*Marwa*
04/11/2007, 19:55
:hart:أمنية عمر رضي الله عنه:hart:
في دار من دور المدينة المباركة جلس عمر إلى جماعة من أصحابه فقال لهم " تمنوا .."
فقال أحدهم " أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله "
ثم قال عمر تمنوا ، فقال رجل آخر " أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق به "
ثم قال تمنوا ، فقالوا " ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين ؟ "
فقال عمر " ولكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة فأستعين بهم على اعلاء كلمة الله "
رحم الله عمر الملهم ، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقة ، وتنهض به الرسالات الكبيرة ، وتحيا به الأمم الهامدة .
إن الأمم والرسالات تحتاج إلى المعادن المذخورة ، والثروات المنشورة ، ولكنها تحتاج قبل ذلك إلى الرءوس المفكرة التي تستغلها ، والقلوب الكبيرة التي ترعاها والعزائم القوية التي تنفذها : انها تحتاج إلى الرجال
الرجـــــــل أعـــز من كل معدن نفيس ، وأغلى من كل جوهر ثمين ، ولذلك كان وجوده عزيزاً في دنيا الناس ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنها الناس كإبل مائة لا تكاد فيها راحلة " متفق عليه
الرجل الكفء الصالح هو اكسير الحيــاة ، وروح النهضات ، وعمــاد الرسالات ، ومحور الاصـــلاح
فـللــه ما أحكم عمر حين لم يتمن فضة ولا ذهباً ، ولا لؤلؤاً ولا جوهراً ، ولكنه تمنى رجالاً من الطراز الممتاز الذين تتفتح على أيديهم كنوز الأرض ، وأبواب السماء
إن رجلاً واحداً قد يساوي مائة ، ورجلاً قد يوازي ألفاً ، ورجلاً قد يزن شعباً بأسره ، وقد قيل " رجل ذو همة يحيى أمة "
حاصر خالد " الحيرة " فطلب من أبي بكر مدداً ، فما أمده إلا برجل واحد هو القعقاع بن عمر التميمي وقال " لا يهزم جيش فيه مثله ، وكان يقول " لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف مقاتل ! اللــــــه أكبـــــــر
ولكن ما الرجل الذي نريد ؟ هل هو كل من طر شاربه ، ونبتت لحيته من بنى الانسان ؟ إذن فما أكثر الرجال !!
إن الرجولة ليست بالسن المتقدمة ، فكم من شيخ في سن السبعين وقلبه في سن السابعة ! وكم من غلام في مقتبل العمر ، ولكنك ترى الرجولة المبكرة في قوله وعمله وتفكيره وخلقه
وليست الرجــــولة ببسطة الجسم ، وطول القامة ، وقوة البنية .. كان عبد الله بن مسعود نحيفاً نحيلاً فانكشفت ساقاه يوماً - وهما دقيقتان هزيلتان - فضحك بعض الصحابة فقال الرسول " أتضحكون من دقة ساقيه ؟ والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أحد "
ليست الرجولة بالسن ولا بالجسم ولا بالمال ولا بالجاه ، وإنما الرجولة قوة نفسية تحمل صاحبها على معالي الأمور ، وتبعده عن سفسافها ، قوة تجعله كبيراً في صغره ، غنياً في فقره ، قوياً في ضعفه ، قوة تحمله على أن يعطي قبل أن يأخذ ، وأن يؤدي واجبه قبل أن يطلب حقه : واجبه نحو نفسه ، ونحو ربه ، ونحو بيته ودينه وأمته
ولم تر الدنيا الرجولة في أجلى صورها وأكمل معانيها كما رأتها في تلك النماذج الكريمة التي صنعها الاسلام على يد رسوله العظيم ..
من الرجال المصابيح الذين همو ـكأنهم من نجوم حية صنعـوا
أخلاقهم نورهم ، من أي ناحية ـأقبلت تنظر في أخلاقهم سطعوا
أما اليوم ، وقد أفسد الاستعمار جو المسلمين بغازاته السامة الخانقة من الحاد وإباحية ، فقلما ترى إلا أشباه الرجال ، ولا رجال
أعجبتني وآلمتني كلمة لرجل درس تعاليم الاسلام السمحة الشاملة فقال في إعجاب مرير " يا له من دين لو كان له رجال !! "
وماذا يغني عن الإسلام رجال أهميتهم أنفسهم ، وحكمتهم شهواتهم ، وسيرتهم مصالحهم
نسأل الله تعالى أن يغفر ذنوبنا ويضاعف أعمالنا الصالحة ويصلح أحوال المسلمين في الدنيا والدين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
--
منقول
في دار من دور المدينة المباركة جلس عمر إلى جماعة من أصحابه فقال لهم " تمنوا .."
فقال أحدهم " أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله "
ثم قال عمر تمنوا ، فقال رجل آخر " أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق به "
ثم قال تمنوا ، فقالوا " ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين ؟ "
فقال عمر " ولكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة فأستعين بهم على اعلاء كلمة الله "
رحم الله عمر الملهم ، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقة ، وتنهض به الرسالات الكبيرة ، وتحيا به الأمم الهامدة .
إن الأمم والرسالات تحتاج إلى المعادن المذخورة ، والثروات المنشورة ، ولكنها تحتاج قبل ذلك إلى الرءوس المفكرة التي تستغلها ، والقلوب الكبيرة التي ترعاها والعزائم القوية التي تنفذها : انها تحتاج إلى الرجال
الرجـــــــل أعـــز من كل معدن نفيس ، وأغلى من كل جوهر ثمين ، ولذلك كان وجوده عزيزاً في دنيا الناس ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنها الناس كإبل مائة لا تكاد فيها راحلة " متفق عليه
الرجل الكفء الصالح هو اكسير الحيــاة ، وروح النهضات ، وعمــاد الرسالات ، ومحور الاصـــلاح
فـللــه ما أحكم عمر حين لم يتمن فضة ولا ذهباً ، ولا لؤلؤاً ولا جوهراً ، ولكنه تمنى رجالاً من الطراز الممتاز الذين تتفتح على أيديهم كنوز الأرض ، وأبواب السماء
إن رجلاً واحداً قد يساوي مائة ، ورجلاً قد يوازي ألفاً ، ورجلاً قد يزن شعباً بأسره ، وقد قيل " رجل ذو همة يحيى أمة "
حاصر خالد " الحيرة " فطلب من أبي بكر مدداً ، فما أمده إلا برجل واحد هو القعقاع بن عمر التميمي وقال " لا يهزم جيش فيه مثله ، وكان يقول " لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف مقاتل ! اللــــــه أكبـــــــر
ولكن ما الرجل الذي نريد ؟ هل هو كل من طر شاربه ، ونبتت لحيته من بنى الانسان ؟ إذن فما أكثر الرجال !!
إن الرجولة ليست بالسن المتقدمة ، فكم من شيخ في سن السبعين وقلبه في سن السابعة ! وكم من غلام في مقتبل العمر ، ولكنك ترى الرجولة المبكرة في قوله وعمله وتفكيره وخلقه
وليست الرجــــولة ببسطة الجسم ، وطول القامة ، وقوة البنية .. كان عبد الله بن مسعود نحيفاً نحيلاً فانكشفت ساقاه يوماً - وهما دقيقتان هزيلتان - فضحك بعض الصحابة فقال الرسول " أتضحكون من دقة ساقيه ؟ والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أحد "
ليست الرجولة بالسن ولا بالجسم ولا بالمال ولا بالجاه ، وإنما الرجولة قوة نفسية تحمل صاحبها على معالي الأمور ، وتبعده عن سفسافها ، قوة تجعله كبيراً في صغره ، غنياً في فقره ، قوياً في ضعفه ، قوة تحمله على أن يعطي قبل أن يأخذ ، وأن يؤدي واجبه قبل أن يطلب حقه : واجبه نحو نفسه ، ونحو ربه ، ونحو بيته ودينه وأمته
ولم تر الدنيا الرجولة في أجلى صورها وأكمل معانيها كما رأتها في تلك النماذج الكريمة التي صنعها الاسلام على يد رسوله العظيم ..
من الرجال المصابيح الذين همو ـكأنهم من نجوم حية صنعـوا
أخلاقهم نورهم ، من أي ناحية ـأقبلت تنظر في أخلاقهم سطعوا
أما اليوم ، وقد أفسد الاستعمار جو المسلمين بغازاته السامة الخانقة من الحاد وإباحية ، فقلما ترى إلا أشباه الرجال ، ولا رجال
أعجبتني وآلمتني كلمة لرجل درس تعاليم الاسلام السمحة الشاملة فقال في إعجاب مرير " يا له من دين لو كان له رجال !! "
وماذا يغني عن الإسلام رجال أهميتهم أنفسهم ، وحكمتهم شهواتهم ، وسيرتهم مصالحهم
نسأل الله تعالى أن يغفر ذنوبنا ويضاعف أعمالنا الصالحة ويصلح أحوال المسلمين في الدنيا والدين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
--
منقول