lolit
18/11/2007, 12:28
الحب الالكتروني ظاهرة جديدة أثمرتها غرف التعارف أو "الشات" على الانترنت التي تحولت الى ما يشبه الخاطبة التي كانت توفق رأسين في الحلال في الماضي. ولكن هل من الممكن ان تحب شخصاً لم تره في حياتك؟ فكثيراً ما نسمع ونرى ان فتاة وشاباً تعارفا من خلال الشبكة "العنكبوتية" وتولدت بينهما علاقة حب لمجرد الإنصات ورؤية الكلمات المطبوعة دون النظر الى الطرف الآخر. البعض وقع في الحب عن طريق الأسلاك وكان ضحية، والبعض يستغرب ويستنكر العواطف من وراء الشاشات، لكن الواقع يقول إن الأمر يستحق وقفة لمثل هذه العلاقات التي نتناولها في هذا التحقيق:
تباينت آراء الشباب حول موضوع الحب عن طريق الشبكة “العنكبوتية”، اذ اعتبره البعض طريقة عصرية للتعارف بينما وجده البعض الآخر مجرد وهم وخيال.
"ن.خ" (25 سنة/موظفة) تروي قصتها مع الحب الالكتروني قائلة: تعرفت إلى رجل على الانترنت، وكان حديثنا لا يخرج عن نطاق المواضيع العامة، وبعد مدة بدأ بوصف حالته انه أب لطفلين توفيت زوجته منذ 6 سنوات، وظل بلا زوجة خوفاً من زوجة أب لا ترحم أطفاله، من هنا بدأت أتعاطف معه لا أدري لماذا؟ هل لأني عشت معاناة أطفاله في طفولتي حيث ظلت أمي بلا زواج خوفاً من زوج أم لا يرحم، شعرت بأنني من الممكن ان أعوضهم الحرمان، وهنا بدأ يميل لي وأميل له، ونشأت علاقة حب بيننا، وعندما اخبرت اهلي بالموضوع، طلبوا مني ان أخبره بأن يفصح لنا عن معلوماته الخاصة حتى نرى إن كان مناسباً أم لا، وهنا كانت الصدمة، حيث اكتشفت انه متزوج من امرأتين بعد وفاة زوجته، وأنه احبني ويريدني الثالثة وهو غير مرتاح مع زوجتيه، بهذه الحقيقة انتهت قصتي معه، وعلمت مؤخرا أنه فعلاً تزوج من فتاة اخرى أي ان لديه الآن ثلاث زوجات، واصبحت أنا ضحية بصدقي معه.
وأضافت: علاقات الحب التي تنشأ بين أي طرفين عن طريق الشبكة "العنكبوتية" نادراً ما تنجح، لأنها تفتقر الى التواصل، فقد تأخذ انطباعاً معيناً وترسم في مخيلتك ما تراه بنظرك عن الآخر، وتكتشف في النهاية أنه غير ذلك.
وتواصل حديثها والحزن يكسو وجهها: في تجربتي الثقة لم تتولد بيننا منذ البداية، بل أخذت وقتاً طويلاً حتى وثقت فيه، ثم طلبت أن تتحول العلاقة إلى واقع ملموس، وهنا كانت الصدمة وانتهت العلاقة بسرعة، لأنها لم تكن حقيقية بل مجرد نزوة عابرة بالنسبة له، لأنه لم يكن صادقاً معي، فالحب من خلال شاشة الكمبيوتر أكذوبة وخيال.
معاناة أخرى روتها لنا "لمى أنور" (20 سنة/ طالبة)، قائلة: تعرفت إلى شاب من مواقع الدردشة، ووجدت أنه يتقارب معي في الأفكار، فأنا اعتبر الإنترنت وسيلة من وسائل الارتباط الفكري أولاً ثم الارتباط الروحي، فأعجبت به وذهلت بفكره وأسلوبه وشخصيته، وأحسست أنه شاركني الإحساس نفسه، وكل يوم يزداد حبي له توهجاً، حتى جاء ذلك اليوم واكتشفت أنه كان يكذب علي بطريقته البارعة، وعلمت ذلك بمساعدة صديقتي التي أثبتت لي ذلك، فحاولت أن تتعرف إليه، فقبل وتعرف إليها فوجدت أن كل العبارات التي كان يقولها لي هي نفسها التي استخدمها مع صديقتي، فقررت مواجهته بالحقيقة، وتفاجأت من رده، حيث صرح لي بأنه يستحيل أن يرتبط بفتاة تعرف إليها عن طريق الإنترنت، ومن بعدها أخذ يتجنبني إلى أن اختفى. مضيفة أن الحب شيء راقٍ وجميل، ولكن بعض الشباب على الإنترنت يعتبرونه تسلية ومضيعة للوقت واللعب بمشاعر الأخريات.
ومن جهته يقول "ع.ع" العلاقات التي تتكون عن طريق الشبكة "العنكبوتية" علاقات عابرة تنتهي بسرعة البرق، مشيراً إلى أن المشاعر والأحاسيس لا يمكن الحكم على صدقها عبر جهاز الكمبيوتر.
ويواصل حديثه: أسهل طريقة للحب الكاذب تكون عن طريق الإنترنت بعيدا عن الأنظار، وبدل المعاكسات في المراكز أمام الناس.
ويؤكد فيصل عبدالله طالب أن الصدق يعد العمود الفقري وعبر الانترنت نادراً ما تنجح مثل هذه العلاقات لأنها تفتقد الى الصدق وتكون نهايتها الفشل.
ويروي لنا عن تجربة عاش لحظاتها مع صديقه قائلاً: تعرف إلى الفتاة من خلال منتدى الكتروني، وأعجب بشخصيتها وأسلوبها: فأصبحا يلتقيان على “الماسنجر” يومياً ويتناقشان وكلاهما يطرح وجهة نظره بأسلوبه الخاص به، فحدث التآلف والاهتمام بينهما وسرعان ما تحول إلى إعجاب، وتطور هذا الإحساس إلى الحب، وخطبها من أهلها، وحالياً تمت الخطبة ويتم التجهيز لبيت الزوجية للزواج، وكل هذا تم من خلال علاقة المنتدى.
أما أحمد عبدالله (موظف) والذي وقع في حب امرأة من كندا عن طريق غرف المحادثات الأجنبية فيقول: عادة ما كنت ارتاد غرف المحادثات الأجنبية بهدف تقوية اللغة الإنجليزية لدي، وتعرفت إليها وكانت كثيرا ما تساعدني للهدف الذي كنت أسعى إليه، حتى توطدت معرفتي بها كثيرا، ونشأت علاقة حب بيننا، فأصبحت أحدثها هاتفياً، وقررنا الاقتران، ولكن المشكلة التي واجهتنا تكمن في البعد الجغرافي، حيث لا أستطيع أن أسافر إلى كندا وهي أيضا لا تستطيع ترك بلدها، بالإضافة إلى رفض العائلة لهذا الزواج.
خيبة أمل: الدكتور أسامة الموسى اختصاصي نفسي في المؤسسات العقابية في دبي أكد انتشار العلاقات العاطفية عبر الانترنت مؤخراً، لافتاً إلى صعوبة تكوين علاقات صحيحة عبر الشبكة “العنكبوتية” في ظل اكتشاف العديد من الممارسات الخاطئة ووقوع ضحايا بسبب اتباع هذا الاسلوب كوسيلة للتعارف ومن ثم تحقيق حلم الزواج، مضيفاً أنه كم من أناس أحبوا عن طريق الرسائل الالكترونية و”الشات” وكانت صدمتهم كبير جدا عند لقائهم الأول بالشخص الآخر، خيبة أمل لا يستطيعون تصحيحها أبدا.
ويضيف: بعض الشباب يلجأون لمثل هذه الطرق في التعارف والحب بسبب الملل والفراغ العاطفي، أو أنها أول مرة يخوضون التجربة، ويخشون من مواجهة الفتاة والتعرف إليها على أرض الواقع بسبب ارتباكهم، فالوجود خلف الكواليس وخلف الشاشات أفضل من الأسواق والمراكز أمام الأعين، مشيراً إلى أنه حدثت العديد من القصص منها الصادقة والناجحة، ولكنها نادرة جداً، ومنها ما هو خيال ووهم لا أكثر، ويقول: هذا النوع من الحب والزواج خاطىء لا يعتمد على أسس سليمة ومحكوم عليه بالفشل لأنه لا يقوم على الصدق وإنما يقوم على توافق الأفكار والاتجاهات التي يغلب عليها طابع الكذب والخداع، فالتعارف والحب لا بد أن يكون وجهاً لوجه وليس وراء الكواليس فهذا الزواج خاطىء وغير مبني على الثقة، ويظل الشك في قلب كلا الطرفين حتى يدمرهما.
وقال: إنه لا يؤيد مثل هذه العلاقات لأنها تزرع الشك في نفوس أصحابها، وخاصة في المجتمع المحافظ، فعمر هذا النوع من الزواج قصير، والشكوك تصاحب الزوجين منذ الوهلة الأولى للزواج.
وختم حديثه بنصح الشباب باستخدام الإنترنت في أشياء مفيدة تعود عليهم بالنفع، وعلى الجميع أن يفهم ويدرك أن الحب الصادق لا يأتي عن طريق الإنترنت إنما يأتي عن طريق الواقع.
جرعة عاطفة: تتحدث عائشة الحويدي موجهة الخدمة الاجتماعية في منطقة الشارقة التعليمية عن الأسباب المباشرة في انجراف الفتيات وراء خديعة (الحب عن طريق الإنترنت) أن هناك نقصا في جرعة العاطفة في بيوتنا، ولا يوجد تواصل اجتماعي داخل البيت، فالفراغ العاطفي الذي يعيش فيه الفتاة والشاب هو الذي يقودهما إلى مثل هذه العلاقات الخاطئة، مضيفة أن الأهل عليهم وضع ضوابط لأبنائهم فيما يتعلق باستخدام الإنترنت من خلال انشاء علاقة صداقة معهم، بالإضافة إلى تعزيز الثقة حتى يبعدوهم عن الاستخدام الخاطىء لهذا الجهاز. وتواصل حديثها قائلة: علاقات الحب عن طريق الإنترنت ما هي إلا علاقات زائفة، وأنا أعارض مثل هذه العلاقات، لأنها تعارض القيم والعادات والتقاليد وذريعة للوقوع في المحظورات وموطن ينعدم فيه الرقابة ولا توجد فيه متابعة، فيفضي كلا الطرفين إلى صاحبه بما يشاء دون خوف من رقيب، وأؤكد على أنه إذا تم الزواج بهذه الطريقة لابد أن تنكشف وتتجلى أمام الزوجين الحقائق اجمالاً خيراً كانت أم شراً، ويبدأ الشك يساور كلا الطرفين مما يؤدي إلى انهيار هذه العلاقة المبنية على أسس خاطئة، مضيفة أن الاتصال المباشر أفضل طريقة للتعارف، حيث يولد الأريحية بين الطرفين ويهيىء الفرصة لإقامة علاقة صادقة، وتقول للفتاة: احتفظي بعاطفتك لمن يستحقها وهو الزوج، وفي ذلك وقاية لك من الانزلاق فيما لا يرضي الله وحماية لقلبك من الجرح في علاقة حتما تنتهي بالفشل.
باب خلفي للتعارف
فاطمة السجواني اختصاصية نفسية في منطقة الشارقة التعليمية قالت: مفهوم الحب أخذ أبعاداً كبيرة خاطئة، ففي مرحلة المراهقة يحب الشاب أن يثبت وجوده وذاته والفتاة تحب أن تثبت أنوثتها وجمالها، مضيفة: أن الشباب يلجأون إلى التواصل عن طريق الإنترنت، فالإنترنت وسيلة الاتصال المباشر مع مختلف دول العالم، بالإضافة إلى أن الشبكة العنكبوتية فتحت الباب على مصراعيه لتبادل الآراء والدخول في حوارات فكرية مختلفة نافعة للجميع، ولكنها أيضا فتحت الأبواب نفسها لأصحاب النفوس الضعيفة لاستخدامها في أمور ألحقت ضرراً كبيراً بجيل الشباب، فيجد المراهق كل ما يرغب فيه وكل ما يحب أن يسمعه في مواقع الدردشة والمحادثات، ليصل إلى درجة الإدمان والوقوع في المصائب وعلاقات الحب الكاذبة التي دائما تنتهي بالفشل.
وتقول: أصبح الحديث عبر الشبكة العنكبوتية بديلاً للكثير من الشباب والفتيات للتعارف إلى الجنس الآخر والبحث عن علاقات قد يتطور بعضها فينتهي بالزواج، ولكنها تظل علاقة فاشلة لأنها مبنية على المجاملات وأصحابها يفتقدون إلى الصدق، فكم من بيوت هدمت وكم من فتيات ذهبت حياتهن هباء منثورا تحت وطأة الاستخدام الخاطىء للانترنت.
منقول : عن الخليج
تباينت آراء الشباب حول موضوع الحب عن طريق الشبكة “العنكبوتية”، اذ اعتبره البعض طريقة عصرية للتعارف بينما وجده البعض الآخر مجرد وهم وخيال.
"ن.خ" (25 سنة/موظفة) تروي قصتها مع الحب الالكتروني قائلة: تعرفت إلى رجل على الانترنت، وكان حديثنا لا يخرج عن نطاق المواضيع العامة، وبعد مدة بدأ بوصف حالته انه أب لطفلين توفيت زوجته منذ 6 سنوات، وظل بلا زوجة خوفاً من زوجة أب لا ترحم أطفاله، من هنا بدأت أتعاطف معه لا أدري لماذا؟ هل لأني عشت معاناة أطفاله في طفولتي حيث ظلت أمي بلا زواج خوفاً من زوج أم لا يرحم، شعرت بأنني من الممكن ان أعوضهم الحرمان، وهنا بدأ يميل لي وأميل له، ونشأت علاقة حب بيننا، وعندما اخبرت اهلي بالموضوع، طلبوا مني ان أخبره بأن يفصح لنا عن معلوماته الخاصة حتى نرى إن كان مناسباً أم لا، وهنا كانت الصدمة، حيث اكتشفت انه متزوج من امرأتين بعد وفاة زوجته، وأنه احبني ويريدني الثالثة وهو غير مرتاح مع زوجتيه، بهذه الحقيقة انتهت قصتي معه، وعلمت مؤخرا أنه فعلاً تزوج من فتاة اخرى أي ان لديه الآن ثلاث زوجات، واصبحت أنا ضحية بصدقي معه.
وأضافت: علاقات الحب التي تنشأ بين أي طرفين عن طريق الشبكة "العنكبوتية" نادراً ما تنجح، لأنها تفتقر الى التواصل، فقد تأخذ انطباعاً معيناً وترسم في مخيلتك ما تراه بنظرك عن الآخر، وتكتشف في النهاية أنه غير ذلك.
وتواصل حديثها والحزن يكسو وجهها: في تجربتي الثقة لم تتولد بيننا منذ البداية، بل أخذت وقتاً طويلاً حتى وثقت فيه، ثم طلبت أن تتحول العلاقة إلى واقع ملموس، وهنا كانت الصدمة وانتهت العلاقة بسرعة، لأنها لم تكن حقيقية بل مجرد نزوة عابرة بالنسبة له، لأنه لم يكن صادقاً معي، فالحب من خلال شاشة الكمبيوتر أكذوبة وخيال.
معاناة أخرى روتها لنا "لمى أنور" (20 سنة/ طالبة)، قائلة: تعرفت إلى شاب من مواقع الدردشة، ووجدت أنه يتقارب معي في الأفكار، فأنا اعتبر الإنترنت وسيلة من وسائل الارتباط الفكري أولاً ثم الارتباط الروحي، فأعجبت به وذهلت بفكره وأسلوبه وشخصيته، وأحسست أنه شاركني الإحساس نفسه، وكل يوم يزداد حبي له توهجاً، حتى جاء ذلك اليوم واكتشفت أنه كان يكذب علي بطريقته البارعة، وعلمت ذلك بمساعدة صديقتي التي أثبتت لي ذلك، فحاولت أن تتعرف إليه، فقبل وتعرف إليها فوجدت أن كل العبارات التي كان يقولها لي هي نفسها التي استخدمها مع صديقتي، فقررت مواجهته بالحقيقة، وتفاجأت من رده، حيث صرح لي بأنه يستحيل أن يرتبط بفتاة تعرف إليها عن طريق الإنترنت، ومن بعدها أخذ يتجنبني إلى أن اختفى. مضيفة أن الحب شيء راقٍ وجميل، ولكن بعض الشباب على الإنترنت يعتبرونه تسلية ومضيعة للوقت واللعب بمشاعر الأخريات.
ومن جهته يقول "ع.ع" العلاقات التي تتكون عن طريق الشبكة "العنكبوتية" علاقات عابرة تنتهي بسرعة البرق، مشيراً إلى أن المشاعر والأحاسيس لا يمكن الحكم على صدقها عبر جهاز الكمبيوتر.
ويواصل حديثه: أسهل طريقة للحب الكاذب تكون عن طريق الإنترنت بعيدا عن الأنظار، وبدل المعاكسات في المراكز أمام الناس.
ويؤكد فيصل عبدالله طالب أن الصدق يعد العمود الفقري وعبر الانترنت نادراً ما تنجح مثل هذه العلاقات لأنها تفتقد الى الصدق وتكون نهايتها الفشل.
ويروي لنا عن تجربة عاش لحظاتها مع صديقه قائلاً: تعرف إلى الفتاة من خلال منتدى الكتروني، وأعجب بشخصيتها وأسلوبها: فأصبحا يلتقيان على “الماسنجر” يومياً ويتناقشان وكلاهما يطرح وجهة نظره بأسلوبه الخاص به، فحدث التآلف والاهتمام بينهما وسرعان ما تحول إلى إعجاب، وتطور هذا الإحساس إلى الحب، وخطبها من أهلها، وحالياً تمت الخطبة ويتم التجهيز لبيت الزوجية للزواج، وكل هذا تم من خلال علاقة المنتدى.
أما أحمد عبدالله (موظف) والذي وقع في حب امرأة من كندا عن طريق غرف المحادثات الأجنبية فيقول: عادة ما كنت ارتاد غرف المحادثات الأجنبية بهدف تقوية اللغة الإنجليزية لدي، وتعرفت إليها وكانت كثيرا ما تساعدني للهدف الذي كنت أسعى إليه، حتى توطدت معرفتي بها كثيرا، ونشأت علاقة حب بيننا، فأصبحت أحدثها هاتفياً، وقررنا الاقتران، ولكن المشكلة التي واجهتنا تكمن في البعد الجغرافي، حيث لا أستطيع أن أسافر إلى كندا وهي أيضا لا تستطيع ترك بلدها، بالإضافة إلى رفض العائلة لهذا الزواج.
خيبة أمل: الدكتور أسامة الموسى اختصاصي نفسي في المؤسسات العقابية في دبي أكد انتشار العلاقات العاطفية عبر الانترنت مؤخراً، لافتاً إلى صعوبة تكوين علاقات صحيحة عبر الشبكة “العنكبوتية” في ظل اكتشاف العديد من الممارسات الخاطئة ووقوع ضحايا بسبب اتباع هذا الاسلوب كوسيلة للتعارف ومن ثم تحقيق حلم الزواج، مضيفاً أنه كم من أناس أحبوا عن طريق الرسائل الالكترونية و”الشات” وكانت صدمتهم كبير جدا عند لقائهم الأول بالشخص الآخر، خيبة أمل لا يستطيعون تصحيحها أبدا.
ويضيف: بعض الشباب يلجأون لمثل هذه الطرق في التعارف والحب بسبب الملل والفراغ العاطفي، أو أنها أول مرة يخوضون التجربة، ويخشون من مواجهة الفتاة والتعرف إليها على أرض الواقع بسبب ارتباكهم، فالوجود خلف الكواليس وخلف الشاشات أفضل من الأسواق والمراكز أمام الأعين، مشيراً إلى أنه حدثت العديد من القصص منها الصادقة والناجحة، ولكنها نادرة جداً، ومنها ما هو خيال ووهم لا أكثر، ويقول: هذا النوع من الحب والزواج خاطىء لا يعتمد على أسس سليمة ومحكوم عليه بالفشل لأنه لا يقوم على الصدق وإنما يقوم على توافق الأفكار والاتجاهات التي يغلب عليها طابع الكذب والخداع، فالتعارف والحب لا بد أن يكون وجهاً لوجه وليس وراء الكواليس فهذا الزواج خاطىء وغير مبني على الثقة، ويظل الشك في قلب كلا الطرفين حتى يدمرهما.
وقال: إنه لا يؤيد مثل هذه العلاقات لأنها تزرع الشك في نفوس أصحابها، وخاصة في المجتمع المحافظ، فعمر هذا النوع من الزواج قصير، والشكوك تصاحب الزوجين منذ الوهلة الأولى للزواج.
وختم حديثه بنصح الشباب باستخدام الإنترنت في أشياء مفيدة تعود عليهم بالنفع، وعلى الجميع أن يفهم ويدرك أن الحب الصادق لا يأتي عن طريق الإنترنت إنما يأتي عن طريق الواقع.
جرعة عاطفة: تتحدث عائشة الحويدي موجهة الخدمة الاجتماعية في منطقة الشارقة التعليمية عن الأسباب المباشرة في انجراف الفتيات وراء خديعة (الحب عن طريق الإنترنت) أن هناك نقصا في جرعة العاطفة في بيوتنا، ولا يوجد تواصل اجتماعي داخل البيت، فالفراغ العاطفي الذي يعيش فيه الفتاة والشاب هو الذي يقودهما إلى مثل هذه العلاقات الخاطئة، مضيفة أن الأهل عليهم وضع ضوابط لأبنائهم فيما يتعلق باستخدام الإنترنت من خلال انشاء علاقة صداقة معهم، بالإضافة إلى تعزيز الثقة حتى يبعدوهم عن الاستخدام الخاطىء لهذا الجهاز. وتواصل حديثها قائلة: علاقات الحب عن طريق الإنترنت ما هي إلا علاقات زائفة، وأنا أعارض مثل هذه العلاقات، لأنها تعارض القيم والعادات والتقاليد وذريعة للوقوع في المحظورات وموطن ينعدم فيه الرقابة ولا توجد فيه متابعة، فيفضي كلا الطرفين إلى صاحبه بما يشاء دون خوف من رقيب، وأؤكد على أنه إذا تم الزواج بهذه الطريقة لابد أن تنكشف وتتجلى أمام الزوجين الحقائق اجمالاً خيراً كانت أم شراً، ويبدأ الشك يساور كلا الطرفين مما يؤدي إلى انهيار هذه العلاقة المبنية على أسس خاطئة، مضيفة أن الاتصال المباشر أفضل طريقة للتعارف، حيث يولد الأريحية بين الطرفين ويهيىء الفرصة لإقامة علاقة صادقة، وتقول للفتاة: احتفظي بعاطفتك لمن يستحقها وهو الزوج، وفي ذلك وقاية لك من الانزلاق فيما لا يرضي الله وحماية لقلبك من الجرح في علاقة حتما تنتهي بالفشل.
باب خلفي للتعارف
فاطمة السجواني اختصاصية نفسية في منطقة الشارقة التعليمية قالت: مفهوم الحب أخذ أبعاداً كبيرة خاطئة، ففي مرحلة المراهقة يحب الشاب أن يثبت وجوده وذاته والفتاة تحب أن تثبت أنوثتها وجمالها، مضيفة: أن الشباب يلجأون إلى التواصل عن طريق الإنترنت، فالإنترنت وسيلة الاتصال المباشر مع مختلف دول العالم، بالإضافة إلى أن الشبكة العنكبوتية فتحت الباب على مصراعيه لتبادل الآراء والدخول في حوارات فكرية مختلفة نافعة للجميع، ولكنها أيضا فتحت الأبواب نفسها لأصحاب النفوس الضعيفة لاستخدامها في أمور ألحقت ضرراً كبيراً بجيل الشباب، فيجد المراهق كل ما يرغب فيه وكل ما يحب أن يسمعه في مواقع الدردشة والمحادثات، ليصل إلى درجة الإدمان والوقوع في المصائب وعلاقات الحب الكاذبة التي دائما تنتهي بالفشل.
وتقول: أصبح الحديث عبر الشبكة العنكبوتية بديلاً للكثير من الشباب والفتيات للتعارف إلى الجنس الآخر والبحث عن علاقات قد يتطور بعضها فينتهي بالزواج، ولكنها تظل علاقة فاشلة لأنها مبنية على المجاملات وأصحابها يفتقدون إلى الصدق، فكم من بيوت هدمت وكم من فتيات ذهبت حياتهن هباء منثورا تحت وطأة الاستخدام الخاطىء للانترنت.
منقول : عن الخليج