ما بعرف
02/10/2007, 12:43
نيويورك ــ نزار عبود
وزير الخارجيّة الفرنسي برنار كوشنير كان النجم الأبرز في الدورة الـ 62 للجمعيّة العامّة للأمم المتحدة بعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إنّما بفارق كبير. ففيما بدا الزعيم الإيراني هادئاً وحكيماً، كان لأسلوب الدبلوماسي الفرنسي، في الردّ على أسئلة الصحافيّين، حكاية أخرى لا تشبه تجربة أسلافه.
ففي معرض مؤتمر صحافي، قاطعه مراسل محطة عربية ـــــ أميركية
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
كوشنير في نيويورك (أرشيف - أ ف ب)
بسؤال عن لبنان واحتمالات بلوغ العملية الدستورية طريقاً مسدوداً في انتخاب رئيس الجمهوريّة، أجاب كوشنير بعصبية وصوت مرتفع وبتعابير جسدية مسرحية، وسط دهشة الجميع: «من أنت لكي تبدو منفعلاً وعصبياً ومستعجلاً هكذا؟».
ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، إذ إنّ كوشنير سُئل عن الوضع في غزّة وماذا ينوي فعله دبلوماسياً لوضع حدّ لسفك الدماء هناك، فأجاب بانفعال: «لقد بذل الأوروبيّون الكثير يا سيّد (الصحافي الذي طرح السؤال). ليس هناك مَن قدّم للفلسطينيين أكثر من الأوروبيّين».
وفي شأن الوضع المتفجّر في ميانمار، طلب سيّد الـ«كي دورسيه» من مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، جان مارك دو لا سابليير، الإجابة، قبل أن يعود هو إلى منبر المنازلة الفكرية.
إلّا أنّ الأمور تدهورت بسرعة مع الوزير الفرنسي عندما سأله صحافي شرقي عن احتمال انزلاق الأمور مع إيران لتصل إلى حدّ المواجهة العسكرية. وهنا وضع كوشنير يده خلف ظهره، ونظر إلى حذائه، وقال، في لغة مكسّرة تحتمل الكثير من التأويل: «هذه ليست جملتي، هذه ليست عباراتي، قلت عبارة ولن أكرّرها ثانية. كنت أقصد تحاشي التهديد. لا لن نكون سعداء من ضخامة التهديد. صدّقوني من فضلكم».
وعندما تدخّل مراسل عربي أسمر مذكّراً بعبارة الحرب التي استخدمها كوشنير سابقاً في الحديث عن إيران، وهي أنه «يمكن توقّع الأسوأ في التعاطي مع إيران بما في ذلك خيار الحرب»، قاطعه الدبلوماسي الفرنسي بصوت عال وقال: «أنت!». واندفع نحو المراسل، مبتعداً عن المذياع، والكاميرات تلاحقه، وظنّ الجميع أنه سيضربه أو ربما قد يفعل أكثر من الضرب، قبل أن يقول «أنت، هدّدتني!».
كان المشهد مسرحياً انحبست له الأنفاس. هل ينوي وزير الخارجية الفرنسي ضرب الصحافي أم غير ذلك؟ وما الداعي؟ لقد كان الصحافي يمازحه ضاحكاً. حتى إن مساعد كوشنير الذي وقف إلى جانبه فتح فاه وعينيه مدهوشاً والهلع يبدو جلياً عليه.
فتح كوشنير أصابع يديه على وسعهما، وظنّ المراقبون أنه سيقتلع عيني المراسل. إلّا أنّه اكتفى بالإشارة إلى شاربي الصحافي وعينيه المبحلقتين، وصرخ في وجهه من مسافة قريبة جداً منه، في حركة فيها الكثير من الاستهزاء بشكل الصحافي وملامحه، قائلاً: «أنت بشاربيك الكبيرين وعينيك الكبيرتين تظنّ أنّك تخيفني. أنت استخدمت تعبير الحرب ولم أستخدمه أنا. تعتقد أنك تخيفني». سادت لحظة صمت تفجّر بعدها الضحك الشديد الذي لم يستطع أحد أن يكتمه، فالمشهد كان كوميدياً بامتياز، والوزير الفرنسي كان يفور غضباً وعدوانية، وأنهى حديثه قائلاً: «قلت إن الأسوأ هو الحرب».
كوشنير فقد أعصابه تماماً، وفقد تركيزه. لحظة «محرجة» سحبتها عليه تصريحاته المثيرة للجدل في الفترة الأخيرة، حول إيران. إلّا أنّ الإحراج أمام الإعلام سبق لرئيسه نيكولا ساركوزي أن اختبره حين ظهر «ثملاً» بعد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش اجتماع الدول الثماني الصناعيّة في ألمانيا في حزيران الماضي.
وزير الخارجيّة الفرنسي برنار كوشنير كان النجم الأبرز في الدورة الـ 62 للجمعيّة العامّة للأمم المتحدة بعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إنّما بفارق كبير. ففيما بدا الزعيم الإيراني هادئاً وحكيماً، كان لأسلوب الدبلوماسي الفرنسي، في الردّ على أسئلة الصحافيّين، حكاية أخرى لا تشبه تجربة أسلافه.
ففي معرض مؤتمر صحافي، قاطعه مراسل محطة عربية ـــــ أميركية
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
كوشنير في نيويورك (أرشيف - أ ف ب)
بسؤال عن لبنان واحتمالات بلوغ العملية الدستورية طريقاً مسدوداً في انتخاب رئيس الجمهوريّة، أجاب كوشنير بعصبية وصوت مرتفع وبتعابير جسدية مسرحية، وسط دهشة الجميع: «من أنت لكي تبدو منفعلاً وعصبياً ومستعجلاً هكذا؟».
ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، إذ إنّ كوشنير سُئل عن الوضع في غزّة وماذا ينوي فعله دبلوماسياً لوضع حدّ لسفك الدماء هناك، فأجاب بانفعال: «لقد بذل الأوروبيّون الكثير يا سيّد (الصحافي الذي طرح السؤال). ليس هناك مَن قدّم للفلسطينيين أكثر من الأوروبيّين».
وفي شأن الوضع المتفجّر في ميانمار، طلب سيّد الـ«كي دورسيه» من مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، جان مارك دو لا سابليير، الإجابة، قبل أن يعود هو إلى منبر المنازلة الفكرية.
إلّا أنّ الأمور تدهورت بسرعة مع الوزير الفرنسي عندما سأله صحافي شرقي عن احتمال انزلاق الأمور مع إيران لتصل إلى حدّ المواجهة العسكرية. وهنا وضع كوشنير يده خلف ظهره، ونظر إلى حذائه، وقال، في لغة مكسّرة تحتمل الكثير من التأويل: «هذه ليست جملتي، هذه ليست عباراتي، قلت عبارة ولن أكرّرها ثانية. كنت أقصد تحاشي التهديد. لا لن نكون سعداء من ضخامة التهديد. صدّقوني من فضلكم».
وعندما تدخّل مراسل عربي أسمر مذكّراً بعبارة الحرب التي استخدمها كوشنير سابقاً في الحديث عن إيران، وهي أنه «يمكن توقّع الأسوأ في التعاطي مع إيران بما في ذلك خيار الحرب»، قاطعه الدبلوماسي الفرنسي بصوت عال وقال: «أنت!». واندفع نحو المراسل، مبتعداً عن المذياع، والكاميرات تلاحقه، وظنّ الجميع أنه سيضربه أو ربما قد يفعل أكثر من الضرب، قبل أن يقول «أنت، هدّدتني!».
كان المشهد مسرحياً انحبست له الأنفاس. هل ينوي وزير الخارجية الفرنسي ضرب الصحافي أم غير ذلك؟ وما الداعي؟ لقد كان الصحافي يمازحه ضاحكاً. حتى إن مساعد كوشنير الذي وقف إلى جانبه فتح فاه وعينيه مدهوشاً والهلع يبدو جلياً عليه.
فتح كوشنير أصابع يديه على وسعهما، وظنّ المراقبون أنه سيقتلع عيني المراسل. إلّا أنّه اكتفى بالإشارة إلى شاربي الصحافي وعينيه المبحلقتين، وصرخ في وجهه من مسافة قريبة جداً منه، في حركة فيها الكثير من الاستهزاء بشكل الصحافي وملامحه، قائلاً: «أنت بشاربيك الكبيرين وعينيك الكبيرتين تظنّ أنّك تخيفني. أنت استخدمت تعبير الحرب ولم أستخدمه أنا. تعتقد أنك تخيفني». سادت لحظة صمت تفجّر بعدها الضحك الشديد الذي لم يستطع أحد أن يكتمه، فالمشهد كان كوميدياً بامتياز، والوزير الفرنسي كان يفور غضباً وعدوانية، وأنهى حديثه قائلاً: «قلت إن الأسوأ هو الحرب».
كوشنير فقد أعصابه تماماً، وفقد تركيزه. لحظة «محرجة» سحبتها عليه تصريحاته المثيرة للجدل في الفترة الأخيرة، حول إيران. إلّا أنّ الإحراج أمام الإعلام سبق لرئيسه نيكولا ساركوزي أن اختبره حين ظهر «ثملاً» بعد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش اجتماع الدول الثماني الصناعيّة في ألمانيا في حزيران الماضي.