-
دخول

عرض كامل الموضوع : ... ويستمرّ الوهم بغياب «الحكماء»


ما بعرف
21/08/2007, 03:01
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

إيهود باراك خلال جولة تفقدية في قاعدة جوية في جنوب فلسطين المحتلة (أرشيف - رويترز)

معاريف ـ عاموس غلبوع
«الهدوء في الشمال هو ثمرة قرار استراتيجي لكل من حزب الله وسوريا وإيران»
في الأسبوع الماضي، مرت الذكرى السنوية الأولى لقرار مجلس الأمن 1701، الذي أفضى إلى انتهاء حرب لبنان الثانية. تطرق هذا القرار، إلى جانب المطالبة بإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين بلا شرط، إلى منطقتين: منطقة جنوب لبنان، مع التشديد على جنوبي الليطاني، ومنطقة سائر لبنان.
بحسب القرار، يجب أن يكون جنوب لبنان منطقة مجردة من وجود ونشاط أية قوة عسكرية إرهابية، سواء حزب الله أو جهات إرهابية أخرى، كما يجب أن تُنشر فيها قوة كبيرة من الجيش اللبناني وتُعَزَّز قوات اليونيفيل الموجودة لتقوم بمساعدته على بسط سيطرة الحكومة اللبنانية. ببساطة: أن يكون جنوب لبنان من دون حزب الله. أما في ما يتصل ببقية الأراضي اللبنانية، فقد طلب (القرار) من أفراد حزب الله وسائر المنظمات الإرهابية تسليم سلاحهم، وفرض حظراً على نقل الوسائل القتالية إلى المنظمة.
المتحدثون عن الجانب الإسرائيلي يرون في الـ 1701 درة تاج الإنجازات السياسية في الحرب، ويقول رئيس الحكومة إن الشهداء الثلاثة والثلاثين الذين قضوا في اليومين الأخيرين من الحرب سقطوا في سبيله.
أخيراً، أصدر «مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب»، التابع لمركز تراث المعلومات الاستخبارية، ورقة تعنى بتقويم تطبيق هذا القرار المهم.
بحسب هذه الورقة، ثمة إنجازان في الكفة الإيجابية من الميزان: الأول يتمثل في الهدوء الشبه تام على الحدود الشمالية، وحقيقة أن حزب الله لم ينفذ حتى عملية واحدة ضد إسرائيل طوال العام الماضي، وهذه ظاهرة لم يسبق لها مثيل منذ 1985. والثاني يكمن في أن حزب الله كف عن كونه صاحب السلطة الأوحد في جنوب لبنان، وأنه تخلى ايضا عن خط مواقعه التي كانت منتشرة على امتداد الحدود. يشاركه الآن الجيش اللبناني، الذي عاد بعد عقود من الغياب ليكون حاضراً في الجنوب بقوة تتألف من أربعة ألوية، كما يشاركه، كطرف ثالث في السلطة، قوة معززة من اليونيفيل قوامها ثمانية ألوية.
المشكلة هي أن ثمة أموراً أخرى في الكفة السلبية من الميزان، أهمها: عدم تجريد منطقة جنوب لبنان من السلاح، وعدم وقف نشاط حزب الله فيه. بل على العكس، فقد أعاد حزب الله بناء معظم بنيته التحتية العسكرية في المنطقة. وبحسب بعض التقديرات، لديه الآن آلاف الصواريخ التي يبلغ مداها 110 كيلومترات، ومئات الأسلحة المضادة للدروع، ومئات الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات، وعشرات المدافع المضادة للطائرات وكميات كبيرة جداً من العبوات الناسفة الجانبية. هذه الوسائل القتالية داخل البلدات الشيعية في جنوب لبنان. الخلاصة أن نشطاء حزب الله في جنوب لبنان عادوا بالتدريج إلى نشاط منظم كما كانت عليه الحال قبل الحرب. أما عددهم، بحسب التقديرات، فيقارب عشرة آلاف شخص؛ ويبدو أن صفوف المقاتلين الذين قتلوا خلال الحرب (نحو 650) ملئت من جديد.
وقد تمت عملية إعادة البناء في ظل الحرص على عدم الظهور والامتناع عن الاحتكاك بالجيش اللبناني واليونيفيل. الأخيران يمتنعان، بدورهما، عن أية محاولة لدخول القرى الشيعية ومصادرة الوسائل القتالية. لم يجهد أحدهما نفسه بالوفاء بطلب إبعاد القوة المقاتلة لحزب الله عن الجنوب.
المشكلة أعظم في بقية الأراضي اللبنانية، حيث لم يُنزع سلاح حزب الله، فضلاً عن كونه أعاد بناء منظومته الصاروخية البعيدة المدى التي دمرت في الحرب. كما أن حظر نقل الوسائل القتالية إليه لم يطبق، وقامت سوريا وإيران بنقل كميات كبيرة من الأسلحة إلى الحزب من دون عوائق تقريباً. التقدير هو أن حزب الله اليوم قادر على أن يطلق على شمال الدولة ومركزها كمية مشابهة لتلك التي كانت في الحرب الأخيرة، فضلاً عن أن الكمية والنوعية ستزداد في المستقبل.
في أعقاب الحرب الأخيرة، وُجد الكثير من «الحكماء» الذين اتهموا، ولا يزالون يتهمون، (إيهود) باراك و(شاوول) موفاز بأنهما تغاضيا عن تنامي قوة حزب الله ولم يبادرا إلى أي عمل من أجل وقفها. أين جميع هؤلاء الحكماء الآن حيال تنامي قوة حزب الله حالياً؟
أنا أشك في أن تكون حكومة إسرائيل قادرة على فعل الكثير في مواجهة هذا الواقع المتبلور، إلا أن سعيها لأن تعرض صورة وردية فقط أمام الجمهور، وعدم مبادرتها، على الأقل، إلى حملة إعلامية مضادة لعدم تطبيق القرار 1701، يولدان وهماً عذباً. الهدوء في الشمال هو ثمرة قرار استراتيجي لكل من حزب الله وسوريا وإيران. أما نقضه فهو مسألة وقت وظروف فقط.