-
دخول

عرض كامل الموضوع : «أحرار» لندن: اندحار مهزومين في البصرة


ما بعرف
04/09/2007, 02:10
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

دبابات بريطانية خلال انسحابها من البصرة أمس (رويترز)


لندن ــ وسيم شريف
محاولة بريطانية لـ«فكّ الارتباط» مع واشنطن
زامن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بين خطاب ما بعد العطلة الصيفية وانسحاب آخر جندي من القاعدة البريطانيّة الرئيسية في مدينة البصرة، بعدما كان قد نفى، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانيّة (بي بي سي)، أنّ يكون تمركز الجنود البريطانيين الـ5500 في قاعدة جويّة خارج المدينة العراقيّة «هزيمة».
مزامنة وجد براون، الذي يستعدّ لانتخابات عامّة مبكرة يُتوقع الإعلان عنها قبل نهاية العام الجاري، نفسه مجبراً عليها، في ظلّ تضارب في شأن نتائج الاستطلاعات حول شعبيّته وشعبيّة حزبه، «العمّال».
وقُرئت خطوة الانكفاء التدريجية من البصرة كمؤشر إلى السياسة الجديدة لبراون، كما جاء خطاب أمس عن السياسة المستقبلية لبريطانيا ليقطع الشكّ باليقين في أنّ القاطن الجديد في 10 داوننغ ستريت لا يُشبه أبداً سلفه طوني بلير المتدحرج من منصب رئيس حكومة بريطانيا إلى مبعوث للجنة «الرباعية الدولية» من أجل السلام في الشرق الأوسط.
وأكّد براون أنّ بلاده تحتاج إلى «سياسة جديدة تحتضن الجميع ومبنيّة على التوافق لا التفرقة». ولعل الانسحاب من البصرة الممهّد لانسحاب كامل من العراق، يمثّل إحدى دلالات هذا التوجّه. إلّا أنّه ورغم تلبيته لرغبات الكثيرين في لندن، فتح الباب على جدل من نوع آخر، له علاقة بجدوى الدخول في أتون الغزو وزهق حياة ما يقارب 160 جندياً بريطانياً، إضافة إلى إنفاق ما يزيد على 5 مليارات جنيه استرليني منذ بدء الاحتلال حتّى يومنا هذا، من دون حتّى إرساء الأمن في المناطق التي كانت تحت النفوذ البريطاني.
وفيما حاولت وزارة الدفاع البريطانية وضع بعض النقاط على الحروف، خرجت المعارضة على اختلاف أطيافها لتعلّق على القرار. المحافظون بدوا أكثر حذراً في التعاطي مع القضية، فلم يبدو انتقاداً واضحاً ولا أشادوا به بل تساءلوا عن موقف بريطانيا في حال تفاقم الوضع الأمني في البصرة وإمكان عودة الجنود إلى المدينة في هذه الحالة. إلّا أن زعيم حزب «الأحرار الديموقراطيّين»، منزيس كامبل، بدا حاسماً بتصويره الانسحاب على أنّه «اندحار المهزومين».
وكان تقرير أعدّته «مجموعة الأزمات الدولية» في بروكسل، قد أشار قبل أيّام، إلى أنّ سكان البصرة ورجال الميليشيات ينظرون إلى الخروج البريطاني على أنّه «فشل مخز» لا «انسحاب منظّم»، وخصوصاً أنّ المسلّحين باتوا يسيطرون على المدينة وقوّتهم زادت بشكل كبير.
وإذا كانت القراءة البريطانية محصورة في هذا المجال، فإنّ ردّ الفعل الأميركي على الخطوة البريطانية يتوقّع أن يُترجم عملياً لا لفظياً. فواشنطن وصلت إلى قناعة مفادها أنّ مقاومة لندن لضغوطها هدفه فكّ الارتباط بالمعنى التقليدي، وهو ما عبّر عنه براون في خطابه الشهير حول النظام العالمي الجديد ونوعيّة التحالفات الدوليّة وأهدافها.
وكانت الفترة الماضية قد شهدت سلسلة من الانتقادات للسياسة الأميركية في العراق من جانب جنرالات بريطانيين سابقين بينهم رئيس هيئة الأركان البريطانية أثناء غزو العراق الجنرال المتقاعد مايك جاكسون الذي وجّه، في سيرته الذاتية «جندي»، انتقادات لاذعة للإدارة في واشنطن بسبب الطريقة التي اعتمدتها لمعالجة الوضع في العراق بعد انتهاء الحرب. كما وصف المقاربة التي انتهجها وزير الدفاع الأميركي السابق، دونالد رامسفيلد، إزاء العراق، بأنّها «مفلسة فكرياً».