشكل ايضا اسلوبا غير مباشر وربما اكثر فعاليه في ترويض الفرد وجعله اكثر امتثالا لارادة من هم اعلى منه, ومن آثار التخجيل انه يخلق في النفس شعورا بالذنب فيشعر الفرد انه مذنب ليس فقط على صعيد السلوك الفعلي, بل ايضا على صعيد النيه, والواقع ان التربيه الجنسيه هي اهم اسباب هذا الشعور".
ما اريد قوله انه على الاب والام التسليم لميول الابناء الجنسيه حتى منذ سن مبكر, والتعامل مع هذه الميول الطبيعيه بقبول لكي يستطيعوا توجيه هذه الميول الى مسار سليم.
الطريقه الثانيه: اسلوب اللامبالاه ومحايدة الموضوع, فهنالك بيوت قد تكون بغير قصدٍ او لعدم توفر الثقافه اللازمة , تتجنب مناقشة مواضيع جنسيه مع الابناء وذلك اما لأنهما – الوالدان – وفق تربيتهما سيشعران بالاحراج واما لأنهما يظنان ان هنالك من يشرف على هذه التربيه (وسائل الاعلام والمدرسه).
هذا الاسلوب يضع الابن في موقف المصدوم المذهول امام وسيلة الواوا أح (التلفاز) , وامام طاقم تربوي فاضل كهيفاء واليسا بالاضافه الى الطاقم التدريسي للتربية الجنسية على الانترنت سيلفيا وباميلا والقائمة تطول.
فبدلاً من ان يبذل الاب والام كل ما بوسعهما ويفنيان طاقتهما جرياً وراء المال لارضاء متطلبات البيت المادية كان الاجدى ان ينفقا بعض الوقت للتثقـّف حول اساليب التربيه وخاصة في موضوع الجنس الذي يشغل جل تفكيرنا .
في النهاية انا لست اخصائي تربية جنسية ولستُ باحثاً في سلوكيات المجتمع ولكن بحكم ثقافتي المتواضعه , واحتكاكي المحدود بالمجتمع ارى اننا بدلاً من ان نهدر الوقت بحثاً عن المسؤول عن هذه الظاهرة ونتائجها الوخيمه من ابتزاز وهتك لسمعة عائلات بأسرها , والاساءة الى صورة العفه والشرف لبنات مجتمعنا , علينا ان نتعامل بشفافية وصراحه مع اهلنا وابنائنا, ويذكر انه في الاسلام كانت تُسأل أمنا عائشة عن امور الدين والدنيا كافة , فما بالنا بوالدينا المعنويين والبيولوجيين . فاتخذوا من أمنا عائشة واهل الذكر اسوة للتعامل مع التربية بشكل عام والجنسية بشكل خاص على محمل الموضوعية والجد , حتى لا تُصدَموا ببناتكم وابنائكم ولا أصدم بالمستقبل برؤية ابنتي تتعرى امام كاميرا الانترنت.
خالد وليد كامل