-
دخول

عرض كامل الموضوع : حب اكثر من قصة قصيرة


ظل جيفارا
20/11/2007, 15:20
ويل لأمة تكثر فيها الطوائف والمذاهب ويقل فيها الدين
ساحة القرية الصغيرة تعج كعادتها كل يوم بالسكان بملامحهم المتجمدة القاسية مع اضافة صغيرة لا تبدو واضحة للعيان وهي ان هناك رغبة ملحة في السؤال تبدو على وجه الجميع : ما السر وراء جثة عزيز التي وجدت في وسط الساحة مدلاة من حبل يعتقد اهل القرية انه استخدمه لينهي حياة استغرقت منه عشرين ربيعا
من المعروف لدى اهل القرية الفقراء بطبيعة الحال أن أم عزيز رغم فقرها ورغم انها المعيل الوحيد لأسرتها بعد الغياب المفاجئ للزوج إلا أنها لم تكن لتحرم إبنها وبنتها من أي شيء وهذا كان المقياس الوحيد لتقييم الحياة لدى سكان تلك القرى التي لا تملك لها إسما على الخارطة لأنها لا تملك إسما محددا بل مجموعة أسماء
ومريم فتاة شقراء جميلة كانت تعيش مع اهلها في كوخ صغير كانت تتقاسم فيه السرير والأغطية مع اختها الصغيرة
لم تنعم الفتاة أبدا بالأحلام الجميلة , إلا عندما إلتقت به في بهو المدرسة ونكاد نقول حب من أول نظرة رغم ان القرية كانت كلها تصرخ من حولها محاولة كتم صوت حروف العشق التي نطقتها له بكل شجاعة وشجاعة
- هل تعلم لم أتوقع أبدا أني في قريتنا الكئيبة قد أحطم جدار الصمت
- لطالما كنت أنتظر أن يحطم جدار الصمت حتى أتى الوقت الذي سئمت فيه وبدأت أظن ان الجدار لن يحطم

تقاسما أياما جميلة دخل فيها لأول مرة ريح من التغيير العاصف الجميل إلى حياة مريم عشقتها وعشقته وكانت فيروز بصوتها الإلهي تبارك الحب

-حبيبتي لا أهتم أبدا لكل ما يفرقنا فما يجمعنا سرمدي الوجود بدء مع بدء الكون كان أحد المكونات السرية التي شكلت الإنسان الأول في نشأته الأولى وضع فينا ولن يتوقف عندما وضعناه من تعاليم وشرائع فاسدة
- حبيبي ... لن أصل إلى الإنسان الأول لكي أقول أني أحبك . أحبك وأقولها ملايين المرات برغم من يدعي الإلهام والوحي ويغمد سيفه في قلوبنا
ومضى الحب العذري يجري في جسميهما جريان الدماء
أعتاد أهل القرية الميتة على موتهم بل وأضفوا عليه شرعية أستمدوها من مكان ما أعتادوا على الخنق على الحجب على التقييد وأستسلموا لإستسلامهم لسلطة من يطبق فيهم حكــم الإله ولا يعرف معناه أعتادوا الإلتزام بتعاليم الأشخاص لا بتعاليم الإله
- حبيبتي في كل يوم أشعر أن الحلم أوسع من المتاح وعلى هذا أخاف أن مساحة السكين أكبر من حجم الجرح أشعر أن السكين جرح للوجود
- انت متشائم جدا حبيبي أنت تعلم أن هذا الحلم واقع ها هنا بوجودنا معــا بتلك المساحة الضيقة من الطريق التي تتسع لأقدامنا كل يوم وتلك المساحة الواسعة من الخيال التي تضيق على احلامنا العذبة
- أحبك وأخاف عليكِ منهم وأخاف على الجيل القادم من تعاليمهم
- شو بدك بالجيل بالقادم بحبك لوحدك
- أحبك لوحدك
عهدا على طول الزمــان وملاكان صغيران يحرسان الحلم الذي تباركه عشتروت
في ذات يوم لربما غفل الملاكان للحظة وقتلت عشتروت أستطاعت الشرائع الفاسدة أن تقتحم مساحة الحلم في الخيال
في اليوم الثاني تدور الأقاويل في القرية الصغيرة بين النساء
- هل علمتم سبب قتل أبو مريم لإبنته ؟
- يقولون أنها كانت تواعد شابا من الحارة الأخرى .....
- لعنة الرب عليها في ترابها ماتت على كفر
- لا يجوز على الميت إلا الرحمة
- لا رحمة لها على فعلها القبيح
- قد لطخت وجه والدها المسكين تراه يسير وحيدا حزينا في القرية وعلى وجهه الخجل من فعلة مقصوفة الرقبة
- بينما كانت روح مريم تطوف فوق منزل حبيبها ولعنة الإله تنزل على القرية ووجه القرية ملطخ بالجريمة وصل الخبر إلى منزل عزيز العاشق حتى الجنون . لم يؤمن في البدء أن مريم قد ماتت كان يعلم أن هناك عالما غير عالمنا القبيح ليعيشا فيه
في وسط ساحة القرية تخلص عزيز من أخر رابط بينه وبين دنيانا وعلى الفور كانت الملائكة تزف مريم لعزيز زفافا باركته الإلهة في السماء وحاربه أتباع الألهة في الأرض

abosleman
20/11/2007, 16:00
عجبتني القصة و وتصويرك لرائع للمجتمع الشرقي المتخلف اللي بيغتال الحب
وما في اكتر من هالقصص بمجتمعنا المتحجر - طبعا مع احترام النسبية بالتخلف والتحجر-

ظل جيفارا
20/11/2007, 21:26
شكرا كتير عزيزي ابو سليمان على المرور الكريم
مما اكسب الكلمات ألقأ مرورك الجميل عليها
شكرا جزيلا لك
أخوك بحب
ظل جيفارا

muratti
03/12/2007, 21:51
thanx alot:deal:

ظل جيفارا
30/12/2007, 16:41
تحياتي الحارة صديقي