ayhamm26
30/11/2007, 01:19
بقلم: الدكتور محمد بسام يوسف *
أخبار الشرق - 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007
بشار بن حافظ أسد لا يعرف حتى الآن، أنّ وفده (الممانِع) قد وصل، مُعزَّزاً مُكرَّماً (أميركياً)، مُرَحَّباً به (إسرائيلياً).. إلى (أنابوليس)، عاصمة ولاية (ميرلاند) الأميركية!.. وأنّ (المضياف) الأميركي قد استقبل الوفد الأسديّ في أحضان الأكاديمية البحرية الأميركية، التي ستجري في أروقتها استعراضاتُ (الممانعة) المُحَرِّرة لـ (الجولان) الأسير، على الرغم من عدم إدراجه على جدول الأعمال للاستعراضات الخطابية الأنابوليسية!.. وذلك في حفل وداعٍ مَهيبٍ لآخر نسخةٍ من أكذوبة (السلام الشامل العادل)، واستقبالٍ حاشدٍ لحقيقة (السلام الحربيّ)، وتأبينٍ كئيبٍ لآخر ما تبقى من قضايا: القدس الشريف، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، وإقامة الدولة الفلسطينية!.. وهكذا، فقد صرّح (العبقريّ) بشار الذي لم يَسمع بوصول وفده العريض إلى ولاية ميرلاند، الأميركية أباً عن جدّ، بأنّ مؤتمر أنابوليس الذي يحضره نظامه.. (محكوم بالفشل)!.. (أخبار الشرق، نقلاً عن وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية، في 26/11/2007م).
الرئيس الإيرانيّ أحمدي نجاد، الذي قام بإبادة (إسرائيل) ومحوها من الخريطة، أكثر من مرة، من وراء الميكروفونات الإيرانية الصنع.. نجاد هذا، الذي كان يتحادث هاتفياً مع حليفه الاستراتيجيّ بشار يوم الأحد في 25/11/2007م، أي قبل يومين – فحسب - من انعقاد المؤتمر.. لم يسمع بأنّ حليفه على الجانب الآخر من الخط الهاتفيّ، قد قرّر المشاركة بفعاليةٍ في (مهرجانات) أنابوليس.. لذلك، وصف (نجاد) كل مَن سيشارك في المؤتمر المذكور، بأنه (يفتقر إلى الذكاء السياسيّ)!.. (المصدر السابق).
إيران نجاد، التي بلغ عدد سكانها، حسب إحصائية عام 2002م: (66.622.704)، ستةً وستين مليوناً وست مئةٍ واثنين وعشرين ألفاً وسبع مئةٍ وأربعة أفرادٍ (بعيون الشيطان الأكبر).. إيران هذه، استطاعت أن تحشدَ من عدد سكّانها (حسب وكالة فرانس برس)، بمن فيهم المليون إيرانيّ مستوطنٍ محتلٍ لدمشق وما حولها، بعد جهدٍ جهيد.. أن تحشدَ ما يقرب من مئة (أكرّر: مئة) مواطنٍ إيرانيٍ بالتمام والكمال، أمام السفارة الأردنية (وليس السورية) في طهران، وذلك لاستنكار المشاركة (السورية) في المؤتمر!.. ولم ينسَ المتظاهرون الإيرانيون (الغاضبون) الأقل من مئة، أن يقصفوا زجاج السفارة الأردنية (وليس السورية)، بوابلٍ من القذائف الحجرية الطهرانية المصاحِبة للقصف الصوتيّ الخاص بالحرس الثوريّ الإيرانيّ: (الموت لأميركة.. الموت لإسرائيل)!..
حزب خامنئي اللبنانيّ، ثالث ثالوث الحلف (الممانِع)، تعالى ضجيج تصريحات مسؤوليه، صدىً مباشراً لتصريحات أربابه الإيرانيين.. لأنّ صناديد الحزب الخامنئيّ إياهم، أصيبوا بالسكتة (السمعية) المفاجئة، فلم يُسعفهم الوقت لسماع نبأ مشاركة حليفهم الاستراتيجيّ السوريّ في مؤتمر أنابوليس.. وهم – لا شك - معذورون، إذا أخذنا بالاعتبار، انشغالهم بتجديد أثاث (المخيّم الاعتصاميّ)، الذي يُحاصِر وسط بيروت ومبنى رئاسة الوزراء اللبنانيّ منذ سنةٍ تقريباً، في عملية (ممانعةٍ) للعدوّ الصهيونيّ عزّ نظيرها، ذلك العدوّ المحتلّ الرابض في مزارع شبعا اللبنانية، التي (داخ) السيد (بان كي مون)، فضلاً عن المواطن العربيّ من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر (أو العكس) – بفضل حُنكة الممانِع الأسديّ - دون أن يجدَ جواباً للسؤال الوجيه: هل المزارع أرض لبنانية أم سورية.. أم جزء لا يتجزّأ من بلاد الواق واق؟!..
وحدهم الثلاثة المصابون بتناذر الفشل السياسيّ، وبأعراض خيبات الأمل الاستراتيجيّ المتتابعة.. وحدهم، يعرفون لماذا سيشاركون في (مؤتمر) أنابوليس السلاميّ، فلعلّه ينتشلهم مما هم فيه: رجل (السلام الحربيّ) جورج بوش، الغارق بأوحال حربَي العراق وأفغانستان بشكلٍ مباشر، وحربَي الصومال والسودان (دارفور) بشكلٍ غير مباشر.. وأيهود أولمرت، الذي تُحاصِر دبّاباته الأطفالَ والنساءَ في قطاع غزة، والغاطس في مستنقع اتهامات منافسيه الألدّاء على رئاسة الوزارة (الإسرائيلية).. ومحمود عباس والتائه في متاهات (خريطة الطريق)، ذلك الطريق العجيب الذي نُقِشَ على كل منعطفاته وتقاطعاته عبارة: ممنوع المرور حتى إشعارٍ آخر!..
البقية الباقية من الست عشرة المكمِّلة لـ(ديكور المؤتمر).. تُلوِّن اللوحةَ الأنابوليسية، علّها تنفخ فيها بعضاً من حياة، وبعضاً من بهاء.. وبعضاً من خداعٍ بصريٍّ سياسيّ، حسب قانون (النَّصْب السياسيّ) الذي اكتشفه (أرخميدس) الجامعة العربية السيد (عمرو موسى) منذ سنوات، ووقع نفسه في شراكه عند أسوار أنابوليس، المفخَّخَة بالوعود الهلامية، والملغومة بالعهود التي تفتقر لمصداقية التنفيذ!..
وحده النظام الأسديّ أيضاً، يعرف التركيبة السرّية لخلطة الممانَعة، وهو مستعدّ أن يحضرَ كل المؤتمرات الصهيو أميركية، حتى لو عُقِدَت في القطب الجنوبيّ.. فكرسيّ الحُكم الذي اغتصبه، وثبات ذلك الكرسيّ، والحيلولة دون اهتزازه.. يستحق كل هذه التضحية (الممانعاتية)، بشعاراتها الأسدية الجذّابة، التي لا تجذب إلا المُغَفَّلين (مع سبق الإصرار) من كل حدبٍ وصوب، إلى فنادق دمشق المصنَّفة في قائمة الخمس نجوم، بمناسبةٍ وبلا مناسبة!.. وكل (ممانعةٍ) وأنتم بألف خير، بل بستة عشر ألف خير!..
أخبار الشرق - 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007
بشار بن حافظ أسد لا يعرف حتى الآن، أنّ وفده (الممانِع) قد وصل، مُعزَّزاً مُكرَّماً (أميركياً)، مُرَحَّباً به (إسرائيلياً).. إلى (أنابوليس)، عاصمة ولاية (ميرلاند) الأميركية!.. وأنّ (المضياف) الأميركي قد استقبل الوفد الأسديّ في أحضان الأكاديمية البحرية الأميركية، التي ستجري في أروقتها استعراضاتُ (الممانعة) المُحَرِّرة لـ (الجولان) الأسير، على الرغم من عدم إدراجه على جدول الأعمال للاستعراضات الخطابية الأنابوليسية!.. وذلك في حفل وداعٍ مَهيبٍ لآخر نسخةٍ من أكذوبة (السلام الشامل العادل)، واستقبالٍ حاشدٍ لحقيقة (السلام الحربيّ)، وتأبينٍ كئيبٍ لآخر ما تبقى من قضايا: القدس الشريف، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، وإقامة الدولة الفلسطينية!.. وهكذا، فقد صرّح (العبقريّ) بشار الذي لم يَسمع بوصول وفده العريض إلى ولاية ميرلاند، الأميركية أباً عن جدّ، بأنّ مؤتمر أنابوليس الذي يحضره نظامه.. (محكوم بالفشل)!.. (أخبار الشرق، نقلاً عن وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية، في 26/11/2007م).
الرئيس الإيرانيّ أحمدي نجاد، الذي قام بإبادة (إسرائيل) ومحوها من الخريطة، أكثر من مرة، من وراء الميكروفونات الإيرانية الصنع.. نجاد هذا، الذي كان يتحادث هاتفياً مع حليفه الاستراتيجيّ بشار يوم الأحد في 25/11/2007م، أي قبل يومين – فحسب - من انعقاد المؤتمر.. لم يسمع بأنّ حليفه على الجانب الآخر من الخط الهاتفيّ، قد قرّر المشاركة بفعاليةٍ في (مهرجانات) أنابوليس.. لذلك، وصف (نجاد) كل مَن سيشارك في المؤتمر المذكور، بأنه (يفتقر إلى الذكاء السياسيّ)!.. (المصدر السابق).
إيران نجاد، التي بلغ عدد سكانها، حسب إحصائية عام 2002م: (66.622.704)، ستةً وستين مليوناً وست مئةٍ واثنين وعشرين ألفاً وسبع مئةٍ وأربعة أفرادٍ (بعيون الشيطان الأكبر).. إيران هذه، استطاعت أن تحشدَ من عدد سكّانها (حسب وكالة فرانس برس)، بمن فيهم المليون إيرانيّ مستوطنٍ محتلٍ لدمشق وما حولها، بعد جهدٍ جهيد.. أن تحشدَ ما يقرب من مئة (أكرّر: مئة) مواطنٍ إيرانيٍ بالتمام والكمال، أمام السفارة الأردنية (وليس السورية) في طهران، وذلك لاستنكار المشاركة (السورية) في المؤتمر!.. ولم ينسَ المتظاهرون الإيرانيون (الغاضبون) الأقل من مئة، أن يقصفوا زجاج السفارة الأردنية (وليس السورية)، بوابلٍ من القذائف الحجرية الطهرانية المصاحِبة للقصف الصوتيّ الخاص بالحرس الثوريّ الإيرانيّ: (الموت لأميركة.. الموت لإسرائيل)!..
حزب خامنئي اللبنانيّ، ثالث ثالوث الحلف (الممانِع)، تعالى ضجيج تصريحات مسؤوليه، صدىً مباشراً لتصريحات أربابه الإيرانيين.. لأنّ صناديد الحزب الخامنئيّ إياهم، أصيبوا بالسكتة (السمعية) المفاجئة، فلم يُسعفهم الوقت لسماع نبأ مشاركة حليفهم الاستراتيجيّ السوريّ في مؤتمر أنابوليس.. وهم – لا شك - معذورون، إذا أخذنا بالاعتبار، انشغالهم بتجديد أثاث (المخيّم الاعتصاميّ)، الذي يُحاصِر وسط بيروت ومبنى رئاسة الوزراء اللبنانيّ منذ سنةٍ تقريباً، في عملية (ممانعةٍ) للعدوّ الصهيونيّ عزّ نظيرها، ذلك العدوّ المحتلّ الرابض في مزارع شبعا اللبنانية، التي (داخ) السيد (بان كي مون)، فضلاً عن المواطن العربيّ من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر (أو العكس) – بفضل حُنكة الممانِع الأسديّ - دون أن يجدَ جواباً للسؤال الوجيه: هل المزارع أرض لبنانية أم سورية.. أم جزء لا يتجزّأ من بلاد الواق واق؟!..
وحدهم الثلاثة المصابون بتناذر الفشل السياسيّ، وبأعراض خيبات الأمل الاستراتيجيّ المتتابعة.. وحدهم، يعرفون لماذا سيشاركون في (مؤتمر) أنابوليس السلاميّ، فلعلّه ينتشلهم مما هم فيه: رجل (السلام الحربيّ) جورج بوش، الغارق بأوحال حربَي العراق وأفغانستان بشكلٍ مباشر، وحربَي الصومال والسودان (دارفور) بشكلٍ غير مباشر.. وأيهود أولمرت، الذي تُحاصِر دبّاباته الأطفالَ والنساءَ في قطاع غزة، والغاطس في مستنقع اتهامات منافسيه الألدّاء على رئاسة الوزارة (الإسرائيلية).. ومحمود عباس والتائه في متاهات (خريطة الطريق)، ذلك الطريق العجيب الذي نُقِشَ على كل منعطفاته وتقاطعاته عبارة: ممنوع المرور حتى إشعارٍ آخر!..
البقية الباقية من الست عشرة المكمِّلة لـ(ديكور المؤتمر).. تُلوِّن اللوحةَ الأنابوليسية، علّها تنفخ فيها بعضاً من حياة، وبعضاً من بهاء.. وبعضاً من خداعٍ بصريٍّ سياسيّ، حسب قانون (النَّصْب السياسيّ) الذي اكتشفه (أرخميدس) الجامعة العربية السيد (عمرو موسى) منذ سنوات، ووقع نفسه في شراكه عند أسوار أنابوليس، المفخَّخَة بالوعود الهلامية، والملغومة بالعهود التي تفتقر لمصداقية التنفيذ!..
وحده النظام الأسديّ أيضاً، يعرف التركيبة السرّية لخلطة الممانَعة، وهو مستعدّ أن يحضرَ كل المؤتمرات الصهيو أميركية، حتى لو عُقِدَت في القطب الجنوبيّ.. فكرسيّ الحُكم الذي اغتصبه، وثبات ذلك الكرسيّ، والحيلولة دون اهتزازه.. يستحق كل هذه التضحية (الممانعاتية)، بشعاراتها الأسدية الجذّابة، التي لا تجذب إلا المُغَفَّلين (مع سبق الإصرار) من كل حدبٍ وصوب، إلى فنادق دمشق المصنَّفة في قائمة الخمس نجوم، بمناسبةٍ وبلا مناسبة!.. وكل (ممانعةٍ) وأنتم بألف خير، بل بستة عشر ألف خير!..