الإصلاحي
08/11/2007, 09:15
من لطائف القراصنة والمستبدين الجددنقلت إلينا الصحافة الكويتية أن أحد أعضاء مجلس الأمة الكويتي اتّهم وزارة الأوقاف بطريقة ما باستغلال أموال الوزارة وبيت الزكاة في التبرع لإنشاء مسجد في مدينة الرستن السورية اسمه الجامع المصطفى (نسبة إلى مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري السابق) واستغلاله كضريح ومدفن مرتقب له بعد عمرٍ طويل في مسقط رأسه. وزارة الأوقاف الكويتية علّقت بدورها أنها تبرعت لبناء المسجد واطلعت على مخططاته، ولم يكن فيها شيء من خطط لبناء ضريح أو قبر مستقبلي لا للسيد طلاس ولا لغيره، ولعل ماحصل كان بعد تبرعها ومساعدتها وليس قبل.الصحفي المعروف حيان نيوف وللعربية نت نقل عن مصادر سورية مقربة من وزير الدفاع السوري السابق استغرابها الشديد للأنباء الكويتية التي تحدثت عن إرسال وزارة الأوقاف الكويتية أموال الزكاة، لبناء مسجد في سوريا ليكون ضريحاً ومدفناً للعماد طلاس. كما نقل عن مصدر سوري مقرب وصديق للعماد طلاس فضّل عدم الإشارة إلى اسمه أن هذا الكلام غير صحيح من أساسه، ومضيفاً أن الجامع الموجود في قرية العماد طلاس بسيط وقد بناه كل من ابنته وابنه، ولا علاقة للكويت به. وتساءل المصدر: هل يُبنى ضريح لشخص على قيد الحياة؟ وأضاف: إن طلاس لديه القدرة على بناء 20 جامعاً، وهو وعائلته أثرياء، ولا يحتاجون أموالاً من الكويت لبناء مسجد.من حق النائب فيما سبق من الكلام الاتهام وتقديم الأدلة والمساءلة، فهو يمارس حقه ويقوم بأداء واجبه، كما أن من حق وزارة الأوقاف الكويتية الرد والتوضيح وقد فعلت وقالت ماعندها عن كلام النائب المحترم. أما كلام المصادر أو المصدر السوري المقرب من السيد طلاس الذي نقله إلينا (بحرفنة) صحفية السيد/ نيوف يؤكد أن في الموضوع إنّ بل ( إنّات) متعددة. فالموضوع ابتداءً لايستوجب السرية إلا إذا كان صاحبه يعتقد بوجوبها للمكان المعد كضريح ومدفن للوزير السابق باعتباره عسكرياً ووزيراً سابقاً للدفاع لالفترة بسيطة بل قرابة ثلاثون عاماً. ومع ذلك أُسند الكلام لمصدر سوري مقرب وصديق للوزير السابق.كما أن نفي المصدر المقرب للكلام الكويتي نائباً معترضاً ومسائلاً إضافة لكلام وزارة الأوقاف بأنه غير صحيح من أساسه كلام غير مقنع فضلاً عن أن يكون كافياً. ومن ثمّ فالنفي فيما نعتقد يستوجب كلاماً صريحاً واضحاً من السيد/ طلاس بالرد على ماقيل، والتلويح بمساءلة قانونية حفاظاً على سمعته ودفاعاً عنها أمام هكذا كلام.وكذلك كلام المصدر المقرب عن عائلة طلاس وإعلام الناس عن ثرائها وعدم حاجتها أموال كويتية وأنها قادرة على بناء 20 جامعاً تعليقاً على ماقيل في الصحافة لايتضمن نفياً لما قيل فضلاً عن أنه لايرقى ليكون نافياً لتأكيد بيت الزكاة بتحويل قرابة ثلاثة ملايين ونصف ليرة سورية للمساعدة في بناء المسجد. ومن ثمّ فإن كلام هالمصدر المقرب لايعدو أن يكون أكثر من (فشخرة وتعريم) في غير محله. وأمّا عن تساؤل المصدر المقرب، هل يُبنى ضريح لشخص على قيد الحياة فهو لايتضمن نفياً لما قيل أيضاً فضلاً عن أنه لاينفي أن هنالك ضريحاً ومدفناً معدّاً في المسجد لمن كان عنه الكلام، وإنما هو سؤال ينتظر جواباً، علماً أن جواب التساؤل بالإيجاب، لأن هكذا أمر بات معروفاً ومألوفاً ولاغرابة فيه إلا إذا كان في بيت من بيوت الله.ياأيها الناس..!! نحن في عصر موضته غسيل الأموال وغسيل الأنظمة المستبدة ولاسيما إذا كانت من الصنف المؤسس على قرصنة الوطن ونهب ثرواته. ومن ثمّ كان للقراصنة والمستبدين الجدد لطائفهم و(برستيجاتهم) واختراعاتهم الخاصة بهم. فمن لطائفهم التحافهم بالدين خصوصاً في نهايات حياتهم، فهم يمضون عمرهم غطرسةً وقرصنةً وقمعاً وبغياً وعدواناً حتى إذا اقتربت ساعتهم ودنا أجلهم، وجدتهم يسعون لفعل خير يضعون عليه اسمهم اعتقاداً أنه يبيض صفحتهم، ويغسل ماضيهم على طريقة غسيل المال والاستبداد، فيبنون مسجداً أو شيئاً من مثله قد يضمون إليه من قبيل التحضير قبرهم ومدفنهم بعد طول عمرٍ كثيراً مايقول عنه المشطّفون أنه أمضاه في أعمال التقوى من فعل الخيرات وعمل الصالحات، فنعم الرجل الصالح هو، ويتناسَون قابرون ومقبورون أن مايمشي على العباد ويخدعهم، لايمشينْ على رب العباد وهو خادعهم، وأن صوابين غار حلب ونابلس كلها لاتنظف هكذا ناس مهما قالوا عنهم وغسّلوا فيهم.ومن لطائفهم وتراثهم أيضاً أنهم في كل أحوالهم، وهم يفعلون مايفعلون لا يعجزون تدبير مايبنون مسجداً أو ضريحاً أو مدفناً أن يكون (ببلاش) أو شيءٍ منه، لأنهم أمضوا عمراً بحاله على هذه الشاكلة، و(إيدهم واخده) على ذلك، وعلى طريقة أن الزمّار (بيموت) وأصابعه (بتلعب) فلن يفوتوها أن يكون قبرهم (ببلاش) تأكيداً لكلام: قبر ببلاش (لاتفوّتو). قال لي: أطلت الحديث فشرّقت وغرّبت، ولو أخذته على طريقة الرجالات العظام وقادة الجيوش الفاتحين لهان الأمر، وزالت الإشكالات منه والتساؤلات، ولأخذت الطريق من قصيرها.قلت: زدني، كيف..!!؟قال: تضم مدينة حمص في صدرها وفي أكبر مساجدها ضريح ابن الوليد وهو فيما تعلم من أكبر قادة الجيوش في التاريخ الإسلامي إذ ليس في جسده شبر ليس فيه طعنة برمح أو ضربة بسيف وقد مات على فراشه كما يموت البعير مردداً: لانامت أعين الجبناء. فلماذا لايكون في مسجد المصطفى في مدينة الرستن الجارة القريبة لها مدفن لأشهر وزير دفاع في تاريخ سوريا بل أحد جنرالات البعث العظام الذي ذكر في إحدى حواراته الصحفية أنه لايتذكر عدد التواقيع على أحكام الإعدام التي جرى بها قلمـه مضيفاً كنا في الثمانينات من القرن الماضي نشـنق كل أسـبوع 150 شـخصاً من المعارضة ولكن انظري ( مخاطباً الصحفية) 36 سنة من الهدوء بدون انقلاب. كما أني سمعته وشاهدته في حوار على فضائية المنار يذكر أنه ترأس محكمةً عسكرية في أحد الليالي لمحاكمة بعض الرفاق، فاتصل عليه الرئيس السوري الأسد الأب وأبلغه أن عليه إنجاز مهمته في نفس الليلة، ثمّ أضاف بأناقته وبسمته المعهودة: فما كان الفجر إلا كنت ( مخلّص ) كل شيء محاكمةً وحكماً وإعداماً، واتصلت على السيد الرئيس مطمئناً.قلت: هذا حكي كبير وفي (الغميق كتير)، تغيّر فيه الحديث والكلام، فبعد أن كان عن مسجد وضريح ومدفن أصبح عن محكمة للرفاق وقتل وإعدام، وهذا مما لاأريده أرجوك لخروجنا عن الموضوع، فأستأذنك قفله وعليك وعلى القراء الكرام تحية وسـلام.بدرالدين حسن قربي