الإصلاحي
28/11/2007, 22:03
لبنانيات
نتذكر أن الرئيس السابق لحود كثيراً ماأكد أنه مستمر في ولايته الرئاسية حتى آخر ثانية. ونستدعي قبل سنة ونصف تقريباً، سـؤال غسان بن جدو مراسل الجزيرة له في مقابلة تلفزيونية لماذا لاتترك الرئاسة استجابة لرغبة خصومك..!؟ فأجابه: ( بدهم ياني فِلّ، بفلوا كلهم أول، وبعدين أنا بفلّ).
الذي تأكد للناس أجمعين أنه بقي حتى آخر لحظة في الرئاسة ولكنه في النهاية هو الذي فلّ أول، وهم لم يفلّوا بعد.
قال الكثير من اللبنانين عن عهد الرئيس الراحل إميل لحود كلاماً كثيراً ولاسيما الموالاة وكثيراً ماوصفوه بالأسود. ورغم أن الرئيس الممَدّد له ورغم راحة ضميره على ذمته، بدا وهو يغادر قصر بعبدا متنرفزاً ومتوتراً بشكل واضح من خلال صياحه وهو يتحدث عن خصومه، ولكن مما لاشك فيه سجّل بامتياز وهو العسكري ابن القوات المسلحة أنه ضبضب أشياءه وأغراضه مبكراً وغادر قصر بعبدا في الدقائق الأخيرة لانتهاء ولايته. وهي قضية تحسب له في كل الاعتبارات ولاسيما أنه كان قادراً على غير ذلك وله على ذلك عون ونصر الله يستصرخه وهو معه.
لاشك أن خروج الرئيس الراحل لحود بالطريقة إياها وبالنكهة اللبنانية أغاظت من دون قصد أناساً كثيرين من جماعة السلطة (وشرّاباتها) عند الجارة الشقيقة وملأت قلوبهم بالغيظ لاعتبارات شتى، أولها هذا الخروج الطبيعي من القصر الرئاسي إلى منزله الخاص. فالجيران معتادون على الخروج من القصر إلى القبر وغير هيك مافي. ومن ثم هل يمكن اعتبار ماكان في قصر بعبدا بمثابة تحريض وإثارة على نظام الشقيقة والجارة، الذي لم يستطع تعطيل هالتقليد اللبناني العتيد خلال إقامته ضيفاً ثقيلاً أكثر من ثلاثين عاماً و رغم محاولاته الكثيرة الالتفاف عليه ولعل التمديد للرئيس الراحل مثالاً.
فلبنان الدولة الصغيرة يتمتع بديمقراطيةٍ يحسده عليها الجيران القريب منهم والبعيد. وحقيقة لبنان أمام الناس على الأرض تشهد بفضاءات حرياتها وديمقراطيتها مع كل مافيها وعليها والتي تكشف أباطيل الصامدين والمقاومين وأكاذيب المناضلين والممانعين، وزيف شعاراتهم وخطاباتهم ومواجهاتهم، وتُحَرِّكُ المواجع من نفوس المقموعين والمضطهدين والجياع، وتبعث فيهم ثورة الغضب والتطلع إلى الحرية والديمقراطية والخلاص. لذا فلا غرابة أن يضرب النظام معارضته ومعارضيه خاصةً منهم من يُظْهِرُ تطلعاً إلى ماعند هالجار بصبصةً عليهم أو تعاوناً معهم أو تأييداً أو شيئاً من مثله.
كثيراً مايشير حسن نصرالله وجماعته في الحزب إلى تمسكهم وإبقائهم على سلاح حزبهم حتى استرجاع مزارع شبعا اللبنانية وتحريرها. وكثيراً مايضعون حكومة السنيورة التي لايعترفون بها أيضاً في موطن التساؤل والمساءلة عما فعلته لاسترجاع هذه المزارع بعد أن بسطت سلطتها على الجنوب اللبناني بعد حرب آب/أغسطس 2006 . ولكن لم يحصل أن أسمعونا عما فعلوه هم بشأنها رغم أن منطقة الجنوب كانت تحت سيطرة حزبهم بعيداً عن الجيش وقوات الأمن لسنين طويلة، كما لم يحصل البتة وهو الأغرب أن أشاروا بكلمة عن الذي أضاعها ومافعله لها منذ أكثر من اربعين عاماً.
كأنه أمر طبيعي أن تضيع أنظمة الصمود والتصدي والممانعة مزارع شبعا إضافة للجولان 1967 فضلاً عن عشرات القرى في حرب تشرين 1973، ولكن ماليس طبيعياً مطالبة حسن نصر الله وجماعته لحكومة السنيورة البتراء وحكومة القتلة واللصوص حسب وصفهم بكشفٍ عما فعلته لاسترجاع مزارع شبعا، لأنهم بهذا يضعوننا أمام منطق جديد يقول: إن حكومات الصمود والتصدي والممانعة عن إضاعة الأرض لاتُسأل، و لكن حكومات القتلة واللصوص والعملاء عن استرجاع ماضيعه الرفاق والحلفاء يُسألون.
يرى حزب الله أن حضور أي وفد لبناني لمؤتمر أنابوليس هو إضافة جديدة إلى سجل الحكومة اللبنانية الأسـود في استجابتها لسياسة الوصاية الأميركية عليها. وقال قناعته عن المؤتمر، كما سمعنا أيضاً رأي حماس عن المؤتمر وغيرهم من الرافضين له والمشككين. قد لايختلف رأي عموم الناس نتيجة تجربتهم عن موقفهم من المؤتمر الأنابوليسي، ولكن مالم يسمعنا إياه الجميع موقفهم تجاه الحضور السوري لهالمؤتمر الملعون، والأهم تأجيله عقد المؤتمر الموازي لمؤتمر أنابوليس الذي قرر له النظام أن يجمع كل الفصائل والشخصيات الفلسطينية والعربية المعارضة للمؤتمر ومناوئي فتح والرئيس الفلسطيني أيضاً للردح على أنابوليس وأهل أنا ... بوليس وفرد الملاية لهم على قول حبايبنا المصريين فيما لو أنهم بقوا متشبثين ومصرين على عدم دعوته إلى المؤتمر، ولكن الأنابوليسيين تداركوا أمرهم بالتي هي أحسن.
سأله متخابثاً: لماذا لايرى حزب الله وغيره من الرافضين للمؤتمر الأنابوليسي في حضور الحليف السوري الممانع شيئاً مما يرونه في حضور الآخرين بل هم سكتوا عنه..!!؟
أجابه بأخبث: حضورهم ضرورة وطنية وقومية ليكونوا شهداء على الناس وأنصاف الناس فيما يفعلون، عدا عن بذل الجهد في إفشال المخطط الإسرائلي والأمريكي ومنعهم من تمرير مخططاتهم على العرب الآخرين.
فعقب المتخابث: ولكنهم قالوا بأن النظام السوري عازم في الخطوة التالية على طلب مغادرة سورية للعديد من القادة الفلسطينيين من جماعة حماس والجهاد وغيرهم تحت ذرائع شتى كما في تأجيله لمؤتمر لا لأنابوليس.
فأجابه وبراءة الأطفال في عينيه: هذه نقرة غير تلك. ومثل هذا الكلام والعياذ بالله تشكيك بمواقفنا وهو مرفوض. صحيح..! نحن أجلنا المؤتمر ولكن لم نلغه، وأوقفناه ولكن حتى إشعار آخر. المؤتمر قادم قادم، ونحن محتاجون إليهم محتاجون أفراداً وأحزاباً حلفاء ومجموعات صامدين مقاومين وممانعين للوقوف في وجه مؤتمرات ومؤامرات أنابوليسية أخرى، نضغط بهم ونخلط الأوراق، ونهدد بهم ونستعملهم حتى النصر وإلا...!!
بدرالدين حسن قربي
نتذكر أن الرئيس السابق لحود كثيراً ماأكد أنه مستمر في ولايته الرئاسية حتى آخر ثانية. ونستدعي قبل سنة ونصف تقريباً، سـؤال غسان بن جدو مراسل الجزيرة له في مقابلة تلفزيونية لماذا لاتترك الرئاسة استجابة لرغبة خصومك..!؟ فأجابه: ( بدهم ياني فِلّ، بفلوا كلهم أول، وبعدين أنا بفلّ).
الذي تأكد للناس أجمعين أنه بقي حتى آخر لحظة في الرئاسة ولكنه في النهاية هو الذي فلّ أول، وهم لم يفلّوا بعد.
قال الكثير من اللبنانين عن عهد الرئيس الراحل إميل لحود كلاماً كثيراً ولاسيما الموالاة وكثيراً ماوصفوه بالأسود. ورغم أن الرئيس الممَدّد له ورغم راحة ضميره على ذمته، بدا وهو يغادر قصر بعبدا متنرفزاً ومتوتراً بشكل واضح من خلال صياحه وهو يتحدث عن خصومه، ولكن مما لاشك فيه سجّل بامتياز وهو العسكري ابن القوات المسلحة أنه ضبضب أشياءه وأغراضه مبكراً وغادر قصر بعبدا في الدقائق الأخيرة لانتهاء ولايته. وهي قضية تحسب له في كل الاعتبارات ولاسيما أنه كان قادراً على غير ذلك وله على ذلك عون ونصر الله يستصرخه وهو معه.
لاشك أن خروج الرئيس الراحل لحود بالطريقة إياها وبالنكهة اللبنانية أغاظت من دون قصد أناساً كثيرين من جماعة السلطة (وشرّاباتها) عند الجارة الشقيقة وملأت قلوبهم بالغيظ لاعتبارات شتى، أولها هذا الخروج الطبيعي من القصر الرئاسي إلى منزله الخاص. فالجيران معتادون على الخروج من القصر إلى القبر وغير هيك مافي. ومن ثم هل يمكن اعتبار ماكان في قصر بعبدا بمثابة تحريض وإثارة على نظام الشقيقة والجارة، الذي لم يستطع تعطيل هالتقليد اللبناني العتيد خلال إقامته ضيفاً ثقيلاً أكثر من ثلاثين عاماً و رغم محاولاته الكثيرة الالتفاف عليه ولعل التمديد للرئيس الراحل مثالاً.
فلبنان الدولة الصغيرة يتمتع بديمقراطيةٍ يحسده عليها الجيران القريب منهم والبعيد. وحقيقة لبنان أمام الناس على الأرض تشهد بفضاءات حرياتها وديمقراطيتها مع كل مافيها وعليها والتي تكشف أباطيل الصامدين والمقاومين وأكاذيب المناضلين والممانعين، وزيف شعاراتهم وخطاباتهم ومواجهاتهم، وتُحَرِّكُ المواجع من نفوس المقموعين والمضطهدين والجياع، وتبعث فيهم ثورة الغضب والتطلع إلى الحرية والديمقراطية والخلاص. لذا فلا غرابة أن يضرب النظام معارضته ومعارضيه خاصةً منهم من يُظْهِرُ تطلعاً إلى ماعند هالجار بصبصةً عليهم أو تعاوناً معهم أو تأييداً أو شيئاً من مثله.
كثيراً مايشير حسن نصرالله وجماعته في الحزب إلى تمسكهم وإبقائهم على سلاح حزبهم حتى استرجاع مزارع شبعا اللبنانية وتحريرها. وكثيراً مايضعون حكومة السنيورة التي لايعترفون بها أيضاً في موطن التساؤل والمساءلة عما فعلته لاسترجاع هذه المزارع بعد أن بسطت سلطتها على الجنوب اللبناني بعد حرب آب/أغسطس 2006 . ولكن لم يحصل أن أسمعونا عما فعلوه هم بشأنها رغم أن منطقة الجنوب كانت تحت سيطرة حزبهم بعيداً عن الجيش وقوات الأمن لسنين طويلة، كما لم يحصل البتة وهو الأغرب أن أشاروا بكلمة عن الذي أضاعها ومافعله لها منذ أكثر من اربعين عاماً.
كأنه أمر طبيعي أن تضيع أنظمة الصمود والتصدي والممانعة مزارع شبعا إضافة للجولان 1967 فضلاً عن عشرات القرى في حرب تشرين 1973، ولكن ماليس طبيعياً مطالبة حسن نصر الله وجماعته لحكومة السنيورة البتراء وحكومة القتلة واللصوص حسب وصفهم بكشفٍ عما فعلته لاسترجاع مزارع شبعا، لأنهم بهذا يضعوننا أمام منطق جديد يقول: إن حكومات الصمود والتصدي والممانعة عن إضاعة الأرض لاتُسأل، و لكن حكومات القتلة واللصوص والعملاء عن استرجاع ماضيعه الرفاق والحلفاء يُسألون.
يرى حزب الله أن حضور أي وفد لبناني لمؤتمر أنابوليس هو إضافة جديدة إلى سجل الحكومة اللبنانية الأسـود في استجابتها لسياسة الوصاية الأميركية عليها. وقال قناعته عن المؤتمر، كما سمعنا أيضاً رأي حماس عن المؤتمر وغيرهم من الرافضين له والمشككين. قد لايختلف رأي عموم الناس نتيجة تجربتهم عن موقفهم من المؤتمر الأنابوليسي، ولكن مالم يسمعنا إياه الجميع موقفهم تجاه الحضور السوري لهالمؤتمر الملعون، والأهم تأجيله عقد المؤتمر الموازي لمؤتمر أنابوليس الذي قرر له النظام أن يجمع كل الفصائل والشخصيات الفلسطينية والعربية المعارضة للمؤتمر ومناوئي فتح والرئيس الفلسطيني أيضاً للردح على أنابوليس وأهل أنا ... بوليس وفرد الملاية لهم على قول حبايبنا المصريين فيما لو أنهم بقوا متشبثين ومصرين على عدم دعوته إلى المؤتمر، ولكن الأنابوليسيين تداركوا أمرهم بالتي هي أحسن.
سأله متخابثاً: لماذا لايرى حزب الله وغيره من الرافضين للمؤتمر الأنابوليسي في حضور الحليف السوري الممانع شيئاً مما يرونه في حضور الآخرين بل هم سكتوا عنه..!!؟
أجابه بأخبث: حضورهم ضرورة وطنية وقومية ليكونوا شهداء على الناس وأنصاف الناس فيما يفعلون، عدا عن بذل الجهد في إفشال المخطط الإسرائلي والأمريكي ومنعهم من تمرير مخططاتهم على العرب الآخرين.
فعقب المتخابث: ولكنهم قالوا بأن النظام السوري عازم في الخطوة التالية على طلب مغادرة سورية للعديد من القادة الفلسطينيين من جماعة حماس والجهاد وغيرهم تحت ذرائع شتى كما في تأجيله لمؤتمر لا لأنابوليس.
فأجابه وبراءة الأطفال في عينيه: هذه نقرة غير تلك. ومثل هذا الكلام والعياذ بالله تشكيك بمواقفنا وهو مرفوض. صحيح..! نحن أجلنا المؤتمر ولكن لم نلغه، وأوقفناه ولكن حتى إشعار آخر. المؤتمر قادم قادم، ونحن محتاجون إليهم محتاجون أفراداً وأحزاباً حلفاء ومجموعات صامدين مقاومين وممانعين للوقوف في وجه مؤتمرات ومؤامرات أنابوليسية أخرى، نضغط بهم ونخلط الأوراق، ونهدد بهم ونستعملهم حتى النصر وإلا...!!
بدرالدين حسن قربي