-
دخول

عرض كامل الموضوع : الطفل ومكافأة السلوك الإيجابي


ملاك السعودية
28/10/2007, 04:23
مكافأة السلوك الإيجابي
د. مصطفى أبو سعد

إن أحد الأهداف الرئيسة لوضع نظام مكافأة للسلوك الإيجابي هو بناء الدافعية لدى الطفل، و هذه تعد ركناً مهماً في التقدير الذاتي لدى الطفل.. و حتى نحقق هذا الهدف المنشود في شخصية الطفل ينبغي ربط نظام المكافأة بمدى تقدم الطفل في تحقيق أهدافه و مدى الحصيلة التي أنجزها.

المكافأة الشائعة عند الآباء و الأمهات غالباً ما ترتكز على المكافآت المادية التي تمنح للطفل على إنجازاته. وينبغي عدم الاقتصار على هذا النوع من المكافأة فهناك أشكال متعددة يمكن أن يكون أثرها إيجابياً على بناء الدافعية الداخلية لدى الطفل ومن هذه الأنواع:

1) الجداول و القوائم: حيث نكافىء السلوك الإيجابي من خلال كتابة تعليق مشجع مثل: ممتاز و رائع، أو وضع نجوم أمام اسم الطفل بما يشعره بتحقيق نجاحات و إنجازات.
2) إتاحة الفرص: كل الأطفال لديهم أعمال يشعرون بالمتعة أثناء القيام بها و المربي الإيجابي من يتحسس شخصية الطفل ليكتشف هذه المساحات الخفية لديه فيستعملها في بناء الدافعية و مكافأة الإنجاز.. فبعض الأطفال يستمتع في تنظيف سيارته و أخرى تجد متعتها في تهيئة طعام معين مع أمها..
3) أنشطة موازية: يمكن أن تصبح المكافأة نشاطاً يجد فيه الطفل متعته مثل نزهة و زيارة للبر أو التخييم، و تعد هذه الأنشطة من المكافآت المحببة بشكل كبير لدى غالبية الأطفال.

صورتان لمكافأة السلوك الإيجابي:
هناك صورتان عمليتان لممارسة هذه الخطوة، و كلاهما ضروري للطفل و ينبغي اللجوء إليهما باستمرار وتنوع حسب المواقف والحاجات:

الأولى: المدح المخصص:
و هو أسلوب مكافأة سلوك معين من خلال توجيه المدح و تحديده بالسلوك الإيجابي مثل: ما شاء الله! القصة التي كتبتها رائعة، أنت ذكي جداً.. أو ما شاء الله! اللعبة التي ركبتها جميلة، أنت طفل مبدع.

الثانية: الشعور الخاص:
هذا أسلوب لا يرتبط بعمل معين، و لكنه نوع من التعبير عن المشاعر التي تربط بين الطفل ووالديه.. فالمشاعر الإيجابية خلقها الله عز وجل لتنطق لا لتخزن في داخل الإنسان، الإسلام يعتبر الشريعة التي جاءت بأفضل الوسائل لإحياء المشاعر، فالمسلم يعبر عن توحيده بترديد كلمة التوحيد بلسانه و تكرارها، و يعبر عن علاقته المتميزة بخالقه بالذكر و التسبيح و الحمد، و إيمان المسلم لا يتحقق بكونه شعوراً داخلياً و لكنه فضلاً عن كونه شعوراً و معتقدات فهو إقرار باللسان و ترجمة بالأركان.. و لذلك من أساليب مكافأة الطفل التعبير عن شعورك الإيجابي اتجاهه.. و مدحه مثل: يا بني أحبك كثيراً فأنت طفل ذكي، إن الطفل بحاجة مستمرة لسماع مثل هذا الكلام (تنطيق المشاعر الإيجابية).
تذكر:إن التعبير عن مشاعرك الإيجابية و مكافأة السلوك الإيجابي يجعل المربي محتفظاً بطاقته المحدودة التي تستهلكها بشكل أكثر السلوكيات المتشنجة مع الأطفال من مثل الصراخ و الغضب.. و بلا فائدة تربوية تذكر.

إبدأ إذاً بمكافأة السلوك الإيجابي من اللحظة التي يبدأ الطفل بإنجاز سلوك مستقل، و كن مركزاً على ما صح من سلوكه حتى و لو كان هو التوقف عن السلوك السلبي.. فحين يتوقف ابنك عن سلوك مزعج فهذا في حد ذاته سلوك إيجابي يحتاج لمكافأة.. من مثل: و أخيراً توقفت عن البكاء و ابتسمت.. ما شاء الله.. أو وأخيراً توقفت عن رمي لعبك.. ما شاء الله..

كيف تكافئ السلوك الإيجابي

1)ابدأ مشاركتك من خلال الخطوات التالية:
أ- صف لابنك بابتسامة و تفاعل ما يفعله من سلوك إيجابي (رتبت غرفتك ترتيباً).
ب- علق إيجابياً على حالة أو مظهر ولدك (أنت طفل نظيف و أنيق جداً و ملابسك مرتبة).
ج- أبرز بصوت واضح و بشكل إيجابي حالة ابنك النفسية و المزاجية (أراك مستمتعاً بدراستك- أشعر بأنك في قمة تركيزك مع واجباتك- أراك قوياً و مثابراً..)

2)امدح:
أ- عبر عن قبولك لسلوكه (ما شاء الله! عمل متميز.. أنت بارع).
ب- عبر عن مشاعر قبولك لسلوكه (جميل و ممتع رؤية عملك و إنجازك..).
ج- أبد إعجابك بسلوكه و فرحك (عمل رائع يستحق التقدير.. أنا معجب بإنجازك).

3)ابتسم:
ابتسم لابنك و حاول أن تحدث احتكاكاً بين عينيك و عينيه و لقاء تطبعه ابتسامتك المعبرة عن تقديرك لسلوكه.. و احرص أن تكون الابتسامة من داخلك ومعبرة عن شعورك وإعجابك، فالابتسامة المصطنعة يدركها الطفل بسهولة.

4)انسخ بعض سلوكياته:انسخ بعض ما يصدر عن ابنك من خلال عملية التقليد مثل إعادة بعض كلامه أو إحداث صوت معبر عن لعبة بيده. و هذا التقليد نوع من المجاراة و المسايرة التي تحدث انسجاماً كبيراً في التواصل بين الطفل و الوالد.

5)لاعبه:مكافأة السلوك الإيجابي قد يكون أفضل تعبير عنه ملاعبتك لابنك و الخروج عن دائرة الناصح الذي يعطي الحلول و يصدر الأحكام.. إن ملاعبة الطفل تعني أنك موجود معه، و هذا يجعله ينفتح عليك و يتقبل منك و تطمئنه على سلوكه الإيجابي مما يمنحه ثقة قوية بقدراته و إمكانياته، و يشكل لديه بالمقابل القيم و المعايير الإيجابية.. و لذلك لم تكن وصية نبينا صلى الله عليه و سلم إلا خطوة في هذا الاتجاه و هو يؤكد على ضرورة مصاحبة الأبناء.

6)تجاوز عن اندفاعه:يندفع الأبناء و يتهورون و يصدر عنهم بعض السلوكيات المرتبطة بمرحلتهم العمرية.. إن مكافأة ما يصدر عنهم من سلوك إيجابي تعني كذلك غض الطرف عن اندفاعاتهم و تهورهم الطفولي و عدم التركيز عليه.. قد لا يعني تجاهل هذه السلوكيات قبولها و لكن يعني أن يكون تدخلك إيجابياً بناء من مثل التعبير بحركة رأسك عن عدم قبولك و من خلال ملامح وجهك.. بدون حاجة لتعليق أو إبداء حكم

7)الاحتكاك الإيجابي:عبر عن مكافأة سلوك الإبن من خلال الاحتكاك الإيجابي بالجسد من مثل اللمسة و القبلة و العناق و الحمل و المداعبة.. بما يتناسب مع سنه.

.امنحه شيئاً يحبه:لا يمكن إغفال الهدية للطفل على سلوكه الإيجابي و في الوقت نفسه لا يمكن عد المكافأة المادية هي الأساس فهي في آخر القائمة، و لا ينبغي أن تكون الدافع و الأساس و المعبر الحقيقي عن مكافأة السلوك الإيجابي لئلا يكون الدافع الإيجابي من خارج نفسية الطفل و مشاعره..
منح الطفل شيئاً يحبه نتيجة سلوك صدر عنه خطوة كذلك لمكافأته..

9)امنحه اختياراً:قد يكون الطفل ممن يحبون أشياء كثيرة فامنحه حق الاختيار للهدية، و هذه خطوة تمنحه ثقة بنفسه أكثر و تعزز السلوك الإيجابي لديه.

.ثلاث خطوات لمكافأة السلوك الإيجابي:
1- صف ما ترى من سلوك إيجابي يصدر من ابنك.
2- صف شعورك و أبد إعجابك بالسلوك.
3- صف سلوك الولد الإيجابي لتعززه.

.تذكر:
من خطوات مكافأة السلوك الإيجابي امتداح سلوك الطفل مع ضرورة مراعاة الدقة و الأمانة و تجنب المبالغة في المدح حتى لا يؤدي إلى نتائج عكسية..

يقول روبرت ريزونر: إن أنظمة المكافأة ليست هي المصدر الوحيد للدافعية، فالسرور الذي يأتي من إسعاد الآخرين و الإثارة التي ينطوي عليها التنافس، و التحدي الخاص بالتحسين الذاتي، و الرضا عن عمل أنجز بصورة جيدة هي أشكال أخرى للمكافأة تولد دافعية لدى الأطفال، و عندما ينضج الأطفال يصبح لديهم دافعية تنبع من شعورهم بالرضا و النمو و ليس من المكافأة المادية

و خلاصة القول:يمكنك أن تساعد طفلك في تنمية الشعور بالهدف عندما تضع توقعات له. و تساعده في و ضع أهداف واقعية، و تظهر إيمانك و ثقتك به، و تفتح هواياته و تنمي مواهبه، و تضع أنظمة مكافآت له عندما يحتاج إلى حوافز.


تحياتي
ملاك