ما بعرف
24/09/2007, 14:28
حالات النصب والاحتيال مألوفة في معظم المجتمعات وعلى مختلف مشاربها وتطورها أو تخلفها بغناها أو فقرها و لعل البعض منها يكون في الكثير من الاحيان مألوفاً وشبه مكشوف. ولا تنطلي بحيلها على أغلبية إلا اللهم بعض المغفلين أما البعض الآخر فتم عن مقدرة ابتكارية وذهنية وقادة لو وظفت في المسار الصحيح قصصاً وحكايا في منتهى الأبداع لكن قصور نظر بعض مرتكبي حالات النصب و لجاجة الحاجة احياناً وضغوطها وسلوك الطريق السهل والهين تجعلهم ينصبون شراك نصبهم وكما ئنهم للوصول الى هدفهم البخس والدنيء بأسهل وأسرع الطرق ولعل بعض المناسبات الكريمة والمقدسة لدى الشعوب والأفراد تكون مناسبة خصبة عند ذوي النفوس الميتة والضعيفة لممارسات دناءاتهم ورخصهم مستغلين بذلك العطف والنبل لضحاياهم ولكي لا أدخل في مدار الوعظ والأرشاد ـ الذي أكرهه تماماً ـ سأسرد هذه الحادثة التي جرت معي شخصياً قبل أيام قليلة: كنت في كراج العباسيين بانتظار (تكسي) تقلني الى شارع العابد فتوقفت السيارة وصعدت بها كان يقودها شاب في العقد الثالث تقريباً أخبرته عن وجهتي وبادرني بالسؤال عن مسقط رأسي بعد أن فهم علي ما يبدو لكنتي بأنني لست من أهل الشام وبعد أن أخبرته عن منطقة انتمائي «فقعني» بخطبة مدائحية وتبجيلية جعل من خلالها مدينتي هي المدينة الفاضلة وأهلها اهل الجود والكرم ولايدانيهم في ذلك أحد من بني البشر وأن من بعدهم لا أحد في الكون.. الخ قلت في نفسي أنا أمام كمين وحالة غير عادية يجب التهيؤ لها نظرت الى صاحبي السائق وجدته لاذ بالصمت وغرق في بحيرة من الأحزان والكآبة وراح يبسمل ويحوقل ويردد بعض الآيات القرآنية التي تدعو الى التمسك بالصبر وتبشر بالفرج وهذا ما دعاني الى التيقن بأنني أمام حالة نصب .. وسألته: ـ توكل بالله يارجل.. خير شو صايرلك..؟ وراح يسرد علي قصته بأنه متزوج منذ أربع سنوات وعمل المستحيل من أجل أن تنجب زوجته وأخيراً ومنذ شهر رزقه الله عز وجل بمولود ذكر لكن فرحته لم تكتمل لأن الوليد منذ يومين تقريباً بدت عليه بعض الأعراض الأمر الذي دفعه الى معاودة الطبيب من أجل الوليد لكنه أنتكس وساءت حالته الأمر تطلب ادخاله الى مشفى الاطفال حيث تم تشخيص الحالة بانحلال بالدم الأمر الذي يتطلب ثلاثة اكياس من الدم وقد استطاع ان يشتري كيسين لكن امكاناته عجزت عن شراء الثالث الذي سعره بحوالي 530 ل.س على حد زعمه وأشهر أحد أكياس الدم المزعومة الشراء الأمر الذي زاد في يقيني بأنه نصاب وكاذب.. قلت له: ـ اذهب بنا الى بنك الدم لأشتري لك الكيس الثالث تطلعت اليه فوجدته قد تلبك وارتبك لكنه امتثل، توجه إلى بنك الدم وعندما وصلنا الى هناك ونزلت من السيارة استأذنني لكي يصف السيارة لكنني وجدته قد (شمع الخيط) وانطلق بأقصى سرعته هارباً مني، ابتسمت بيني وبين نفسي شامتاً به.. لكني عدت واستدركت بأن المقلب قد انطلى عليّ لأنني لم آخذ رقم السيارة.