imad
08/07/2005, 19:39
الجسد
الجسد هو محل حضور الشخص وهو بتعبير القديس ايريناؤس :
" إن الجسد هو علامة الشخص وظهوره ".
" الجسد هو الهيكل المادي الذي يحتوي نسمة الحياة الإلهية التي نفحها الله في الإنسان . "
( تكوين 2:7 )
وعندما خلق الله الإنسان على صورته ومثاله : نفساً وجسداً .
الجسد دائماً يعبر و أبداً عما يدور بداخل النفس ، فالإنسان نفس متجسدة وكل ما تنفعل به النفس يظهر جلياً واضحاً على الجسد وخصوصاً الوجه الذي يعبر أدق التعبير عن حركة النفس و انفعالاتها .
وحدة النفس والجسد :
الإنسان وحدة نفسية جسمية وكل من النفس والجسد يؤثر ويتأثر بالآخر ، لذلك نجد أن سرور النفس وانبساطها يعبر عنه الجسد بالابتسام والضحك ، كما أن المرض الجسدي قد تعبر عنه النفس بالاكتئاب و الكدر .
فليس هناك إذن ثنائية في الإنسان ، فالإنسان يعيش الموقف أو يشارك في الحدث نفسياً وجسدياً في آن واحد .
وهكذا فإن كل عمل صالح وكل فضيلة يصنعها الإنسان إنما هي عمل مشترك بين النفس والجسد .. فالنفس ترتفع بالحب إلى الله واللسان ينطق بالصلوات ، والنفس تتحرك بالحب نحو الآخرين والجسد يعبر عن ذلك بالعطاء وتقديم العون لهم ، والنفس تنسحق أمام الله والجسد يعبر عن ذلك بالسجود والمطانيات .
أيضاً كل خطيئة يصنعها الإنسان إنما هي عمل مشترك بين النفس والجسد ولا قدر الجسد أن يفعل الخطيئة من ذاته ، ما لم تنفعل النفس انفعال الخطيئة أولاً ، فالإنسان لا يمد يده بالسرقة ما لم تنفعل النفس بالطمع وحب الامتلاك ، ولا يقتل الإنسان أخاه ما لم ينفعل داخلياً بالحقد والغضب ..فالجسد هو مرآة النفس التي تكشف وتعلن عن أعماقها .
مصدر الخطيئة النفس أم الجسد ..؟
علمنا الرب يسوع أن مصدر الخطيئة ليس الجسد بل في القلب (مركز النفس ).
مثلاً :خطايا اللسان فهي وإن كانت تخرج من الفم إلا أنها –في الواقع –نابعة من القلب ، يقول الرب يسوع :
"وأما ما يخرج من الفم ، فمن القلب يصدر ، وذاك ينجس الإنسان ، لأن من القلب تخرج أفكاراً شريرة ، قتل ..زنى ..فسق ..سرقة ..شهادة زور ..تجديف ، هذه هي التي تنجس الإنسان . " ( متى 15 :18-20 ) .
هنا نلاحظ :
من القلب يخرج القتل : تمتلئ النفس بالحقد والحسد مما يؤدي إلى قتل باليد .
من القلب تخرج السرقة :تمتلئ النفس بالطمع ورغبة بأخذ مال الغير وتحقيقها .
من القلب يخرج الزنى :يمتلئ القلب بالشهوة التي تؤدي إلى تعبير جسدي .
" كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه . "
( متى 5 : 28 ) .
علاج الخطيئة هو قطع جذورها من النفس وليس مجرد ضبط الجسد : " سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم ، وأما أنا فأقول لكم إن من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم . " متى 5: 21-22 .
فالرب يسوع وضع هنا علاجاً للخطيئة ( القتل مثلاً ) باقتلاع جذورها " الغضب " من النفس وليس مجرد علاج أعراضها الخارجية ( قطع اليد ) .
فالجسد كلحم ودم وخلايا ليس خاطئاً بحد ذاته ولكنه يعبر عن رغبات النفس ، وهو خادم النفس الملازم لها والمطيع والمعبر عن حركاتها .
" النفس النقية يلازمها بالضرورة جسد نقي " .
كرامة الجسد الإنساني :
على المستوى المسيحي نجد للجسد الإنساني أهمية خاصة :
فالجسد هو الوعاء الذي يحوي في داخله نسمة حياة الله "تك 2 : 7"
وجسد المسيحي المؤمن هو هيكل الروح القدس .."أم لستم تعلمون أن أجسادكم هو هيكل الروح القدس ". (1 كو 6 :19 ).
أجساد المؤمنين هي أعضاء المسيح : " أم لستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح".
(1كو 15:6 ). فالكنيسة هي جسد المسيح (كولوسي 24:1 ) ، والمؤمنين معاً هم الكنيسة ،ولذلك هم أعضاء جسد المسيح "لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أف 30:5 ).
ينبغي إذاً أن نهتم بسلامة الجسد (أف29:5 )، بشرط ألا يطغى ذلك على اهتماماتنا الروحية ، و أن يكون هناك اتزان بين احتياجاتنا اليومية ( الخبز اليومي ) ، وحياتنا الروحية ، فلا نهمل العناية بأجسادنا ولا نفرط بالاهتمام بها .. إنما ينبغي أن يكون : "كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب . " ( 1كو 40:14 ) و " إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما ". ( 1 تي 8:6 ) .
الإنسان نفس متجسدة .. والكنيسة تتعامل معه بحسب ذلك فلا تهمل الجسد لأنه عنصر رئيسي في كيان الإنسان إنما تعطيه الكرامة اللائقة به .
وللموضوع آفاق......
الجسد هو محل حضور الشخص وهو بتعبير القديس ايريناؤس :
" إن الجسد هو علامة الشخص وظهوره ".
" الجسد هو الهيكل المادي الذي يحتوي نسمة الحياة الإلهية التي نفحها الله في الإنسان . "
( تكوين 2:7 )
وعندما خلق الله الإنسان على صورته ومثاله : نفساً وجسداً .
الجسد دائماً يعبر و أبداً عما يدور بداخل النفس ، فالإنسان نفس متجسدة وكل ما تنفعل به النفس يظهر جلياً واضحاً على الجسد وخصوصاً الوجه الذي يعبر أدق التعبير عن حركة النفس و انفعالاتها .
وحدة النفس والجسد :
الإنسان وحدة نفسية جسمية وكل من النفس والجسد يؤثر ويتأثر بالآخر ، لذلك نجد أن سرور النفس وانبساطها يعبر عنه الجسد بالابتسام والضحك ، كما أن المرض الجسدي قد تعبر عنه النفس بالاكتئاب و الكدر .
فليس هناك إذن ثنائية في الإنسان ، فالإنسان يعيش الموقف أو يشارك في الحدث نفسياً وجسدياً في آن واحد .
وهكذا فإن كل عمل صالح وكل فضيلة يصنعها الإنسان إنما هي عمل مشترك بين النفس والجسد .. فالنفس ترتفع بالحب إلى الله واللسان ينطق بالصلوات ، والنفس تتحرك بالحب نحو الآخرين والجسد يعبر عن ذلك بالعطاء وتقديم العون لهم ، والنفس تنسحق أمام الله والجسد يعبر عن ذلك بالسجود والمطانيات .
أيضاً كل خطيئة يصنعها الإنسان إنما هي عمل مشترك بين النفس والجسد ولا قدر الجسد أن يفعل الخطيئة من ذاته ، ما لم تنفعل النفس انفعال الخطيئة أولاً ، فالإنسان لا يمد يده بالسرقة ما لم تنفعل النفس بالطمع وحب الامتلاك ، ولا يقتل الإنسان أخاه ما لم ينفعل داخلياً بالحقد والغضب ..فالجسد هو مرآة النفس التي تكشف وتعلن عن أعماقها .
مصدر الخطيئة النفس أم الجسد ..؟
علمنا الرب يسوع أن مصدر الخطيئة ليس الجسد بل في القلب (مركز النفس ).
مثلاً :خطايا اللسان فهي وإن كانت تخرج من الفم إلا أنها –في الواقع –نابعة من القلب ، يقول الرب يسوع :
"وأما ما يخرج من الفم ، فمن القلب يصدر ، وذاك ينجس الإنسان ، لأن من القلب تخرج أفكاراً شريرة ، قتل ..زنى ..فسق ..سرقة ..شهادة زور ..تجديف ، هذه هي التي تنجس الإنسان . " ( متى 15 :18-20 ) .
هنا نلاحظ :
من القلب يخرج القتل : تمتلئ النفس بالحقد والحسد مما يؤدي إلى قتل باليد .
من القلب تخرج السرقة :تمتلئ النفس بالطمع ورغبة بأخذ مال الغير وتحقيقها .
من القلب يخرج الزنى :يمتلئ القلب بالشهوة التي تؤدي إلى تعبير جسدي .
" كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه . "
( متى 5 : 28 ) .
علاج الخطيئة هو قطع جذورها من النفس وليس مجرد ضبط الجسد : " سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم ، وأما أنا فأقول لكم إن من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم . " متى 5: 21-22 .
فالرب يسوع وضع هنا علاجاً للخطيئة ( القتل مثلاً ) باقتلاع جذورها " الغضب " من النفس وليس مجرد علاج أعراضها الخارجية ( قطع اليد ) .
فالجسد كلحم ودم وخلايا ليس خاطئاً بحد ذاته ولكنه يعبر عن رغبات النفس ، وهو خادم النفس الملازم لها والمطيع والمعبر عن حركاتها .
" النفس النقية يلازمها بالضرورة جسد نقي " .
كرامة الجسد الإنساني :
على المستوى المسيحي نجد للجسد الإنساني أهمية خاصة :
فالجسد هو الوعاء الذي يحوي في داخله نسمة حياة الله "تك 2 : 7"
وجسد المسيحي المؤمن هو هيكل الروح القدس .."أم لستم تعلمون أن أجسادكم هو هيكل الروح القدس ". (1 كو 6 :19 ).
أجساد المؤمنين هي أعضاء المسيح : " أم لستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح".
(1كو 15:6 ). فالكنيسة هي جسد المسيح (كولوسي 24:1 ) ، والمؤمنين معاً هم الكنيسة ،ولذلك هم أعضاء جسد المسيح "لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أف 30:5 ).
ينبغي إذاً أن نهتم بسلامة الجسد (أف29:5 )، بشرط ألا يطغى ذلك على اهتماماتنا الروحية ، و أن يكون هناك اتزان بين احتياجاتنا اليومية ( الخبز اليومي ) ، وحياتنا الروحية ، فلا نهمل العناية بأجسادنا ولا نفرط بالاهتمام بها .. إنما ينبغي أن يكون : "كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب . " ( 1كو 40:14 ) و " إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما ". ( 1 تي 8:6 ) .
الإنسان نفس متجسدة .. والكنيسة تتعامل معه بحسب ذلك فلا تهمل الجسد لأنه عنصر رئيسي في كيان الإنسان إنما تعطيه الكرامة اللائقة به .
وللموضوع آفاق......