imad
08/07/2005, 19:53
الصداقة
لوقا 11/1-8
"واذ كان يصلّي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علّمنا ان نصلّي كما علّم يوحنا ايضا تلاميذه. 2 فقال لهم متى صلّيتم فقولوا ابانا الذي في السموات.ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك.لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. 3 خبزنا كفافنا أعطنا كل يوم. 4 واغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من يذنب الينا.ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير 5 ثم قال لهم من منكم يكون له صديق ويمضي اليه نصف الليل ويقول له يا صديق اقرضني ثلاثة ارغفة. 6 لان صديقا لي جاءني من سفر وليس لي ما اقدم له. 7 فيجيب ذلك من داخل ويقول لا تزعجني.الباب مغلق الآن واولادي معي في الفراش.لا اقدر ان اقوم واعطيك. 8 اقول لكم وان كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه فانه من اجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج ".
أرجو القراءة بتمعن وفهم كل كلمة للوصول إلى معاني حقيقية
أسئلة: 1- ما هو مفهوم الصداقة ؟
2- ما هي نظرتي أنا الذي انتمي الى مجتمع شرقي الى الصداقة بين الشاب والفتاة ؟
مقدمة:
الصداقة علاقة سامية وضرورية جداً للانسان، وتنبع أهميتها من كون الانسان بطبيعته اجتماعي يحب الاختلاط بالناس، ولكن مع كثرة معارف الانسان وكثرة من يعرفهم نجد أن عنده عدد قليل جداً من الاصدقاء قد يصل لواحد. ونراه يقول هذا من اعتبره صديقي حقاً هو من وضعت ثقتي به، ومن اخترته لاصارحه بأسراري… أما البقية فهم أصدقائي لكن ليسوا مثل فلان فانه مختلف.
والصداقة عموماً تعني أن يصبح بين الصديقين معرفة عميقة وحاجة عميقة كلٌّ الى الآخر..
ضرورة الصداقة:
فصديقي الحقيقي يعرفني مثلما أعرف نفسي وأحياناً يساعدني في أن أعرف نفسي أكثر لأنه مراقب حيادي لتصرفاتي وردود أفعالي وفي نفس الوقت هو ايجابي لأنه يساعدني في معرفة نفسي من خلال هذه التصرفات. الصديق ليس من يعطيني مالاً عند الحاجة أو طعاماً عند الجوع فحسب، وانما هو من يجعلني اُدرك لماذا لم استطع الحصول على ما أريد بنفسي.
غاية الصداقة:
الصديق عادة لا يكون منافساً لصديقه، فأنا أشعر بالسرور اذا ما كان هو أفضل مني، أو اذا كان الآخرين يقدرونه أكثر مما يقدرونني، وهو لا يحقد عليَّ بسبب نجاحي في اعمالي، ولا يكون عقبة في وجهي بل عوناً لي،وأنا لا أفكر بأن استفيد منه أو استغله بل اتمنى أن اخدمه باخلاص، وأرغب أن اعطيه بصدق أكثر مما أرغب في الأخذ منه..
اذاً صديقي يعطيني الكثير ويعلمني عن نفسي، وأنا في نفس الوقت اُقدّم له نفس الخدمة ونفس الحاجة النفسية. ويمكننا القول إن الصداقة هي اكتشاف وبهجة، وهي مصدر قوة بقدر ما تسهل على الصديقين مجابهة العالم بمزيد من البصيرة والشجاعة.
الصداقة بين الشاب والفتاة:
يمكن أن تقوم الصداقة بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معنى. فعندما تحدثني فتاة عن همومها سواء الدراسية أم الاجتماعية أم حتى العاطفية فأنا برأي الذي اعطيه لها، أقدّم خدمة الصداقة وأساعدها بأن تعرف نفسها من خلالي ومن خلال رأيي…
مبادىء وأسس الصداقة بين الجنسين:
تقوم الصداقة أول الأمر على ثقة متبادلة مبنية على حب بسيط متبادل وانسجام في طريقة التفكير والسلوك، وألفة ناتجة عن معرفة عميقة متبادلة وكل من الشاب والفتاة ينشرح صدره للآخر فيفتح له قلبه بثقة ويحدّثه عما يجول فيه من خواطر وعواطف، ولعل اهم شيء يوثّق الصداقة ويعمّقها هو العطاء. فهو ينمي الفرح والبهجة في روح الصديق. وقد تنشأ الصداقة أحياناً بصورة عفوية من مجرد لقاء عابر وتقوم على اتفاق متبادل وانسجام لكن هذا نادر جداً..
أهمية النشاطات في تعميق الصداقة:
إن أفضل ما يحقق الصداقة هو وجود عمل مشترك بين الشاب والفتاة، كالنشاطات الاجتماعية والدينية، لأنه في هذه الحالة تقوم الصداقة على حبّ أشد من حب بعضهم، وهو "حب الخدمة"، فعندما يلتقون فلكي يُنجزوا العمل وليس ليروا بعضهم… وعندما نشعر بأننا نساهم في انجاز عمل مشترك ينبعث فينا احساس بالصداقة، وكلّما ازداد العمل المشترك صعوبة وجمالاً ازدادت الصداقة توثّقاً وصفاءً.
غير أن العمل وحده لا يكفي ليضمن للصداقة نقاوتها، فلكي لا ينحدر الى المستوى الحسي وتتلاشى ينبغي أن تشيَّد على حب شخص ثالث "والمسيح" وحده هو الذي يستطيع أن يقوم بدور هذا الرباط الحيّ…
حفظ الصداقة طاهرة:
الصداقة لا تعني حدوث علاقة جسدية، بل بالعكس. الصداقة بين الشاب والفتاة عندما تكون نقية "افلاطونية" مع مشاركة نفسية متبادلة بينهما مع صفة المراقب الحيادي لكل منهما الذي يعمل على تحسين شخصية الآخر فإنها تكون رائعة…
والجنس إساءة للصداقة، ولا داعي لتشويه العلاقة الجميلة بين الصديقين باتمام الجنس فيها. لكن الذي يحدث ترتاح الفتاة للشاب وتفضي له باسرارها وهنا يأتي دور الجسد فإنها بانوثتها قد تثير غريزة الشاب على غير علم منها مستدرجه لمواقف قريبة أكثر الى الشهوات الجسدية من قربها الى الصداقة الصحيحة الطاهرة.
فالصداقة بين الشاب والفتاة من أخطر الأمور اذا لم يكن هناك وعي عاطفي عقلي لدى الطرفين…
الفرق بين الصداقة والحب:
يتميز الحب عن الصداقة بالدور الذي يمثله فيه الجسد. الحب علاقة روحية رائعة بين روحين يعبّر عنها الاتحاد الجنسي الصحيح.
أما الصداقة فهي علاقة بين نفسين تعبّر عنها مساعدة الصديقين بعضهما لبعض "أنا أرى العالم من خلالك". ولسان الصداقة تقول "الصديق عند الضيق". أما لسان الحب فيقول: "الحبيب كل وقتي وكل حياتي". والحبيبان عادة ينظر كل منهما الى الآخر، بينما الصديقان ينظران في اتجاه واحد. ويقول أحد الادباء: "لا تقوم الصداقة على تبادل النظرات بل على النظر معاً في اتجاه واحد".
تحوّل الصداقد الى حبّ:
لكن عندما يشعر الشاب والفتاة أن الصداقة وحدها لم تعد تكفيها وكذلك الحديث واللهو البريء، بل يشعران بأن جاذبية الجسد بدأت تشد الواحد الى الآخر عند ذلك تنقلب الى حب، وبإمكانهما أن يؤسسا أسرة أساسها التفاهم وسياجها الحب.
مشاكل الصداقة:
ولكن قد يقول قائل: إن كل هذا الكلام هو نظري ونموذجي ليس واقعياً… وهذه الصداقة ليست موجودة. أنا أقول أنها موجودة لكنها قليلة، لأن هناك الكثير من المشاكل تعترضها، وهذه المشاكل نوعين: داخلية، من داخل الصديق كعدم الوعي وعدم وجود المحبة والاستعداد للبذل والعطاء دون انتظار المقابل. وخارجية: عدم تقبّل المجتمع ونظرته لهذا النوع من الصداقة، والتي اُحب مناقشتها واستعراض حلّها من خلال هذه القصة الحياتية.
"هالة" فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها، مثقفة قلبها ينبض محبة وعطاء. التقت ضمن نشاط اجتماعي بـ"فادي" الذي يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً، وهو انسان بسيط يدرس بالجامعة، واُعجب كلٌّ منهما بشخصية الآخر وأفكاره، وأحبا أن يكونا صريحين مع بعضهما، وأتفقا على تكوين علاقة صداقة عميقة بينهما. ووضع كل منهما ثقته بالآخر وأصبحا يتناقشان في مواضيع متعددة ويشكيان مشاكلهما كلٌّ للآخر ليتساعدا على حلّها.
لاحظت المجموعة الاثنان واحاديثهما، وبما أن هذه المجموعة هي من مجتمع شرقي يرفض هذا النوع من الصداقة، وجذور هذا المجتمع ضاربة في صدور هذه المجموعة بدأ الكلام على "هالة" و"فادي" وإحاكة القصص عليهما مع الزيادة في النميمة. علماً أن كل واحد من المجموعة ممكن أن يتكلم ساعات وحصص عن أهمية الصداقة وعن تحرره وايمانه بأنها أساسية، وأنه يكره نظرة المجتمع ورفضه للصداقة بين الشاب والفتاة، ولكن عندما يرى اثنين معاً لا يستطيع إلاّ أن يظن بهما السوء.
فما هو الحل ؟ ماذا يجب على "هالة" و"فادي" أن يفعلا ؟ ربما هناك أربعة حلول:
1. الحل الأول: هل يتصرفا بشكل عادي مع بعضهما وغير ملفت للنظر ضمن الجماعة ويتركا الاحاديث لتكون بالسر بعيداً عن المجموعة وكلامها…؟
2. الحل الثاني: هل يبحثا عن مصدر الكلام ومجابهته ودفع المجموعة لتتخذ اجراء بحقه …؟
3. الحل الثالث: عدم إعارة الأهمية للكلام والاستمرار في علاقتهما كأن شيئاً لم يكن …؟
4. الحل الرابع: إنهاء هذه العلاقة بينهما …؟
أو برأيك هل هناك حلول اخرى ، وما هي …؟
لوقا 11/1-8
"واذ كان يصلّي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علّمنا ان نصلّي كما علّم يوحنا ايضا تلاميذه. 2 فقال لهم متى صلّيتم فقولوا ابانا الذي في السموات.ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك.لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. 3 خبزنا كفافنا أعطنا كل يوم. 4 واغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من يذنب الينا.ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير 5 ثم قال لهم من منكم يكون له صديق ويمضي اليه نصف الليل ويقول له يا صديق اقرضني ثلاثة ارغفة. 6 لان صديقا لي جاءني من سفر وليس لي ما اقدم له. 7 فيجيب ذلك من داخل ويقول لا تزعجني.الباب مغلق الآن واولادي معي في الفراش.لا اقدر ان اقوم واعطيك. 8 اقول لكم وان كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه فانه من اجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج ".
أرجو القراءة بتمعن وفهم كل كلمة للوصول إلى معاني حقيقية
أسئلة: 1- ما هو مفهوم الصداقة ؟
2- ما هي نظرتي أنا الذي انتمي الى مجتمع شرقي الى الصداقة بين الشاب والفتاة ؟
مقدمة:
الصداقة علاقة سامية وضرورية جداً للانسان، وتنبع أهميتها من كون الانسان بطبيعته اجتماعي يحب الاختلاط بالناس، ولكن مع كثرة معارف الانسان وكثرة من يعرفهم نجد أن عنده عدد قليل جداً من الاصدقاء قد يصل لواحد. ونراه يقول هذا من اعتبره صديقي حقاً هو من وضعت ثقتي به، ومن اخترته لاصارحه بأسراري… أما البقية فهم أصدقائي لكن ليسوا مثل فلان فانه مختلف.
والصداقة عموماً تعني أن يصبح بين الصديقين معرفة عميقة وحاجة عميقة كلٌّ الى الآخر..
ضرورة الصداقة:
فصديقي الحقيقي يعرفني مثلما أعرف نفسي وأحياناً يساعدني في أن أعرف نفسي أكثر لأنه مراقب حيادي لتصرفاتي وردود أفعالي وفي نفس الوقت هو ايجابي لأنه يساعدني في معرفة نفسي من خلال هذه التصرفات. الصديق ليس من يعطيني مالاً عند الحاجة أو طعاماً عند الجوع فحسب، وانما هو من يجعلني اُدرك لماذا لم استطع الحصول على ما أريد بنفسي.
غاية الصداقة:
الصديق عادة لا يكون منافساً لصديقه، فأنا أشعر بالسرور اذا ما كان هو أفضل مني، أو اذا كان الآخرين يقدرونه أكثر مما يقدرونني، وهو لا يحقد عليَّ بسبب نجاحي في اعمالي، ولا يكون عقبة في وجهي بل عوناً لي،وأنا لا أفكر بأن استفيد منه أو استغله بل اتمنى أن اخدمه باخلاص، وأرغب أن اعطيه بصدق أكثر مما أرغب في الأخذ منه..
اذاً صديقي يعطيني الكثير ويعلمني عن نفسي، وأنا في نفس الوقت اُقدّم له نفس الخدمة ونفس الحاجة النفسية. ويمكننا القول إن الصداقة هي اكتشاف وبهجة، وهي مصدر قوة بقدر ما تسهل على الصديقين مجابهة العالم بمزيد من البصيرة والشجاعة.
الصداقة بين الشاب والفتاة:
يمكن أن تقوم الصداقة بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معنى. فعندما تحدثني فتاة عن همومها سواء الدراسية أم الاجتماعية أم حتى العاطفية فأنا برأي الذي اعطيه لها، أقدّم خدمة الصداقة وأساعدها بأن تعرف نفسها من خلالي ومن خلال رأيي…
مبادىء وأسس الصداقة بين الجنسين:
تقوم الصداقة أول الأمر على ثقة متبادلة مبنية على حب بسيط متبادل وانسجام في طريقة التفكير والسلوك، وألفة ناتجة عن معرفة عميقة متبادلة وكل من الشاب والفتاة ينشرح صدره للآخر فيفتح له قلبه بثقة ويحدّثه عما يجول فيه من خواطر وعواطف، ولعل اهم شيء يوثّق الصداقة ويعمّقها هو العطاء. فهو ينمي الفرح والبهجة في روح الصديق. وقد تنشأ الصداقة أحياناً بصورة عفوية من مجرد لقاء عابر وتقوم على اتفاق متبادل وانسجام لكن هذا نادر جداً..
أهمية النشاطات في تعميق الصداقة:
إن أفضل ما يحقق الصداقة هو وجود عمل مشترك بين الشاب والفتاة، كالنشاطات الاجتماعية والدينية، لأنه في هذه الحالة تقوم الصداقة على حبّ أشد من حب بعضهم، وهو "حب الخدمة"، فعندما يلتقون فلكي يُنجزوا العمل وليس ليروا بعضهم… وعندما نشعر بأننا نساهم في انجاز عمل مشترك ينبعث فينا احساس بالصداقة، وكلّما ازداد العمل المشترك صعوبة وجمالاً ازدادت الصداقة توثّقاً وصفاءً.
غير أن العمل وحده لا يكفي ليضمن للصداقة نقاوتها، فلكي لا ينحدر الى المستوى الحسي وتتلاشى ينبغي أن تشيَّد على حب شخص ثالث "والمسيح" وحده هو الذي يستطيع أن يقوم بدور هذا الرباط الحيّ…
حفظ الصداقة طاهرة:
الصداقة لا تعني حدوث علاقة جسدية، بل بالعكس. الصداقة بين الشاب والفتاة عندما تكون نقية "افلاطونية" مع مشاركة نفسية متبادلة بينهما مع صفة المراقب الحيادي لكل منهما الذي يعمل على تحسين شخصية الآخر فإنها تكون رائعة…
والجنس إساءة للصداقة، ولا داعي لتشويه العلاقة الجميلة بين الصديقين باتمام الجنس فيها. لكن الذي يحدث ترتاح الفتاة للشاب وتفضي له باسرارها وهنا يأتي دور الجسد فإنها بانوثتها قد تثير غريزة الشاب على غير علم منها مستدرجه لمواقف قريبة أكثر الى الشهوات الجسدية من قربها الى الصداقة الصحيحة الطاهرة.
فالصداقة بين الشاب والفتاة من أخطر الأمور اذا لم يكن هناك وعي عاطفي عقلي لدى الطرفين…
الفرق بين الصداقة والحب:
يتميز الحب عن الصداقة بالدور الذي يمثله فيه الجسد. الحب علاقة روحية رائعة بين روحين يعبّر عنها الاتحاد الجنسي الصحيح.
أما الصداقة فهي علاقة بين نفسين تعبّر عنها مساعدة الصديقين بعضهما لبعض "أنا أرى العالم من خلالك". ولسان الصداقة تقول "الصديق عند الضيق". أما لسان الحب فيقول: "الحبيب كل وقتي وكل حياتي". والحبيبان عادة ينظر كل منهما الى الآخر، بينما الصديقان ينظران في اتجاه واحد. ويقول أحد الادباء: "لا تقوم الصداقة على تبادل النظرات بل على النظر معاً في اتجاه واحد".
تحوّل الصداقد الى حبّ:
لكن عندما يشعر الشاب والفتاة أن الصداقة وحدها لم تعد تكفيها وكذلك الحديث واللهو البريء، بل يشعران بأن جاذبية الجسد بدأت تشد الواحد الى الآخر عند ذلك تنقلب الى حب، وبإمكانهما أن يؤسسا أسرة أساسها التفاهم وسياجها الحب.
مشاكل الصداقة:
ولكن قد يقول قائل: إن كل هذا الكلام هو نظري ونموذجي ليس واقعياً… وهذه الصداقة ليست موجودة. أنا أقول أنها موجودة لكنها قليلة، لأن هناك الكثير من المشاكل تعترضها، وهذه المشاكل نوعين: داخلية، من داخل الصديق كعدم الوعي وعدم وجود المحبة والاستعداد للبذل والعطاء دون انتظار المقابل. وخارجية: عدم تقبّل المجتمع ونظرته لهذا النوع من الصداقة، والتي اُحب مناقشتها واستعراض حلّها من خلال هذه القصة الحياتية.
"هالة" فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها، مثقفة قلبها ينبض محبة وعطاء. التقت ضمن نشاط اجتماعي بـ"فادي" الذي يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً، وهو انسان بسيط يدرس بالجامعة، واُعجب كلٌّ منهما بشخصية الآخر وأفكاره، وأحبا أن يكونا صريحين مع بعضهما، وأتفقا على تكوين علاقة صداقة عميقة بينهما. ووضع كل منهما ثقته بالآخر وأصبحا يتناقشان في مواضيع متعددة ويشكيان مشاكلهما كلٌّ للآخر ليتساعدا على حلّها.
لاحظت المجموعة الاثنان واحاديثهما، وبما أن هذه المجموعة هي من مجتمع شرقي يرفض هذا النوع من الصداقة، وجذور هذا المجتمع ضاربة في صدور هذه المجموعة بدأ الكلام على "هالة" و"فادي" وإحاكة القصص عليهما مع الزيادة في النميمة. علماً أن كل واحد من المجموعة ممكن أن يتكلم ساعات وحصص عن أهمية الصداقة وعن تحرره وايمانه بأنها أساسية، وأنه يكره نظرة المجتمع ورفضه للصداقة بين الشاب والفتاة، ولكن عندما يرى اثنين معاً لا يستطيع إلاّ أن يظن بهما السوء.
فما هو الحل ؟ ماذا يجب على "هالة" و"فادي" أن يفعلا ؟ ربما هناك أربعة حلول:
1. الحل الأول: هل يتصرفا بشكل عادي مع بعضهما وغير ملفت للنظر ضمن الجماعة ويتركا الاحاديث لتكون بالسر بعيداً عن المجموعة وكلامها…؟
2. الحل الثاني: هل يبحثا عن مصدر الكلام ومجابهته ودفع المجموعة لتتخذ اجراء بحقه …؟
3. الحل الثالث: عدم إعارة الأهمية للكلام والاستمرار في علاقتهما كأن شيئاً لم يكن …؟
4. الحل الرابع: إنهاء هذه العلاقة بينهما …؟
أو برأيك هل هناك حلول اخرى ، وما هي …؟