the god father
25/09/2007, 23:40
شهوة الموت
مـنـذ طـفـولـتـي وأنـا أكـره زيـارة الأطـبـّـاء ..
لا أعـرف سـبـبـا لـهذه الـعـداوة بـيـنـي وبـيـن عـيـادة الـطبـيـب ...
ولـو اسـتـثـنـيـنـاالـشـهور الأخـيـرة فـربـما كانت زياراتي للأطباء لا تتجاوز
الأربع أو خـمـس مرّات في حياتي كلـّها .. مـنـها مرتين جـرّاء كـسـور أصبت بها
أثـنـاء مـزاولـتـي لـكـرة القـدم ...
أمـّـا زيـاراتـي لطـبـيـبـة الأسنـان التـي افـتـتـحت عـيـادتـها فـي حـيـّـنا قبل
سـنوات .. أثناء مراهـقـتي.. فـهـذه لا تـدخـل فـي الـحـسـاب ..
فـقـد كانت الطبيبة جـمـيـلة جدا .. وكنت أفـكـّر أنه بدل الذهاب الى السينما
والجلوس في صالة مـعـتـمة لـرؤيـة مـمـثـلة أمريكية أو مصـريـّة جميلة
على الشاشة ومشاهدتها وهي تتبادل القـبل مع زميلها الممثل .. لماذا لا أذهب
الى جارتي .. فهي أجمل من ريـتـا هيوارث وسعاد حسني بكثير .. وماذا سأجني
أنا إن كان عمر الشريف يقـبـّـل بربارا سترايسند مثلا ؟؟ وبما أن رسم الدخول
ليس فيه ذاك الفرق الشاسع .. من الأفضل أن أجلس على كرسي مريح أمام فتاة فائقة
الجمال بمريولها الأبيض .. وهي تعبـث بـأسنانـي وشـفـتـيّ بـيديها أومباضعها .. لا بأس..
وتـتـبادل معـي أطراف الحديث .. عـن كيـفـيـة العناية بالأسنان واللـثـّة .. وأنا
شـارد فـي مـلـكوت الله أتـأمـل صـفاء وجـهـها .. و لا أفـقـه كلـمة مـما تقـول ..
أعـتـقد أنها كـشـفت خـطـتـي بعد زياراتي المتكررة بدون سبب مـقـنـع ..
وأصبحت تضحك عندما ترانـي ثم قالت لي ذات مرّة وهي تخـفـي ابتسامة رائعة :
( خلاص بلا زعبرة وغـنـج .. أسنانك حالتهم ممتازة وما في داعي تـجـي
كل يوم والتانـي ) .. أذكـر أن الـنـكتـة حـبـكت مـعـي يومـها فـسـألتها بـسرعة :
( طـيـّـب يا دكتورة .. ما بـتـفـهـمي بـوجـع الراس ؟؟ )
ضـحـكنا كثـيـرا يومها .. وجمعت بيننا صداقة بريئة رائعة بعد ذلك ..
الى أن أخذتنا الدنيا بعيدا ولم أعد أعلم عنها شيئا لكني واثق أنها
لا زالت جميلة جدا وأن هنالك من يـفـضـّل الذهاب اليها بدل الذهاب
الى السينما ...
كانت هذه قصة حقيقية عادت الى ذاكرتي الان بعد أن بدأت الكتابة ..
الغـريب أن أقرب أصدقائي هم أطبـّاء .. لكني لم أزرهم يوما في
عياداتهم ونادرا ما اسـتـشرت أحدهم استشارة طبية .. بل اّخر ما أتذكره
عنهم أنهم أطباء ...
مـرّةقـلت لصـديقي الدكتور بـسـّام .. كـنـّا نسهر سويا .. أني أعاني
من حالة غريبة في الأيام الأخيرة .. وشرحت له الحالة على أمل الحصول
على جواب طـبـّي .. فـوجـئـت بصديقي يخـبرني أنه يعاني من نفس الحالة ..
وأنه مستغرب منها .. فاقترحت عليه أن يزور طبيبا .. على شرط أن لا يكون
ذاك الطبيب .. صديقا له ...
الـيـوم .. زرت الطـبـيـب رغما عن أنـفـي .. بعـد أن عاودني ألم فظيع
في الصدر والخاصرة ... وكان قد طلب مني في اّخرزيارة أن أراجعه
خلال اسبوع ولم أفعل ...
وبعد الكشف .. نظـر الـيّ كـمـن ينظـر الى مـتــّـهـم فار من وجه العدالة وقال :
هذا اّخر انذار أوجـّهه لك ... يـجـب أن تـتـوقــّـف عن التدخيـن الان وفورا ...
وإلاّ .. لا تـعـد إلـيّ بعد الان ....
ورغـم أن الـمـمـرضـة التي تعمل لديه جمـيـلة جدا ..
إلا أنه لـم يـخـطر بـبـالـي أبدا أن أسـألـه إن كـان ( يـفـهم في وجع الرأس ) ..
اكتـشـفت اكتـشـافا أشد خطـورة من السـيـجـارة ..
لـم تـعــد تـغـريـنـي الـجـمـيـلات ...مهما بلغ جمالهن ...
ذهـب الـسـحـر أيـهـا الـصـبـي الـشـقـي ..
ولـم تـعد تـطـيـق السـيـنـما أيـضـا ...
ــ كـل مـا فـي الأمـر أنـي بدأت أعـشـق غـرفـتـي الـوحـيـدة الكـئيـبـة
وسـيـجـارة تـحـمـل مـوتـا دافـئا .. مشـتـعـلا ...
يـثـيـر شـهـــــوتـــــــي ......
مابعرف لمين :larg:
مـنـذ طـفـولـتـي وأنـا أكـره زيـارة الأطـبـّـاء ..
لا أعـرف سـبـبـا لـهذه الـعـداوة بـيـنـي وبـيـن عـيـادة الـطبـيـب ...
ولـو اسـتـثـنـيـنـاالـشـهور الأخـيـرة فـربـما كانت زياراتي للأطباء لا تتجاوز
الأربع أو خـمـس مرّات في حياتي كلـّها .. مـنـها مرتين جـرّاء كـسـور أصبت بها
أثـنـاء مـزاولـتـي لـكـرة القـدم ...
أمـّـا زيـاراتـي لطـبـيـبـة الأسنـان التـي افـتـتـحت عـيـادتـها فـي حـيـّـنا قبل
سـنوات .. أثناء مراهـقـتي.. فـهـذه لا تـدخـل فـي الـحـسـاب ..
فـقـد كانت الطبيبة جـمـيـلة جدا .. وكنت أفـكـّر أنه بدل الذهاب الى السينما
والجلوس في صالة مـعـتـمة لـرؤيـة مـمـثـلة أمريكية أو مصـريـّة جميلة
على الشاشة ومشاهدتها وهي تتبادل القـبل مع زميلها الممثل .. لماذا لا أذهب
الى جارتي .. فهي أجمل من ريـتـا هيوارث وسعاد حسني بكثير .. وماذا سأجني
أنا إن كان عمر الشريف يقـبـّـل بربارا سترايسند مثلا ؟؟ وبما أن رسم الدخول
ليس فيه ذاك الفرق الشاسع .. من الأفضل أن أجلس على كرسي مريح أمام فتاة فائقة
الجمال بمريولها الأبيض .. وهي تعبـث بـأسنانـي وشـفـتـيّ بـيديها أومباضعها .. لا بأس..
وتـتـبادل معـي أطراف الحديث .. عـن كيـفـيـة العناية بالأسنان واللـثـّة .. وأنا
شـارد فـي مـلـكوت الله أتـأمـل صـفاء وجـهـها .. و لا أفـقـه كلـمة مـما تقـول ..
أعـتـقد أنها كـشـفت خـطـتـي بعد زياراتي المتكررة بدون سبب مـقـنـع ..
وأصبحت تضحك عندما ترانـي ثم قالت لي ذات مرّة وهي تخـفـي ابتسامة رائعة :
( خلاص بلا زعبرة وغـنـج .. أسنانك حالتهم ممتازة وما في داعي تـجـي
كل يوم والتانـي ) .. أذكـر أن الـنـكتـة حـبـكت مـعـي يومـها فـسـألتها بـسرعة :
( طـيـّـب يا دكتورة .. ما بـتـفـهـمي بـوجـع الراس ؟؟ )
ضـحـكنا كثـيـرا يومها .. وجمعت بيننا صداقة بريئة رائعة بعد ذلك ..
الى أن أخذتنا الدنيا بعيدا ولم أعد أعلم عنها شيئا لكني واثق أنها
لا زالت جميلة جدا وأن هنالك من يـفـضـّل الذهاب اليها بدل الذهاب
الى السينما ...
كانت هذه قصة حقيقية عادت الى ذاكرتي الان بعد أن بدأت الكتابة ..
الغـريب أن أقرب أصدقائي هم أطبـّاء .. لكني لم أزرهم يوما في
عياداتهم ونادرا ما اسـتـشرت أحدهم استشارة طبية .. بل اّخر ما أتذكره
عنهم أنهم أطباء ...
مـرّةقـلت لصـديقي الدكتور بـسـّام .. كـنـّا نسهر سويا .. أني أعاني
من حالة غريبة في الأيام الأخيرة .. وشرحت له الحالة على أمل الحصول
على جواب طـبـّي .. فـوجـئـت بصديقي يخـبرني أنه يعاني من نفس الحالة ..
وأنه مستغرب منها .. فاقترحت عليه أن يزور طبيبا .. على شرط أن لا يكون
ذاك الطبيب .. صديقا له ...
الـيـوم .. زرت الطـبـيـب رغما عن أنـفـي .. بعـد أن عاودني ألم فظيع
في الصدر والخاصرة ... وكان قد طلب مني في اّخرزيارة أن أراجعه
خلال اسبوع ولم أفعل ...
وبعد الكشف .. نظـر الـيّ كـمـن ينظـر الى مـتــّـهـم فار من وجه العدالة وقال :
هذا اّخر انذار أوجـّهه لك ... يـجـب أن تـتـوقــّـف عن التدخيـن الان وفورا ...
وإلاّ .. لا تـعـد إلـيّ بعد الان ....
ورغـم أن الـمـمـرضـة التي تعمل لديه جمـيـلة جدا ..
إلا أنه لـم يـخـطر بـبـالـي أبدا أن أسـألـه إن كـان ( يـفـهم في وجع الرأس ) ..
اكتـشـفت اكتـشـافا أشد خطـورة من السـيـجـارة ..
لـم تـعــد تـغـريـنـي الـجـمـيـلات ...مهما بلغ جمالهن ...
ذهـب الـسـحـر أيـهـا الـصـبـي الـشـقـي ..
ولـم تـعد تـطـيـق السـيـنـما أيـضـا ...
ــ كـل مـا فـي الأمـر أنـي بدأت أعـشـق غـرفـتـي الـوحـيـدة الكـئيـبـة
وسـيـجـارة تـحـمـل مـوتـا دافـئا .. مشـتـعـلا ...
يـثـيـر شـهـــــوتـــــــي ......
مابعرف لمين :larg: