yass
20/11/2007, 18:01
سوزان صالح
يعلم أي طفل عادي الذكاء في المرحلة الابتدائية أن التفاحة ≠ البرتقالة، وأن القلم لا يساوي الورقة. ولذلك لا يجمع: تفاحة + برتقالة =2، بل يقول : ثمرة تفاح + ثمرة برتقال= حبتي فاكهة. وحين يكبر يتعلم المجموعات، ويتعلم كيف يضع القلم والورقة في مجموعة (أدوات الكتابة)..
ورغم بساطة هذه المعلومة تصر بعض الأصوات التي تدعي النضج العقلي، على الجدل فيما إذا كانت المرأة تساوي الرجل أم لا، كلما طالب صوت بحقوق النساء، وكأن التطابق بينهما أمر لا غنى عنه لمنح المرأة حق الرجل في الحرية والتعلم واختيار نمط الحياة.
هنا كان يجب أن أتوقف لأسأل أصحاب هذه الأصوات عن مغزى كلامهم، وعن القصد في إضاعة جهودهم لإثبات المسلمات، والتهرب من حل المعادلات.
لماذا يدفعوننا إلى هذا الجدل العقيم عمن هو أقوى أو أذكى؟ ومن جسمه أضخم؟ ومن دماغه رياضي أكثر؟ هل يقصدون أن من يتمتع بميزات خلقية أعلى هو إنسان أفضل؟ أو ليست هذه هي النظرة العنصرية التي يدَّعي كل الناس البراءة منها؟
وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يطالبون من نفس المنطلق بمنع كل رجل غبي أو ضعيف من العمل والتعلم؟ ولماذا يكون لهذا الغبي الجاهل حق منح جنسيته لأولاده، وتحرم عالمة مثقفة من هذا الحق؟
الرجال أيضا متفاوتو الذكاء والقوة والأخلاق، فلماذا لهم جميعا كل الحقوق المذكورة؟
لقد حاربت البشرية دهورا لنسف النظرة العنصرية والاعتراف بحق جميع البشر بالحرية والحياة بكرامة، ناضلت لتحرير العبيد، والزنوج، وناضلت لإثبات أن الجنس البشري كله قادر على التفكير والعطاء،أيا كان عرقه أو دينه، فهل سنعود إلى هذه النظرة العنصرية ونعتمدها؟
إن مجرد مناقشة وضع المرأة من خلال مقارنة ذكائها بذكاء الرجل، أو قوتها بقوة الرجل، يحمل في طياته نظرة نازية بامتياز، وهي تعني أن الأذكى من حقه أن يتحكم بمن هو أقل ذكاء،أو أن الأقوى يجب أن يستعبد الأضعف، وأن الرجل، أيّا كان أفضل من المرأة أيّا كانت، فهل هذا هو المقصود؟
وهل يعني هذا الجدل أننا لو أثبتنا أن امرأة ما هي أشد ذكاء من زوجها فيجب أن نعطيها كل حقوق الرجل ونستلب منه حقوقه كلها، ونخضعه لإرادتها؟
كان هذا كله من منطلق افتراض صحة ما يقال عن ذكاء الرجل، رغم أنني أشك في ذلك وأعتبر أن الجهل الذي أصابنا نحن معشر النساء عموما كان بسبب إقصائنا المتعمد عن مصادر العلم والمعرفة وعن الخبرة العملية، التي تنشأ من المشاركة الفعلية في النشاط الإنساني الحر، وليس من تنفيذ الطلبات والأوامر، ولا من إرضاء الرغبات.
وحتى لو أثبت العلم أن الرجل عموما أذكى من المرأة فيجب ألا ننسى أن الإنسان مهما بلغ ذكاؤه، لا يستخدم إلا جزءا يقل عن عشر قدرة الدماغ على التفكير، فمن سيحدد إن كان هذا الرجل يستخدم أكثر من 5% من مقدرته العقلية، وأن تلك المرأة لا تستخدم 7% منها، ومن سيقرر إن كانت نسبة 7% من عقلها أكبر من 5% من عقل أي رجل أم لا؟
بقليل من التعنت سأقول : إن كل من يناقش حقوق النساء من وجهة النظر هذه هو كائن جاهل لا يستخدم من عقله أكثر من 1% كحد أقصى.
نحن نعيش في مجتمع، أي في مجموعة كبيرة من الناس تضم مجموعات أخرى أصغر هي الأسر، وكل مجموعة من هذه المجموعات تضم عناصر مختلفة، فيها القوي والضعيف، القصير والطويل، الأبيض والملون، الغبي والذكي، السليم والمعوق، المريض والمعافى.
ومن بين هذه العناصر امرأة، لا يعنيني مقدار ذكائها ولا طولها ولا جمالها ولا تاريخها، همي الوحيد فقط هو حقها في الحياة والتعلم واختيار أسلوب العيش، وشريك الحياة، والأهم من كل هذا حقها في تحمل مسؤولية اختيارها، أكان هذا الاختيار خطأ أم صوابا.
في مجموعة المجتمع، المرأة والرجل يمثل كل منهم عنصرا هو إنسان، إنسان له صفات لا تشبه إنسانا آخر، ولكن له من الحقوق ما للعناصر الأخرى، وحين يعتدي إنسان على حق إنسان فيجب أن نحاسبه على هذا الاعتداء أكان اعتداء على حق زوجته أم ابنته أم أخته.
أما خارج مجموعة المجتمع هذه، في مجموعة الغابة مثلا فيمكن لمن شاء تطبيق قوانينه في التمييز بين الثعلب الداهية، والدب المتوحش، والغزال المسكين.
وخارج زمن هذه المجموعة، في العصور الوسطى مثلا, يمكنه أيضا إخضاع النساء لسيطرة الرجال بالقوة والتحكم بمصائرهن، وذبحهن على مذابح الشرف أيضا.
ولكن، الآن وهنا، يجب ألا يستمر هذا الظلم تحت أي شعار، لقد سئمنا تهميش دور أكثر الكائنات قدرة على العطاء، وسئمنا الظلم الجائر الذي يمارس ضدها أمام أعيننا.
سئمنا الكيل بألف مكيال حسب ما يناسب مزاج الكائل وهواه.
فتارة نحن ناقصات عقل، وتارة نحن عرض يجب أن يصان، وتارة نحن نصف المجتمع ندفع إلى العمل خارج المنزل وداخله لأن الرجل عاجز عن تأمين حاجات المنزل ولهذا يقر مؤقتا بأحقية المرأة في العمل ولكنه أثناء ذلك لا يقر بحريتها فتراه كالسيف فوق رأسها يسّير خطواتها ويتحكم بوقتها، ودخلها المادي، وبأقوالها وأفعالها، بالطريقة التي يشاؤها، والتي تناسب رجولته المزيفة، وإذا تحسن وضعه المادي، يعيدها إلى العبودية المطلقة بحجة رغبته في راحتها.
أنا سئمت عقول الرجال التي استباحتها خرافات البطولة والسيف وسنابك الخيل، فلم تعد ترى في الرجولة سوى القدرة على سحق أقرب امرأة، وإقامة مملكة فوق آلامها.
سئمت تاريخنا المجيد وعصر الجواري والعبيد.
إن الرجال بحاجة إلى تحرير عقولهم أكثر من حاجة النساء إلى الحرية.
لأن الجسد حين تنفتح أبواب السجون، ينطلق إلى الحرية بحب وفرح، أما العقل السجين، فلا يرى في الحرية إلا غربة أخرى تسحق راحة باله وتقض مضجعه، فيخاف منها ويرفضها.
أي أمة تستطيع السير إلى المستقبل، وهي مغلولة الخطى بماضيها المجيد؟
أي عقل سينفتح لفهم الحياة وهو يخال نفسه عنترة بن شداد ويعجز أن يكونه؟
سؤال يحزنني جوابه، ولكن الحزن شعور مستكين هادىء لا يغير الحقائق، لهذا يجب أن يغضبني الجواب، وأن يغضبكم، أيها السادة الرجال، فأنتم مستهدفون أيضا وكل من يدفعكم إلى رفض فكرة الحق والعدل والحرية للنساء والرجال، هو عدو لكم يجب أن تجابهوه.
من ناحيتي، سأغضب قريبا، طبعا إذا... سمح زوجي لي بذلك...
موقع نساء سوريا: ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
يعلم أي طفل عادي الذكاء في المرحلة الابتدائية أن التفاحة ≠ البرتقالة، وأن القلم لا يساوي الورقة. ولذلك لا يجمع: تفاحة + برتقالة =2، بل يقول : ثمرة تفاح + ثمرة برتقال= حبتي فاكهة. وحين يكبر يتعلم المجموعات، ويتعلم كيف يضع القلم والورقة في مجموعة (أدوات الكتابة)..
ورغم بساطة هذه المعلومة تصر بعض الأصوات التي تدعي النضج العقلي، على الجدل فيما إذا كانت المرأة تساوي الرجل أم لا، كلما طالب صوت بحقوق النساء، وكأن التطابق بينهما أمر لا غنى عنه لمنح المرأة حق الرجل في الحرية والتعلم واختيار نمط الحياة.
هنا كان يجب أن أتوقف لأسأل أصحاب هذه الأصوات عن مغزى كلامهم، وعن القصد في إضاعة جهودهم لإثبات المسلمات، والتهرب من حل المعادلات.
لماذا يدفعوننا إلى هذا الجدل العقيم عمن هو أقوى أو أذكى؟ ومن جسمه أضخم؟ ومن دماغه رياضي أكثر؟ هل يقصدون أن من يتمتع بميزات خلقية أعلى هو إنسان أفضل؟ أو ليست هذه هي النظرة العنصرية التي يدَّعي كل الناس البراءة منها؟
وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يطالبون من نفس المنطلق بمنع كل رجل غبي أو ضعيف من العمل والتعلم؟ ولماذا يكون لهذا الغبي الجاهل حق منح جنسيته لأولاده، وتحرم عالمة مثقفة من هذا الحق؟
الرجال أيضا متفاوتو الذكاء والقوة والأخلاق، فلماذا لهم جميعا كل الحقوق المذكورة؟
لقد حاربت البشرية دهورا لنسف النظرة العنصرية والاعتراف بحق جميع البشر بالحرية والحياة بكرامة، ناضلت لتحرير العبيد، والزنوج، وناضلت لإثبات أن الجنس البشري كله قادر على التفكير والعطاء،أيا كان عرقه أو دينه، فهل سنعود إلى هذه النظرة العنصرية ونعتمدها؟
إن مجرد مناقشة وضع المرأة من خلال مقارنة ذكائها بذكاء الرجل، أو قوتها بقوة الرجل، يحمل في طياته نظرة نازية بامتياز، وهي تعني أن الأذكى من حقه أن يتحكم بمن هو أقل ذكاء،أو أن الأقوى يجب أن يستعبد الأضعف، وأن الرجل، أيّا كان أفضل من المرأة أيّا كانت، فهل هذا هو المقصود؟
وهل يعني هذا الجدل أننا لو أثبتنا أن امرأة ما هي أشد ذكاء من زوجها فيجب أن نعطيها كل حقوق الرجل ونستلب منه حقوقه كلها، ونخضعه لإرادتها؟
كان هذا كله من منطلق افتراض صحة ما يقال عن ذكاء الرجل، رغم أنني أشك في ذلك وأعتبر أن الجهل الذي أصابنا نحن معشر النساء عموما كان بسبب إقصائنا المتعمد عن مصادر العلم والمعرفة وعن الخبرة العملية، التي تنشأ من المشاركة الفعلية في النشاط الإنساني الحر، وليس من تنفيذ الطلبات والأوامر، ولا من إرضاء الرغبات.
وحتى لو أثبت العلم أن الرجل عموما أذكى من المرأة فيجب ألا ننسى أن الإنسان مهما بلغ ذكاؤه، لا يستخدم إلا جزءا يقل عن عشر قدرة الدماغ على التفكير، فمن سيحدد إن كان هذا الرجل يستخدم أكثر من 5% من مقدرته العقلية، وأن تلك المرأة لا تستخدم 7% منها، ومن سيقرر إن كانت نسبة 7% من عقلها أكبر من 5% من عقل أي رجل أم لا؟
بقليل من التعنت سأقول : إن كل من يناقش حقوق النساء من وجهة النظر هذه هو كائن جاهل لا يستخدم من عقله أكثر من 1% كحد أقصى.
نحن نعيش في مجتمع، أي في مجموعة كبيرة من الناس تضم مجموعات أخرى أصغر هي الأسر، وكل مجموعة من هذه المجموعات تضم عناصر مختلفة، فيها القوي والضعيف، القصير والطويل، الأبيض والملون، الغبي والذكي، السليم والمعوق، المريض والمعافى.
ومن بين هذه العناصر امرأة، لا يعنيني مقدار ذكائها ولا طولها ولا جمالها ولا تاريخها، همي الوحيد فقط هو حقها في الحياة والتعلم واختيار أسلوب العيش، وشريك الحياة، والأهم من كل هذا حقها في تحمل مسؤولية اختيارها، أكان هذا الاختيار خطأ أم صوابا.
في مجموعة المجتمع، المرأة والرجل يمثل كل منهم عنصرا هو إنسان، إنسان له صفات لا تشبه إنسانا آخر، ولكن له من الحقوق ما للعناصر الأخرى، وحين يعتدي إنسان على حق إنسان فيجب أن نحاسبه على هذا الاعتداء أكان اعتداء على حق زوجته أم ابنته أم أخته.
أما خارج مجموعة المجتمع هذه، في مجموعة الغابة مثلا فيمكن لمن شاء تطبيق قوانينه في التمييز بين الثعلب الداهية، والدب المتوحش، والغزال المسكين.
وخارج زمن هذه المجموعة، في العصور الوسطى مثلا, يمكنه أيضا إخضاع النساء لسيطرة الرجال بالقوة والتحكم بمصائرهن، وذبحهن على مذابح الشرف أيضا.
ولكن، الآن وهنا، يجب ألا يستمر هذا الظلم تحت أي شعار، لقد سئمنا تهميش دور أكثر الكائنات قدرة على العطاء، وسئمنا الظلم الجائر الذي يمارس ضدها أمام أعيننا.
سئمنا الكيل بألف مكيال حسب ما يناسب مزاج الكائل وهواه.
فتارة نحن ناقصات عقل، وتارة نحن عرض يجب أن يصان، وتارة نحن نصف المجتمع ندفع إلى العمل خارج المنزل وداخله لأن الرجل عاجز عن تأمين حاجات المنزل ولهذا يقر مؤقتا بأحقية المرأة في العمل ولكنه أثناء ذلك لا يقر بحريتها فتراه كالسيف فوق رأسها يسّير خطواتها ويتحكم بوقتها، ودخلها المادي، وبأقوالها وأفعالها، بالطريقة التي يشاؤها، والتي تناسب رجولته المزيفة، وإذا تحسن وضعه المادي، يعيدها إلى العبودية المطلقة بحجة رغبته في راحتها.
أنا سئمت عقول الرجال التي استباحتها خرافات البطولة والسيف وسنابك الخيل، فلم تعد ترى في الرجولة سوى القدرة على سحق أقرب امرأة، وإقامة مملكة فوق آلامها.
سئمت تاريخنا المجيد وعصر الجواري والعبيد.
إن الرجال بحاجة إلى تحرير عقولهم أكثر من حاجة النساء إلى الحرية.
لأن الجسد حين تنفتح أبواب السجون، ينطلق إلى الحرية بحب وفرح، أما العقل السجين، فلا يرى في الحرية إلا غربة أخرى تسحق راحة باله وتقض مضجعه، فيخاف منها ويرفضها.
أي أمة تستطيع السير إلى المستقبل، وهي مغلولة الخطى بماضيها المجيد؟
أي عقل سينفتح لفهم الحياة وهو يخال نفسه عنترة بن شداد ويعجز أن يكونه؟
سؤال يحزنني جوابه، ولكن الحزن شعور مستكين هادىء لا يغير الحقائق، لهذا يجب أن يغضبني الجواب، وأن يغضبكم، أيها السادة الرجال، فأنتم مستهدفون أيضا وكل من يدفعكم إلى رفض فكرة الحق والعدل والحرية للنساء والرجال، هو عدو لكم يجب أن تجابهوه.
من ناحيتي، سأغضب قريبا، طبعا إذا... سمح زوجي لي بذلك...
موقع نساء سوريا: ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////