ما بعرف
27/08/2007, 02:59
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
جنديان إسرائيليان خلال عملية مداهمة في الخليل (أرشيف - رويترز)
هآرتس ــ رؤوبين بدهتسور
لا حاجــة لعتــاد إضافــي... ولا توجـد بقــرة أكثــر قداســة من ميــزانية الدفــاع
يقف ممثلو الأذرع المختلفة في الجيش الإسرائيلي أمام المعارض المكدسة بخيرة أصناف السلاح، ويجدون صعوبة في تحديد كيفية توزيع هذه الغنيمة. من يرتدِ زياً أزرق يطلب الطائرات الحربية المراوغة «اف- 35». أما صاحب الزي الأبيض فيدعي أنه لا مفر من شراء بوارج حربية حديثة. والثالث (البني الفاتح) يُصر على شراء مئات المجنزرات الأميركية من طراز «سترايكلر» والكثير من دبابات «سيمن ـــــ 4».
المشرف على كل هؤلاء هو الرئيس القديم ـــــ الجديد الذي نقش شعار «جيش صغير وذكي»، والذي لا يكتفي بكل هذه الأسلحة ويدعي أن من الواجب إضافة فرقتين جديدتين مدرعتين للجيش. وهو لا يكتفي بذلك قائلاً إنه لا مفر من استثمار مليارات أخرى كثيرة في «جهاز دفاعي متعدد الطبقات لحمايتنا من الصواريخ الإيرانية واللبنانية ومن قسام حماس».
الأمر الأكثر مفاجأة من كل ذلك هو أن هذا الهوس الجنوني يحدث أمام أعيننا من دون أن يطالَب الجيش الذي انكشفت عورته أمامنا في الصيف الماضي، بتقديم فاتورة الحساب وتوضيح ما فعله بالضبط مع المليارات التي حصل عليها في العقد الأخير.
جهاز الدفاع حصل على 470 مليار شيكل منذ عام 1998 (بحسابات جافة). رئيس هيئة الأركان، الذي قال للوزراء في جلسة الحكومة: «أنا أُحذِّر من أن المسؤولية ستقع على كاهلكم إذا لم يُستجَب لطلباتنا»، هو لم يطالَب بإعطاء تفسير لتوجه الجيش الإسرائيلي إلى الحرب من دون أن يكون لدى مقاتليه سُتر واقية وتجهيزات قتالية أساسية، وعدم توفير درع ملائمة لدباباته، رغم حصوله على ميزانية أمنية سنوية تقترب من 50 مليار شيكل.
بعد فشل حرب لبنان الثانية اختار قادة الجيش الحل الأسهل ـــــ المزيد من التسلح وتوسيع صفوف الجيش. لكن ليس العتاد هو ما يحتاجه الجيش الإسرائيلي أو زيادة الميزانية، بل العودة إلى التفكير الإبداعي الخلاق الذي تميز به قادته في الستينيات. على سبيل المثال، مطلب شراء دبابات «ميركافا» إضافية الذي يُجسد الجمود الفكري الذي أُصيب به قادة الجيش. احتمالية تحقق سيناريوات القتال الذي تُستخدم فيها آلاف الدبابات شبه معدومة. وفي تلك الحالات التي ستكون هناك حاجة فيها إلى استخدام المدرعات، يمتلك الجيش كميات كافية من الدبابات. عهد الحروب المباشرة في منطقتنا قد ولّى. حرب المستقبل سترتكز على استخدام الجو والصواريخ البالستية والصواريخ القصيرة المدى وأطر القتال البرية الصغيرة. هذه هي العبرة من حرب لبنان الثانية. من الأجدر في هذا السياق أن يقول لنا إيهود باراك ما هو السيناريو الذي يفكر به وهو يطلب زيادة فرقتين أخريين لصفوف الجيش.
عندما طالب قادة الجيش بإضافة 30 مليار شيكل إلى الميزانية الأمنية مع انتهاء الحرب في لبنان، بدا ذلك مطلباً مبالغاً فيه. الآن يتضح أن هذا كان في الواقع طلباً متواضعاً. لجنة بروديت التي كشفت «الحيل»، كما سماها، التي يلجأ اليها الجيش في مواجهة صانعي القرار، أوصت خلافاً للنتائج التي توصلت إليها بإضافة 90 مليار شيكل في العقد المقبل لميزانية الدفاع. هذه الإضافة التي قبلتها الحكومة من دون اعتراض ستزداد بـ 25 إلى 28 مليار شيكل إثر قرار الإدارة الأميركية زيادة المساعدة الأمنية السنوية بـ 600 إلى 700 مليون دولار.
من الممكن فقط تخمين تأثير التقليص المتواضع بنسبة 2 في المئة فقط من ميزانية الدفاع على المجتمع والاقتصاد في إسرائيل. ومن الممكن أيضاً تخمين ما الذي كان يمكن فعله بعشرة مليارات شيكل في العقد الأخير في مجالات الرفاه الاجتماعي والتربية والبنى التحتية. لكن هذا الأمر لن يحدث بالطبع، لأنه ليس في إسرائيل بقرة أكثر قداسة من ميزانية الدفاع.
جنديان إسرائيليان خلال عملية مداهمة في الخليل (أرشيف - رويترز)
هآرتس ــ رؤوبين بدهتسور
لا حاجــة لعتــاد إضافــي... ولا توجـد بقــرة أكثــر قداســة من ميــزانية الدفــاع
يقف ممثلو الأذرع المختلفة في الجيش الإسرائيلي أمام المعارض المكدسة بخيرة أصناف السلاح، ويجدون صعوبة في تحديد كيفية توزيع هذه الغنيمة. من يرتدِ زياً أزرق يطلب الطائرات الحربية المراوغة «اف- 35». أما صاحب الزي الأبيض فيدعي أنه لا مفر من شراء بوارج حربية حديثة. والثالث (البني الفاتح) يُصر على شراء مئات المجنزرات الأميركية من طراز «سترايكلر» والكثير من دبابات «سيمن ـــــ 4».
المشرف على كل هؤلاء هو الرئيس القديم ـــــ الجديد الذي نقش شعار «جيش صغير وذكي»، والذي لا يكتفي بكل هذه الأسلحة ويدعي أن من الواجب إضافة فرقتين جديدتين مدرعتين للجيش. وهو لا يكتفي بذلك قائلاً إنه لا مفر من استثمار مليارات أخرى كثيرة في «جهاز دفاعي متعدد الطبقات لحمايتنا من الصواريخ الإيرانية واللبنانية ومن قسام حماس».
الأمر الأكثر مفاجأة من كل ذلك هو أن هذا الهوس الجنوني يحدث أمام أعيننا من دون أن يطالَب الجيش الذي انكشفت عورته أمامنا في الصيف الماضي، بتقديم فاتورة الحساب وتوضيح ما فعله بالضبط مع المليارات التي حصل عليها في العقد الأخير.
جهاز الدفاع حصل على 470 مليار شيكل منذ عام 1998 (بحسابات جافة). رئيس هيئة الأركان، الذي قال للوزراء في جلسة الحكومة: «أنا أُحذِّر من أن المسؤولية ستقع على كاهلكم إذا لم يُستجَب لطلباتنا»، هو لم يطالَب بإعطاء تفسير لتوجه الجيش الإسرائيلي إلى الحرب من دون أن يكون لدى مقاتليه سُتر واقية وتجهيزات قتالية أساسية، وعدم توفير درع ملائمة لدباباته، رغم حصوله على ميزانية أمنية سنوية تقترب من 50 مليار شيكل.
بعد فشل حرب لبنان الثانية اختار قادة الجيش الحل الأسهل ـــــ المزيد من التسلح وتوسيع صفوف الجيش. لكن ليس العتاد هو ما يحتاجه الجيش الإسرائيلي أو زيادة الميزانية، بل العودة إلى التفكير الإبداعي الخلاق الذي تميز به قادته في الستينيات. على سبيل المثال، مطلب شراء دبابات «ميركافا» إضافية الذي يُجسد الجمود الفكري الذي أُصيب به قادة الجيش. احتمالية تحقق سيناريوات القتال الذي تُستخدم فيها آلاف الدبابات شبه معدومة. وفي تلك الحالات التي ستكون هناك حاجة فيها إلى استخدام المدرعات، يمتلك الجيش كميات كافية من الدبابات. عهد الحروب المباشرة في منطقتنا قد ولّى. حرب المستقبل سترتكز على استخدام الجو والصواريخ البالستية والصواريخ القصيرة المدى وأطر القتال البرية الصغيرة. هذه هي العبرة من حرب لبنان الثانية. من الأجدر في هذا السياق أن يقول لنا إيهود باراك ما هو السيناريو الذي يفكر به وهو يطلب زيادة فرقتين أخريين لصفوف الجيش.
عندما طالب قادة الجيش بإضافة 30 مليار شيكل إلى الميزانية الأمنية مع انتهاء الحرب في لبنان، بدا ذلك مطلباً مبالغاً فيه. الآن يتضح أن هذا كان في الواقع طلباً متواضعاً. لجنة بروديت التي كشفت «الحيل»، كما سماها، التي يلجأ اليها الجيش في مواجهة صانعي القرار، أوصت خلافاً للنتائج التي توصلت إليها بإضافة 90 مليار شيكل في العقد المقبل لميزانية الدفاع. هذه الإضافة التي قبلتها الحكومة من دون اعتراض ستزداد بـ 25 إلى 28 مليار شيكل إثر قرار الإدارة الأميركية زيادة المساعدة الأمنية السنوية بـ 600 إلى 700 مليون دولار.
من الممكن فقط تخمين تأثير التقليص المتواضع بنسبة 2 في المئة فقط من ميزانية الدفاع على المجتمع والاقتصاد في إسرائيل. ومن الممكن أيضاً تخمين ما الذي كان يمكن فعله بعشرة مليارات شيكل في العقد الأخير في مجالات الرفاه الاجتماعي والتربية والبنى التحتية. لكن هذا الأمر لن يحدث بالطبع، لأنه ليس في إسرائيل بقرة أكثر قداسة من ميزانية الدفاع.