Capten Nemo
04/10/2007, 05:25
يحكى أن طاعون الجنون نزل في نهر يسري في بلدة سحيقة. كلما شرب احد الناس من النهر يصاب بالجنون...
وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء ..
واجه الملك الطاعون وحارب الجنون .
حتى إذا ما أتى صباح استيقظ الملك وإذا الملكة قد جنت .
وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الملك !!
.
نادى الملك بالوزير : يا وزير الملكة جنت أين كان الحرس
الوزير : قد جن الحرس يا مولاي
الملك : اذن اطلب الطبيب فورا
الوزير : قد جن الطبيب يا مولاي
الملك : لم يبقى لنا سوى العراف ، نادي بالعراف الآن
الوزير : قد جن العراف أيضاً يا مولاي
الملك : ما هذا المصاب ، من بقي في هذه المدينة لم يجن ؟
رد الوزير : للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوى أنت وانأ
الملك : يا لطف السماء أأحكم مدينة من المجانين
الوزير : عذرا يا مولاي ، فان المجانين يدعون أنهم هم العقلاء ولا يوجد في
هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا !
الملك : ما هذا الهراء ! هم من شرب النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون !
الوزير : الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون أنهم شربوا النهر لكي يتجنبوا الجنون ،
لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب.
ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن . هم الأغلبية .. هم من يملكون الحق
والعدل والفضيلة ... هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون ..
هنا قال الملك : يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون إن الجنون أن تظل
عاقلا في دنيا المجانين.
******
بالتأكيد الخيار صعب ..
عندما تنفرد بقناعة تختلف عن كل قناعات الآخرين .
عندما يكون سقف طموحك مرتفع جدا عن الواقع المحيط ..
هل ستسلم للآخرين . وتخضع للواقع .. وتشرب الكأس ؟
*
هل قال لك احدهم : معقولة فلان وفلان وفلان كلهم
على خطأ وأنت وحدك الصح !
اذا وجه إليك هذا الكلام فاعلم انه عرض عليك لتشرب من الكأس ؟
*****
عندما نختار تخصص دراستنا قد يختلف معك من حولك من اهلك
وأصدقاءك . بان هذا المجال لا ينفعك .. قد تستجيب لهم وقد لا تستجيب ..
وقد تنجح في هذا المجال وقد لا تنجح ..
عندما تدخل مجال العمل بكل طموح وطاقة وانجاز وتجد زميلك الذي يأتي
متأخرا وانجازه متواضع يتقدم ويترقى وأنت في محلك .. هل يتوقف
طموحك . وتقلل انجازك . وتشرب الكأس؟
*****
أحيانا يُجري الله الحق على لسان شخص غير متوقع .
مرت طفله صغيره مع أمها على شاحنه محشورة في نفق ... ورجال الإطفاء
والشرطة حولها يحاولون عاجزين إخراجها من النفق ..
قالت الطفلة لأمها .. أنا اعرف كيف تخرج الشاحنة من النفق !
استنكرت الأم وردت معقوله كل الاطفائيين والشرطة غير قادرين وانت قادرة !
ولم تعط اي اهتمام ولم تكلف نفسها بسماع فكرة طفلتها ..
تقدمت الطفلة لضابط المطافئ : سيدي افرغوا بعض الهواء من عجلات
الشاحنة وستمر !
وفعلا مرت الشاحنة وحلت المشكلة وعندما استدعى عمدة المدينة البنت
لتكريمها كانت الأم بجانبها وقت التكريم والتصوير !
****
وأحيانا لا يكتشف الناس الحق الا بعد مرور سنوات طويله
على صاحب الرأي المنفرد ..
غاليلوا الذي اثبت ان الارض كروية لم يصدقه احد وسجن حتى مات !
وبعد 350 سنة من موته اكتشف العالم انه الارض كروية بالفعل وان غاليليو
كان العاقل الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت.
*****
ولكن هل بالضرورة الانفراد بالرأي او العناد هو التصرف الاسلم باستمرار !
فلانة مثلاً تحدت اهلها وكل من حولها لتتزوج فلان لتكتشف بعد سنوات ان
مشعل أسوأ زوج من الرجال !
كم تمنت نادية انه شربت من الكأس عندما عرض عليها حتى ارتوت !
******
كاتب مغمور أكثر على الناس بكتاباته الحادة حتى اعتزله الناس ليكتشف بعد
سنوات انه كل كتاباته كانت ضربا من الهراء!
كم تمنى هذا الكاتب انه شرب من هذا الكأس حتى ابتلت عروقه!
إذن ما هو الحل في هذه الجدلية ... هل نشرب من الكأس أو لا نشرب ؟
دعونا نحلل ا لموضوع ونشخص المشكلة بطريقة علمية مجردة
.
.
رأي فردي مقابل رأي جماعي
منطقيا الرأي الجماعي يعطينا الرأي الأكثر شعبية
وليس بالضرورة الأكثر صحة
قد تقول إذن لا اشرب الكأس ... لحظه !
في نفس الوقت نسبة الخطأ في الرأي الجماعي
أقل بكثير من نسبة الخطأ في الرأي الفردي
اذن تقول نشرب الكأس .. تمهل قليلا !
من يضمن انه في هذه اللحظة وفي هذه القصة
كانت نسبة الصواب في صالحك
اعرف أن الأمر محير
شخصيا عرض علي الكأس مرات عديدة
اشربه احيانا وارفض شربه احيانا كثيرة
الامر كله يعتمد على
ايماني بالقضية
وثقتي في نفسي
وثقتي في الاخرين من حوالي
هذا بالنسبة الى خبرتي .. والان السؤال موجه لك انت يامن تقرأ كلماتي ..
اذا عرض عليك الكأس ..
هل تفضل ان تكون مجنونا مع الناس !
او تكون عاقلا وحدك !
فهل ستشرب الكأس ؟
وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء ..
واجه الملك الطاعون وحارب الجنون .
حتى إذا ما أتى صباح استيقظ الملك وإذا الملكة قد جنت .
وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الملك !!
.
نادى الملك بالوزير : يا وزير الملكة جنت أين كان الحرس
الوزير : قد جن الحرس يا مولاي
الملك : اذن اطلب الطبيب فورا
الوزير : قد جن الطبيب يا مولاي
الملك : لم يبقى لنا سوى العراف ، نادي بالعراف الآن
الوزير : قد جن العراف أيضاً يا مولاي
الملك : ما هذا المصاب ، من بقي في هذه المدينة لم يجن ؟
رد الوزير : للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوى أنت وانأ
الملك : يا لطف السماء أأحكم مدينة من المجانين
الوزير : عذرا يا مولاي ، فان المجانين يدعون أنهم هم العقلاء ولا يوجد في
هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا !
الملك : ما هذا الهراء ! هم من شرب النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون !
الوزير : الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون أنهم شربوا النهر لكي يتجنبوا الجنون ،
لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب.
ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن . هم الأغلبية .. هم من يملكون الحق
والعدل والفضيلة ... هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون ..
هنا قال الملك : يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون إن الجنون أن تظل
عاقلا في دنيا المجانين.
******
بالتأكيد الخيار صعب ..
عندما تنفرد بقناعة تختلف عن كل قناعات الآخرين .
عندما يكون سقف طموحك مرتفع جدا عن الواقع المحيط ..
هل ستسلم للآخرين . وتخضع للواقع .. وتشرب الكأس ؟
*
هل قال لك احدهم : معقولة فلان وفلان وفلان كلهم
على خطأ وأنت وحدك الصح !
اذا وجه إليك هذا الكلام فاعلم انه عرض عليك لتشرب من الكأس ؟
*****
عندما نختار تخصص دراستنا قد يختلف معك من حولك من اهلك
وأصدقاءك . بان هذا المجال لا ينفعك .. قد تستجيب لهم وقد لا تستجيب ..
وقد تنجح في هذا المجال وقد لا تنجح ..
عندما تدخل مجال العمل بكل طموح وطاقة وانجاز وتجد زميلك الذي يأتي
متأخرا وانجازه متواضع يتقدم ويترقى وأنت في محلك .. هل يتوقف
طموحك . وتقلل انجازك . وتشرب الكأس؟
*****
أحيانا يُجري الله الحق على لسان شخص غير متوقع .
مرت طفله صغيره مع أمها على شاحنه محشورة في نفق ... ورجال الإطفاء
والشرطة حولها يحاولون عاجزين إخراجها من النفق ..
قالت الطفلة لأمها .. أنا اعرف كيف تخرج الشاحنة من النفق !
استنكرت الأم وردت معقوله كل الاطفائيين والشرطة غير قادرين وانت قادرة !
ولم تعط اي اهتمام ولم تكلف نفسها بسماع فكرة طفلتها ..
تقدمت الطفلة لضابط المطافئ : سيدي افرغوا بعض الهواء من عجلات
الشاحنة وستمر !
وفعلا مرت الشاحنة وحلت المشكلة وعندما استدعى عمدة المدينة البنت
لتكريمها كانت الأم بجانبها وقت التكريم والتصوير !
****
وأحيانا لا يكتشف الناس الحق الا بعد مرور سنوات طويله
على صاحب الرأي المنفرد ..
غاليلوا الذي اثبت ان الارض كروية لم يصدقه احد وسجن حتى مات !
وبعد 350 سنة من موته اكتشف العالم انه الارض كروية بالفعل وان غاليليو
كان العاقل الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت.
*****
ولكن هل بالضرورة الانفراد بالرأي او العناد هو التصرف الاسلم باستمرار !
فلانة مثلاً تحدت اهلها وكل من حولها لتتزوج فلان لتكتشف بعد سنوات ان
مشعل أسوأ زوج من الرجال !
كم تمنت نادية انه شربت من الكأس عندما عرض عليها حتى ارتوت !
******
كاتب مغمور أكثر على الناس بكتاباته الحادة حتى اعتزله الناس ليكتشف بعد
سنوات انه كل كتاباته كانت ضربا من الهراء!
كم تمنى هذا الكاتب انه شرب من هذا الكأس حتى ابتلت عروقه!
إذن ما هو الحل في هذه الجدلية ... هل نشرب من الكأس أو لا نشرب ؟
دعونا نحلل ا لموضوع ونشخص المشكلة بطريقة علمية مجردة
.
.
رأي فردي مقابل رأي جماعي
منطقيا الرأي الجماعي يعطينا الرأي الأكثر شعبية
وليس بالضرورة الأكثر صحة
قد تقول إذن لا اشرب الكأس ... لحظه !
في نفس الوقت نسبة الخطأ في الرأي الجماعي
أقل بكثير من نسبة الخطأ في الرأي الفردي
اذن تقول نشرب الكأس .. تمهل قليلا !
من يضمن انه في هذه اللحظة وفي هذه القصة
كانت نسبة الصواب في صالحك
اعرف أن الأمر محير
شخصيا عرض علي الكأس مرات عديدة
اشربه احيانا وارفض شربه احيانا كثيرة
الامر كله يعتمد على
ايماني بالقضية
وثقتي في نفسي
وثقتي في الاخرين من حوالي
هذا بالنسبة الى خبرتي .. والان السؤال موجه لك انت يامن تقرأ كلماتي ..
اذا عرض عليك الكأس ..
هل تفضل ان تكون مجنونا مع الناس !
او تكون عاقلا وحدك !
فهل ستشرب الكأس ؟