شخص من جهابذة القمع والفساد والإدعاءات الفارغة من أي مضمون اجتمعوا على مدار أسبوع ليطلعوا علينا بقرارات ومقررات وكأنهم فعلاً يمثلون إرادة 18 مليون سوري بينما هم في الحقيقة لا يمثلون إلا مصالحهم ومغانمهم وما مؤتمرهم العتيد سوى جمعية لتقسيم الغنائم وتوزيع المناصب ومراجعة نظام

النهب والسلب والتحكم في موارد البلاد والعباد وكيفية تطوير الأساليب للبقاء في الحكم وتطوير سبل السيطرة وإحكام الطوق على سوريا تحت شعارات جوفاء فارغة وجعجعة بعثية تعودنا على منطقها الذي يستخف بكل عقل ويستهزيء بكل مواطن تحت شعار الوحدة والحرية والاشتراكية المزعومة.
شعار ممجوج عفا عليه الزمن عمل على عكس مضمونه طوال نصف قرن من الزمن، ففرقوا أكثر مما وحدوا وبذروا الفرقة والعداوة مع جميع الدول والشعوب العربية تحت اسم الوحدة والتي هي فقط وحدتهم الداخلية ضمن الحزب، أما عن الحرية فحدث ولا حرج. أية حرية وأية عدالة وأية حقوق؟ كمموا الأفواه وملؤوا السجون ويتموا الأطفال وثكلوا الأمهات ورملوا النساء وحاربوا الناس في معتقداتهم واغتالوا كل من يختلف معهم ونهبوا البلد وسرقوا قوت الشعب وكدسوا المليارات من سرقة نفط سوريا ودفن النفايات السامة والتحكم بكل شاردة وواردة في حياة الناس وأعمالهم ومازالوا يمارسون تلك الحرية الشعار. أما الاشتراكية، فشيء مضحك فعلاً، نعم شاركوا في اشتراكيتهم الاقتصاد السوري فحولوه إلى اقتصاد مهلهل وشكلوا طبقة من الأغنياء منهم تتحكم باسم الاشتراكية بـ 85% من ثروة سوريا وتركوا المواطن المسكين يسعى لتدبر قوت يومه بالكاد وهم يملؤون أرصدتهم بالمليارات المنهوبة تحت اسم الاشتراكية. هدموا المبادرة الفردية وحطموا كل ما له علاقة بالاستثمارات ثم طلعوا علينا بقانون تشجيع الاستثمارات في سورية لسبب بسيط جداً، قلت موارد الداخل فلجؤوا إلى حيلة جذب الاستثمارات الخارجية حتى يفتحوا لنفسهم مورداً جديداً للنهب والسرقة والنصب والاحتيال فكان أن كشف المستثمرون أمرهم وهربت الاستثمارات القليلة بعد سرقتها ولم يعد لأي مستثمر ثقة في الدخول إلى سورية. هذه هي اشتراكيتهم المزعومة اشتراكية التسلط والنهب وسرقة ثروات البلد.
المضحك المبكي في الأمر أنهم يصدقون كذبتهم التي اخترعوها ويعتقدون أنهم مرسلين من السماء لإدارة شؤون هذا البلد المسكين الذي ابتلي بهم وبجرائمهم. من هؤلاء حتى يقرروا ويصدروا المقررات والأوامر، ماذا يمثلون من إرادة الشعب؟ من نصبهم وقوى مركزهم سوى من يدعون أنهم يحاربونه بعد أن تخلوا عن الجولان ضماناً لاستمراريتهم؟
لو كانوا فعلاً شرفاء والشرف أبعد ما يكون عنهم لأجروا انتخابات شعبية حرة نزيهة مراقبة ومضبوطة ضمن حرية التعبير الحر لكل مواطن ومواطنة وسألوا الشعب ضمن هذا الانتخاب عن ممثليه الحقيقيين الذين يريدهم صوتا حراً شريفاً مخالصاً يتكلم بإسمهم وسيرون نتيجة ذلك.
عندها سنرى مجلساً للنواب يمثل إرادة الشعب السوري وليس مجلساً معيناً من صغار اللصوص والمصفقين الذين لايهمهم من منصبهم في مجلس الشعب المزعوم سوى السرقة والنهب والتصفيق للحاكم.
أين هو القضاء النزيه الحر الذي يحاسب الحكومات واللصوص قبل أن يحكم بما يمليه عليه من عينوه قاضياً ؟
سورية، بلدي وموطني ومرتع طفولتي وذكرياتي وأحلامي ، أين أنت اليوم من الصومال وأفقر دولة في أفريقيا ، أين أنت اليوم والعالم يسبقنا بمئات السنين على جميع الأصعدة؟ أين أنت اليوم مغلولة مقيدة سجينة مقهورة مغتصبة منهوبة حزينة كئيبة؟ أين أنت اليوم مع هؤلاء؟
استفق يابلدي وانتفض ما عهدناك خنوعاً ولا ذليلاً ولا منكسراً إلا في زمن البعث. فإلى متى ستظل نائماً مستكيناً ذليلاً؟
"