KEEEMO
04/10/2007, 06:05
كان ذلك قدري منذ الطفولة ! الجميع قرأ في وجهي علائم الصفات السيئة التي لم تكن موجودة عندي ولكنهم افترضوا وجودها
وهكذا وجِدَتْ . كنت متواضعاً فاتهموني بالخداع : فصرت كتوماً . كنت أحس بالخير والشر إحساساً عميقاً ؛
ولكن لم يعطف علي أحد ، الجميع وجّه إليَّ الإهانات ، فأصبحتُ حقوداً ، كنت متجهماً ، الأطفال الآخرون كانوا مرحين وثرثارين ، كنت أشعر أني أعلى منهم مستوى وأعمق فهماً ولكنهم وضعوني دونهم بآرائهم الغبية ، فصرت حسوداً ؛ كنت مستعداً لحب العالم كله ،- ولكن لم يفهمني أحد : فتعلمت كيف أكره . لقد جرى شبابي الباهت في صراع مع ذاتي ومع المجتمع ؛ كنت أحتفظ بأفضل وأسمى عواطفي في أعماق قلبي خوفاً من السخرية و قد ماتت هناك ، كنت أقول الحقيقة ولكنهم لم يصدقوني : فبدأت الخداع ؛ حين عرفت الناس ونوابض المجتمع جيداً ، وصرتُ ماهراً في علم الحياة رأيت كيف كان الآخرون سُعداء من دون أن يمتلكوا أي مهارة أو علم أو ثقافة ، مستفيدين من تلك المكاسب التي كنت أسعى إليها من دون كلل . حينئذ ولِد اليأس في صدري ، ليس ذلك اليأس الذي يعالجونه بفوهة المسدس لا ، بل هو يأس بارد عاجز يختفي وراء قناع اللطف و الابتسامة الموحية بالطيبة ؛ لقد أصبحت مشوهاً أخلاقياً : نصف روحي غير موجود لأنه جف و تبخر ومات ، فاجتثثته و رميته ، في حين أن النصف الثاني كان يحيا و يتحرك راغباً في خدمة أي إنسان ، ولكن أحداً لم يلحظ ذلك ، لأن أحداً لم يكن يعلم بوجود النصف الآخر الميت ؛ كثيرون يرون شواهد القبور محزنة بشكل عام ، أما أنا فأراها اشد حزنا ، لاسيما حين أتذكر ما و من الذي يرقد تحتها ..
كريم
وهكذا وجِدَتْ . كنت متواضعاً فاتهموني بالخداع : فصرت كتوماً . كنت أحس بالخير والشر إحساساً عميقاً ؛
ولكن لم يعطف علي أحد ، الجميع وجّه إليَّ الإهانات ، فأصبحتُ حقوداً ، كنت متجهماً ، الأطفال الآخرون كانوا مرحين وثرثارين ، كنت أشعر أني أعلى منهم مستوى وأعمق فهماً ولكنهم وضعوني دونهم بآرائهم الغبية ، فصرت حسوداً ؛ كنت مستعداً لحب العالم كله ،- ولكن لم يفهمني أحد : فتعلمت كيف أكره . لقد جرى شبابي الباهت في صراع مع ذاتي ومع المجتمع ؛ كنت أحتفظ بأفضل وأسمى عواطفي في أعماق قلبي خوفاً من السخرية و قد ماتت هناك ، كنت أقول الحقيقة ولكنهم لم يصدقوني : فبدأت الخداع ؛ حين عرفت الناس ونوابض المجتمع جيداً ، وصرتُ ماهراً في علم الحياة رأيت كيف كان الآخرون سُعداء من دون أن يمتلكوا أي مهارة أو علم أو ثقافة ، مستفيدين من تلك المكاسب التي كنت أسعى إليها من دون كلل . حينئذ ولِد اليأس في صدري ، ليس ذلك اليأس الذي يعالجونه بفوهة المسدس لا ، بل هو يأس بارد عاجز يختفي وراء قناع اللطف و الابتسامة الموحية بالطيبة ؛ لقد أصبحت مشوهاً أخلاقياً : نصف روحي غير موجود لأنه جف و تبخر ومات ، فاجتثثته و رميته ، في حين أن النصف الثاني كان يحيا و يتحرك راغباً في خدمة أي إنسان ، ولكن أحداً لم يلحظ ذلك ، لأن أحداً لم يكن يعلم بوجود النصف الآخر الميت ؛ كثيرون يرون شواهد القبور محزنة بشكل عام ، أما أنا فأراها اشد حزنا ، لاسيما حين أتذكر ما و من الذي يرقد تحتها ..
كريم