-
دخول

عرض كامل الموضوع : يديعوت أحرونوت: لنُعِـــد مـــزارع شــبعـا


ما بعرف
08/10/2007, 13:27
يديعوت أحرونوت ــ درور زئيفي
قبل أيام، أعلنت سوريا لوزير الخارجية الإسباني، ميغيل موراتينوس، أنها موافقة على نقل مزارع شبعا إلى سيطرة الأمم المتحدة، أو بكلمات أخرى، هي مستعدة للاعتراف بإمكان أن تكون تابعة للبنان لا لسوريا. وبحسب ادعاء لبنان، فإن هذه الأراضي كانت دائما ملكاً لسكان القريتين اللبنانيتين كفرشوبا وشبعا، وهذا هو السبب الرسمي الذي يعلنه حزب الله لمواصلة النضال اللبناني ضد اسرائيل.
حتى الآن، أعاق رفض سوريا إمكان قيام إسرائيل بإعادة مزارع شبعا الى لبنان، وبالتالي إنهاء مخلفات نزاع الحدود بينهما. وعليه، فإن موافقة سوريا على نقل المزارع الى الأمم المتحدة يتيح التقدم على المسار اللبناني.
من المثير للاهتمام معرفة السبب الذي جعل سوريا توافق على هذا الأمر الآن. من المحتمل أن يكون النظام السوري ينظر الى هذه الخطوة باعتبارها جزءاً من خطوات الرد على نشاط إسرائيل في سوريا بداية الشهر الماضي: فهذه الخطوة ستُرغم اسرائيل على التنازل عن قطعة أُخرى من أرضها كعقاب لها على غزوها المجال الجوي السوري والضرر الذي ألحقته. لكن من وجهة النظر الإسرائيلية، ثمة في هذه الخطوة نافذة لعملية مثيرة.
يجب القول بصراحة منذ الآن: لا يتعين إعادة مزارع شبعا الى لبنان من دون مفاوضات، والأمر الأول الذي يتعين علينا طلبه في مثل هذه المفاوضات هو إعلان حكومة لبنان، وإعلان مواز من قادة حزب الله، يفيد بأنه مع إعادة المزارع سينتهي كلياً النزاع على الأراضي بين لبنان وبين إسرائيل. من دون بيان صريح لا يقبل التأويل، سيواصل حزب الله إيجاد الذرائع الجغرافية للصراع، والمعلّقون القدامى يعرفون أن ثمة مطالب مبطنة في شأن قرى شيعية في الجليل يتعين إعادتها الى لبنان. صيغة هذا الإعلان ستكون جزءاً من مفاوضات صلبة ومضنية، لكن ممنوع المساومة على هذا الأمر.
من المهم أيضاً الامتناع عن عرض مطلب إعادة الجنديين الأسيرىن، الداد ريغف وإيهود غولدفاسر، في مقابل مزارع شبعا، ذلك أنه محظور على اسرائيل خلق سابقة يتم بموجبها التنازل عن أرض في مقابل رهائن. سيكون هذا الأمر خطأ سندفع ثمنه لسنين طويلة من الابتزاز الوجداني. لكن من دون أي صلة بالاتفاق المكتوب الرسمي الذي سيُصاغ بين إسرائيل ولبنان في موضوع الحدود، يجب المطالبة بأن يعود الجنديان الأسيران فوراً وفي المرحلة نفسها. من الناحية الشكلية، يجب إعداد اتفاق مواز بموجبه يُعاد الجنديان الأسيران مقابل أسرى لبنانيين محتجزين في إسرائيل، لكن ممنوع التنازل عن ذلك.
لا ينبغي المبالغة في الأوهام، فحزب الله لن يلقي سلاحه في أعقاب اتفاق كهذا، وسيواصل إيجاد الذرائع للتسلح، والبحث عن فرص مناسبة للتنكيل بالكيان الصهيوني، وإذا نشبت حرب إقليمية ضد إيران وسوريا، فسيقوم حزب الله بمهاجمة اسرائيل وسيمطرها بالصواريخ كما فعل في السابق.
إن أهمية الاتفاق تكمن في أن القاعدة الأخلاقية التي يرفعها حزب الله للهجوم ستُسحب منه كلياً، وخلافاً للسابق، لن يتمكن الحزب من الإعلان داخل الحلبة اللبنانية أنه يخوض حرب تحرير الأراضي اللبنانية من المحتل الإسرائيلي. وسيكون لهذا الأمر أهمية على صعيد مكانة الحزب داخل لبنان، وسيشكل قضماً للحافزية اللبنانية للوقوف الى جانبه. وفي نهاية المطاف، ومن الزاوية الاستراتيجية البعيدة المدى، مسألة الحق والحافزية تحظى بأهمية عليا.