yass
22/11/2007, 14:05
أكرم البني
بداية لنعترف إذا أردنا الانطلاق من حسابات توازن القوى القائم وما يمكن أن يعطيه للعرب والفلسطينيين في اللحظة الراهنة، فلا أمل يرتجى من مؤتمر السلام الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش ويزمع عقده في الأسابيع القادمة مهما كانت النيات طيبة واشتدت حرارة اللقاء، فنقطة الانطلاق التي يمكن أن تفضي إلى نتائج ذات معنى في مثل هذه المؤتمرات هي ترجيح توازن المصالح وحسابات الحقوق والحاجات المتبادلة بين الأطراف المشاركة على حسابات توازن القوى، الأمر الذي يتطلب أول ما يتطلب توصل الغرب عموماً وأميركا بصفة خاصة إلى قناعة راسخة تقول إن استقرار المنطقة يستدعي العمل الجدي على حل عادل لأزمة الصراع العربي الصهيوني وجوهره المعضلة الفلسطينية كمدخل وحيد لمعالجة كافة الملفات الأخرى وتسهيل إغلاقها.
هذه النتيجة ليست اكتشافاًً جديداً فقد توصل إليها الكثير من الباحثين في معاهد الدراسات الغربية، وخلص بعضهم إلى أن بقاء الصراع العربي الصهيوني جرحاً مفتوحاً يدفع السياسات في المنطقة خارج سياقها الطبيعي ويعطيها معانٍ وتوجهات خاصة، معززاً نمو التطرف والإرهاب ومعرقلاً إلى أبعد حد، الاستقرار ومشاريع التنمية الديموقراط ية والإصلاح، لكن يبدو للآسف أن أصحاب القرار السياسي لا يزالون في وادٍ آخر يثقون بما يملكونه من قوى قادرة ومدمرة ويحبذون تالياً تسخير هذه القوى لتحقيق مراميهم، دون النظر إلى المصالح الحيوية لأهل المنطقة وشدة ما يكابدونه.
إن فكرة مؤتمر للسلام ليست جديدة إذ سبق وطرح ما يشبهها في محطات مختلفة ولم تفض إلى النتيجة المرجوة، كان أهمها مؤتمر مدريد عام 1991 الذي جاء تتويجاً لما أفضت إليه المتغيرات العالمية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، واتكأ على نجاح الإدارة الأميركية في عهد الرئيس جورج بوش الأب في خلق إجماع دولي حول مسألة تحرير الكويت، بينما الدعوة إلى مؤتمر اليوم تأتي في أوضاع مختلفة تماماً، مع توتر الأزمات التي تمر بها المنطقة واشتداد حدتها، وفي ظل إرباكات وصعوبات متنوعة تعاني منها مختلف الأطراف المعنية بهذه البقعة من العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.
وهذا انما يعني تلقائياً أن الأمل ضعيف ومحدود في إمكانية أن يلعب هذا المؤتمر دوراً لنقل المنطقة إلى مستوٍ جديد، يكسر المألوف ويضع خطة جدية لتجاوز حالة الاستعصاء الراهنة، وخاصة في معالجة المعضلة الفلسطينية.
وهذا ما يرجح تالياً أن يبقى غرضه تكتيكياً لا يتعدى إكساب القوى المعنية به شرعية وتميزاً في إدارة صراعاتها، بمافي ذلك تشجيع عملية فرز المواقف والقوى وتأجيج الخلافات السائدة من دون استبعاد إمكانية استخدامه كغطاء تمرر تحته لغة المكاسرة وما يمكن أن يبيت من اندفاعات هجومية وحروب جديدة.
وهذا بدليل أن الدعوة إليه تتم على إيقاع الحشود العسكرية الأميركية في الخليج وتواتر التصعيد على الجبهة السورية كان أخره ما عرف بغارة للطيران الإسرائيلي ضد موقع عسكري في عمق الأراضي السورية، وبدليل أن توقيت انعقاده يترافق مع إلحاح الحاجة لمعالجة أزمات العراق وفلسطين ولبنان بصورة حاسمة بعد أن وصلت هذه الأزمات إلى الذروة أو إلى نهايات حرجة لا يمكن بأي حال تجاوزها دون حدوث أمر جديد يعيد خلط الأوراق وتشذيب المواقف.
وما دام من المرجح أن لا ينجح المؤتمر العتيد في وضع حل شامل وملموس للمعضلة الفلسطينية كما يرسم له وإن تمكن من معالجة جزئية لبعض المشكلات.
وما دامت الإدارة الأميركية لم تظهر بصفتها راعية للمؤتمر اهتماماً جدياً بالمبادرة العربية للسلام لمعالجة الصراع العربي الصهيوني والتي أعادت قمة الرياض تفعيلها في آذار (مارس) الماضي بعدما كانت تبنتها قمة بيروت عام 2002.
وما دام الأمل يتراجع يوماً بعد يوم في تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية عما يمكن أن يفضي إليه هذا المؤتمر من نتائج، فإنه بلا شك سوف يعزز الانقسام العربي والإقليمي وربما الدولي في حال استمر الموقف الروسي المتحفظ على طريقة الدعوة لهذا المؤتمر وشكل عقده، والأهم أنه سوف يزيد حدة الشروخ والتوترات وآليات الصراع بين الإدارة الأميركية وما تمثله وبين ما يسمى المشروع الممانع الذي تتقدمه المواقف الإيرانية والسورية ويلقى دعماً صريحاً حيناً وخفياً أحياناً من أطراف عالمية باتت تقف على مسافة بينة من مواقف البيت الأبيض وأساليبه.
وفي المقابل سوف يزيد فشله من الارباكات ولنقل الصعوبات التي تعانيها السياسات العربية المعتدلة وبخاصة سياسة السلطة الفلسطينية حين لا يستشعر المؤتمرون بكثير من الحساسية ما قد يخلفه التأخر عن دعم الرئيس محمود عباس ومسار التفاوض لتحصيل حقوق الشعب الفلسطيني من احتمال عودة الرهان على أساليب العنف وعلى حركة حماس ودورها، أو حين لا يقدرون في الوقت نفسه مدى حاجة الدول العربية الراغبة في حضور المؤتمر لإنقاذ مبادرة السلام العربية التي أوصلها التعنت الإسرائيلي إلى طريق مسدودة، وتالياً شدة رغبتها في استثمار هذه الفرصة للتلاقي مع النوايا والرغبات الغربية لدعم الاستقرار وتسوية الصراع في المنطقة.
ليس الـمقصود هنا تبديد الأمل، لكن من الخطأ عدم رؤية الخلل الـمتمثل في الدعوة إلى مؤتمر سلام في ظل حدة الانقسامات القائمة وتخندقها، ومن الخطأ تالياً أن نغفل، طالما لا تزال الدوافع الأميركية والإسرائيلية ضعيفة، إن لم نقـل معدومـة، لتـقـديم تـنـازلات، أن نغفل احتمال أن يتحول مثل هذا المؤتمر على النقيض من عنوان السلام الذي يعقد تحت لواءه، إلى غطاء لمزيد من استنقاع الأوضاع وتفسخها وربما لمزيد من تحرير الصراعات والعنف. أو أن يكرر، بالحد الأدنى وفي أحسن الأحوال، دوره كمجرد حدث شكلي أو صوري غرضه الوحيد هو اليافطة الإعلامية وتأكيد الإحساس العام الشائع بأن هكذا المؤتمر مثله مثل غيره من مؤتمرات السلام، لنيكون بذي قيمة، ولن يحمل أي مردود جدي في معالجة الأزمـات المتفـاقمة، وتالياً لن يقدم جديداً في فك حالة الاستعصاء المزمنة التي لا تزال تسم صراعات المنطقة ومشاكلها.
المصدر: موقع الحقيقة ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
بداية لنعترف إذا أردنا الانطلاق من حسابات توازن القوى القائم وما يمكن أن يعطيه للعرب والفلسطينيين في اللحظة الراهنة، فلا أمل يرتجى من مؤتمر السلام الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش ويزمع عقده في الأسابيع القادمة مهما كانت النيات طيبة واشتدت حرارة اللقاء، فنقطة الانطلاق التي يمكن أن تفضي إلى نتائج ذات معنى في مثل هذه المؤتمرات هي ترجيح توازن المصالح وحسابات الحقوق والحاجات المتبادلة بين الأطراف المشاركة على حسابات توازن القوى، الأمر الذي يتطلب أول ما يتطلب توصل الغرب عموماً وأميركا بصفة خاصة إلى قناعة راسخة تقول إن استقرار المنطقة يستدعي العمل الجدي على حل عادل لأزمة الصراع العربي الصهيوني وجوهره المعضلة الفلسطينية كمدخل وحيد لمعالجة كافة الملفات الأخرى وتسهيل إغلاقها.
هذه النتيجة ليست اكتشافاًً جديداً فقد توصل إليها الكثير من الباحثين في معاهد الدراسات الغربية، وخلص بعضهم إلى أن بقاء الصراع العربي الصهيوني جرحاً مفتوحاً يدفع السياسات في المنطقة خارج سياقها الطبيعي ويعطيها معانٍ وتوجهات خاصة، معززاً نمو التطرف والإرهاب ومعرقلاً إلى أبعد حد، الاستقرار ومشاريع التنمية الديموقراط ية والإصلاح، لكن يبدو للآسف أن أصحاب القرار السياسي لا يزالون في وادٍ آخر يثقون بما يملكونه من قوى قادرة ومدمرة ويحبذون تالياً تسخير هذه القوى لتحقيق مراميهم، دون النظر إلى المصالح الحيوية لأهل المنطقة وشدة ما يكابدونه.
إن فكرة مؤتمر للسلام ليست جديدة إذ سبق وطرح ما يشبهها في محطات مختلفة ولم تفض إلى النتيجة المرجوة، كان أهمها مؤتمر مدريد عام 1991 الذي جاء تتويجاً لما أفضت إليه المتغيرات العالمية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، واتكأ على نجاح الإدارة الأميركية في عهد الرئيس جورج بوش الأب في خلق إجماع دولي حول مسألة تحرير الكويت، بينما الدعوة إلى مؤتمر اليوم تأتي في أوضاع مختلفة تماماً، مع توتر الأزمات التي تمر بها المنطقة واشتداد حدتها، وفي ظل إرباكات وصعوبات متنوعة تعاني منها مختلف الأطراف المعنية بهذه البقعة من العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.
وهذا انما يعني تلقائياً أن الأمل ضعيف ومحدود في إمكانية أن يلعب هذا المؤتمر دوراً لنقل المنطقة إلى مستوٍ جديد، يكسر المألوف ويضع خطة جدية لتجاوز حالة الاستعصاء الراهنة، وخاصة في معالجة المعضلة الفلسطينية.
وهذا ما يرجح تالياً أن يبقى غرضه تكتيكياً لا يتعدى إكساب القوى المعنية به شرعية وتميزاً في إدارة صراعاتها، بمافي ذلك تشجيع عملية فرز المواقف والقوى وتأجيج الخلافات السائدة من دون استبعاد إمكانية استخدامه كغطاء تمرر تحته لغة المكاسرة وما يمكن أن يبيت من اندفاعات هجومية وحروب جديدة.
وهذا بدليل أن الدعوة إليه تتم على إيقاع الحشود العسكرية الأميركية في الخليج وتواتر التصعيد على الجبهة السورية كان أخره ما عرف بغارة للطيران الإسرائيلي ضد موقع عسكري في عمق الأراضي السورية، وبدليل أن توقيت انعقاده يترافق مع إلحاح الحاجة لمعالجة أزمات العراق وفلسطين ولبنان بصورة حاسمة بعد أن وصلت هذه الأزمات إلى الذروة أو إلى نهايات حرجة لا يمكن بأي حال تجاوزها دون حدوث أمر جديد يعيد خلط الأوراق وتشذيب المواقف.
وما دام من المرجح أن لا ينجح المؤتمر العتيد في وضع حل شامل وملموس للمعضلة الفلسطينية كما يرسم له وإن تمكن من معالجة جزئية لبعض المشكلات.
وما دامت الإدارة الأميركية لم تظهر بصفتها راعية للمؤتمر اهتماماً جدياً بالمبادرة العربية للسلام لمعالجة الصراع العربي الصهيوني والتي أعادت قمة الرياض تفعيلها في آذار (مارس) الماضي بعدما كانت تبنتها قمة بيروت عام 2002.
وما دام الأمل يتراجع يوماً بعد يوم في تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية عما يمكن أن يفضي إليه هذا المؤتمر من نتائج، فإنه بلا شك سوف يعزز الانقسام العربي والإقليمي وربما الدولي في حال استمر الموقف الروسي المتحفظ على طريقة الدعوة لهذا المؤتمر وشكل عقده، والأهم أنه سوف يزيد حدة الشروخ والتوترات وآليات الصراع بين الإدارة الأميركية وما تمثله وبين ما يسمى المشروع الممانع الذي تتقدمه المواقف الإيرانية والسورية ويلقى دعماً صريحاً حيناً وخفياً أحياناً من أطراف عالمية باتت تقف على مسافة بينة من مواقف البيت الأبيض وأساليبه.
وفي المقابل سوف يزيد فشله من الارباكات ولنقل الصعوبات التي تعانيها السياسات العربية المعتدلة وبخاصة سياسة السلطة الفلسطينية حين لا يستشعر المؤتمرون بكثير من الحساسية ما قد يخلفه التأخر عن دعم الرئيس محمود عباس ومسار التفاوض لتحصيل حقوق الشعب الفلسطيني من احتمال عودة الرهان على أساليب العنف وعلى حركة حماس ودورها، أو حين لا يقدرون في الوقت نفسه مدى حاجة الدول العربية الراغبة في حضور المؤتمر لإنقاذ مبادرة السلام العربية التي أوصلها التعنت الإسرائيلي إلى طريق مسدودة، وتالياً شدة رغبتها في استثمار هذه الفرصة للتلاقي مع النوايا والرغبات الغربية لدعم الاستقرار وتسوية الصراع في المنطقة.
ليس الـمقصود هنا تبديد الأمل، لكن من الخطأ عدم رؤية الخلل الـمتمثل في الدعوة إلى مؤتمر سلام في ظل حدة الانقسامات القائمة وتخندقها، ومن الخطأ تالياً أن نغفل، طالما لا تزال الدوافع الأميركية والإسرائيلية ضعيفة، إن لم نقـل معدومـة، لتـقـديم تـنـازلات، أن نغفل احتمال أن يتحول مثل هذا المؤتمر على النقيض من عنوان السلام الذي يعقد تحت لواءه، إلى غطاء لمزيد من استنقاع الأوضاع وتفسخها وربما لمزيد من تحرير الصراعات والعنف. أو أن يكرر، بالحد الأدنى وفي أحسن الأحوال، دوره كمجرد حدث شكلي أو صوري غرضه الوحيد هو اليافطة الإعلامية وتأكيد الإحساس العام الشائع بأن هكذا المؤتمر مثله مثل غيره من مؤتمرات السلام، لنيكون بذي قيمة، ولن يحمل أي مردود جدي في معالجة الأزمـات المتفـاقمة، وتالياً لن يقدم جديداً في فك حالة الاستعصاء المزمنة التي لا تزال تسم صراعات المنطقة ومشاكلها.
المصدر: موقع الحقيقة ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -/////////////// (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)