-
دخول

عرض كامل الموضوع : من هم قيادات «فتح الإسلام»... وما حقيقة وجود عبد الله بن لادن بينهم؟


ما بعرف
08/09/2007, 15:51
تسعـة أشهـر مـن الصخـب السياسـي والأمنـي كلفـت دمـاءً ودمـاراً وتهجيـراً


////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
العبسي وأبو هريرة في أحد المؤتمرات الصحافية



غسان ريفي

ثمة من يؤكد ان كثيرا ممن وضعوا تنظيم «فتح الاسلام» تحت المجهر لم ينجحوا حتى الآن في سبر أغوار مكوناته الحقيقية، بل اكتفوا باكتشاف بعض القشور الخارجية لهذا التنظيم الذي ظهر بشكل مفاجئ قبل عام عبر «البيان الرقم واحد» في مخيم نهر البارد، وأخذ ينمو ويتكاثر عددا وعدة وعتادا بسرعة قياسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ التنظيمات الاسلامية في لبنان، حتى أمكن القول إنه أصبح يمتلك قوة عسكرية كبرى معززة بمقاتلين أشداء من ذوي الخبرات الشيشانية والأفغانية والعراقية باعوا أنفسهم لمعتقدات جهادية، وباتوا يُقبلون على الموت كإقبالهم على الحياة، الامر الذي جعل المواجهات العسكرية الضارية في مخيم البارد تمتد لنحو مئة وستة أيام، وتؤدي الى ما أدت اليه من الخسائر البشرية من شهداء وجرحى في صفوف الجيش اللبنانين فضلا عن الدمار والتهجير والضحايا في صفوف الفلسطينيين، والقتلى والجرحى والاسرى في صفوف التنظيم.
جهود الباحثين هذه لم تسعفهم في الوصول الى الأجوبة الكافية والشافية التي تشبع فضولهم، لتبقى عشرات، لا بل مئات الأسئلة المتعلقة بماهية هذا التنظيم وهيكليته، وتمويله، وهل هو جزء من تنظيم القاعدة؟ أم أنه مجرد تنظيم جهادي تكفيري له منهجه الخاص؟ وهل تربطه علاقة ما بأجهزة مخابرات عربية، أم إن جهات محلية كانت تؤمن له الغطاء والدعم اللازمين؟ من هم أركان الصف الاول في التنظيم؟ وكيف وصلوا الى مخيم نهر البارد؟
يقول العارفون بشأن تنظيم «فتح الاسلام» ممن كانوا على تماس مباشر مع قادته قبل المواجهات العسكرية وفي الاسابيع الأولى منها، إن هناك عقولا مفكرة ومدبرة لم تظهر على الساحة، قدمت خدمات لا يستهان بها للتنظيم الذي يحمل قادته ومسلحوه فكر ونهج «القاعدة»، لكن من دون أي ارتباط مباشر بهذا التنظيم الدولي.
ويرى هؤلاء العارفون ان المواد الدينية والفكرية التي كانت تدرس لعناصر التنظيم ليست من منهج «فتح الاسلام»، بل هي من مناهج «القاعدة»، كما ان الامكانات التي كانت متوفرة له ليست محلية، بل هي إمكانات لا تملكها إلا تنظيمات دولية مثل «القاعدة». كذلك فإن العمل اللوجستي على الأرض ونمط توافد المقاتلين العرب هو نمط قاعدي.
ويستدرك العارفون بأن اسم «فتح الاسلام» المستمد اساسا من «فتح الانتفاضة»، والخطاب الرسمي للتنظيم لا يمت الى «القاعدة» بصلة، خصوصا ان كثيرا من البيانات كانت تتضمن توجهات سياسية لا تعترف «القاعدة» بها، ما يدفع الى التساؤل هل في ذلك مراعاة لظروف لبنان ام أنه يدل على فروقات حقيقية واختلاف مع التوجهات السياسية للقاعدة؟.
ويخلص هؤلاء الى القول انه إذا لم تكن «فتح الاسلام» جزءا من تنظيم «القاعدة»، فقد كان قاب قوسين أو ادنى من ان يصل ليكون جزءا من هذا التنظيم الذي كانت لقيادييه علاقات وطيدة مع بعض أركانه. وما يعزز هذا الاعتقاد المعلومات التي أكدت تعاون امير التنظيم شاكر العبسي مع أبي مصعب الزرقاوي في بعض العمليات التي نفذت في العراق، فضلا عن أسئلة أخرى متداولة في عدد من الأوساط السياسية والامنية اللبنانية حول هوية الشخص الذي رافق المسؤول العسكري أبي هريرة خلال هروبه من المخيم عبر البحر، حيث تتحدث بعض المعلومات عن أنه قد يكون عبد الله بن لادن ابن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، والذي كان يحظى بعناية خاصة داخل المخيم، وكان جميع من في التنظيم يسعون للحفاظ على حياته، وقد تم تكليف أبي هريرة باخراجه من المخيم، وقد نجح في ذلك قبل أن يقتل على دراجة نارية في محلة أبي سمراء في طرابلس. وتؤكد المصادر المطلعة أن هذه الرواية كانت مدار بحث وتدقيق داخل إحدى جلسات مجلس الوزراء مؤخراً بحضور قادة أمنيين وعسكريين كانوا يعرضون الوقائع العسكرية وعندما ذكروا اسم نجل ابن لان، فتح بعض الوزراء أفواههم تعجباً وساد صمت بين الحاضرين قبل ان يسألوا عن صحة الموضوع!.
الهيكلية التنظيمية
تفيد المعلومات المتوفرة لـ«السفير» ان تنظيم «فتح الاسلام» كان يعتمد مبدأ الامارة حيث كان شاكر العبسي هو الأمير المبايَع من جميع القادة والمقاتلين على السمع والطاعة والنصرة، ويأتي بعده في الترتيب نائباه ابو مدين أو أبو مؤيد وهما لقبان لشخص واحد، وصهره أبو الليث، ومن ثم يأتي مجلس القيادة المؤلف من: أبو هريرة، أبو يزن، أبو سلمى (وهو شاهين شاهين او شاهين الشامي)، أبو سليم طه، أبو رياض، ومسؤول المقاتلين العرب طلحة السعودي. وتحيط بهذا المجلس هيئة شرعية مؤلفة من ثلاثة اشخاص هم: أبو بكر (سوري)، أبو الحارث (سعودي)، وأبو السعيد (فلسطيني)، وهؤلاء يقومون بترتيب المناهج وتدريسها، وإصدار الفتاوى والاحكام القضائية داخل التنظيم، ليأتي بعد ذلك قادة المجموعات والمقاتلين. فمن هم قياديو فتح الاسلام؟ ومن اين أتوا؟ ولأي جهة كانوا ينتمون بحسب المعلومات والروايات المتوفرة؟
ـ شاكر العبسي: هو فلسطيني أردني من مواليد أريحا عام ,1955 كان برتبة عقيد طيار في الجيش الأردني، وقد هرب من الجيش وغادر الى سوريا بعد اتهامه بتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال الدبلوماسي الأميركي لورنس فولي بإطلاق النار عليه أمام منزله في عمان في 28 تشرين الأول عام ,2002 وصدور حكم إعدام بحقه، وقد ألقي القبض عليه في سوريا بتهمة نقل أسلحة الى الجولان لتنفيذ عمليات ضد العدو الاسرائيلي، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ثم اطلق سراحه في العام 2005 حيث توافق مع عدد من رفاقه في فتح الانتفاضة على تشكيل خلية سرية تعمل لحساب مسؤول تنظيم «القاعدة» في العراق أبي مصعب الزرقاوي، ومن هناك انتقل العبسي الى معسكر تدريب لـ«فتح الانتفاضة« يقع في منطقة حلوى قرب راشيا في البقاع، ومن ثم الى معسكر آخر في منطقة قوسايا في البقاع الاوسط حيث تولى تدريب مجموعات عسكرية تجمعت تباعا في مخيم نهر البارد، وحاولت مجموعة منها افتتاح مركز لها في مخيم البداوي إلا أن اللجنة الأمنية هناك تصدت لها ومنعتها من تحقيق ذلك، لينتقل الجميع الى البارد حيث اعلن الانفصال عن فتح الانتفاضة، وتشكيل تنظيم «فتح الاسلام» الذي سارع مسلحوه الى السيطرة على عدد من مواقع فتح الانتفاضة وأبرزها موقع «صامد» البالغة مساحته نحو ألف متر مربع ومحاط بسواتر من الاسمنت المسلح.
ـ أبو مدين أو أبو مؤيد: هو النائب الاول لامير التنظيم، فلسطيني ـ سوري يعتقد أن اسمه احمد عبد الوهاب ويبلغ من العمر 37 عاما، وهو خبير كيميائي، لعب دورا بارزا في فتح الانتفاضة خلال السنوات الماضية، لكنه ما لبث أن انشق عنها ووقف الى جانب العبسي بعد خروجه من السجن، ورافقه الى راشيا فالبقاع الأوسط ومن ثم الى مخيم البارد. لذلك كان يعتبر من المؤسسين وينوب عن العبسي في كثير من المسائل ويحظى بتقدير واحترام جميع قيادات وعناصر التنظيم، وقد قتل على يد الجيش اللبناني في الأيام الاولى على بداية المعركة خلال محاولته سحب جثة احد المسلحين في احد احياء المخيم الجديد.
ـ أبو الليث: هو النائب الثاني لأمير التنظيم وصهر شاكر العبسي، فلسطيني ـ سوري ويدعى هاني السنكري، وتشير المعلومات الى انه قتل مع عدد من رفاقه على الحدود السورية العراقية، وقد كان أيضا من المؤسسين حيث انشق عن فتح الانتفاضة ورافق والد زوجته بعد خروجه من السجن وصولا الى مخيم البارد.
ـ أبو هريرة: تولى في الاسبوع الأول من المعركة منصب المسؤول العسكري بعد مقتل أبو مدين، لبناني ويدعى شهاب قدور عمره 37 عاما من مواليد مشمش في عكار، وقد اعتقلته المخابرات السورية وهو في سن الحادية عشرة من عمره بتهمة تهريب عدد من مسلحي حركة التوحيد الاسلامي من باب التبانة، ونقل حينها الى سجن تدمر حيث امضى سبع سنوات وخرج بعمر 18 سنة، لكنه لم يسلم من مضايقات المخابرات السورية فاتخذ قرارا بالمواجهة فاطلق النار على دورية لها، وفر الى مخيم عين الحلوة حيث تنقل بين عدد من التنظيمات الاسلامية والجهادية الى أن التحق بتنظيم «فتح الاسلام»، ويعتبر أيضا قائد المجموعات اللبنانية الفلسطينية التي وفدت من تعمير عين الحلوة، وقد قتل في أبي سمراء ليل الأول من آب الفائت على دراجة نارية بعد هروبه من مخيم البارد ودفن يوم السبت الفائت في مقابر الغرباء بطرابلس.
ـ أبو يزن: يلقب بمهندس التفخيخ والتفجير، وهو سوري ـ فلسطيني يدعى محيي الدين عبد الحميد العبود في العقد الثالث من العمر، وكان يحتل موقعا هاما في التنظيم، حيث تفيد المعلومات الامنية أنه هو من كان يوضب الحقائب المفخخة ومنها تفجيرا عين علق، وانه بحسب اعترافات الموقوفين هو من نفذ عملية اغتيال النائب والوزير بيار الجميل، وقد قتل مع مجموعة المسلحين في شقة مبنى «روبي روز» في شارع المئتين بطرابلس.
ـ شاهين شاهين أو شاهين الشامي، أو أبو سلمى: يلقب بـ «القاتل المحترف». هو فلسطيني ـ سوري في العقد الثالث من العمر، انتسب الى المجلس الثوري الفلسطيني، ثم انتقل الى فتح الانتفاضة، ومن ثم غادر سوريا الى لبنان وانضم الى «فتح الاسلام». اعتبر من الاسبوع الثالث على اندلاع المواجهات في مخيم نهر البارد الأمير الفعلي للتنظيم والمفاوض الاول باسمه بعد انكفاء شاكر العبسي وأبو هريرة، وبقي كذلك حتى الاسبوع الأخير. لا يزال مصيره مجهولا حيث لم يتعرف احد من عارفيه الى جثته.
ـ أبو سليم طه: الناطق الإعلامي باسم التنظيم. هو فلسطيني سوري يدعى محمد الزواوي، عمل في صفوف فتح الانتفاضة وانتقل مع شاكر العبسي من دمشق الى البقاع ثم الى البارد. يمتلك خبرة واسعة في الاعلام والاتصالات والانترنت والمونتاج. يتقن اللغة الانكليزية، كان يصدر جريدة يومية لعناصر التنظيم تتضمن كل ما نشرته الصحف عن «فتح الاسلام» وأخبار المقاومة في العراق وفلسطين وأفغانستان. ولا تزال هناك شكوك حول مصيره خصوصا ان جثته لم يعثر عليها من ضمن الجثث ويعتقد البعض انه ربما تكون مشوهة.
ـ أبو رياض: مسؤول الدعوة، وهو فلسطيني مقيم في لبنان، يدعى نعيم ديب غالي عمره 37 عاما، انضم الى حركة فتح المركزية، وعمل مرافقا لسنوات طويلة مع احد قيادييها البارزين، تنقل بين تنظيمات عصبة الأنصار، جند الشام الى ان استقرت به الحال ضمن تنظيم «فتح الاسلام «، شارك في المواجهات العسكرية كقائد مجموعة على المحور الشمالي الشرقي وقُتل هناك بعد نحو شهر على اندلاعها.
ـ ناصر اسماعيل: فلسطيني من مخيم نهر البارد في العقد الثالث من العمر، تسلم قيادة المجموعة الفلسطينية في فتح الاسلام، وشكل الغطاء الفلسطيني لها. انتسب بداية الى حركة التوحيد الاسلامي ومن ثم تنقل ضمن عدد من الفصائل الفلسطينية الى أن استقرت به الحال في فتح الاسلام، وقتل خلال عملية التسلل الاخيرة عند خان العبدة وتم التعرف الى جثته.
ـ طلحة السعودي: هو عبد الرحمن اليحيى (سعودي الجنسية) قدم من السعودية بواسطة أحد المشايخ الملاحقين حاليا من الاجهزة الأمنية، واجتمع الى شاكر العبسي الذي سلمه قيادة المجموعات العربية، وطلب منه البقاء الى جانب أبي يزن في شقة مجمع «روبي روز» في شارع المئتين فقتل معه هناك الى جانب تسعة من المسلحين.
لم يكن تنظيم فتح الاسلام يسعى لاقامة إمارته الخاصة في شمال لبنان فحسب، بل إن هذا التنظيم كان يعمل على تشكيل جيش إسلامي جهادي متنوع القطاعات، حيث تشير المعلومات الى انه قبل اندلاع المواجهات بأيام قليلة كان أمير التنظيم شاكر العبسي يجتمع بالسوري محمد حبال (29 عاما) لتشكيل وحدة بحرية مقاتلة، إضافة الى تشكيل وحدات للامن الخارجي بقيادة اللبناني صدام الحاج ديب المتهم بأعمال تفجير القطارات في المانيا وكان مسجونا في سوريا وقتل في شقة المئتين، فضلا عن الأمن الشخصي، والمهمات السرية، ووحدة التفخيخ بقيادة أبي يزن، ووحدة استقبال وتجهيز المقاتلين العرب والآسيويين الذين وجدوا في لبنان أرض جهاد ورباط.
يقول بعض المطلعين على أفكار أمير التنظيم شاكر العبسي إنه كان ملتزما الشريعة الاسلامية، ودمث في التعامل مع الناس، إلا أنه في الوقت نفسه كان متهورا وصاحب أحلام كبيرة لا يمكن ان تترجم على أرض الواقع.

السفير