masenasad
21/10/2007, 11:57
في كتاب الرحمن والشيطان يبحث السواح في مسألة من أخطر المسائل في الفكر الفلسفي وأكثرها حساسية في الفكر الديني، ألا وهي مسألة وجود الشر في العالم وفي النفس الإنسانية، وفي الكيفية التي عالجتْ بها معتقداتُ التوحيد بشكل خاص هذه المسألة، من خلال تركيزها على مفهوم جديد على الفكر الديني، ألا وهو مفهوم "الشيطان"، الذي يُعَدُّ المبدأ الكوني للشر والمصدر الأصلي الذي ينشأ عنه كلُّ شر.
وظهور الشيطان في الفكر الديني تَرافَق مع اتصال الأخلاق بالدين. يعتقد الكثيرون، كما يذهب فراس السواح، أن الأخلاق هي جزء لا غنى عنه في الدين. لكن، في الحقيقة، إن اتصال الأخلاق بالدين جاء في مرحلة متأخرة من مراحل تاريخ الدين. فالأصل في الدين والأخلاق هو استقلال واحدهما عن الآخر، وليس ارتباطهما. فالدين، من جهة، ينظم صلة الإنسان مع العوالم الماورائية، بينما الأخلاق تنظم صلة الإنسان مع أخيه الإنسان، وصِلَة الأفراد مع الجماعة. وحتى وقت متأخر من تاريخ الدين، كانت إدارةُ الأخلاق وقفًا على التجمعات البشرية، تديرها وفق أعرافها وعاداتها؛ إذ لم تكن الأخلاق آنذاك مزوَّدة برادع ديني، بل كانت شأنًا دنيويًّا مستقلاً عن السماء. كما كانت الآلهة موزَّعة بين الشر والخير، ولم يكن الشر قد تجسَّد بعدُ في كائن ماورائي معيَّن. ولكن، في ظلِّ ظروف اجتماعية وتاريخية معينة، بدأت الأخلاق ترتبط بالدين؛ مما أنتج عن ذلك تدريجيًّا ظهورُ إله الخير، وخاصة كلما اقتربنا أكثر فأكثر من مفهوم التوحيد، حيث أصبح وجهُ الإله الواحد يجمع كلَّ الفضائل، بل صار هو الخير المحض. فكان لا بدَّ من تفسيرٍ لوجود الشرِّ في العالم: إذا كان الله خيرًا محضًا فمن أين يأتي الشر؟ هذا هو السؤال الجوهري، وتلك هي المعضلة التي طَرَحَها فراس السواح في كتابه الرحمن والشيطان؛ وهي معضلة فلسفية وروحية وفكرية كبرى، حيث تحوَّل الفكر الإنساني مباشرة إلى فكرة الشيطان. ولقد ظهرت شخصية الشيطان في الديانات التوحيدية خصوصًا.
للتحميل
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
وظهور الشيطان في الفكر الديني تَرافَق مع اتصال الأخلاق بالدين. يعتقد الكثيرون، كما يذهب فراس السواح، أن الأخلاق هي جزء لا غنى عنه في الدين. لكن، في الحقيقة، إن اتصال الأخلاق بالدين جاء في مرحلة متأخرة من مراحل تاريخ الدين. فالأصل في الدين والأخلاق هو استقلال واحدهما عن الآخر، وليس ارتباطهما. فالدين، من جهة، ينظم صلة الإنسان مع العوالم الماورائية، بينما الأخلاق تنظم صلة الإنسان مع أخيه الإنسان، وصِلَة الأفراد مع الجماعة. وحتى وقت متأخر من تاريخ الدين، كانت إدارةُ الأخلاق وقفًا على التجمعات البشرية، تديرها وفق أعرافها وعاداتها؛ إذ لم تكن الأخلاق آنذاك مزوَّدة برادع ديني، بل كانت شأنًا دنيويًّا مستقلاً عن السماء. كما كانت الآلهة موزَّعة بين الشر والخير، ولم يكن الشر قد تجسَّد بعدُ في كائن ماورائي معيَّن. ولكن، في ظلِّ ظروف اجتماعية وتاريخية معينة، بدأت الأخلاق ترتبط بالدين؛ مما أنتج عن ذلك تدريجيًّا ظهورُ إله الخير، وخاصة كلما اقتربنا أكثر فأكثر من مفهوم التوحيد، حيث أصبح وجهُ الإله الواحد يجمع كلَّ الفضائل، بل صار هو الخير المحض. فكان لا بدَّ من تفسيرٍ لوجود الشرِّ في العالم: إذا كان الله خيرًا محضًا فمن أين يأتي الشر؟ هذا هو السؤال الجوهري، وتلك هي المعضلة التي طَرَحَها فراس السواح في كتابه الرحمن والشيطان؛ وهي معضلة فلسفية وروحية وفكرية كبرى، حيث تحوَّل الفكر الإنساني مباشرة إلى فكرة الشيطان. ولقد ظهرت شخصية الشيطان في الديانات التوحيدية خصوصًا.
للتحميل
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////