KEEEMO
20/09/2007, 23:33
في الشهر الأول من كل سنة ، عندي يوماً مميزاً
يوماًً يأتي مرة واحد في كل سنة ، ليلة شتاء تعبر عن غضب السماء برعدها وعواصفها المتهورة
في هذا اليوم ولدتني أمي ، في هذا اليوم منذ عشرين سنة وضعتني السكينة بين أيدي هذا العالم المليئ بالنزاع والصراع
في هذا اليوم من كل سنة تتزاحم على نفسي التأملات والأفكار والتذكارات وتقف أ/امي صراع الأيام التي مضت من عمري
في هذا اليوم من كل سنة تقف أمامي معاني حياتي الغابرة ، وكأنها مرآة أنظر فيها طويلاً فلا أرى سوى أوجه السنين الشاحبة كأوجه الموت
ثم أغمض عيني وأنظر ثانية في تلك المرآة فلا أرى غير وجهي
ثم أدقق النظر إلى وجهي فلا أرى فيه غير الكآبة .
في العشرين السنة الغابرة التي مضت من عمري ، قد أحببت كثيراً وكثيراً ،
والذي أحببته عندما كنت فتى مازلت أحبه الآن ، والذي أحبه الآن سوف أحبه إلى نهاية الأيام
فالحب هو الشي الوحيد الذي لا يستطيع أحد نزعه من قلبي
أحببت من هم من حولي رغم التناقض بيني وبينهم في فهم الأمور الذي نعيشها
كنت أحزن لآحزانهم ، وأفرح بسعادتهم وترتسم الأبتسامة على شفتاي رغم الكآبة التي تسيطر على قلبي وشبابي
في العشرين سنة التي مضت جربت أن أحب السعادة مثل جميع البشر ، رحتُ أبحث عنها لكنني لم أجدها أبداً ووجدت نفسي فجاةً في مستنقع الكآبه
ومع مرور الفصول أدركت أن السعادة تحيا في أعماق القلب ولا تتواجد في وجوه الناس أو في الطرقات ، ولما فتحت قلبي لكي أرى السعادة رأيت مرآتها وملابسها وسريرها ولكن لم أجدها
هكذا أنقضت العشرين سنة وهكذا ذهبت أيامي وليالي متسارعة ,, متتالية ,.. متساقطة من حياتي كما تتساقط أوراق الشجر أمام رياح الخريف
واليوم ،، وقد وقفت متذكراً أنظر إلى كل ناحية فلا أرى لماضي حياتي أثراً يذكر به أمام عين الله
لا أجد سوى أوراق مخضبة بقطرات الحبر الأسود ورسومات غريبة مبعثرة وفي هذا الاوراق والرسومات قد دفنت أيامي وعواطفي وأفكاري وأحلامي
في العشرين سنة التي مضت من حياتي هجرتُ منزلي وحارتي ومدينتي وأيامي وزروة شبابي
ورحتُ أبحث عن ذاتي تغربتُ وسافرت وابحرتٌ إلى ما وراء البحار وشاركت في صفوف الحرب
وبعدا سنين عدتٌ مهزوم القلب في السنة العشرين
عدتُ بلا شيً يُذكر ولا مجدً يُفخر
والأن وقد بلغت هذه المرحلة من العمر اقف وأنظر إلى الحياة من خلال نافذتي وأرى وجوه الناس وأسمع أصواتهم متصاعدة إلى السماء وأشعر بملامس أرواحهم ونبضات قلوبهم .
أنظر فأرى الأطفال يلعبون ويتراكضون فرحين بما يشعرون به من الفرح ، وارى الفتيان والفتيات والرجال والنساء حتى الشيوخ سعداء بما يكتفون من السعادة
أقف بجانب نافذتي وأنظر متأملاً بجميع هذه الصور والأشباح الساكنة بمسيرها .
في جوار نافذتي مقعد يوجد عليه علبة سجائر وعلبة أعواد كبريت ، أشعلت سيجارة ونظرتٌ مجدداً من خلال نافذتي إلى السماء ومع تنهيدة طويلا أخرج من صدري دخان محملاً بلهيب همومي وكآبتي ، أنظر إلى السماء الغير المتناهية بكل مافيها من العوالم والكواكب اللامعة والقمر المنير للسماء ،
أنظر وأتأمل كل هذه الأشياء من خلال نافذتي فأنسى العشرين سنة وماجاء قبلها من الأجيال وماسيأتي بعدها من القرون .
هكذا تمر بنا الليالي وهكذا تندثر تحت أقدام الدهر وتطوينا الأجيال
هكذا هي الحياة هي ماضٍ قد زال وأختفت آثاره وحاضر يركض لاحقاً بالماضي ومستقبل لا معنى له إلا أذا مامر وصار حاضراً أو ماضياً .
هكذا مرت العشرين سنة ولا أعلم الزمن المتبقي لي في هذه الحياة
لكن يوم منيتي أكتبُ على لوح قبري : هنا رجل لم يجد بحياته رجلً حكيماً فصار حكيماً على نفسه .
14/1/2005 كريم
يوماًً يأتي مرة واحد في كل سنة ، ليلة شتاء تعبر عن غضب السماء برعدها وعواصفها المتهورة
في هذا اليوم ولدتني أمي ، في هذا اليوم منذ عشرين سنة وضعتني السكينة بين أيدي هذا العالم المليئ بالنزاع والصراع
في هذا اليوم من كل سنة تتزاحم على نفسي التأملات والأفكار والتذكارات وتقف أ/امي صراع الأيام التي مضت من عمري
في هذا اليوم من كل سنة تقف أمامي معاني حياتي الغابرة ، وكأنها مرآة أنظر فيها طويلاً فلا أرى سوى أوجه السنين الشاحبة كأوجه الموت
ثم أغمض عيني وأنظر ثانية في تلك المرآة فلا أرى غير وجهي
ثم أدقق النظر إلى وجهي فلا أرى فيه غير الكآبة .
في العشرين السنة الغابرة التي مضت من عمري ، قد أحببت كثيراً وكثيراً ،
والذي أحببته عندما كنت فتى مازلت أحبه الآن ، والذي أحبه الآن سوف أحبه إلى نهاية الأيام
فالحب هو الشي الوحيد الذي لا يستطيع أحد نزعه من قلبي
أحببت من هم من حولي رغم التناقض بيني وبينهم في فهم الأمور الذي نعيشها
كنت أحزن لآحزانهم ، وأفرح بسعادتهم وترتسم الأبتسامة على شفتاي رغم الكآبة التي تسيطر على قلبي وشبابي
في العشرين سنة التي مضت جربت أن أحب السعادة مثل جميع البشر ، رحتُ أبحث عنها لكنني لم أجدها أبداً ووجدت نفسي فجاةً في مستنقع الكآبه
ومع مرور الفصول أدركت أن السعادة تحيا في أعماق القلب ولا تتواجد في وجوه الناس أو في الطرقات ، ولما فتحت قلبي لكي أرى السعادة رأيت مرآتها وملابسها وسريرها ولكن لم أجدها
هكذا أنقضت العشرين سنة وهكذا ذهبت أيامي وليالي متسارعة ,, متتالية ,.. متساقطة من حياتي كما تتساقط أوراق الشجر أمام رياح الخريف
واليوم ،، وقد وقفت متذكراً أنظر إلى كل ناحية فلا أرى لماضي حياتي أثراً يذكر به أمام عين الله
لا أجد سوى أوراق مخضبة بقطرات الحبر الأسود ورسومات غريبة مبعثرة وفي هذا الاوراق والرسومات قد دفنت أيامي وعواطفي وأفكاري وأحلامي
في العشرين سنة التي مضت من حياتي هجرتُ منزلي وحارتي ومدينتي وأيامي وزروة شبابي
ورحتُ أبحث عن ذاتي تغربتُ وسافرت وابحرتٌ إلى ما وراء البحار وشاركت في صفوف الحرب
وبعدا سنين عدتٌ مهزوم القلب في السنة العشرين
عدتُ بلا شيً يُذكر ولا مجدً يُفخر
والأن وقد بلغت هذه المرحلة من العمر اقف وأنظر إلى الحياة من خلال نافذتي وأرى وجوه الناس وأسمع أصواتهم متصاعدة إلى السماء وأشعر بملامس أرواحهم ونبضات قلوبهم .
أنظر فأرى الأطفال يلعبون ويتراكضون فرحين بما يشعرون به من الفرح ، وارى الفتيان والفتيات والرجال والنساء حتى الشيوخ سعداء بما يكتفون من السعادة
أقف بجانب نافذتي وأنظر متأملاً بجميع هذه الصور والأشباح الساكنة بمسيرها .
في جوار نافذتي مقعد يوجد عليه علبة سجائر وعلبة أعواد كبريت ، أشعلت سيجارة ونظرتٌ مجدداً من خلال نافذتي إلى السماء ومع تنهيدة طويلا أخرج من صدري دخان محملاً بلهيب همومي وكآبتي ، أنظر إلى السماء الغير المتناهية بكل مافيها من العوالم والكواكب اللامعة والقمر المنير للسماء ،
أنظر وأتأمل كل هذه الأشياء من خلال نافذتي فأنسى العشرين سنة وماجاء قبلها من الأجيال وماسيأتي بعدها من القرون .
هكذا تمر بنا الليالي وهكذا تندثر تحت أقدام الدهر وتطوينا الأجيال
هكذا هي الحياة هي ماضٍ قد زال وأختفت آثاره وحاضر يركض لاحقاً بالماضي ومستقبل لا معنى له إلا أذا مامر وصار حاضراً أو ماضياً .
هكذا مرت العشرين سنة ولا أعلم الزمن المتبقي لي في هذه الحياة
لكن يوم منيتي أكتبُ على لوح قبري : هنا رجل لم يجد بحياته رجلً حكيماً فصار حكيماً على نفسه .
14/1/2005 كريم