في الوقت الذي كان فيه عالم الفورمولا واحد يتشاجر لمعرفة مَن يتحمل مسؤولية المهزلة التي جرت في سباق أميركا منذ أسبوع كان مايكل شوماخر يعود خلسة الى معركة اللقب.

كانت معركة اللقب آخر ما فكّر به المشجعون المغتاظون في حلبة إنديانابوليس، فهم كانوا مهتمّين برمي عبوات الماء والبيرة على أرض الحلبة أثناء سير السباق المكوّن من ست سيارات فقط والذي فاز به بطل العالم مع فريق الفيراري.

أراد المشجعون أمراً واحداً وهو أن يسترجعوا أموالهم بعد أن إنسحبت الفرق السبعة المزودة بإطارات ميشلان قبل إنطلاق السباق لأسبابٍ تتعلق بسلامة الإطارات.

لكن النقاط العشر التي إستلمها الألماني من منافسيه على طبقٍ من فضة قد رفعته الى المركز الثالث في ترتيب السائقين ليتقلص الفارق بينه وبين المتصدر فرناندو ألونزو من فريق رينو الى 25 نقطة.

وقد أصبح الفنلندي كيمي رايكونن الآن وبعد فوزه بثلاثة سباقات لصالح الماكلارن متقدماً ثلاث نقاط فقط على شوماخر.

وأصبح الفيراري فجأة وهو الفائز بسباقٍ وحيد من تسعة بعد سيطرته على الموسم الماضي متساوياً في النقاط مع الماكلارن في بطولة الصانعين ومتأخراً 13 نقطة فقط عن الفريق المتصدر رينو.

وبما أن السباق التالي سيجري في فرنسا التي حقق شوماخر على أرضها رقماً قياسياً بفوزه سبع مرات بالسباق هناك في الماضي، لم تعد تبدو آمال الألماني البالغ 36 عاماً متلاشية كما بدت قبل بضعة سباقات.

الفيراري محرّرٌ من قيود الإتفاقيات الطوعية بين الفرق بشأن التجارب، وهو يقوم بتجارب أكثر من أي فريقٍ آخر، لذا ليس من المتوقع إلا أن يتقدم أبطال العالم من الآن فصاعداً.

تسلق شوماخر البوديوم في أميركا بدون أي فرحة وبدون فتح زجاجة الشمبانيا وبدون القفزة التي إعتاد أن يقوم بها بعد كل فوز، وقد قال بعد فوزه الأول في هذا العام: "بالطبع كنت أودّ خوض المعركة في هذا السباق في ظروفٍ عادية. أعتقد بأننا إمتلكنا سيارة جيدة جداً لنهاية الأسبوع كانت أقوى في التجارب الرسمية وقوية جداً في السباق. لذا أعتقد بأننا إمتلكنا فرصة كبيرة للقتال على الفوز بأي حال."

ستطال تشعبات سباق الأحد الماضي سباق مانيي كور المقبل داخل وخارج الحلبة، وسيستفيد شوماخر وزميله روبنز باريكيلو من خروجهما المتأخر في التجارب الرسمية المقبلة.

يبدو شوماخر واثقاً من تقدم فريقه بعد النصف الأول الصعب لهذا الموسم. يقول: "من المتوقع أن تجري الأمور بشكلٍ أفضل من الآن فصاعداً. إننا نتقدم خطوة خطوة. إننا نعمل بجهد مع هدف العودة الى المراكز المتقدمة بشكل دائم."

دفع فريقا الويليامز وتويوتا الثمن لعدم مشاركتهما بسباق إنديانابوليس من خلال تخليهما عن المركزين الرابع والخامس في ترتيب البطولة. وبالنظر أسفل الى قعر الترتيب نجد فريق جوردان الذي طالت معاناته يتقدم لتفصل بينه وبين فريق ساوبر نقطة واحدة فقط.

ما زال فريق بار المزود بمحركات هوندا بدون أي نقطة في هذا الموسم مع وصول البطولة الى منتصفها مع العلم بأنه إحتل مركز الوصيف للفيراري في الموسم الماضي. يحتل فريق بار المركز الأخير وذلك بعد سجل فريق ميناردي سبع نقاط لم يكن يحلم بها أبداً.

لكن فريق ميناردي لم يفتخر بهذه النقاط فقال رئيسه بول ستودارت: "لم يحصل شيء في هذا النهار الى حد علمي. لست أبالي بالنقاط، لست مهتماً على الإطلاق، كان هذا يوماً حزيناً للفورمولا واحد."

إحتل سائقا الفريق الهولندي كريستيان ألبرز والنمساوي باتريك فرايساشر المركزين الأخيرين، الخامس والسادس، في سباق أميركا ليجمعا في هذا الموسم وحده ما يقارب ربع ما جمعه فريق ميناردي في مواسمه السابقة مجتمعة في الفورمولا واحد.