blue-ocean
25/11/2007, 02:45
لا أدري ماذا أو كيف سأتصرف فأنا سأـجابه جسداً وصوتاً لطالما تحدثت إليه وكثيراً ما تجادلنا وتناقشنا وتداخلنا في أعماقنا , نستر بتلك الشاشة تعابير وملامح وجهنا وحتى نبرة صوتنا , نحترق شوقاً ونلتهب لذةً في الانتظار وننتشي طرباً حين يرن جرس يبشر برسالة جديدة تحمل ما أتوقعه أو ما سأفاجئ به.
كل هذه المشاعر تحاك في الكلمات الجامدة العامية فيبقى فك شفرة هذه العواطف واستنباط ما وراء الكلمات
هذه هيه التكنولوجيا تبعدنا عن لغة الحواس وقدسية الأبعاد الحقيقة و عفوية الأفعال.
أم يحيى عجوز تصارع السبعينيات من عمرها تسكن مع زوجها المثقف في بيت دافئ تنبعث فيه رائحة بناتها الأربع و حنين أقدامهن .
يجلن في المنزل ويضفين حنانهن على بلاط المنزل بممسحتهم الفاترة ,يدلكون الصحون
وينسقون الزهور ثم يتركن شفاههن على فنجان القهوة الأبيض الذي شاركهم حديثهم الطويل.
يرن الهاتف فيشتت تركيز أبو يحيى عن قناته الإخبارية المفضلة (لجزيرة).
يصرخ بشدة والعجوز البيضاء لا تبدي حراكا , تهمس لنفسها (إما يحيى أو محمد)
وما إن توقف صراخه حتى وجدته أمامها ليخبرها أن ابنها يحيى يريد التحدث إليها على الهاتف.
وعلى غير العادة رفضت بشيء من الملل الظاهر على وجهها والكثير الكثير من الحرقة والشوق في قلبها.
...- قل له أني نائمة
وهاهي اليوم تحكي لنا قصتها وقصة صبيانها الذين هاجروا إلى أميركا وتسرد بشيء من الفخر و الحرقة عذابهم وعذاباتها ونجاحهم في حياتهم وفشلها في لم شملهم بعد فراق طويل....
ثم تابعت قائلة
لقد سئمت عبارات الترحيب والشوق والوداع
أحن الى تلك الأيام التي كنت احتضنهم فيها صبحا وليلا..
كنت اغني لهم بصوتي المرتعش...
أريدهم بقربي .. أحرق أشتات عمري بالشوق إليهم بعد أن حرقت غربتهم قلبي واجتثت لسكينة من حياتي.
ألا يحق لي أن أبرد غليلي الملتهب في جسدي البارد , لا أريد مالاً ولا عمراً أقضيه دونهم...
وهاهي ألسنة اللهب تشتعل في المدفأة وهاهو التلفاز ينشد إليه أبو يحيى
تتمعن فيه بحزن تحاول أن تجذب انتباهه لتسرق منه بضع الكلمات ف تفشل
تنظر من النافذة التي تطل على بيت جدتي
لتبدو لي مع زوجها والتلفاز والسنة اللهب و السجادة الحمراء كسيمفونية رحيل أبدية...........
كل هذه المشاعر تحاك في الكلمات الجامدة العامية فيبقى فك شفرة هذه العواطف واستنباط ما وراء الكلمات
هذه هيه التكنولوجيا تبعدنا عن لغة الحواس وقدسية الأبعاد الحقيقة و عفوية الأفعال.
أم يحيى عجوز تصارع السبعينيات من عمرها تسكن مع زوجها المثقف في بيت دافئ تنبعث فيه رائحة بناتها الأربع و حنين أقدامهن .
يجلن في المنزل ويضفين حنانهن على بلاط المنزل بممسحتهم الفاترة ,يدلكون الصحون
وينسقون الزهور ثم يتركن شفاههن على فنجان القهوة الأبيض الذي شاركهم حديثهم الطويل.
يرن الهاتف فيشتت تركيز أبو يحيى عن قناته الإخبارية المفضلة (لجزيرة).
يصرخ بشدة والعجوز البيضاء لا تبدي حراكا , تهمس لنفسها (إما يحيى أو محمد)
وما إن توقف صراخه حتى وجدته أمامها ليخبرها أن ابنها يحيى يريد التحدث إليها على الهاتف.
وعلى غير العادة رفضت بشيء من الملل الظاهر على وجهها والكثير الكثير من الحرقة والشوق في قلبها.
...- قل له أني نائمة
وهاهي اليوم تحكي لنا قصتها وقصة صبيانها الذين هاجروا إلى أميركا وتسرد بشيء من الفخر و الحرقة عذابهم وعذاباتها ونجاحهم في حياتهم وفشلها في لم شملهم بعد فراق طويل....
ثم تابعت قائلة
لقد سئمت عبارات الترحيب والشوق والوداع
أحن الى تلك الأيام التي كنت احتضنهم فيها صبحا وليلا..
كنت اغني لهم بصوتي المرتعش...
أريدهم بقربي .. أحرق أشتات عمري بالشوق إليهم بعد أن حرقت غربتهم قلبي واجتثت لسكينة من حياتي.
ألا يحق لي أن أبرد غليلي الملتهب في جسدي البارد , لا أريد مالاً ولا عمراً أقضيه دونهم...
وهاهي ألسنة اللهب تشتعل في المدفأة وهاهو التلفاز ينشد إليه أبو يحيى
تتمعن فيه بحزن تحاول أن تجذب انتباهه لتسرق منه بضع الكلمات ف تفشل
تنظر من النافذة التي تطل على بيت جدتي
لتبدو لي مع زوجها والتلفاز والسنة اللهب و السجادة الحمراء كسيمفونية رحيل أبدية...........