abomoro
01/12/2003, 14:51
قراءة من القديس يوحنا فم الذهب
الصلاة نور النفس
الخيرُ الأعظم هو الصلاة، أي التكلم بدالّة مع الله.
الصلاة علاقة بالله وإتحاد به.
وكما انّ عينَي الجسد تُضاءَان عند رؤية النور،
كذلك النفس الباحثة عن الله تَستنير بنوره غير الموصوف.
ليست الصلاة مظهراً خارجياً، بل من القلب تنبع.
لا تُحصر بساعاتٍ وأوقاتٍ معينة، بل هي في نشاطٍ مستمرٍ ليلَ نهار.
فلا يكفي أن نوجّه افكارنا إلى الله وقت الصلاة فقط،
بل يجدر بنا أن نمزُجَ هذه الأفكار بذكرِ اللهِ تعالى،
حين نكون مشغولين بأمور أخرى، كالعناية بالفقراء والعمل الصالح،
لكي نقدّم لسيّد الكون غذاءً شهياً مُصْلَحاً بملح محبّة الله.
الصلاة نور النفس، المعرفة الحقيقية لله، الوسيطةُ بين الله والإنسان.
بها ترتفعُ النفس إلى السماء، كرضيعٍ مع أُمّه.
تصرخُ الصلاة الى الله، باكية، عطشى إلى اللَبنِ الإلهي.
وإذْ ما تُظهر أشواقها الحميمة، تتقبّل من الله هدايا أرفعَ من كلّ طبيعةٍ منظورَة.
الصلاة التي بها نتقرّب إلى الله بإحترامٍ هيَ فرح القلبِ وراحةُ النفس...
الصلاة تقودنا إلى الينبوع السماوي، تملأُنا من ذاك الشراب، وتُجري منّا
ينبوع ماءٍ ينبع للحياة الأبديّة.
الصلاة تؤكّد لنا الخيرات الآتية، وبالإيمان، تعرّفنا المعرفة الفضلى للخيرات الحاضرة.
لا تظنَّ أنّ الصلاة تقتصر على الكلمات، إنها اندِفاع إلى الله،
حبٌّ غريبٌ لا يأتي من البشر، على قول الرسول:
"الروح أيضاً يَعضُدٌ ضَعفَنا، فإنّا لا نعلم ماذا نصلّي كما ينبغي،
ولكنَّ الروح نفسَهُ يشفعُ فينا بأنّاتِ لا توصف"...
إنّ هذه الصلاة، إذا وهبها الله لإحد، تُضحي غنًى لا يُسلَبُ وغذاءً سماوياً يُشبِعُ النفس.
مَن ذاقها مرّة، تَمَلّكَهُ شوقٌ أبديٌّ إلى الله، كنارٍ آكلةٍ تُضرم القلب.
فدع الصلاة تتفجّر منكَ بملئها، فتُزَينَ بلطافةٍ وتواضعٍ مُخدعَ قلبكَ وتجعله ساطعاً بضياءِ الحق،
مصقولاً بالأعمال الصالحة.
جَمّلْ بيتك بالإيمان والنُبلِ لا بالفسيفساء، وضع الصلاة في أعلى البنيان فيكتمل بها.
وهكذا يُصبحُ منزلك أهلاً لاِستقبالِ الربّ،
كأنه قصرٌ مَلَكيّ، أنتَ الذي، بالنعمة، تملِكُ الرّب، على نَحْوٍ ما، في هيكلِ نفسكَ.
يقول مار يعقوب السروجى عن الصلاة :
الصلاة تكشف حجب اللاهوت و بها يعرف الإنسان سر الخفيات. و هي مفتاح كل البوابات, يعرف بها الإنسان كل الأسرار .
الصلاة هي التي ترفع النفس لتكلم اللاهوت و ترفع العقل ليفهم سر عظمته. الصلاة هي التي تعلمنا بسهولة أسرار اللاهوت و تدخل إلى عرش الله دون أن تمنعها القوات السمائية. فلا ملاك بأجنحة أسرع من الصلاة , فهي تصعد للأعالي دون أن يحملها السيرافيم . الصلاة تتردد في قلب الإنسان فتدوي في أذن الله دون وسيط ليسمعها في عرض مسكنه الممجد. الصلاة تصعد إلى حيث لا تستطيع الملائكة أن تصعد و تدخل لعرش لاهوته.
السيرافيم يخبئون وجوههم بأجنحتهم من أجل عظم لاهوته ( اش 6: 2), لكن الصلاة تقف أمام عظمته دون أن تستر نفسها . لا يوجد من يقف في الطريق بينها و بين الله الذي يسمعها بسرور و فرح. الملائكة يرتعدون أمامه و الصفوف السمائية في اتضاع تقف بعيدا , بينما الصلاة تقف أمام الله تخبره عما تريد . الشار وبيم حاملي العرش لا يرون ما يحملون و لكن الصلاة تقف أمام الله و بحب تكلمه و بحب عظيم تدخل إلى عرشه الممجد . و أيضا في حب ترتفع فوق الرتب السمائية. الشار وبيم يخافون أن يرفعوا أعينهم نحو عظمته إذ هم مربوطين بنير النار الإلهية و طغمات الملائكة النارية لا تقدر أن تقترب من الله الغير منظور, و هو الذي أعطي الصلاة سلطة أن تقترب إليه أكثر من الشار وبيم.الصلاة تكلم الله دون خوف أو خجل , و فوق ربوات من الطغمات السمائية تطير دون عائق أو مانع من الملائكة لتسأل الله كل ما هو لائق و مناسب. و أيضا كل ما تريده فلا ترجع فارغة إذ تسأل الله ذاته الذي يأمر ملائكته فتنفذ ما طلبته الصلاة.
الصلاة نور النفس
الخيرُ الأعظم هو الصلاة، أي التكلم بدالّة مع الله.
الصلاة علاقة بالله وإتحاد به.
وكما انّ عينَي الجسد تُضاءَان عند رؤية النور،
كذلك النفس الباحثة عن الله تَستنير بنوره غير الموصوف.
ليست الصلاة مظهراً خارجياً، بل من القلب تنبع.
لا تُحصر بساعاتٍ وأوقاتٍ معينة، بل هي في نشاطٍ مستمرٍ ليلَ نهار.
فلا يكفي أن نوجّه افكارنا إلى الله وقت الصلاة فقط،
بل يجدر بنا أن نمزُجَ هذه الأفكار بذكرِ اللهِ تعالى،
حين نكون مشغولين بأمور أخرى، كالعناية بالفقراء والعمل الصالح،
لكي نقدّم لسيّد الكون غذاءً شهياً مُصْلَحاً بملح محبّة الله.
الصلاة نور النفس، المعرفة الحقيقية لله، الوسيطةُ بين الله والإنسان.
بها ترتفعُ النفس إلى السماء، كرضيعٍ مع أُمّه.
تصرخُ الصلاة الى الله، باكية، عطشى إلى اللَبنِ الإلهي.
وإذْ ما تُظهر أشواقها الحميمة، تتقبّل من الله هدايا أرفعَ من كلّ طبيعةٍ منظورَة.
الصلاة التي بها نتقرّب إلى الله بإحترامٍ هيَ فرح القلبِ وراحةُ النفس...
الصلاة تقودنا إلى الينبوع السماوي، تملأُنا من ذاك الشراب، وتُجري منّا
ينبوع ماءٍ ينبع للحياة الأبديّة.
الصلاة تؤكّد لنا الخيرات الآتية، وبالإيمان، تعرّفنا المعرفة الفضلى للخيرات الحاضرة.
لا تظنَّ أنّ الصلاة تقتصر على الكلمات، إنها اندِفاع إلى الله،
حبٌّ غريبٌ لا يأتي من البشر، على قول الرسول:
"الروح أيضاً يَعضُدٌ ضَعفَنا، فإنّا لا نعلم ماذا نصلّي كما ينبغي،
ولكنَّ الروح نفسَهُ يشفعُ فينا بأنّاتِ لا توصف"...
إنّ هذه الصلاة، إذا وهبها الله لإحد، تُضحي غنًى لا يُسلَبُ وغذاءً سماوياً يُشبِعُ النفس.
مَن ذاقها مرّة، تَمَلّكَهُ شوقٌ أبديٌّ إلى الله، كنارٍ آكلةٍ تُضرم القلب.
فدع الصلاة تتفجّر منكَ بملئها، فتُزَينَ بلطافةٍ وتواضعٍ مُخدعَ قلبكَ وتجعله ساطعاً بضياءِ الحق،
مصقولاً بالأعمال الصالحة.
جَمّلْ بيتك بالإيمان والنُبلِ لا بالفسيفساء، وضع الصلاة في أعلى البنيان فيكتمل بها.
وهكذا يُصبحُ منزلك أهلاً لاِستقبالِ الربّ،
كأنه قصرٌ مَلَكيّ، أنتَ الذي، بالنعمة، تملِكُ الرّب، على نَحْوٍ ما، في هيكلِ نفسكَ.
يقول مار يعقوب السروجى عن الصلاة :
الصلاة تكشف حجب اللاهوت و بها يعرف الإنسان سر الخفيات. و هي مفتاح كل البوابات, يعرف بها الإنسان كل الأسرار .
الصلاة هي التي ترفع النفس لتكلم اللاهوت و ترفع العقل ليفهم سر عظمته. الصلاة هي التي تعلمنا بسهولة أسرار اللاهوت و تدخل إلى عرش الله دون أن تمنعها القوات السمائية. فلا ملاك بأجنحة أسرع من الصلاة , فهي تصعد للأعالي دون أن يحملها السيرافيم . الصلاة تتردد في قلب الإنسان فتدوي في أذن الله دون وسيط ليسمعها في عرض مسكنه الممجد. الصلاة تصعد إلى حيث لا تستطيع الملائكة أن تصعد و تدخل لعرش لاهوته.
السيرافيم يخبئون وجوههم بأجنحتهم من أجل عظم لاهوته ( اش 6: 2), لكن الصلاة تقف أمام عظمته دون أن تستر نفسها . لا يوجد من يقف في الطريق بينها و بين الله الذي يسمعها بسرور و فرح. الملائكة يرتعدون أمامه و الصفوف السمائية في اتضاع تقف بعيدا , بينما الصلاة تقف أمام الله تخبره عما تريد . الشار وبيم حاملي العرش لا يرون ما يحملون و لكن الصلاة تقف أمام الله و بحب تكلمه و بحب عظيم تدخل إلى عرشه الممجد . و أيضا في حب ترتفع فوق الرتب السمائية. الشار وبيم يخافون أن يرفعوا أعينهم نحو عظمته إذ هم مربوطين بنير النار الإلهية و طغمات الملائكة النارية لا تقدر أن تقترب من الله الغير منظور, و هو الذي أعطي الصلاة سلطة أن تقترب إليه أكثر من الشار وبيم.الصلاة تكلم الله دون خوف أو خجل , و فوق ربوات من الطغمات السمائية تطير دون عائق أو مانع من الملائكة لتسأل الله كل ما هو لائق و مناسب. و أيضا كل ما تريده فلا ترجع فارغة إذ تسأل الله ذاته الذي يأمر ملائكته فتنفذ ما طلبته الصلاة.