ASH
13/11/2007, 10:07
مجرد انو لفت نظري هل مقال فحبية اني شاركم معرفتها مو اكثر ولا اقل ...
بترو طراد: طالب باستقلال سوريا الكبرى عن العثمانيين فطلب جمال باشا إعدامه مع رفاقه موقعي العريضة
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////[047]6.JPG
عرف عن بترو طراد أنه كان هاوياً للسياسة ولم يحترفها. كما هوى المحاماة وقلّما مارسها. ذاعت شهرته عندما وقّع مع خمسة من أصدقائه عريضة رفعوها باسم الطوائف المسيحية في بيروت إلى وزارة الخارجية الفرنسية في 12 آذار 1913 يطالبون فيها بأن تكون سوريا (بما فيها لبنان وفلسطين) منطقة مستقلة عن السلطنة العثمانية يديرها اختصاصيون فرنسيون، وتكون تحت الحماية الفرنسية. وقد أثارت هذه المذكرة نقمة جمال باشا على العرب إجمالاً وعلى المسيحيين منهم بصورة خاصة، فأصدر أمره إلى المجلس الحربي في عاليه بأن يحكم على موقعيها بالإعدام.
وقد امتثل المجلس المذكور لأوامر الباشا التي طالما نفذها بالإعدام والتشريد والنفي دون أي تحقيق قانوني.
وهكذا حكم بالإعدام على أصحاب العريضة. وشاءت الأقدار أن يكونوا جميعهم قد حضّروا أنفسهم للهرب إلى الخارج (مصر وأوروبا) ولم يبق منهم في لبنان إلا يوسف الهاني عميد الطائفة المارونية في بيروت، فسجن ثم شنق.
أما الذين نجوا بجلودهم فهم: بترو طراد، وأيوب ثابت، ونخلة تويني، ورزق الله أرقش وخليل زينية.
كان بترو طراد، مثل أيوب ثابت، عضواً في الجمعية الإصلاحية، واحتجاجاً على حل الجمعية بقرار من الوالي حازم بك، وجهت إلى مقام الصدارة «ونظارة الداخلية» كتاباً احتجت فيه على الإجراء المتخذ من قبلهما ضد الجمعية، وكان اسم بترو طراد بين الموقعين. لم يكن هو في حاجة إلى هذه المواجهة الوطنية، فقد كان ميسوراً، لكن عصمته الوطنية أبت عليه إلا أن يكون من زارعي بذور الاستقلال. فقد كانت قضية الوطن جزءاً لا يتجزأ من الرجولة آنئذ.
لدى هربه إلى أوروبا، مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان اسم بترو طراد، مثله مثل أيوب ثابت، وإميل إده، وبشارة الخوري، موضوعاً على اللائحة السوداء في دوائر البوليس العثماني، وكان على صاحبه أن يتوارى كي ينفذ بجلده.
وكما لجأ إميل إده إلى بيت والد زوجته في الإسكندرية، كذلك هرب بترو طراد إلى الإسـكندرية لينزل ضيفاً على شـقيـقه بولس. ولما انتهت الحرب ودخلت الجيوش الفرنسية والإنكليزية عاد بترو طراد إلى بيروت ليصدح بصوت المرافع من جديد في ساحة القضاء.
بعد انتهاء الحرب رجع بترو طراد إلى بيروت صديقاً للفرنسيين وألف مع إخوانه أصحاب العريضة الذين عادوا إلى وطنهم بعد انتهاء الحرب جمعية جديدة باسم «رابطة الطوائف المسيحية» ضموا إليهم فيها جمهرة من رجال الفكر والوجاهة والمال واندفعوا بحماسة إلى المطالبة بالانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا.
وقد لمع اسم بترو طراد محامياً كبيراً، رغم قلة ممارسته للمهنة، فصار مكتبه مشهوراً، وعمل فيه كثيرون صاروا بعد ذلك من أصحاب الباع في دنيا المحاماة.
واشتهر بخدمة الناس وأصحاب الحاجات والدفاع عن الفقراء بلا استثناء على اختلاف طوائفهم، ويُروى عنه أنه كان يستقبل الناس من ناخبين وذوي حاجات وهو يرتدي «روب حمام» وأحياناً «البيجاما». سنة 1925 اختير نائباً لبيروت عن الطائفة الأرثوذكسية بحماسة جمعت رغبة الفرنسيين وأبناء البلاد معاً.
وكان اخــتير عضــواً في اللجنة الإدارية سنة .1922
وسنة 1937 عين رئيساً للمجلس النيابي وبقي رئيساً حتى 21 أيلول .1939 رغم ثقافته الفرنسية فإنه كان خطيباً بالعربية الفصحى وبطلاقة. واستمر بترو طراد نائباً عن الطائفة الأرثوذكسية إلى أن تأزم الموقف السياسي في صيف .1943 عندها اختير رئيساً للدولة لمراقبة الانتخابات فوقع هذا الاختيار موقعاً طيباً عند جميع الفئات المعارضة والموالية على السواء.
ولما انتهت الانتخابات النيابية وانتخب المجلس الجديد الشيخ بشارة الخوري رئيساً للجمهورية الاستقلالية أصر الرئيس المنتخب في أول خطاب ألقاه في المجلس النيابي فور انتخابه على الإشادة بنزاهة بترو طراد.
ولما خرج من السرايا لم يحدث ضجة في خروجه، ولا تصادم مع أحد، ومات في عقده السابع بدون ضجة أيضاً.
وأكثر ما يؤسف له ـ كما يقول الوزير السابق ادمون كسبار ـ أن جنازته كانت بسيطة مثل حياته، وبلغ من بساطتها أنها افتقدت أصدقاء الأمس، فغابوا جميعاً، وبكى كسبار مرتين: مرة على غياب بترو طراد صاحب الصوت المجلجل في المحاكم، والمعتدل في سياسته إلى حد إعطائها النكهة الأبوية. ومرة على غياب... الوفاء.
المصدر : جريدة السفير .
بترو طراد: طالب باستقلال سوريا الكبرى عن العثمانيين فطلب جمال باشا إعدامه مع رفاقه موقعي العريضة
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////[047]6.JPG
عرف عن بترو طراد أنه كان هاوياً للسياسة ولم يحترفها. كما هوى المحاماة وقلّما مارسها. ذاعت شهرته عندما وقّع مع خمسة من أصدقائه عريضة رفعوها باسم الطوائف المسيحية في بيروت إلى وزارة الخارجية الفرنسية في 12 آذار 1913 يطالبون فيها بأن تكون سوريا (بما فيها لبنان وفلسطين) منطقة مستقلة عن السلطنة العثمانية يديرها اختصاصيون فرنسيون، وتكون تحت الحماية الفرنسية. وقد أثارت هذه المذكرة نقمة جمال باشا على العرب إجمالاً وعلى المسيحيين منهم بصورة خاصة، فأصدر أمره إلى المجلس الحربي في عاليه بأن يحكم على موقعيها بالإعدام.
وقد امتثل المجلس المذكور لأوامر الباشا التي طالما نفذها بالإعدام والتشريد والنفي دون أي تحقيق قانوني.
وهكذا حكم بالإعدام على أصحاب العريضة. وشاءت الأقدار أن يكونوا جميعهم قد حضّروا أنفسهم للهرب إلى الخارج (مصر وأوروبا) ولم يبق منهم في لبنان إلا يوسف الهاني عميد الطائفة المارونية في بيروت، فسجن ثم شنق.
أما الذين نجوا بجلودهم فهم: بترو طراد، وأيوب ثابت، ونخلة تويني، ورزق الله أرقش وخليل زينية.
كان بترو طراد، مثل أيوب ثابت، عضواً في الجمعية الإصلاحية، واحتجاجاً على حل الجمعية بقرار من الوالي حازم بك، وجهت إلى مقام الصدارة «ونظارة الداخلية» كتاباً احتجت فيه على الإجراء المتخذ من قبلهما ضد الجمعية، وكان اسم بترو طراد بين الموقعين. لم يكن هو في حاجة إلى هذه المواجهة الوطنية، فقد كان ميسوراً، لكن عصمته الوطنية أبت عليه إلا أن يكون من زارعي بذور الاستقلال. فقد كانت قضية الوطن جزءاً لا يتجزأ من الرجولة آنئذ.
لدى هربه إلى أوروبا، مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان اسم بترو طراد، مثله مثل أيوب ثابت، وإميل إده، وبشارة الخوري، موضوعاً على اللائحة السوداء في دوائر البوليس العثماني، وكان على صاحبه أن يتوارى كي ينفذ بجلده.
وكما لجأ إميل إده إلى بيت والد زوجته في الإسكندرية، كذلك هرب بترو طراد إلى الإسـكندرية لينزل ضيفاً على شـقيـقه بولس. ولما انتهت الحرب ودخلت الجيوش الفرنسية والإنكليزية عاد بترو طراد إلى بيروت ليصدح بصوت المرافع من جديد في ساحة القضاء.
بعد انتهاء الحرب رجع بترو طراد إلى بيروت صديقاً للفرنسيين وألف مع إخوانه أصحاب العريضة الذين عادوا إلى وطنهم بعد انتهاء الحرب جمعية جديدة باسم «رابطة الطوائف المسيحية» ضموا إليهم فيها جمهرة من رجال الفكر والوجاهة والمال واندفعوا بحماسة إلى المطالبة بالانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا.
وقد لمع اسم بترو طراد محامياً كبيراً، رغم قلة ممارسته للمهنة، فصار مكتبه مشهوراً، وعمل فيه كثيرون صاروا بعد ذلك من أصحاب الباع في دنيا المحاماة.
واشتهر بخدمة الناس وأصحاب الحاجات والدفاع عن الفقراء بلا استثناء على اختلاف طوائفهم، ويُروى عنه أنه كان يستقبل الناس من ناخبين وذوي حاجات وهو يرتدي «روب حمام» وأحياناً «البيجاما». سنة 1925 اختير نائباً لبيروت عن الطائفة الأرثوذكسية بحماسة جمعت رغبة الفرنسيين وأبناء البلاد معاً.
وكان اخــتير عضــواً في اللجنة الإدارية سنة .1922
وسنة 1937 عين رئيساً للمجلس النيابي وبقي رئيساً حتى 21 أيلول .1939 رغم ثقافته الفرنسية فإنه كان خطيباً بالعربية الفصحى وبطلاقة. واستمر بترو طراد نائباً عن الطائفة الأرثوذكسية إلى أن تأزم الموقف السياسي في صيف .1943 عندها اختير رئيساً للدولة لمراقبة الانتخابات فوقع هذا الاختيار موقعاً طيباً عند جميع الفئات المعارضة والموالية على السواء.
ولما انتهت الانتخابات النيابية وانتخب المجلس الجديد الشيخ بشارة الخوري رئيساً للجمهورية الاستقلالية أصر الرئيس المنتخب في أول خطاب ألقاه في المجلس النيابي فور انتخابه على الإشادة بنزاهة بترو طراد.
ولما خرج من السرايا لم يحدث ضجة في خروجه، ولا تصادم مع أحد، ومات في عقده السابع بدون ضجة أيضاً.
وأكثر ما يؤسف له ـ كما يقول الوزير السابق ادمون كسبار ـ أن جنازته كانت بسيطة مثل حياته، وبلغ من بساطتها أنها افتقدت أصدقاء الأمس، فغابوا جميعاً، وبكى كسبار مرتين: مرة على غياب بترو طراد صاحب الصوت المجلجل في المحاكم، والمعتدل في سياسته إلى حد إعطائها النكهة الأبوية. ومرة على غياب... الوفاء.
المصدر : جريدة السفير .